ثروت عكاشة... مائة عام من التأسيس الثقافي

ثروت عكاشة... مائة عام من التأسيس الثقافي
TT

ثروت عكاشة... مائة عام من التأسيس الثقافي

ثروت عكاشة... مائة عام من التأسيس الثقافي

احتفى العدد الجديد من مجلة «الثقافة الجديدة»، مارس (آذار) 2021 بمئوية الراحل ثروت عكاشة، في ملف خاص بعنوان «ثروت عكاشة... مائة عام من التأسيس الثقافي» شارك فيه مجموعة من الكتاب والمثقفين عبر عدة قراءات في مشروعه الشامل لتطوير العمل الثقافي.
وذكر رئيس تحرير المجلة الشاعر والباحث مسعود شومان، في افتتاحية العدد، أن ثروت عكاشة يبقى حاضراً في الذاكرة كلما أطلت كلمة ثقافة في الأفق، فحين نذكره تتوقد المخيلة راسمة الرجل/ المشروع، والمثقف العضوي، والوزير الاستثناء، والمترجم العلامة، والمؤسس الرمز، يتجلى فرداً في مشروع دولة كانت عينها على الثقافة، وأفقها يتوجه للجمهور من الفقراء والمهمشين في شتى مناحي الإبداع. وكتب محمد السيد عيد «الفارس في وزارة الثقافة»، بينما جاء مقال عز الدين نجيب بعنوان «رائد النهضة الثقافية»، ونشر سعد عبد الرحمن مقالاً بعنوان «فارس الثقافة الجماهيرية». أما رجب سعد السيد فقد تناول ترجمات عكاشة عبر مقاله «الجنرال مترجماً»، وروى د. حسين عبد البصير «تفاصيل قصة إنقاذ آثار النوبة»، وساهم محمد سيد ريان بموضوع تناول فيه رمزية عكاشة بعنوان «السد العالي للثقافة»، وألقى د. أحمد محمود يونس الضوء على «الفنون الشعبية في مشروع عكاشة الثقافي»، فيما تطرق أحمد محمد الشريف إلى «إسهامات ثروت عكاشة في المسرح وفنون الفرجة»، وجاءت شهادة يسرى حسان بشهادة عنوانها «الرجل الاستثناء»، أما د. جمال العسكري فقد قدم «قراءة في عقل ثروت عكاشة»، واختتم الملف ببليوجرافيا عن ثروت عكاشة.
وبالعدد ملف خاص آخر عن القاص الراحل سعيد الكفراوي، شارك فيه بالدراسات والشهادات مجموعة من الكتاب والنقاد؛ فكتبت اعتدال عثمان «سعيد الكفراوي... الحاضر في الغياب»، وتناول د. سامي سليمان أحمد «بلاغة صورة الاغتراب السردية والدلالات الثقافية»، ونشر سيد الوكيل «في وداع راهب القصة القصيرة»، وقدم أحمد عامر «مفاتيح لقراءة وتأويل النص في قصصه»، وركزت شهادة شعبان يوسف «ونسة سعيد الكفراوي» على تفاصيل جمالية وإنسانية ثرية، فيما كتب د. رامي المنشاوي عن «تجليات الموت في عالمه القصصي»، وجاءت شهادة جار النبي الحلو بعنوان «في محبة الحكايات» طارحاً علاقته بالتراث الشعبي وبحكايات قريته، وكتب طارق إمام ناعياً سعيد الكفراوي شهادة محبة بعنوان «الوصية»، واختتم الملف ببليوجرافيا للكاتب الراحل.
ونشر باب «فضاءات إبداعية»، مجموعة من القصائد، تنوعت بين الفصحى والعامية لمجموعة من الشعراء، منهم: عزت الطيري، كريمة ثابت، أحمد اللاوندي، عاطف الشيمي، ديمة محمود، مروة أبو ضيف. إضافة لمجموعة من القصص القصيرة لعدد من الكتاب، منهم منير عتيبة، نوار ناجي، علاء النادي، وجمال بربري.
وفي باب «الصوت واللون والحرية» مجموعة من الترجمات والحوارات؛ بينها ثلاث قصائد مترجمة لثلاث شاعرات غربيات/ ترجمة: أميرة الوصيف، وحوار مع الشاعر درويش الأسيوطي.
واحتفى العدد أيضاً بلوحات الفنان السكندري محمد حامد عويس، وتجسيده لمشاعر الفلاحين والصيادين والحرفيين والحلاقين والبنائين والباعة في الأسواق.
المجلة تصدر عن الهيئة العامة لقصور الثقافة برئاسة د. أحمد عواض، ويرأس تحريرها الشاعر والباحث مسعود شومان ويدير تحريرها الشاعر محمود خير الله وسكرتير التحرير الناقد مصطفى القزاز.



مغامرات لونية من وحي الموالد يخوضها الفنان المصري سمير فؤاد

مراحل فنية متعددة قدمها الفنان في معرضه الأحدث (الشرق الأوسط)
مراحل فنية متعددة قدمها الفنان في معرضه الأحدث (الشرق الأوسط)
TT

مغامرات لونية من وحي الموالد يخوضها الفنان المصري سمير فؤاد

مراحل فنية متعددة قدمها الفنان في معرضه الأحدث (الشرق الأوسط)
مراحل فنية متعددة قدمها الفنان في معرضه الأحدث (الشرق الأوسط)

الدخول إلى عالم الفنان التشكيلي المصري سمير فؤاد أشبه بمغامرة محفوفة بالمخاطر، تتضمن عدداً من المنعطفات الزمنية والمغامرات اللونية التي خاضها على مدى 60 عاماً، لتجذب المتلقّي في كثير من الأحيان نحو بئر من النوستالجيا.

ما بين لوحات مشبعة بـ«اللحم» وأخرى خارجة لتوّها من وحي الموالد والطقوس الشعبية وحكايات «ألف ليلة وليلة»، وثالثة يستعيد فيها الفنان إعلانات وسينما زمن الفن الجميل، تتجلّى الألوان لتبوح بأسرار تلك العوالم المتعددة الكامنة في اللوحات.

الألوان رهان مهم في لوحات الفنان سمير فؤاد (الشرق الأوسط)

في معرضه الأحدث بـ«غاليري بيكاسو» في الزمالك (غرب القاهرة) المستمر حتى 30 يناير (كانون الثاني) الحالي، يستعرض الفنان سمير فؤاد عالمه الفني عبر 34 لوحة، تُمثل مراحل مختلفة، وربما حالات ومقامات متعددة، في حين يعدّ المعرض الفردي الـ24 في مشواره الفني.

«لحم»، «شهرزاد ترقص»، «الندّاهة»، «مقامات»، «حنين»، «طعم الزمن»، «مدينة الدواجن»، أسماء منتقاة لمعارض فردية قدّمها الفنان خلال مشواره، الذي بدأه بمعرض فردي في لندن عام 1971.

تعدّ الألوان من الرهانات الأساسية في أعمال فؤاد، إلى جانب الشخوص أو الكتل البشرية، فهي تحكي وتصرخ وتهمس وتمنح العمل الفني بعداً بصرياً جذاباً ومخاتلاً في الوقت نفسه يدعوه للتأمل والتفكير.

الفنان سمير فؤاد قدم تجربة فنية بأبعاد مختلفة (الشرق الأوسط)

يتحدّث فؤاد عن هذا الجانب، موضحاً أن «اللون حالة يُشبه الموسيقى، أعد الألوان مقامات مثل الموسيقى تماماً، يعني مثلاً الأزرق والبنفسجي والأحمر قد تقابل مقامات مثل الرصد والحجاز والنهاوند، فاللون بالنسبة لي أعدّه رهاناً يضع المتلقي داخل الحالة، وكل لوحة تُحدد لونها الخاص حسب طبيعتها».

ورغم أنه من مواليد مصر الجديدة (1944)، الذي يعدّ أحد الأحياء الراقية في مصر، فإنه انجذب إلى الأحياء الشعبية والموالد والتفاصيل الكثيرة التي تُعبر عن أحوال البسطاء، ورصدها بوعي فني، وأسلوب يُميز أعماله.

ويوضح الفنان لـ«الشرق الأوسط» أن «هذا المعرض يُمثل ما أراه أهم التجارب التي قدمتها في مسيرتي الفنية وليس جميعها، هناك تجربتي في معرض (لحم) و(الموسيقيون) و(اتجاه واحد) ومرحلة الألوان المائية، وكذلك المرحلة الجديدة في 2024 موجودة».

من أعمال الفنان سمير فؤاد (الشرق الأوسط)

وحول اهتمامه واحتفائه بالموتيفات الشعبية التي تظهر في أكثر من عمل، يقول فؤاد: «الموتيفات الشعبية تُمثل جزءاً كبيراً من مشواري الفني، رغم أنني من مواليد مصر الجديدة، الذي كان يعدّ حياً (كوزموبوليتانياً) في القاهرة، به المصريون والأرمن واليونانيون وغيرهم، إلا أنني هويت رسم الموالد والمراجيح وكذلك الراقصات الشرقيات».

وتعدّ الموالد الحدث الفلكلوري الأبرز الذي يُكثف الحالة الشعبية المصرية، فتجد فيها كل شيء، الزينة والملابس والرقص والغناء والذكر، وكانت فترة السبعينات والثمانينات ثرية جدّاً وملهمة للغاية بالنسبة للفنان الذي يقول «كانت الموالد بالنسبة لي تُشبه كرنفالات الشوارع في أميركا الجنوبية».

معرض «لحم» من المراحل المهمة في مسيرة سمير فؤاد (الشرق الأوسط)

يستعين سمير فؤاد بالموديل الحي ليرسم الشخصيات، ثم يكسبها المعنى المراد عبر تكوينات لونية متنوعة، ويرفض فكرة الانتماء لمدرسة فنية بعينها، موضحاً أن «المدارس الفنية ارتبطت بالجماعات أو المجموعات التي تتلاقى أفكارهم وأمزجتهم، لكن حالياً لم تعد هناك مجموعات فنية، خصوصاً بعد تطور وسائل الاتصال والتواصل، ولم يعد الناس يلتقون أو يتجمعون مثل السابق، ومن ثم لم تعد هناك مجموعات فنية، كما أن الفن أصبح غاية في التنوع، كل فنان له طابعه الخاص وأسلوبه المميز».

الموسيقيون من المراحل المميزة في مشوار سمير فؤاد (الشرق الأوسط)

قدّم سمير فؤاد أول معارضه الفنية في لندن، وشارك في عدد من المعارض الجماعية بدول أخرى حول العالم، ويلفت إلى أنه عرض كثيراً بالخارج ضمن مجموعات، عادّاً أن «الفارق في استقبال الفن في الخارج عنه بمصر والدول العربية هو وعي المتلقي الذي يعيش بالخارج وسط متاحف مفتوحة ومقومات بصرية تصنع ذائقته، في حين أن المتلقي هنا يحتاج إلى بعض المشاكسة، وإلى مَن يأخذ بيده بعض الشيء ليساعده في قراءة اللوحة، وتلمُّس أبعادها الجمالية».