«النواب» المغربي يصادق على «القاسم الانتخابي» المثير للجدل

سعد الدين العثماني رئيس الحكومة المغربية (ماب)
سعد الدين العثماني رئيس الحكومة المغربية (ماب)
TT

«النواب» المغربي يصادق على «القاسم الانتخابي» المثير للجدل

سعد الدين العثماني رئيس الحكومة المغربية (ماب)
سعد الدين العثماني رئيس الحكومة المغربية (ماب)

صادق مجلس النواب المغربي (الغرفة الأولى في البرلمان)، في ساعة مبكرة من صباح أمس، وخلال جلسة صاخبة، على مشروع القانون التنظيمي المتعلق بمجلس النواب، الذي يتضمن احتساب القاسم الانتخابي المثير للجدل، على أساس المسجلين في اللوائح الانتخابية، وليس على أساس المصوتين، وذلك بأغلبية 162 صوتا مقابل 104 أصوات.
وصوتت ثلاثة أحزاب من المعارضة، هي «الاستقلال» و«الأصالة والمعاصرة»، و«التقدم والاشتراكية»، على التعديل. إضافة إلى أربعة أحزاب من الأغلبية الحكومية، هي «التجمع الوطني للأحرار»، و«الاتحاد الدستوري»، و«الحركة الشعبية»، و«الاتحاد الاشتراكي»، فيما بقي حزب العدالة والتنمية وحده رافضا احتساب القاسم الانتخابي على أساس المسجلين في اللوائح الانتخابية، معتبرا أنه يستهدفه، وصوت 104 من برلمانييه ضد المقترح.
وعرفت الجلسة العمومية، التي كان مقررا افتتاحها في الساعة الرابعة من مساء أول من أمس، توقفا لحوالي ثلاث ساعات، بعدما رفض رئيس المجلس، الحبيب المالكي، الشروع في الجلسة، وتحفظ على الحضور المكثف لنواب حزب العدالة والتنمية، الذين تعبؤوا للتصويت ضد المشروع، دون أن يحترموا الإجراءات الصحية المتفق عليها، والتي تقتضي تقليص عددهم في الجلسة.
وبعد مفاوضات مكثفة استمرت عدة ساعات، تم الاتفاق على السماح لهم بحضور الجلسة مع التباعد داخل القاعة، فيما قامت الفرق البرلمانية الأخرى باتصالات مكثفة لاستدعاء النواب، الذين يقطنون في المدن القريبة من الرباط، حيث يوجد مقر مجلس النواب، وجرت عملية التصويت على النص المثير للجدل.
وانتقد النائب مصطفى الإبراهيمي، رئيس فريق العدالة والتنمية بمجلس النواب، خلال مداخلته أمام المجلس «اصطفاف الأغلبية إلى جانب المعارضة»، لتعديل القاسم الانتخابي، معتبرا أن ذلك يمثل «مشكلا سياسيا» لأن أحزابا في الأغلبية صوتت «ضد الحكومة».
وأكد الإبراهيمي أن موقف حزبه مبدئي «أملته اعتبارات عديدة»، واقتضاه «الانتصار لمبدأ الاختيار الديمقراطي في الدستور». بيد أن النائب توفيق كميل، رئيس «فريق التجمع الدستوري» (تحالف داخل الأغلبية بين حزبي التجمع الوطني للأحرار والاتحاد الدستوري)، اعتبر أن التعديلات تستهدف «تجويد المنظومة الانتخابية لفائدة جميع مكونات المشهد الحزبي الوطني». وقال في مداخلته خلال المناقشة العامة بالمجلس إن فريقه «يستهدف تحقيق العدالة السياسية والاجتماعية والمجالية، عبر التمثيل الفعلي والصادق للفعاليات التي تزخر بها بلادنا»، مشددا على أن وازع الفريق «هو روح التضامن والتماسك، ونبذ النزعة الفردانية، والإغراق في الذات الحزبية، وتهميش الآخرين بوضع العراقيل والحواجز القانونية، باسم الأغلبية العددية على حساب التعددية النوعية».
وصادق مجلس النواب، بالإضافة إلى القانون التنظيمي المتعلق بمجلس النواب، على مشروع قانون تنظيمي يتعلق بمجلس المستشارين، ومشروع قانون تنظيمي متعلق بانتخاب أعضاء مجالس الجماعات الترابية (الجهات والبلديات)، إضافة إلى مشروع قانون تنظيمي متعلق بالأحزاب السياسية.
وينتظر أن تحال هذه النصوص على مجلس المستشارين الغرفة الثانية في البرلمان للمصادقة عليها.



بلينكن في الأردن مستهِلاً جولته لبحث الأزمة في سوريا

أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)
أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)
TT

بلينكن في الأردن مستهِلاً جولته لبحث الأزمة في سوريا

أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)
أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)

وصل وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن (الخميس) إلى الأردن، مستهِلاً جولة لبحث الأزمة في سوريا بعد إطاحة الرئيس السوري بشار الأسد، وفق ما أفاد صحافي من «وكالة الصحافة الفرنسية» كان ضمن فريق الصحافيين المرافق له في الطائرة.

وقال مسؤولون أميركيون، للصحافيين المرافقين، إن بلينكن المنتهية ولايته سيلتقي العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، ووزيرَ خارجيته في مدينة العقبة (نحو 325 كيلومتراً جنوب عمان) على البحر الأحمر، في إطار سعيه إلى عملية «شاملة» لاختيار أعضاء الحكومة السورية المقبلة. وفور وصوله، توجَّه بلينكن إلى الاجتماع، ومن المقرر أن يسافر في وقت لاحق من اليوم إلى تركيا.

ودعا بلينكن إلى عملية «شاملة» لتشكيل الحكومة السورية المقبلة تتضمَّن حماية الأقليات، بعدما أنهت فصائل معارضة بقيادة «هيئة تحرير الشام» حكم بشار الأسد المنتمي إلى الطائفة العلوية التي تُشكِّل أقلية في سوريا.

وقالت وزارة الخارجية الأميركية، لدى إعلانها عن جولة بلينكن، إنه سيدعو إلى «قيام سلطة في سوريا لا توفر قاعدة للإرهاب أو تُشكِّل تهديداً لجيرانها»، في إشارة إلى المخاوف التي تُعبِّر عنها كل من تركيا، وإسرائيل التي نفَّذت مئات الغارات في البلد المجاور خلال الأيام الماضية. وأشار المتحدث باسم وزارة الخارجية ماثيو ميلر إلى أنه خلال المناقشات في العقبة على البحر الأحمر «سيكرر بلينكن دعم الولايات المتحدة لانتقال جامع (...) نحو حكومة مسؤولة وتمثيلية». وسيناقش أيضاً «ضرورة (...) احترام حقوق الأقليات، وتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية، ومنع تحول سوريا إلى قاعدة للإرهاب أو أن تُشكِّل تهديداً لجيرانها، وضمان تأمين مخزونات الأسلحة الكيميائية وتدميرها بشكل آمن». وهذه الزيارة الثانية عشرة التي يقوم بها بلينكن إلى الشرق الأوسط منذ 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، وهجوم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على إسرائيل، التي ردَّت بحملة عنيفة ومُدمِّرة ما زالت مستمرة على قطاع غزة.

وانتهت رحلة بلينكن السابقة بخيبة أمل بعد فشله في تأمين صفقة تنهي فيها إسرائيل و«حماس» الحرب في مقابل إطلاق سراح الرهائن المحتجزين في غزة. وسيغادر بلينكن منصبه في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل مع إدارة الرئيس جو بايدن.

ووصف الرئيس المنتخب دونالد ترمب الوضع في سوريا بـ«الفوضى». وقال إن الولايات المتحدة لا ينبغي أن تتدخل، رغم أنه لم يوضح السياسة الأميركية منذ سقوط الأسد.