حكاية من غوانتانامو
> الفيلم: The Mauritanian
> إخراج: كيفن ماكدونالد
> الولايات المتحدة | دراما عن وقائع (2021)
> تقييم: (***) جيد
بعد ثلاث سنوات من صدور حكم براءته ونحو 16 سنة من السجن من بينها ثماني سنوات من دون توجيه تهمة، تم الإفراج عن المتهم الموريتاني محمد (أو محمدو باللهجة الموريتانية) وِلد صلاحي من تهمة الاشتراك في العملية الإرهابية التي وقعت في نيويورك سنة 2001. خلالها، وحسب مصادر مختلفة اعتمد الفيلم عليها كما على مذكرات صلاحي، عمدت إدارة السجن لتعذيبه بحرمانه من النوم وبغطس رأسه في مياه البحر الكوبي وضربه حيناً وتهديده بإلقاء والدته في سجن الرجال (الأمر الذي لم يقع) وذلك بعد أن فشل تحري الـ«إف بي آي» الخروج باعتراف منه.
ذلك التعذيب كان بهدف أن يعترف محمدو بأنه إرهابي مشارك في العملية. بما أن المحققين ليست لديهم البراهين على ذلك (باستثناء بعض الاتصالات العارضة وحقيقة أن محمد حارب القوّات السوفياتية في أفغانستان) فإن الطريقة الوحيدة لإدانته هي توقيعه على الاعتراف بجرائمه ارتكبها أو لم يرتكبها. وهو لم يرتكبها بحسب فيلم يعلن عن وقوفه لجانب محمد كضحية ملابسات أدت لوقوعه ضحية لغايات إدارية وسياسية أكثر منها قانونية.
محمد (كما يؤديه الفرنسي ذو الأصل الجزائري طاهر رحيم) ليس وحده في الصورة. يوسع السيناريو لشخصيتين تتواجهان من حوله. هناك المحامية نانسي هولاندر (جودي فوستر) والمدعي العام العسكري الكولونيل كوتش (بندكِت كمرباتش). هي تريد إثبات لا براءة محمد من التهم بقدر ما تريد إثبات أن السلطات العسكرية والإدارية تجاوزت حدود القانون وأجبرت المتهم على توقيع اعترافه. أما المدّعي العام فيحاول، بكل طريقة ممكنة إثبات التهمة بدوره لكي تحكم المحكمة بالعقاب وينتهي الأمر. هذا قبل أن يطلع على ملف التحقيق ويكتشف أن الاعتراف تم انتزاعه بالقوّة. هنا يلتقي والمحامية على أن المسألة كلها اختراق قانوني واضح لحق المتهم بمحاكمة عادلة.
إذ يقف الفيلم مع المتهم يحاول الاقتداء بأفلام أميركية أخرى تبحث في وقائع التاريخ القريب الذي تبع إرهاب الحادي عشر من سبتمبر (أيلول). بعض تلك الأفلام (مثل United 93 وZero Dark Thirty) اعتبرت أن ما قامت به الولايات المتحدة هو مسألة دفاع عن النفس لا بد منه. هنا المفهوم المُستدل هو أنها تجاوزت حدود السُلطة وأن غوانتانامو، كما تقول المحامية، هو في الأساس سجن غير قانوني.
ليس، في نهاية الأمر، الفيلم الذي كان يجب أن يكون عليه. يخلو من قوّة الدمغ ومن أسلوب أفضل في ترتيب الحكاية الواردة وتجهيزها بما يلزم من قوّة حضور.
توم وجيري | Tom and Jerry
> إخراج: تيم ستوري
> الولايات المتحدة | رسوم + كوميديا حيّة (2021)
> تقييم: (**) وسط
النزاع بين القط الشرس توم، والفأر (المسكين؟) جيري ينتقل من الشاشة الصغيرة إلى الكبيرة ويتم إدماجهما بحكاية مروية بتصوير حي وينتهي عند حدود الرغبة في استثمار الشخصيتين المشهورتين لعلّهما ينجبان الكثير من المال والأجزاء التالية. لا حكاية تستحق هنا. يبقى الفيلم مسلياً بعدما سكنا في فندق نيويوركي من خمسة نجوم.
سُعاد | Souad 1-2
> إخراج: أيتن أمين
> مصر | دراما اجتماعية (2021)
> تقييم: (**) وسط
تتعامل المخرجة هنا مع حكاية بطلتها سعاد (بسنت أحمد) داخل البيئة المتديّنة التي ترتدي الحجاب وتنتهج في حياتها العامّة مبادئ تطبيق الشريعة وأصول الدين. لكن سعاد تخرج من تلك البيئة التي نراها عليها في المشهد الأول، لتدخل البيئة المتحررة في المشهد الثاني وتواصل الانتقال. النبرة هنا واقعية لكن أسلوب المخرجة التسجيلي يحد من فرصة الفيلم للتطوّر على أي صعيد آخر.
أراك في كل مكان | I See You Everywhere
> إخراج: بنس فلايغوف
> المجر | دراما (2021)
> تقييم: (**) وسط
يمكن للبعض الدفاع عن هذا الفيلم بسهولة. هواة سينما المؤلف سيجدون في مضامين تعجز عن توفير ما يُثير حولها ما يكفي للثناء على أساس أن المخرج له أسلوب عمل عميق الدلالات. لكن هذا ليس العمل الذي يمكن التفاعل مع مضامينه. كسواه يثرثر كثيراً على حساب الصورة ويرتاح على نبض خافت من نبش الذاكرة.
(*) لا يستحق
(**) وسط
(***) جيد
(****) ممتاز
(*****) تحفة