العاصمة الأردنية تضيء شموعها على روح الطيار الكساسبة

8 آلاف صورة لملك الأردن والشهيد الكساسبة رفعت في مظاهرة سلمية

العاصمة الأردنية تضيء شموعها على روح الطيار الكساسبة
TT

العاصمة الأردنية تضيء شموعها على روح الطيار الكساسبة

العاصمة الأردنية تضيء شموعها على روح الطيار الكساسبة

في بادرة أردنية تكافلية للرد على التنظيمات الإرهابية، ومن بينها «داعش»، خرج المجتمع الأردني، يوم أمس، في مظاهرة تضامنية مع أسرة الطيار معاذ الكساسبة، الذي قُتل حرقا وهو حي، بعد أن كان أسيرا لدى «داعش»؛ وانضمت الملكة رانيا قرينة العاهل الأردني الملك عبد الله، إلى جانب ألوف من الشعب الأردني احتجاجا على مقتل الطيار الكساسبة.
وامتلأت شوارع العاصمة الأردنية عمان، أمس، بالمتظاهرين الذين خرجوا لإعلان تضامنهم مع أسرة الطيار الكساسبة، وذلك بعد صلاة الجمعة؛ حيث شهدت شوارع العاصمة مسيرة سلمية، منددة بالأعمال الإرهابية التي تقوم بها التنظيمات المتطرفة في المنطقة.
وأوضحت الملكة رانيا، أن الطيار معاذ الكساسبة «استشهد» دفاعا عن دينه وبلاده، وعن الإنسانية، وأن الشعب الأردني متحد في حزنه وفخره بالطيار الكساسبة.
إلى ذلك، أكد جهاد الشيخ رئيس تجمع شباب الولاء والانتماء، أن المسيرة التضامنية السلمية تهدف إلى توجيه رسالة قوية، مفادها أن الشعب يقف خلف القيادة، وأن العمل الجبان الذي أقدم عليه تنظيم «داعش»، زاد من همة الشعب، إصرارا على الانتقام من هذه التنظيمات الإرهابية.
في حين قال نضال الغفري، عضو نادي أبناء الثورة العربية الكبرى منسق الوقفة التضامنية «هبة وطن»، إن النادي وزّع 8 آلاف صورة للملك وللطيار الكساسبة على المشاركين في المسيرة.
وتضمنت فعاليات المساء في العاصمة الأردنية، إنارة شموع تأبينا لروح معاذ، إذ قام تكتل مبادرات وجمعيات، بقيادة الناشطين محمد الناصر وراية خريس ووصال عباد، وبدعم مبادرات إنسانية، وضمنها مبادرة لقانون الإيدز وفريق «بادر»، بتنظيم وقفه مسالمة عند دوار باريس في منطقة اللويبدة بعمان، شارك فيها نحو ألف مواطن ومواطنة.
وقامت الوقفة على قواعد ضرورية، ومنها الامتناع عن رفع شعارات من أي نوع، والعلم الوحيد الذي سُمح برفعه كان العلم الأردني، واتسمت الفعالية بالهدوء، حيث غابت الهتافات، واقتصر الترديد على بعض القصائد والأغاني الوطنية، مثل «موطني» لإبراهيم طوقان.
وحول ذلك، قالت وصال عباد التي تحدثت نيابة عن المنظمين لـ«الشرق الأوسط»: «إن الغاية من وقفة الشموع هي توحيد الشعب الأردني الحزين الذي تأثر بجرح إنساني بعدما حصل للكساسبة، الذي تعرض لفاجعة انتهكت كل عرق إنساني في هذا الكون». وتضيف عباد: «الجرح وطني، والقضية إنسانية، ولذلك نظمنا وقفة مسالمة إنارة للشموع، لأنها قضية أردنية غير مربوطة بجهة أو فكر معين».
وأكدت العباد باسم جميع المنظمين أن مثل هذه الفعاليات تنبع عن مشاعر تنتج عن أحداث واقعية تُشعِر الناس بإنسانيتهم، ويتطلب منهم عندها الوقوف إلى جانب القضية الإنسانية.
وأضافت: «رسالتنا الأساسية هي أن قوة الشعب الأردني تتمثل بوحدته، فعسى أن تنير الشموع طريق تلك الوحدة».
وعلى صعيد متصل، وخلال مظاهر لإحياء ذكرى «الكساسبة»، كلف مجلس عشائر محافظة الكرك التربوي، صافي الكساسبة والد الطيار معاذ برئاسة المجلس، تقديرا وتكريما للشهيد ووالده. جاء ذلك خلال زيارة أعضاء المجلس بيت عزاء الكساسبة في بلدة عي وتقديم واجب العزاء، مؤكدين أن التربوي الكساسبة يستحق هذا التكريم لدوره في تربية الأجيال وأبنائه الذين نذرهم فداء للوطن.
يُذكر أنه عارض كثير من الأردنيين مشاركة بلادهم في الحملة الجوية التي تقودها الولايات المتحدة ضد معاقل «داعش»، خشية رد الفعل الانتقامي. لكن قتل الطيار المتزوج حديثا، الذي ينتمي لعشيرة كبيرة، زاد التأييد للحملة العسكرية، وأعلن الأردن اليوم أنه شن غارات جوية على أهداف للتنظيم لليوم الثالث على التوالي.
وكان تسجيل مصور منسوب لتنظيم «داعش»، أظهر مساء الثلاثاء الماضي عملية قتل الطيار الأردني حرقا وهو حي، على يد عناصر في التنظيم، وتوعد الأردن بـ«رد مزلزل».



الحوثيون ينقلون أسلحة إلى صعدة لتحصينها من الاستهداف الأميركي

طائرة من طراز «إف 16» تحلق في منطقة عمليات القيادة المركزية الأميركية (الجيش الأميركي)
طائرة من طراز «إف 16» تحلق في منطقة عمليات القيادة المركزية الأميركية (الجيش الأميركي)
TT

الحوثيون ينقلون أسلحة إلى صعدة لتحصينها من الاستهداف الأميركي

طائرة من طراز «إف 16» تحلق في منطقة عمليات القيادة المركزية الأميركية (الجيش الأميركي)
طائرة من طراز «إف 16» تحلق في منطقة عمليات القيادة المركزية الأميركية (الجيش الأميركي)

كثفت الولايات المتحدة ضرباتها الجوية في الأسابيع الأخيرة على مواقع الجماعة الحوثية بمحافظة عمران، لا سيما مديرية حرف سفيان، في مسعى لتدمير أسلحة الجماعة المخزنة في مواقع محصنة تحت الأرض، ما جعل الجماعة تنقل كميات منها إلى معقلها الرئيسي في صعدة (شمال).

وكشفت مصادر يمنية مطلعة أن الجماعة الحوثية نقلت خلال الأيام الأخيرة مركز الصواريخ والطائرات المسيرة من مناطق عدة بمحافظة عمران إلى محافظة صعدة، وذلك تخوفاً من استهداف ما تبقى منها، خصوصاً بعد تعرض عدد من المستودعات للتدمير نتيجة الضربات الغربية في الأسابيع الماضية.

وكانت المقاتلات الأميركية شنت في الآونة الأخيرة، غارات مُكثفة على مواقع عسكرية تابعة للحوثيين، كان آخرها، الجمعة، حيث تركزت أغلب الضربات على مديرية «حرف سفيان» الواقعة شمال محافظة عمران على حدود صعدة.

وبحسب المصادر التي تحدثت لـ«الشرق الأوسط»، نقلت الجماعة الحوثية، تحت إشراف عناصر من «سلاح المهندسين والصيانة العسكرية»، مجموعة صواريخ متنوعة ومسيّرات ومنصات إطلاق متحركة وأسلحة أخرى متنوعة إلى مخازن محصنة في مناطق متفرقة من صعدة.

دخان يتصاعد في صنعاء عقب ضربات أميركية استهدفت موقعاً حوثياً (رويترز)

وتمت عملية نقل الأسلحة - وفق المصادر - بطريقة سرية ومموهة وعلى دفعات، كما استقدمت الجماعة الحوثية شاحنات نقل مختلفة من صنعاء بغية إتمام العملية.

وتزامن نقل الأسلحة مع حملات اختطاف واسعة نفذتها جماعة الحوثيين في أوساط السكان، وتركزت في الأيام الأخيرة بمدينة عمران عاصمة مركز المحافظة، ومديرية حرف سفيان التابعة لها بذريعة «التخابر لصالح دول غربية».

واختطف الانقلابيون خلال الأيام الأخيرة، نحو 42 شخصاً من أهالي قرية «الهجر» في حرف سفيان؛ بعضهم من المشرفين والمقاتلين الموالين لهم، بعد اتهامهم بالتخابر مع أميركا وإسرائيل، وفقاً للمصادر.

وجاءت حملة الاختطافات الحوثية عقب تنفيذ الجيش الأميركي في الأسبوعين الماضيين، عشرات الغارات التي استهدفت منشآت عسكرية وأماكن تجمعات للجماعة في حرف سفيان، أسفر عنها تدمير منشآت استُخدمت لشن هجمات ضد سفن تجارية وسفن حربية أميركية بجنوب البحر الأحمر وخليج عدن.

أهمية استراتيجية

نظراً للأهمية الاستراتيجية لمنطقة «حرف سفيان» في عمران، فقد تركزت الغارات على استهداف منشآت ومواقع متفرقة في المديرية ذاتها.

وتُعدّ مديرية «حرف سفيان» كبرى مديريات محافظة عمران من أهم معاقل الجماعة الحوثية بعد محافظة صعدة، وذلك نظراً لمساحتها الكبيرة البالغة نحو 2700 كيلومتر مربع، مضافاً إلى ذلك حدودها المتصلة بـ4 محافظات؛ هي حجة، والجوف، وصعدة، وصنعاء.

أنصار الحوثيين يحملون صاروخاً وهمياً ويهتفون بشعارات خلال مظاهرة مناهضة لإسرائيل (أ.ب)

وكان قد سبق لجماعة الحوثيين تخزين كميات كبيرة من الأسلحة المنهوبة من مستودعات الجيش اليمني في مقرات عسكرية بمحافظة عمران؛ منها معسكر «اللواء التاسع» بضواحي مدينة عمران، و«لواء العمالقة» في منطقة الجبل الأسود بمديرية حرف سفيان، وموقع «الزعلاء» العسكري الاستراتيجي الذي يشرف على الطريق العام الرابط بين صنعاء وصعدة، إضافة إلى مقار ومواقع عسكرية أخرى.

وإلى جانب ما تُشكله هذه المديرية من خط إمداد رئيسي للانقلابيين الحوثيين بالمقاتلين من مختلف الأعمار، أكدت المصادر في عمران لـ«الشرق الاوسط»، أن المديرية لا تزال تُعدّ مركزاً مهماً للتعبئة والتجنيد القسري لليمنيين من خارج المحافظة، لكونها تحتوي على العشرات من معسكرات التدريب التي أسستها الجماعة في أوقات سابقة، وترسل إليها المجندين تباعاً من مناطق عدة لإخضاعهم للتعبئة الفكرية وتلقي تدريبات قتالية.

صورة عامة لحاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس هاري ترومان» (رويترز)

وتقول المصادر إن الضربات الأميركية الأخيرة على محافظة عمران كانت أكثر إيلاماً للحوثيين من غيرها، كونها استهدفت مباشرةً مواقع عسكرية للجماعة؛ منها معمل للطيران المسير، وكهوف تحوي مخازن أسلحة وأماكن خاصة بالتجمعات، بعكس الغارات الإسرائيلية التي تركزت على استهداف البنى التحتية المدنية، خصوصاً في صنعاء والحديدة.

وترجح المصادر أن الأميركيين كثفوا ضرباتهم في مديرية حرف سفيان بعد أن تلقوا معلومات استخبارية حول قيام الحوثيين بحفر ملاجئ وأنفاق ومقرات سرية لهم تحت الأرض، حيث يستخدمونها لعقد الاجتماعات وإقامة بعض الدورات التعبوية، كما أنها تحميهم من التعرض لأي استهداف مباشر.