بحضور الآلاف... البابا يبدأ في أربيل إحياء أكبر قدّاس له بالعراق

بابا الفاتيكان لدى وصوله إلى ملعب فرانسو الحريري في إربيل لإحياء أكبر قداس له خلال زيارته للعراق (د.ب.أ)
بابا الفاتيكان لدى وصوله إلى ملعب فرانسو الحريري في إربيل لإحياء أكبر قداس له خلال زيارته للعراق (د.ب.أ)
TT

بحضور الآلاف... البابا يبدأ في أربيل إحياء أكبر قدّاس له بالعراق

بابا الفاتيكان لدى وصوله إلى ملعب فرانسو الحريري في إربيل لإحياء أكبر قداس له خلال زيارته للعراق (د.ب.أ)
بابا الفاتيكان لدى وصوله إلى ملعب فرانسو الحريري في إربيل لإحياء أكبر قداس له خلال زيارته للعراق (د.ب.أ)

بدأ البابا فرنسيس الأحد إحياء أكبر قداس له في زيارته التاريخية إلى العراق في ملعب في أربيل بحضور آلاف المصلين، كما شاهد صحافيون في الصحافة الفرنسية.
وفيما يتسع هذا الملعب لعشرين ألف شخص، إلا أنه لم يمتلئ تماماً بالحضور، على خلفية تفشي وباء كوفيد - 19، في وقت لا يزال العراق بالمراحل الأولى من حملة التلقيح ضد الفيروس، علماً بأن البابا نفسه قد تلقى لقاحاً.
واكتظت شوارع مدينة أربيل بعشرات الآلاف من المواطنين لاستقبال موكب البابا فرنسيس الذي وصل المدينة برا قادما من محافظة نينوى، وشق طريقه في المدينة بصعوبة وسط المحتشدين الذين حملوا أعلام العراق والفاتيكان وإقليم كردستان وهتفوا بأهازيج للتعبير عن فرحتهم وابتهاجهم بزيارة بابا الفاتيكان.
وجرى اتخاذ إجراءات أمنية مشددة وإغلاق عدد من الشوارع في أربيل بمشاركة مروحيات الجيش العراقي.
وقام البابا فرانسيس لدى وصوله مكان القداس في ملعب فرنسوا حريري بتحية الحضور عبر سيارة مكشوفة حيث لوح لهم بيده وهو محاط بإجراءات أمنية مشددة.
وشارك في مراسم القداس الذي يعد الأول من نوعه في تاريخ العراق وإقليم كردستان نحو 10 آلاف مواطن تجمعوا بساحة ملعب فرنسوا حريري ومدرجات الملعب الذي يتسع لنحو 19 ألف متفرج حيث تم نصب منصة خاصةً لأداء القداس.
وكان ملعب فرنسوا حريري قد شيد تخليدا للسياسي الكردي الآشوري الذي اغتيل في مدينة أربيل عام 2001.
وتقدم الحضور رئيس إقليم كردستان نيجيرفان بارزاني ورئيس حكومة الإقليم مسرور برزاني وممثلة الأمين العام للأمم المتحدة في العراق جينين هينس بلاسخارت ورجال دين.
وكان رئيس إقليم كردستان العراق أكد التزام الإقليم بالسلام والحريات الدينية، مثمناً تضحيات البيشمركة في الدفاع عن هذه القيم. وقال بارزاني، في تغريدة نشرها بمناسبة وصول بابا الفاتيكان فرنسيس إلى كردستان: «يشرفني أن أستقبل البابا فرنسيس في أربيل»، وأضاف «مع بدء الزيارة الرسولية في كردستان، نكرر التزامنا الدائم بالسلام والحرية الدينية والأخوة».
وأضاف «كما نتذكر أبطال البيشمركة وكل من قدم التضحيات للدفاع عن السلام والحرية لجميع العراقيين».
وتحظى زيارة بابا الفاتيكان للعراق، التي تعد الأولى من نوعها، باهتمام وترحيب رسمي وشعبي كبير حيث تكرس وسائل الإعلام العراقية بثها لهذه الزيارة التاريخية والنتائج المرجوة منها لدعم حالة التعايش والتسامح والمحبة بين الأديان والطوائف العراقية.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.