حفل توقيع يتحول إلى تظاهرة نسائية في معرض القاهرة للكتاب

ثروت.. ظاهرة شبابية جديدة بين الغناء والكتابة

حفل توقيع يتحول إلى تظاهرة نسائية في معرض القاهرة للكتاب
TT

حفل توقيع يتحول إلى تظاهرة نسائية في معرض القاهرة للكتاب

حفل توقيع يتحول إلى تظاهرة نسائية في معرض القاهرة للكتاب

في أحد أضخم التجمعات التي شهدها معرض القاهرة الدولي للكتاب في السنوات الأخيرة الماضية، تجمع عدد كبير من الشباب والفتيات بداخل المقهى الثقافي في أرض المعارض بالقاهرة وحوله، في محاولة لتوقيع كتاب «حبيبتي» لمطرب الراب أحمد ثروت الشهير بـ«زاب ثروت».
واستمر حفل التوقيع لأكثر من 4 ساعات، ما بين انتظار الكاتب، وتأخر وصول الكتاب.. ومع تزايد الأعداد والتدافع تساقطت حالات الإغماء بين الفتيات. واختلف المشهد بشكل متباين ما بين كونه حفل توقيع كتاب، إلى كونه تظاهرة من قبل معجبين، إلى حشود شبابية في حفل غنائي في ساحة مفتوحة تحت السماء.. هذا المشهد الذي لم يره المقهى الثقافي تقريبا منذ ليالي الشعر والغناء للشعراء الكبار مثل المبدع عبد الرحمن الأبنودي.
ويذكر أن الكتاب صدرت الطبعة الأولى منه مع بداية اليوم الأول لمعرض الكتاب، ولكن في حفل التوقيع، كانت دار دون للنشر والتوزيع تقوم بطرح الطبعة الرابعة من كتاب «حبيبتي» الذي يعرض فيه ثروت 4 رسائل إلى أمه وشقيقته وابنته وزوجته المستقبليتين؛ ثم إلى بلاده مصر.
ويعتبر ثروت من أشهر فناني فرق الأندرغرواند (الفن المستقل) المصرية، وبدأ بالظهور منذ عام 2009، إلا أن شهرته الغنائية انطلقت مع بشائر ثورة يناير في عام 2011 حين تعاون مع فريق «كايروكي» والفنان هاني عادل (من فريق «وسط البلد») وتشاركوا في أغنية «بحلم» التي تعبر عن ثورة يناير. في الوقت ذاته، أصدر ثروت ديوانه الشعري الأول «أجندة»، الذي كتب على غلافه «محاولات شعرية»، وقام فيه بتدوين أحداث الثورة على المستوى السياسي والإنساني.
ولاقى ثروت نجاحا كبيرا بمشاركة فريق كايروكي مرة أخرى، والمطربة الشهيرة عايدة الأيوبي في أغنية «أتجنن» التي كانت ضمن حملة دعائية لإحدى الشركات، ولكنها أصبحت أيقونة مبهجة يحبها جمهوره لدعوتها للتفاؤل والسعادة.
حظي ثروت بشعبية شبابية كبيرة بين أوساط العشرينات لما يقدمه من أسلوب تلقائي بسيط متناولا به قضاياهم اليومية، ومعبرا فيه عن أحلامهم ومخاوفهم من المستقبل. كما أنه اهتم بالقضايا العربية بشكل عام وليس المصرية فقط، وتشارك مع الكثير من فرق الفن المستقل العربية والمصرية، مثل أغنية «عنواني» التي تتناول مشكلة القضية الفلسطينية بالتعاون مع فريق «صدفة»، وكذلك القضايا المجتمعية بأغنية «كام واحد» ضمن حملة «اوعى» ضد المخدرات، بالاشتراك مع المطرب المعروف محمود العسيلي، وكذلك ضمن حملة «ضد التحرش» التي تسعى للحد من ظاهرة التحرش التي انتشرت في المجتمع المصري. كما تعاون مرة أخرى مع فريق كايروكي في أغنية «حلمي أنا» التي كانت من ضمن حمله إنقاذ الصومال في مصر.
وفي النصف الأخير من العام الماضي، اشترك ثروت في إحياء حفل برعاية هيئة الأمم المتحدة للمرأة بالقاهرة، وأصدر أغنية «هوصل» بمشاركة المطربة الشابة شيرين عمرو، دعما لقضايا المرأة العربية والمصرية.



بطلة «سنو وايت»: الفيلم يُنصف قِصار القامة ويواجه التنمر

مريم شريف في لقطة من فيلم «سنو وايت» (الشركة المنتجة)
مريم شريف في لقطة من فيلم «سنو وايت» (الشركة المنتجة)
TT

بطلة «سنو وايت»: الفيلم يُنصف قِصار القامة ويواجه التنمر

مريم شريف في لقطة من فيلم «سنو وايت» (الشركة المنتجة)
مريم شريف في لقطة من فيلم «سنو وايت» (الشركة المنتجة)

رغم وقوفها أمام عدسات السينما ممثلة للمرة الأولى، فإن المصرية مريم شريف تفوقت على ممثلات محترفات شاركن في مسابقة الأفلام الطويلة بالدورة الرابعة لـ«مهرجان البحر الأحمر السينمائي» التي تَنافس على جوائزها 16 فيلماً، وترأس لجنة تحكيمها المخرج العالمي سبايك لي، لتحوز جائزة «اليسر» لأفضل ممثلة عن أدائها لشخصية «إيمان»، الشابة التي تواجه التّنمر بسبب قِصرِ قامتها في فيلم «سنو وايت»، وذلك خلال حفل ختام المهرجان الذي أقيم الخميس في مدينة جدة السعودية.

وعبّرت مريم عن سعادتها بهذا الفوز قائلة لـ«الشرق الأوسط»: «الحمد لله، هذه فرحة كبيرة تكلّل جهودنا طوال فترتي التحضير والتصوير، لكنني أحتاج وقتاً لأستوعب ذلك، وأشكر أستاذة تغريد التي أخضعتني لورشِ تمثيلٍ عدة؛ فكُنا نجلس معاً لساعات طوال لتُذاكر معي الدّور وتوضح لي أبعاد الشخصية، لذا أشكرها كثيراً، وأشكر المنتج محمد عجمي، فكلاهما دعماني ومنحاني القوة والثقة لأكون بطلة الفيلم، كما أشكر مهرجان (البحر الأحمر السينمائي) على هذا التقدير».

المخرجة تغريد أبو الحسن بين منتج الفيلم محمد عجمي والمنتج محمد حفظي (إدارة المهرجان)

سعادة مريم تضاعفت بما قاله لها المخرج سبايك لي: «لقد أذهلني وأبهجني برأيه حين قال لي، إن الفيلم أَثّر فيه كثيراً بجانب أعضاء لجنة التحكيم، وإنني جعلته يضحك في مشاهد ويبكي في أُخرى، وقلت له إنه شرفٌ عظيم لي أن الفيلم حاز إعجابك وجعلني أعيش هذه اللحظة الاستثنائية مع أهم حدث في حياتي».

وأضافت مريم شريف في حديث لـ«الشرق الأوسط»، أنها لم تُفكّر في التمثيل قبل ذلك لأن السينما اعتادت السخرية من قِصار القامة، وهو ما ترفضه، معبّرة عن سعادتها لتحقيق العمل ردود أفعال إيجابية للغاية، وهو ما كانت تتطلّع إليه، ومخرجته، لتغيير أسلوب تعامل الناس مع قِصار القامة لرؤية الجمال في الاختلاف، وفق قولها: «نحن جميعاً نستحق المساواة والاحترام، بعيداً عن التّهكم والسخرية».

وكان قد شهد عرض الفيلم في المهرجان حضوراً لافتاً من نجوم مصريين وعرب جاءوا لدعم بطلته من بينهم، كريم فهمي الذي يشارك بصفة ضيف شرف في الفيلم، وبشرى التي أشادت بالعمل، وكذلك أمير المصري ونور النبوي والمنتج محمد حفظي.

قُبلة على يد بطلة الفيلم مريم شريف من الفنان كريم فهمي (إدارة المهرجان)

واختارت المخرجة أن تطرح عبر فيلمها الطويل الأول، أزمة ذوي القامة القصيرة الذين يواجهون مشاكل كبيرة، أقلّها تعرضهم للتنمر والسخرية، وهو ما تصدّت له وبطلتها عبر أحداث الفيلم الذي يروي قصة «إيمان» قصيرة القامة التي تعمل موظفة في أرشيف إحدى المصالح الحكومية، وتحلم مثل كل البنات بلقاءِ فارس أحلامها وتتعلق بأغنية المطربة وردة الجزائرية «في يوم وليلة» وترقص عليها.

وجمع الفيلم بين بطلته مريم شريف وبعض الفنانين، ومن بينهم، كريم فهمي، ومحمد ممدوح، ومحمد جمعة، وخالد سرحان، وصفوة، وكان الفيلم قد فاز بوصفه مشروعاً سينمائياً بجائزة الأمم المتحدة للسكان، وجائزة الجمعية الدولية للمواهب الصاعدة في «مهرجان القاهرة السينمائي».

وعلى الرغم من أن مريم لم تواجه الكاميرا من قبل، بيد أنها بدت طبيعية للغاية في أدائها وكشفت عن موهبتها وتقول المخرجة: «كنت مهتمة أن تكون البطلة غير ممثلة ومن ذوات القامة القصيرة لأحقق المصداقية التي أردتها، وحين التقيت مريم كانت هي من أبحث عنها، وكان ينقصنا أن نقوم بعمل ورش تمثيل لها، خصوصاً أن شخصية مريم مختلفة تماماً عن البطلة، فأجرينا تدريبات مطوّلة قبل التصوير على الأداء ولغة الجسد والحوار، ووجدت أن مريم تتمتع بذكاء لافت وفاجأتني بموهبتها».

لم يكن التمثيل يراود مريم التي درست الصيدلة في الجامعة الألمانية، وتعمل في مجال تسويق الأدوية وفق تأكيدها: «لم يكن التمثيل من بين أحلامي لأن قِصار القامة يتعرضون للسخرية في الأفلام، لكن حين قابلت المخرجة ووجدت أن الفيلم لا يتضمّن أي سخرية وأنه سيُسهم في تغيير نظرة كثيرين لنا تحمست، فهذه تجربة مختلفة ومبهرة». وفق تعبيرها.

ترفض مريم لقب «أقزام»، وترى أن كونهم من قصار القامة لا يحدّ من قدرتهم ومواهبهم، قائلة إن «أي إنسان لديه مشاعر لا بد أن يتقبلنا بدلاً من أن ننزوي على أنفسنا ونبقى محبوسين بين جدران بيوتنا خوفاً من التنمر والسخرية».

تغريد أبو الحسن، مخرجة ومؤلفة الفيلم، درست السينما في الجامعة الأميركية بمصر، وسافرت إلى الولايات المتحدة للدراسة في «نيويورك أكاديمي» قبل أن تُخرج فيلمين قصيرين، وتعمل بصفتها مساعدة للمخرج مروان حامد لسنوات عدّة.

المخرجة تغريد أبو الحسن وبطلة الفيلم مريم شريف (إدارة المهرجان)

وكشفت تغريد عن أن فكرة الفيلم تراودها منذ 10 سنوات: «كانت مربية صديقتي من قِصار القامة، اقتربتُ منها كثيراً وهي من ألهمتني الفكرة، ولم أتخيّل أن يظهر هذا الفيلم للنور لأن القصة لم يتحمس لها كثير من المنتجين، حتى شاركنا الحلم المنتج محمد عجمي وتحمس له».

العلاقة التي جمعت بين المخرجة وبطلتها كانت أحد أسباب تميّز الفيلم، فقد تحولتا إلى صديقتين، وتكشف تغريد: «اقتربنا من بعضنا بشكل كبير، وحرِصتُ على أن تحضر مريم معي ومع مدير التصوير أحمد زيتون خلال معاينات مواقع التصوير حتى تتعايش مع الحالة، وأخبرتها قبل التصوير بأن أي مشهد لا ترغب به سأحذفه من الفيلم حتى لو صوّرناه».

مريم شريف في لقطة من فيلم «سنو وايت» (الشركة المنتجة)

وتلفت تغريد إلى مشروعٍ سينمائيّ يجمعهما مرة أخرى، في حين تُبدي مريم سعادتها بهذا الالتفاف والترحيب من نجوم الفن الذين شاركوها الفيلم، ومن بينهم: كريم فهمي الذي عاملها برفق ومحبة، ومحمد ممدوح الذي حمل باقة ورد لها عند التصوير، كما كان كل فريق العمل يعاملها بمودة ولطف.