هل تأهل برشلونة لنهائي كأس إسبانيا قادر على إنهاء أزماته؟

يأمل برشلونة في أن يضفي بلوغه نهائي كأس إسبانيا بعد انتصاره المثير على إشبيلية بثلاثية نظيفة، بعض الاستقرار على النادي الذي بات ساحة للصراعات.
ونجح برشلونة في تحقيق انتفاضة مثيرة وعوض خسارته ذهاباً بهدفين نظيفين أمام إشبيلية ذهاباً بنصف نهائي الكأس، حيث سجل هدفين بواسطة الفرنسي عثمان ديمبيلي الدقيقة 12، ومدافعه جيرارد بيكيه في الوقت بدل الضائع (90+4)، فارضاً الاحتكام إلى شوطين إضافيين سجل خلالهما هدف التأهل عبر الدنماركي مارتن برايثوايت.
وأهدر الدولي الأرجنتيني لوكاس أوكامبوس فرصة ذهبية لفريقه إشبيلية لإدراك التعادل في الوقت الأصلي عندما فشل في ترجمة ركلة جزاء في الدقيقة 72.
وحجز النادي الكاتالوني بطاقته إلى المباراة النهائية المقررة في 17 مايو (أيار) على ملعب «لا كارتوخا» في إشبيلية، وذلك بعد ثلاثة أيام فقط من مداهمة الشرطة لمقره واعتقال رئيسه السابق، وقبل أسبوع على قمته الحاسمة أمام مضيفه باريس سان جيرمان الفرنسي، حيث يحتاج إلى «ريمونتادا» أخرى لتعويض سقوطه المذل على أرضه كامب نو 1 - 4 في ذهاب الدور ثمن النهائي لمسابقة دوري أبطال أوروبا.
ويعيش برشلونة فترة مضطربة سواء بالقبض على رئيسه السابق جوزيب ماريا بارتوميو وخضوعه للتحقيق في قضايا فساد أمام القضاء، أو عدم وضوح مصير نجمه وقائده الأرجنتيني ليونيل ميسي، الذي بات قريباً من مغادرة الفريق، المثقل بالديون. وقبل يومين من انتخاب رئيس جديد له، تفجرت قضية جديدة برفض محكمة أوروبية، أمس، استئنافاً مقدماً من برشلونة حيال مسألة التخفيض في الضرائب، وقضت بأن النظام الضريبي الذي استفاد منه النادي الكاتالوني إلى جانب غريمه التقليدي ريال مدريد وناديين إسبانيين آخرين على مدى 25 عاماً يشكل مساعدة غير قانونية من الدولة الإسبانية. في العام 2019، ألغت محكمة الاتحاد الأوروبي بداية قراراً اتخذته المفوضية الأوروبية في 2016، حين شجبت امتيازاً ضريبياً غير مستحق وطالبت بإعادة سداد الأموال.
لكن محكمة العدل التابعة للاتحاد الأوروبي التي تتخذ من لوكسمبورغ مقراً لها، ناقضت أمس المحكمة الاتحادية، وصادقت على قرار للمفوضية، وأوضحت في بيان لها: «المحكمة، تأييدا لاستنتاجات الطعن الذي قدمته اللجنة، تلغي الحكم المطعون فيه (الصادر عن المحكمة الاتحادية)».
وأشارت محكمة العدل على الخصوص إلى «خطأ قانوني» للمحكمة العامة فيما يتعلق بالنظام المعقد لمساعدات الدولة والحدود التي يجب وضعها.
كما اعتبرت أن اللجنة كانت محقة في انتقاد إسبانيا لعدم الإخطار بنظام الضرائب الخاص الذي تتمتع به الأندية الأربعة: برشلونة وريال مدريد وأتلتيك بلباو وأوساسونا، وطالبت باسترداد الأموال من الأندية المقدرة بنحو 1.6 مليون يورو.
لكن المدير الفني الهولندي رونالد كومان لا يريد أن تغطي هذه الأزمات على إنجاز فريقه بالتأهل لنهائي الكأس، وخرج ليطيل المديح للاعبيه لعدم الاستسلام لتحويل خسارة الذهاب إلى انتصار مثير 3 - 2 في مجموع المباراتين، ليواصل مشواره اللافت، إذ سبق أن احتاج إلى الوقت الإضافي ليفوز 2 - صفر على كورنيا المنتمي للدرجة الثالثة وقلب تأخره أيضاً بهدف ليتغلب 2 - 1 على رايو فايكانو. وأظهر برشلونة روحاً قتالية بالمسابقة، إذ سبق أيضاً أن تأخر 2 - صفر أمام غرناطة حتى الدقيقة 88 في دور الثمانية، قبل أن يدرك التعادل، ثم انتصر 5 - 3 بعد وقت إضافي.
وقال كومان بعد اللقاء: «نؤمن بأنفسنا دائماً، لم نيأس في هذه البطولة مطلقاً... الأمر متعلق بالعقلية، وكمدرب لا يمكنني طلب أكثر مما شاهدته من فريقي خلال هذه المباراة. واصلنا القتال في الوقت الإضافي، الأمر كان مذهلاً. أنا راضٍ تماماً عن فريقي والفوز كان مستحقاً».
وعلى العكس من المدربين السابقين، أولى كومان اهتماماً بالكأس وأراح بعض اللاعبين في الدوري ليحافظ على حيويتهم من أجل البطولة، قائلاً: «إنها الفرصة الأفضل لبرشلونة للخروج بلقب هذا الموسم بالنظر إلى ابتعاد أتلتيكو مدريد بصدارة الدوري والمنافسة الصعبة في دوري أبطال أوروبا. أنا فخور جداً. كانت لحظة مهمة للفريق ولي. لأنك عندما تحاول الفوز بمثل هذه المباريات فهذا يعني أنك مدرب جيد، لكن إذا خسرت فسيتم النظر إليك على أنك مدرب سيئ».
وأضاف: «هذا الفريق قوي من الناحيتين البدنية والنفسية. لا يمكنك تقديم أداء رائع دائماً، لكن إذا استحوذت على الكرة فيمكنك صنع الفرص. ما فعلناه كان استثنائياً».
وقبل أقل من أسبوع على قمته الحاسمة أمام مضيفه باريس سان جيرمان، يتطلع برشلونة لتحقيق «ريمونتادا» أخرى لتعويض سقوطه المذل على أرضه «كامب نو» 1 - 4 في ذهاب الدور ثمن النهائي لمسابقة دوري أبطال أوروبا.
ويمني برشلونة النفس بتكرار إنجازه أمام الفريق الباريسي عام 2017 عندما حوّل تخلفه أمامه برباعية نظيفة في ذهاب الدور ذاته في باريس إلى فوز 6 - 1 إيابا في «كامب نو».
وتعرض الفريق لضربة خلال مواجهة إشبيلية بإصابة مدافعه جيرارد بيكيه في الركبة، ما يثير الشكوك بإمكانية لحاقه بمباراة باريس سان جيرمان. وأفاد برشلونة في بيان أمس: «الفحوصات التي أجريت صباحاً أظهرت أن بيكيه يعاني من التواء في الرباط الجانبي الداخلي لركبته اليمنى».
وكان بيكيه، 34 عاما، عاد للتو من إصابة في الرباط الصليبي في الركبة اليمنى نفسها، أبعدته عن المستطيل الأخضر لثلاثة أشهر. وفرض مدافع النادي الكاتالوني نفسه نجماً أمام إشبيلية بتسجيله في الدقيقة الرابعة من الوقت بدل الضائع الهدف الثاني الذي كان سبباً في دخول اللقاء لوقت إضافي. وبحسب صحيفة «موندو ديبورتيفو» الكاتالونية، خضع بيكيه لفحوصات طبية بعد المباراة، وتبين عدم وجود تطور خطير في إصابة الركبة اليمنى التي دفعته للابتعاد ثلاثة أشهر، لكن من المرجح غيابه عن مباراة الغد أمام أوساسونا في الدوري ضمن المرحلة 26، على أمل أن يتمكن من التعافي قبل مواجهة النادي الباريسي. وسيذهب برشلونة إلى باريس وهو يعلم أن لديه رئيساً جديداً للنادي، حيث يتنافس 3 مرشحين في الانتخابات التي ستُجرى الأحد المقبل.
لكن على مدار تاريخه، غالباً ما انتقل هذا النادي السياسي البارز وأيقونة الهوية الكاتالونية من أزمة إلى أخرى، دون أن يفقد عطشه الذي لا يقاوم للنصر. ويقول مدير صحيفة «سبورت» الكاتالونية إرنست فولش في مقالة افتتاحية أمس: «لقد عاش النادي لعقود من الزمن مع أزمات مؤسساتية أسبوعية، ينتظر بفارغ الصبر انتخابات الأحد لإنهاء كل ذلك».