حزب صالح يرفض إجراءات الحوثيين وتواصل المواقف السياسية ضدهم

مصدر مقرب: الرئيس السابق يسخر من الحوثيين والرئيس هادي

علي عبد الله صالح
علي عبد الله صالح
TT

حزب صالح يرفض إجراءات الحوثيين وتواصل المواقف السياسية ضدهم

علي عبد الله صالح
علي عبد الله صالح

قال مصدر مقرب من الرئيس السابق علي عبد الله صالح إن الأخير أعلن رفضه لما يسمى الإعلان الدستوري الذي أعلنه الحوثيون، وسخر صالح بحسب الصحافي نبيل الصوفي من هذا الإعلان وقال: «إن الإعلان الدستوري يأتي من رئيس دستوري يعلن الإعلان مستندا لذات الدستور، وليس أي إعلان سياسي، يمكن تسميته إعلان دستوري»، مشيرا إلى أن موقف صالح من إعلان الجماعة التي يتهم بالتحالف معها، جاء خلال لقاء للرئيس السابق مع صحافيين مصريين وسويديين، ولفت الصوفي إلى أن «صالح اعتبره إعلانا سياسيا، صادرا عن جماعة الحوثي، من طرف واحد» موضحا بأن صالح «أكد أن حوار القوى السياسية لا يزال قائما، للخروج من المأزق الذي أوصلتنا إليه طريقة الرئيس السابق وتحالف الفترة الانتقالية الذين عبثوا بالدستور وبالمبادرة وباليتها التنفيذية وبمخرجات الحوار»، وقد علمت «الشرق الأوسط» من مصادرها، أن صالح استغرب من هذا الإعلان، وقال: «كيف لواحد قبيلي أن يصدر إعلانا دستوريا». وأصدرت اللجنة العامة في حزب المؤتمر الشعبي العام الذي يرأسه صالح بيانا صحافيا يوضح موقفها من الإعلان الحوثي، وعبر «المؤتمر وأحزاب التحالف الوطني الديمقراطي، عن أسفهم للمسار الذي أخذته الأحداث في ضوء الإعلان الصادر عن أنصار الله وهو ما يعتبر تعديا على الشرعية الدستورية، ومخالفا للمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، ومخرجات الحوار الوطني المتوافق عليها، واتفاق السلم والشراكة الوطنية»، مؤكدا على أن «دستور الجمهورية اليمنية النافذ والمستفتى عليه، هو عقد اجتماعي بين جميع أبناء الوطن اليمني الواحد، والمساس به هو مساس بكل مكتسبات الوطن والشعب وفي مقدمتها الوحدة اليمنية»، ودعا البيان «كل القوى السياسية لسرعة الالتئام والعودة إلى طاولة الحوار للاتفاق على معالجة كل الاختلالات وفقا للمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات الحوار الوطني المتوافق عليها واتفاق السلم والشراكة الوطنية وتوافق القوى السياسية على الحل الدستوري».
تواصلت لليوم الثاني على التوالي المواقف الشعبية والسياسية الرافضة لما يسمى الإعلان الدستوري الذي أعلنته جماعة الحوثيين أول من أمس، بالتزامن مع حملة قمع واسعة واختطافات طالت ناشطين وإعلاميين في العاصمة صنعاء وعدد من المدن.
وخرج عشرات الآلاف من اليمنيين في مسيرات حاشدة في كل من العاصمة صنعاء، والحديدة، والبيضاء، وذمار، وإب، وتعز، أكدت رفضها القاطع للحوثيين، ونددت بموقف المجتمع الدولي تجاه جماعة الحوثي والذي لم يكن بمستوى الانقلاب المسلح كما سموه، وفرق مسلحو الحوثي تظاهرات صنعاء، بالهراوات والرصاص الحي، واعتدوا على عدد من الناشطين، وحاصر مسلحو الحوثي مسيرة شبابية انطلقت من جامعة صنعاء، ونشرت العشرات من المسلحين بزي مدني وعسكري، في الشوارع المحيطة، ولاحقت المشاركين في المسيرة واختطفوا أكثر من 13 ناشطا خلال يومين من المسيرات من بينهم صحافيون، وقالت الناشطة الإعلامية فاطمة الأغبري لـ«الشرق الأوسط»: «إن المسلحين ينتشرون على شكل مجموعات بالشوارع التي يتجمع فيها شباب المسيرات ويقومون بتفريقهم وملاحقتهم في الشوارع ثم يتم اختطافهم بشكل فردي، في سيارات خاصة بهم، وتضعهم في سجون مركز الشرطة ومعتقلات مجهولة، ومن يقاومونهم يطلقون عليه النار كما حدث في مسيرة أمس السبت بصنعاء».
وشهدت محافظة تعز وسط البلاد، أضخم التظاهرات المناهضة للحوثيين، وشارك آلاف المحتجين الغاضبين من أبناء المحافظة في شوارعها التي ازدحمت بهم، ورفعوا لافتات وشعارات تندد بالانقلاب، ونفذوا اعتصاما أمام مقر السلطة المحلية، مطالبين بالإعلان عن الحكم الذاتي لإقليم الجند الذي يضم تعز ومحافظة إب المجاورة لها، واختطف مسلحون موالون للحوثيين أحد الناشطين ويدعى أحمد الوافي واقتادوه إلى جهة مجهولة، وأصدرت أحزاب تكتل المشترك ومنظمات المجتمع المدني والشخصيات الاجتماعية في تعز، بيانا صحافيا، حذرت فيه من التداعيات الخطيرة التي تشهدها البلاد، والانقسامات العميقة التي تهدد وحدة البلاد ونسيجها الاجتماعي، وأكد البيان على ضرورة تجنيب المحافظة ويلات الصراعات والانقسام، وعدم القبول بأي قرارات تأتي من المركز، وندد البيان بما حصل في صنعاء باعتباره انقلابا مكتمل الأركان على العملية السياسية والبلد وتصرفا أحاديا. وفي ذمار وسط البلاد سخر المناهضون للحوثيين من الإعلان الدستور، وخرج الناشطون في مسيرات احتجاجية تحمل نعشا مكتوبا عليه الإعلان الدستوري، وأكد المشاركون رفضهم للانقلاب ورفعوا شعارات تندد بالحوثيين ومن تحالف معهم، وأعلنوا استمرار احتجاجاتهم حتى سحب جماعة الحوثي لمسلحيهم من المدن، ووصف بيان صادر عن المسيرة أن ما أعلنه الحوثي لا يمثل الشعب، وهو يمثلهم وحدهم، وعدوه امتدادا للانقلاب الذي نفذوه في 21 سبتمبر (أيلول) 2014، وفي محافظة إب دعا المحتجون سلطات الدولة في المحافظات التي لا تخضع لسيطرة الحوثيين إلى عدم التعامل مع ما أعلنوه، وأوضح المشاركون في المسيرة التي طافت شوارع المدينة، صنعاء بالعاصمة المحتلة.
من جانبها دعت هيئة الاصطفاف الشعبي التي شكلت عام 2014، لمناصرة الرئيس عبد ربه منصور هادي، إلى مواجهة الانقلاب بالطرق السلمية واستعادة الدولة، وطالبت الهيئة في بيان صحافي، الأحزاب والقوى السياسية إلى رفض ما يسمى الإعلان الدستوري، وحذرت من «خطورته في إلغاء مؤسسات الدولة، وإدخال البلاد في فوضى وخراب»، بحسب البيان. وجدد حزب الرشاد، موقفنا السابق الرافض لأي حوارات تحت التهديد وقوة السلاح وسلطة الأمر الواقع، وذكر الحرب في بيان صحافي أمس، أن «الإعلان الانقلابي للحوثيين يؤسس لاختزال السلطة والعملية السياسية في مكون وجهة معينة دون سائر مكونات الشعب السياسية والمجتمعية والمؤسسات الدستورية»، وطالبوا الحوثيين «بتغليب مصلحة الشعب اليمني والتوافق مع بقية مكوناته بعيدا عن لغة السلاح، مشددا على أهمية «التراجع عن كل ما فرضته من تاريخ 21 سبتمبر وعدم المضي في جر اليمن للمجهول».
وفي السياق الآخر، أعلنت مكونات سياسية مباركتها للحوثيين، ورحب حزبا الحق والأمة، المقربان من الحركة بالإعلان الدستوري، وأكدا «مباركتها وتأييدها للإعلان الصادر عن اللجان الثورية اليمنية»، والذي ينظم المرحلة الانتقالية على أسس الشراكة الوطنية وبناء الدولة المنشودة، ويهدف للوصول باليمن إلى بر اﻷمان بحسب البيانات.
من جانبه حذر قيادي في حركة الحوثيين، الأطراف التي قد تتخذ مواقف سلبية من الإعلان الدستوري، وقال رئيس المجلس السياسي للجماعة صالح الصماد، إن هذه الأطراف لن تجني غير الخسارة والهوان، وأكد في تصريح له أمس، إنه: «في حال أقدمت بعض القوى في الداخل على اتخاذ مواقف سلبية، فإنها لن تكون بمنأى عن أي تداعيات قد تحصل جراء مواقفها»، ولفت إلى أن «مصلحة القوى الخارجية تقتضي أن تقف مع جماعته»، وقلل الصماد من أي مواقف خارجية ضد حركته، وقال: «لن تثنينا أي مواقف مضادة قد تتبناها أي قوى خارجية»، وبرر الصماد، الإعلان الدستوري، بأنه «جاء ليحسم خيارات كثيرة كانت تستغل لتضييع الوقت رغم عدم جدواها إلى مسار عام الجميع متوافق عليه لولا المكايدات السياسية».



تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.