ولاية نيويورك تجرد الحاكم كومو من صلاحيات الطوارئ

على خلفية فضائحه الأخلاقية وتصاعد المطالبة باستقالته

الحاكم أندرو كومو (يسار) يواجه اتهام ثلاث نساء له بالتحرش بهن جنسياً (أ.ب)
الحاكم أندرو كومو (يسار) يواجه اتهام ثلاث نساء له بالتحرش بهن جنسياً (أ.ب)
TT

ولاية نيويورك تجرد الحاكم كومو من صلاحيات الطوارئ

الحاكم أندرو كومو (يسار) يواجه اتهام ثلاث نساء له بالتحرش بهن جنسياً (أ.ب)
الحاكم أندرو كومو (يسار) يواجه اتهام ثلاث نساء له بالتحرش بهن جنسياً (أ.ب)

صوّت مجلسا الشيوخ والنواب في ولاية نيويورك على تجريد الحاكم أندرو كومو من سلطات الطوارئ الاستثنائية التي يتمتع بها، قائلين إن ظروف وباء كوفيد - 19 الحالية، لم تعد تبرر السلطات الموسعة التي مُنحت له العام الماضي. ورغم ذلك يسمح التشريع للمحافظ بتمديد الأوامر التي أصدرها بالفعل. جاء ذلك في الوقت الذي تتفاعل فيه تداعيات الفضائح التنفيذية والشخصية التي تلاحق الحاكم، على خلفية إخفائه الأرقام الحقيقية للمتوفين في دور رعاية العجزة بسبب جائحة كورونا، واتهام ثلاث نساء له بالتحرش بهن جنسيا، وتصاعد المطالبة باستقالته. ووافق المجلسان اللذان يسيطر عليهما الديمقراطيون على التشريع في تصويت حصل على أغلبية 43 صوتا مقابل 20 في مجلس الشيوخ، وعلى 107 مقابل 43 في مجلس النواب. وقال العديد من المشرعين الجمهوريين والديمقراطيين على حد سواء، إنهم صوتوا ضد المشروع لأنهم يعتقدون أنه لا يكفي من أجل استعادة السلطة التشريعية من السلطة التنفيذية التي يمثلها الحاكم. وقال السيناتور الجمهوري فريد أكشر إن كومو أصدر حوالي 96 أمرا خلال الوباء وإن الموافقة على القانون أسوأ من عدم القيام بأي شيء. وأضاف «ماذا يمكن لهذا الحاكم أن يفعل أكثر من ذلك؟».
من ناحيته أيد النائب الديمقراطي تشارلز بارون إقالة كومو، مؤكدا أنه لا يعتقد أن التشريع يذهب بعيدا بما يكفي لتجريده من السلطات الخاصة. واتهم كومو بعرقلة السلطة وإساءة استخدامها، وأنه صوت لصالح كل من النسختين الجمهورية والديمقراطية من مشروع القانون لإلغاء سلطات الطوارئ. ويسمح مشروع القانون الذي تبناه الشيوخ والنواب في نسخة موحدة، بتوجيهات الحاكم بشأن كورونا سارية المفعول لمدة 30 يوما. ولكن في حين أنه سيمنع كومو من إصدار أي توجيهات جديدة دون موافقة المشرعين، فإنه سيسمح أيضا بتمديد توجيهاته الحالية. وكان كومو قد اعتذر عن تصرفاته قائلا إنها قدمت «بطريقة جعلت الناس يشعرون بعدم الارتياح». لكنه نفى اتهامات التحرش الجنسي التي يجري المدعي العام في الولاية تحقيقات بشأنها ورفض الاستقالة. ويسعى مشرعو الولاية إلى تسريع العودة إلى الحياة الطبيعية في واحدة من أكبر المدن الأميركية وأهمها، للخروج من تأثيرات الإقفال التي فرضها الوباء، في ظل توسع عمليات التلقيح. وأصدر الحاكم قرارات جزئية تتيح فتح دور السينما والمسارح والمطاعم بسعة محددة واحترام قواعد التباعد الاجتماعي وتقليص قيود الحجر الصحي للمسافرين. لكن العديد من المشرعين طالبوا برفع أوامر كومو على الفور، وتبادلوا الاتهامات بسبب تعامله مع الوباء. وفيما ناقش العديد من المشرعين الأزمة السياسية الناجمة عن حكم كومو، أكدوا على أن ناخبي الولاية مستعدون للعودة إلى الحياة الطبيعية وإعادة فتح الشركات. وقال النائب الجمهوري روبرت سمولن «نطالب بالعودة إلى العمل. نطالب بإعادة أطفالنا إلى المدرسة». داعيا زملاءه لإلغاء القانون الذي منح كومو صلاحيات استثنائية العام الماضي. وقال المشرعون إنه مع انتهاء أسوأ حالات الطوارئ المتعلقة بالوباء، فقد حان الوقت لاستعادة توازن القوى. وقالت النائبة الجمهورية مارغوري بيرنز «هذه هي آخر فرصة جيدة يجب أن نعيد تأكيد أنفسنا فيها كمجلس تشريعي». ورغم ذلك يترك مشروع القانون أي صلاحيات طارئة كان يتمتع بها مكتب الحاكم قبل الجائحة كما هي، لكنه يقول أيضا إن الهيئة التشريعية يمكنها إنهاء حالة الطوارئ المتعلقة بالكارثة التي حلت بالولاية إذا وافق كلا المجلسين على قرار متزامن.



كندا: ترودو يستقيل من زعامة الحزب الليبرالي

TT

كندا: ترودو يستقيل من زعامة الحزب الليبرالي

ترودو متأثراً خلال إعلان استقالته في أوتاوا الاثنين (رويترز)
ترودو متأثراً خلال إعلان استقالته في أوتاوا الاثنين (رويترز)

أعلن رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو (53 عاماً) استقالته من منصبه، الاثنين، في مواجهة ازدياد الاستياء من قيادته، وبعدما كشفت الاستقالة المفاجئة لوزيرة ماليته عن ازدياد الاضطرابات داخل حكومته.

وقال ترودو إنه أصبح من الواضح له أنه لا يستطيع «أن يكون الزعيم خلال الانتخابات المقبلة بسبب المعارك الداخلية». وأشار إلى أنه يعتزم البقاء في منصب رئيس الوزراء حتى يتم اختيار زعيم جديد للحزب الليبرالي.

وأضاف ترودو: «أنا لا أتراجع بسهولة في مواجهة أي معركة، خاصة إذا كانت معركة مهمة للغاية لحزبنا وبلدنا. لكنني أقوم بهذا العمل لأن مصالح الكنديين وسلامة الديمقراطية أشياء مهمة بالنسبة لي».

ترودو يعلن استقالته من أمام مسكنه في أوتاوا الاثنين (رويترز)

وقال مسؤول، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، إن البرلمان، الذي كان من المقرر أن يستأنف عمله في 27 يناير (كانون الثاني) سيتم تعليقه حتى 24 مارس، وسيسمح التوقيت بإجراء انتخابات على قيادة الحزب الليبرالي.

وقال ترودو: «الحزب الليبرالي الكندي مؤسسة مهمة في تاريخ بلدنا العظيم وديمقراطيتنا... سيحمل رئيس وزراء جديد وزعيم جديد للحزب الليبرالي قيمه ومثله العليا في الانتخابات المقبلة... أنا متحمّس لرؤية هذه العملية تتضح في الأشهر المقبلة».

وفي ظل الوضع الراهن، يتخلف رئيس الوزراء الذي كان قد أعلن نيته الترشح بفارق 20 نقطة عن خصمه المحافظ بيار بوالييفر في استطلاعات الرأي.

ويواجه ترودو أزمة سياسية غير مسبوقة مدفوعة بالاستياء المتزايد داخل حزبه وتخلّي حليفه اليساري في البرلمان عنه.

انهيار الشعبية

تراجعت شعبية ترودو في الأشهر الأخيرة ونجت خلالها حكومته بفارق ضئيل من محاولات عدة لحجب الثقة عنها، ودعا معارضوه إلى استقالته.

ترودو وترمب خلال قمة مجموعة العشرين في هامبورغ 8 يوليو 2017 (رويترز)

وأثارت الاستقالة المفاجئة لنائبته في منتصف ديسمبر (كانون الأول) البلبلة في أوتاوا، على خلفية خلاف حول كيفية مواجهة الحرب التجارية التي تلوح في الأفق مع عودة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب إلى البيت الأبيض.

وهدّد ترمب، الذي يتولى منصبه رسمياً في 20 يناير، بفرض رسوم جمركية تصل إلى 25 في المائة على السلع الكندية والمكسيكية، مبرراً ذلك بالأزمات المرتبطة بالأفيونيات ولا سيما الفنتانيل والهجرة.

وزار ترودو فلوريدا في نوفمبر (تشرين الثاني) واجتمع مع ترمب لتجنب حرب تجارية.

ويواجه ترودو الذي يتولى السلطة منذ 9 سنوات، تراجعاً في شعبيته، فهو يعد مسؤولاً عن ارتفاع معدلات التضخم في البلاد، بالإضافة إلى أزمة الإسكان والخدمات العامة.

ترودو خلال حملة انتخابية في فانكوفر 11 سبتمبر 2019 (رويترز)

وترودو، الذي كان يواجه باستهتار وحتى بالسخرية من قبل خصومه قبل تحقيقه فوزاً مفاجئاً ليصبح رئيساً للحكومة الكندية على خطى والده عام 2015، قاد الليبراليين إلى انتصارين آخرين في انتخابات عامي 2019 و2021.

واتبع نجل رئيس الوزراء الأسبق بيار إليوت ترودو (1968 - 1979 و1980 - 1984) مسارات عدة قبل دخوله المعترك السياسي، فبعد حصوله على دبلوم في الأدب الإنجليزي والتربية عمل دليلاً في رياضة الرافتينغ (التجديف في المنحدرات المائية) ثم مدرباً للتزلج على الثلج بالألواح ونادلاً في مطعم قبل أن يسافر حول العالم.

وأخيراً دخل معترك السياسة في 2007، وسعى للترشح عن دائرة في مونتريال، لكن الحزب رفض طلبه. واختاره الناشطون في بابينو المجاورة وتعد من الأفقر والأكثر تنوعاً إثنياً في كندا وانتُخب نائباً عنها في 2008 ثم أُعيد انتخابه منذ ذلك الحين.

وفي أبريل (نيسان) 2013، أصبح زعيم حزب هزمه المحافظون قبل سنتين ليحوله إلى آلة انتخابية.

وخلال فترة حكمه، جعل كندا ثاني دولة في العالم تقوم بتشريع الحشيش وفرض ضريبة على الكربون والسماح بالموت الرحيم، وأطلق تحقيقاً عاماً حول نساء السكان الأصليين اللاتي فُقدن أو قُتلن، ووقع اتفاقات تبادل حرّ مع أوروبا والولايات المتحدة والمكسيك.