الموت يغيّب رئيس لجنة «الدفاع» في البرلمان المصري

السيسي يرقيه إلى رتبة فريق فخري ويمنحه «وشاح النيل»

كمال عامر رئيس لجنة «الدفاع» بالبرلمان (الرئاسة المصرية)
كمال عامر رئيس لجنة «الدفاع» بالبرلمان (الرئاسة المصرية)
TT

الموت يغيّب رئيس لجنة «الدفاع» في البرلمان المصري

كمال عامر رئيس لجنة «الدفاع» بالبرلمان (الرئاسة المصرية)
كمال عامر رئيس لجنة «الدفاع» بالبرلمان (الرئاسة المصرية)

غيب الموت أمس اللواء كمال عامر، مدير الاستخبارات الحربية الأسبق في مصر، رئيس لجنة «الدفاع والأمن القومي» بمجلس النواب المصري (البرلمان)، فيما شيع جثمان الراحل أمس إلى مقابر القوات المسلحة المصرية في ضاحية مدينة نصر شرق العاصمة، وسوف يقام العزاء اليوم (الجمعة) بمسجد المشير في التجمع الخامس بشرق القاهرة.
وأصدر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أمس، قراراً بترقية اللواء عامر إلى رتبة فريق فخري، مع منحه «وشاح النيل»، وإطلاق اسمه على أحد المحاور أو الميادين الرئيسية بمصر. وكان السيسي قد نعى الراحل، وكتب على صفحته الرسمية بـ«فيسبوك» أمس لقد «فقدت مصر (اليوم) واحداً من أغلى رجالها، معلمي وأستاذي وقائدي اللواء كمال عامر، رئيس لجنة (الدفاع والأمن القومي) بمجلس النواب». وأضاف السيسي «كان الفقيد خير معلم وقائد، مخلصاً وأميناً لتراب هذا الوطن حتى آخر لحظة في حياته».
وشغل كمال عامر، وهو قائد عسكري سابق، عدة مناصب من بينها، قائد الجيش الثالث الميداني، ومحافظ لمحافظتي مطروح وأسوان. تخرج عامر عام 1962 في الكلية الحربية بسلاح المشاة، وحصل على ماجستير العلوم العسكرية في أكتوبر (تشرين الأول) 1972، كما حصل على درجة الزمالة في الاستراتيجية العسكرية في يونيو (حزيران) عام 1984. وحصل أيضاً على درجة الدكتوراه في الاستراتيجية القومية من أكاديمية ناصر العسكرية العليا بمصر... وله العديد من المؤلفات في التاريخ العسكري والأمن القومي المصري.
ونعت القيادة العامة للقوات المسلحة المصرية، ومجلس النواب، ومجلس الشيوخ، والأحزاب، وجميع الأوساط السياسية في البلاد، الراحل اللواء عامر أمس. وتقلد الراحل منصب رئيس لجنة «الدفاع والأمن القومي» بمجلس النواب في برلمان 2016 ثم في البرلمان الحالي. ويشار إلى أن الراحل شارك في جميع الحروب التي خاضتها مصر في الفترة من 1962 وحتى 1997. فخاض حروب اليمن، وحرب 1967، وحرب «الاستنزاف»، وحرب أكتوبر 1973، وحرب الخليج الثانية. كما حصل كمال عامر على العديد من الأنواط والأوسمة، منها، وسام النجمة العسكرية، ووسام الجمهورية، ونوط الواجب، ونوط التدريب، ونوط الخدمة الطويلة والممتازة، ووسام الملك فيصل بن عبد العزيز آل سعود من المملكة العربية السعودية، ونوط المعركة، ووسام تحرير الكويت من الكويت، ووسام 26 سبتمبر (أيلول) من اليمن، ووسام الأمم المتحدة.



​«معبر رفح»: عبور للجرحى... وتكدّس للمساعدات

وزير الخارجية المصري يستقبل رئيسة الاتحاد الدولي لجمعيات الهلال والصليب الأحمر (الخارجية المصرية)
وزير الخارجية المصري يستقبل رئيسة الاتحاد الدولي لجمعيات الهلال والصليب الأحمر (الخارجية المصرية)
TT

​«معبر رفح»: عبور للجرحى... وتكدّس للمساعدات

وزير الخارجية المصري يستقبل رئيسة الاتحاد الدولي لجمعيات الهلال والصليب الأحمر (الخارجية المصرية)
وزير الخارجية المصري يستقبل رئيسة الاتحاد الدولي لجمعيات الهلال والصليب الأحمر (الخارجية المصرية)

تواصل مصر استقبال الجرحى والمرضى الفلسطينيين من قطاع غزة، عبر معبر رفح البري، لتلقي العلاج، فيما تتكدس شاحنات الإغاثة الإنسانية أمام المعبر بعد تعليق إسرائيل دخول جميع المساعدات إلى القطاع، مع انتهاء المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار.

وتستقبل القاهرة، بشكل يومي، أعداد من المصابين في غزة، ضمن إجراءات اتفاق وقف إطلاق النار، وفق مسؤول في «الهلال الأحمر» المصري، أشار لـ«الشرق الأوسط» إلى «عدم عبور أي مساعدات للقطاع، من شاحنات الإغاثة المصطفة أمام معبر رفح، على مدار التسعة أيام الماضية».

ويُشكل معبر رفح البري (على الحدود المصرية الشرقية مع قطاع غزة) الشريان الرئيس لعبور المساعدات الإنسانية للفلسطينيين، منذ بداية العدوان الإسرائيلي على غزة، بعد عملية «طوفان الأقصى» في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023.

واستقبل المعبر مئات من شاحنات المساعدات المقدمة من مصر ودول عربية وأجنبية، فيما أعلنت القاهرة إعادة تأهيل المعبر لتسهيل عبور المساعدات بعد تعرضه للقصف الإسرائيلي عدة مرات.

قافلة مساعدات مصرية مقدمة إلى غزة (أرشيفية - صندوق تحيا مصر)

ويأتي ذلك، في وقت شدد فيه وزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي، على «ضرورة اضطلاع المجتمع الدولي بدوره لإنهاء الكارثة الإنسانية داخل قطاع غزة»، وقال خلال استقباله رئيسة الاتحاد الدولي لجمعيات الهلال والصليب الأحمر، كيت فوريس، الاثنين، إن «بلاده تبذل جهوداً لتثبيت اتفاق وقف إطلاق النار في غزة بمراحله الثلاث، وتعمل على إيصال المساعدات للقطاع»، وفق إفادة للخارجية المصرية.

وعلّقت إسرائيل، في الثاني من مارس (آذار) الحالي، دخول جميع المساعدات الإنسانية إلى غزة، مع انتهاء المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار، الذي بدأ تنفيذه في 19 يناير (كانون الثاني) الماضي، بوساطة «مصرية - قطرية - أميركية».

واستقبل معبر رفح الحدودي دفعة جديدة من المصابين في غزة، لتلقي العلاج بالمستشفيات المصرية، وفق قناة «القاهرة الإخبارية»، التي أشارت إلى أن «المعبر استقبل نحو 30 مصاباً، و35 مرافقاً، الاثنين، في إطار الجهود الإنسانية المصرية التي تقدمها لسكان القطاع».

ورفعت مصر حالة الاستعداد القصوى بمستشفيات شمال سيناء والمحافظات المجاورة لتكون جاهزة لاستقبال الجرحى والمرضى الفلسطينيين، وأكدت وزارة الصحة المصرية توافر الفرق الطبية، والأجهزة والمستلزمات، لاستقبال وإحالة المصابين، وأشارت إلى «إمداد محافظة شمال سيناء بـ150 سيارة إسعاف لاستقبال المصابين، لضمان سرعة نقل الحالات الحرجة وتقديم الرعاية الصحية لها».

علاج الجرحى الفلسطينيين في مستشفيات شمال سيناء (محافظة شمال سيناء)

ورغم منع إسرائيل دخول المساعدات إلى غزة، فإن إجراءات نقل الجرحى الفلسطينيين لتلقي العلاج في مصر ما زالت قائمة عبر معبر رفح بشكل يومي، وفق مدير الهلال الأحمر المصري في شمال سيناء، خالد زايد، الذي قال لـ«الشرق الأوسط»، إن «نقل المصابين للعلاج في المستشفيات المصرية يأتي تطبيقاً لبنود اتفاق وقف إطلاق النار، بواقع نحو 50 مصاباً في اليوم».

وينص اتفاق «وقف إطلاق النار» على إدخال 600 شاحنة مساعدات يومياً إلى غزة، بينها 50 شاحنة وقود، وتُخصّص 300 شاحنة منها لشمال القطاع.

ومنذ تسعة أيام لم تدخل قطاع غزة شاحنات إغاثية عبر معبر رفح؛ وفق زايد، مشيراً إلى أن «شاحنات المساعدات الإنسانية تصطف أمام المعبر من الجانب المصري في انتظار السماح بعبورها للقطاع»، وقال إن «فرق الإغاثة جاهزة لمواصلة جهودها لتلبية احتياجات الهلال الأحمر الفلسطيني، لدعم سكان غزة».

بموازاة ذلك، أكد وزير الخارجية المصري، أهمية «تضافر جهود الاتحاد الدولي لجمعيات الهلال والصليب الأحمر لتنفيذ (الخطة العربية)، التي اعتمدتها القمة العربية الطارئة بالقاهرة أخيراً، للتعافي المبكر وإعادة إعمار غزة»، وأشار إلى «حرص بلاده على التعاون المثمر، مع (الاتحاد) بعدّه أكبر شبكة للمنظمات الإنسانية في العالم».

واعتمدت القمة العربية الطارئة، التي استضافتها القاهرة الأسبوع الماضي «خطة إعادة إعمار وتنمية قطاع غزة، المقدمة من مصر لتكون خطة عربية جامعة»، وتقضي بالبدء في مراحل «الإعفاء المبكر، وإعادة الإعمار، عبر مراحل»، دون تهجير للفلسطينيين.

شاحنات المساعدات المصرية تصطف قبل توجهها إلى غزة (أرشيفية - صندوق تحيا مصر)

ويعيد استمرار تعليق دخول المساعدات الإغاثية الوضع الإنساني في غزة إلى «المربع صفر»، وفق المتحدث باسم وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) عدنان أبو حسنة، الذي قال إن «الوضع الإنساني بالقطاع في انهيار؛ نتيجة نفاد كميات المواد الغذائية، في أغلب مناطق القطاع، وعدم توافر الوقود والكهرباء».

ويعتقد أبو حسنة، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أن «الجانب الإسرائيلي يستخدم سلاح التجويع في المفاوضات الخاصة بوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى»، عادّاً ذلك «سياسة تحدث لأول مرة، منذ اندلاع العدوان على القطاع»، وقال إن ذلك «يُشكل خرقاً للقانون الدولي الإنساني، وقرارات مجلس الأمن الدولي».