الاقتصاد الكندي يحقق أسوأ أداء في تاريخه

اعتراضات على «فوائد» مساعدات الطيران

أعلنت كندا تسجيل أسوأ أداء اقتصادي على الإطلاق في عام 2020 (رويترز)
أعلنت كندا تسجيل أسوأ أداء اقتصادي على الإطلاق في عام 2020 (رويترز)
TT

الاقتصاد الكندي يحقق أسوأ أداء في تاريخه

أعلنت كندا تسجيل أسوأ أداء اقتصادي على الإطلاق في عام 2020 (رويترز)
أعلنت كندا تسجيل أسوأ أداء اقتصادي على الإطلاق في عام 2020 (رويترز)

أعلنت كندا رسميا تسجيل اقتصادها أسوأ أداء له على الإطلاق في عام 2020 مع اجتياح جائحة كوفيد - 19 جميع أنحاء البلاد، مما أدى إلى إغلاق الشركات وإخراج الملايين من العمل.
وقالت هيئة الإحصاء الكندية إن الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي انكمش بنسبة 5.4 في المائة في عام 2020، وهو أكبر انخفاض سنوي منذ تسجيل البيانات القابلة للمقارنة لأول مرة في عام 1961.
وكان الانخفاض بسبب إغلاق قطاعات كبيرة من الاقتصاد في مارس (آذار) وأبريل (نيسان) 2020 خلال الموجة الأولى من الجائحة الذي سحق الاقتصاد. ومنذ ذلك الحين، نما النشاط الاقتصادي ببطء وثبات.
وتقول هيئة الإحصاء الكندية إن الاقتصاد نما بمعدل سنوي قدره 9.6 في المائة في الربع الأخير من العام الماضي، بانخفاض عن معدل النمو السنوي البالغ 40.6 في المائة في الربع الثالث.
وفي مطلع ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قررت الحكومة الفيدرالية الكندية توفير 100 مليار دولار كندي (نحو 77 مليار دولار أميركي) لدعم اقتصاد البلاد في مرحلة ما بعد وباء كورونا. وقالت وزيرة المالية كريستيا فريلاند، إنها «أكبر حزمة مساعدات اقتصادية في بلدنا منذ الحرب العالمية الثانية».
ومن المتوقع أن الإنفاق سيؤدي إلى رفع العجز إلى مستوى تاريخي يبلغ 381.6 مليار دولار كندي بنهاية شهر مارس الجاري. وتشمل الخطة واسعة النطاق، مساعدات لقطاعات الأعمال المتضررة بشدة، واستثمارات في دور الرعاية طويلة الأجل وتوزيع لقاح كوفيد - 19.
ومن جهة أخرى، دخلت الحكومة الكندية المراحل الأخيرة من المحادثات مع شركات الطيران حول ما يمكن أن يتحول إلى حزمة دعم بقيمة 9 مليارات دولار للصناعة، التي تعاني من أثر جائحة كورونا، وتسببت في خسائر المليارات.
وتطالب معظم شركات الطيران مساعدة مالية من أوتاوا، لكن شركة «وست جيت» تريد من الحكومة الفيدرالية إعطاء الأولوية؛ للخروج بخطة لإعادة تشغيل السفر الجوي بأمان.
وقال جيري دياس، رئيس أكبر نقابة للعمال في كندا «يونيفور»، التي تمثل حوالي 15 ألف عامل في صناعة الطيران، إن «النقطة الشائكة هي المال». وأوضح أن المشكلة تكمن في «القرض... الفائدة على القرض».
وقال دياس في تصريحات للصحافيين إن «المحادثات بين شركات الطيران والحكومة ركزت في الأصل على احتمال سداد قرض بقيمة 7 مليارات دولار بفائدة 1 في المائة على مدى 10 سنوات؛ لكن الحزمة النهائية قد تكون أكبر بكثير». وأضاف «ربما ليس من المستبعد أن نتحدث عن 9 مليارات دولار». وتابع: «هذه ليست خطة إنقاذ. أود أن أشير إلى أن هذا قرض للصناعة. واستنادا إلى الوقت الذي مضى والتعقيد الإضافي للمفاوضات، أود أن أقترح أن يكون مبلغ 7 مليارات دولار هو الأساس الآن، وليس السقف».
وقالت شركة «إير كندا» في بيان إنها لا تستطيع التعليق علنا على محادثات الإنقاذ؛ وجاء في بيانها العلني الأخير حول المحادثات، والذي صدر في 12 فبراير (شباط) الماضي، أن المناقشات مستمرة.



شركات البتروكيميائيات السعودية تتحول للربحية وتنمو 200% في الربع الثالث

موقع تصنيعي لـ«سابك» في الجبيل (الشركة)
موقع تصنيعي لـ«سابك» في الجبيل (الشركة)
TT

شركات البتروكيميائيات السعودية تتحول للربحية وتنمو 200% في الربع الثالث

موقع تصنيعي لـ«سابك» في الجبيل (الشركة)
موقع تصنيعي لـ«سابك» في الجبيل (الشركة)

سجلت شركات البتروكيميائيات المدرجة في السوق المالية السعودية (تداول) تحولاً كبيراً نتائجها المالية خلال الربع الثالث من 2024، مقارنةً بالربع المماثل من العام السابق، لتتحول إلى الربحية وبنسبة نمو تجاوزت 200 في المائة.إذ وصلت أرباحها إلى نحو 525 مليون دولار (1.97 مليار ريال) مقارنةً بتسجيلها خسائر في العام السابق وصلت إلى 516 مليون دولار (1.93 مليار ريال).

ويأتي هذا التحول للربحية في النتائج المالية لشركات القطاع، وتحقيقها لقفزة كبيرة في الأرباح، بفعل ارتفاع الإيرادات ودخل العمليات والهامش الربحي وزيادة الكميات والمنتجات المبيعة.

ومن بين 11 شركة تعمل في مجال البتروكيميائيات مدرجة في «تداول»، حققت 8 شركات ربحاً صافياً، وهي: «سابك»، و«سابك للمغذيات»، و«ينساب»، و«سبكيم»، و«المجموعة السعودية»، و«التصنيع»، و«المتقدمة»، و«اللجين»، في حين واصلت 3 شركات خسائرها مع تراجع بسيط في الخسائر مقارنةً بالربع المماثل من العام السابق، وهي: «كيمانول»، و«نماء»، و«كيان».

وبحسب إعلاناتها لنتائجها المالية في «السوق المالية السعودية»، حققت شركة «سابك» أعلى أرباح بين شركات القطاع والتي بلغت مليار ريال، مقارنةً بتحقيقها خسائر بلغت 2.88 مليار ريال للعام السابق، وبنسبة نمو تجاوزت 134 في المائة.

وحلت «سابك للمغذيات» في المركز الثاني من حيث أعلى الأرباح، رغم تراجع أرباحها بنسبة 21 في المائة، وحققت أرباحاً بقيمة 827 مليون ريال خلال الربع الثالث 2024، مقابل تسجيلها لأرباح بـ1.05 مليار ريال في الربع المماثل من العام السابق.

وفي المقابل، حققت «اللجين»، أعلى نسبة نمو بين الشركات الرابحة، وقفزت أرباحها بنسبة 1936 في المائة، بعد أن سجلت صافي أرباح بلغ 45.8 مليون ريال في الربع الثالث لعام 2024، مقابل أرباح بلغت 2.25 مليون ريال في العام السابق.

مصنع تابع لشركة كيميائيات الميثانول (كيمانول) (موقع الشركة)

توقعات استمرار التحسن

وفي تعليق على نتائج شركات القطاع، توقع المستشار المالي في «المتداول العربي» محمد الميموني خلال حديثه لـ«الشرق الأوسط» أن تستمر حالة التحسن في أرباح شركات قطاع البتروكيميائيات خلال الربعين المقبلين، بفعل حالة ترقب التحسن في الاقتصاد الصيني الذي يعد من أهم وأكبر المستهلكين لمنتجات شركات البتروكيميكال، والاستقرار المتوقع في الأوضاع الجيوسياسية، مضيفاً أن تلك العوامل ستعمل على بدء انفراج في أسعار منتجات البتروكيميكال، وتجاوزها للمرحلة الماضية في تدني وانخفاض أسعارها. وقال «لا أتوقع أن يكون هناك مزيد من التراجع، ومن المتوقع أن يبدأ الاستقرار في أسعار منتجات البتروكيميائيات خلال الربعين المقبلين، وهو مرهون بتحسن أسعار النفط، وتحسن الطلب على المنتجات».

وأشار الميموني إلى أن أسباب تراجع أرباح بعض شركات القطاع أو استمرار خسائرها يعود إلى انخفاض متوسط أسعار مبيعات منتجات البتروكيميكال نتيجة لاتجاه السوق والأسعار نحو الانخفاض بالإضافة إلى فترة الصيانة الدورية لعدد من مصانع شركات القطاع، وكذلك ارتفاع تكلفة وقود الديزل في الفترة منذ بداية يناير (كانون الثاني) 2024 وارتفاع تكلفة الشحن بسبب الاضطرابات الجيوسياسية التي أثرت على مسار الشحن من خلال مسار البحر الأحمر، وارتفاع تكاليف التمويل، ورغم اتجاه أسعار الفائدة نحو الانخفاض منذ سبتمبر (أيلول) الماضي، فإنه لم ينعكس بشكل جيد على وضع نتائج شركات البتروكيميكال حتى الآن، مجدِّداً توقعه بتحسن النتائج المالية لشركات القطاع خلال الربعين المقبلين.

تحسن الكفاءة التشغيلية

من جهته، قال المحلل المالي طارق العتيق، خلال حديثه لـ«الشرق الأوسط» إن شركات القطاع أظهرت منذ بداية السنة تحسناً في الكفاءة التشغيلية لجميع عملياتها وأدائها، وارتفاع في أعداد الكميات المنتجة والمبيعة، وتكيّف شركات القطاع مع تغير ظروف السوق. وقابل ذلك تحسّن ظروف السوق وزيادة الطلب على المنتجات البتروكيماوية، وتحسّن الهوامش الربحية ومتوسط الأسعار لبعض منتجات البتروكيميائيات الرئيسة.

وعّد العتيق تسجيل 8 شركات من أصل 11 شركة تعمل في القطاع، أرباحاً صافية خلال الربع الثالث، أنه مؤشر مهم على تحسن عمليات وأداء شركات القطاع، ومواكبتها لتغير الطلب واحتياج السوق، مضيفاً أن القطاع حساس جداً في التأثر بالظروف الخارجية المحيطة بالسوق وأبرزها: تذبذب أسعار النفط، والظروف والنمو الاقتصادي في الدول المستهلكة لمنتجات البتروكيميائيات وأهمها السوق الصينية، والأحداث الجيوسياسية في المنطقة وتأثيرها على حركة النقل والخدمات اللوجستية، لافتاً إلى أن تلك الظروف تؤثر في الطلب والتكاليف التشغيلية لمنتجات البتروكيميائيات، إلا أنها قد تتجه في الفترة الراهنة باتجاه إيجابي نحو تحسن السوق والطلب على منتجات البتروكيميائيات.