الحبار يملك قدرة على ضبط النفس والتعلم

الحبار يملك قدرة على التريث للحصول على طعامه (رويترز)
الحبار يملك قدرة على التريث للحصول على طعامه (رويترز)
TT

الحبار يملك قدرة على ضبط النفس والتعلم

الحبار يملك قدرة على التريث للحصول على طعامه (رويترز)
الحبار يملك قدرة على التريث للحصول على طعامه (رويترز)

للحصول على وجبة طعام أفضل، يمكن للحبار الانتظار ما بين 50 ثانية وأكثر من دقيقتين بدلاً من الخضوع لإغراء ابتلاع الطعام المتاح فوراً، وفقاً لدراسة نشرت أمس في مجلة «بروسيدينغز أوف ذي رويال سوسايتي بي» العلمية.
وكان من المعروف حتى الآن، أن قردة الشمبانزي والغربان والببغاوات فقط هي التي اجتازت «اختبار المارشميلو» الذي يختبر قدرة الكائنات على التريث في أخذ مكافأة من خلال إفهامها أنها ستحصل على مكافأة أفضل لاحقاً. وبعد اجتياز ستة حبابير بالغة هذا الاختبار، بدأ العلماء قياس قدرة هذه الرخويات على ضبط النفس والتعلم. وفي البداية، قاموا بتدريب الرخويات الستة على الاختيار، بعد تحديد الأطباق التي تفضلها، وفقاً للدراسة، حسب وكالة الصحافة الفرنسية.
بعد ذلك، أعطي كل حبار فرصة الاختيار بين أقل نوع مفضل لديه من الرخويات (قطعة من الروبيان الملكي) والمتوافرة على الفور، وأكثر نوع يفضله (روبيان صغير حي) ستقدم له بعد وقت معين. وانتظرت هذه الحبابير ما بين 50 و130 ثانية لإشباع شهيتها.
كذلك قامت الدراسة بقياس قدرتها على التعلم في ظل الظروف المتغيرة. كانت لكل حبار في حوضه فرصة الاختيار بين السباحة باتجاه إشارة رمادية أو بيضاء. ويمنح الحبار مكافأة بموجب إشارة واحدة من بينهما. وشرحت المعدّة الرئيسية للدراسة الدكتورة ألكسندرا ك. شنيل من قسم علم النفس في جامعة كامبريدج «بمجرد أن تعلم الحبار ربط اللون بالمكافأة، عكسنا القواعد: كان على الحبار أن يسبح باتجاه اللون الآخر للحصول على المكافأة».
ووجد فريقها أن الحبابير التي تعلمت ربط اللون بالمكافأة بشكل أسرع من غيرها، كانت هي أيضاً التي انتظرت لوقت أطول للحصول على طعامها المفضل في الاختبار الآخر.



الذكاء الصناعي يقرأ الأفكار وينصّها

فك تشفير إعادة بناء الكلام باستخدام بيانات مسح الرنين المغناطيسي (جامعة تكساس)
فك تشفير إعادة بناء الكلام باستخدام بيانات مسح الرنين المغناطيسي (جامعة تكساس)
TT

الذكاء الصناعي يقرأ الأفكار وينصّها

فك تشفير إعادة بناء الكلام باستخدام بيانات مسح الرنين المغناطيسي (جامعة تكساس)
فك تشفير إعادة بناء الكلام باستخدام بيانات مسح الرنين المغناطيسي (جامعة تكساس)

طُوّر جهاز فك ترميز يعتمد على الذكاء الصناعي، قادر على ترجمة نشاط الدماغ إلى نص متدفق باستمرار، في اختراق يتيح قراءة أفكار المرء بطريقة غير جراحية، وذلك للمرة الأولى على الإطلاق، حسب صحيفة «الغارديان» البريطانية.
وبمقدور جهاز فك الترميز إعادة بناء الكلام بمستوى هائل من الدقة، أثناء استماع الأشخاص لقصة ما - أو حتى تخيلها في صمت - وذلك بالاعتماد فقط على مسح البيانات بالتصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي فقط.
وجدير بالذكر أن أنظمة فك ترميز اللغة السابقة استلزمت عمليات زراعة جراحية. ويثير هذا التطور الأخير إمكانية ابتكار سبل جديدة لاستعادة القدرة على الكلام لدى المرضى الذين يجابهون صعوبة بالغة في التواصل، جراء تعرضهم لسكتة دماغية أو مرض العصبون الحركي.
في هذا الصدد، قال الدكتور ألكسندر هوث، عالم الأعصاب الذي تولى قيادة العمل داخل جامعة تكساس في أوستن: «شعرنا بالصدمة نوعاً ما؛ لأنه أبلى بلاءً حسناً. عكفت على العمل على هذا الأمر طيلة 15 عاماً... لذلك كان الأمر صادماً ومثيراً عندما نجح أخيراً».
ويذكر أنه من المثير في هذا الإنجاز أنه يتغلب على قيود أساسية مرتبطة بالتصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي، وترتبط بحقيقة أنه بينما يمكن لهذه التكنولوجيا تعيين نشاط الدماغ إلى موقع معين بدقة عالية على نحو مذهل، يبقى هناك تأخير زمني كجزء أصيل من العملية، ما يجعل تتبع النشاط في الوقت الفعلي في حكم المستحيل.
ويقع هذا التأخير لأن فحوصات التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي تقيس استجابة تدفق الدم لنشاط الدماغ، والتي تبلغ ذروتها وتعود إلى خط الأساس خلال قرابة 10 ثوانٍ، الأمر الذي يعني أنه حتى أقوى جهاز فحص لا يمكنه تقديم أداء أفضل من ذلك.
وتسبب هذا القيد الصعب في إعاقة القدرة على تفسير نشاط الدماغ استجابة للكلام الطبيعي؛ لأنه يقدم «مزيجاً من المعلومات» منتشراً عبر بضع ثوانٍ.
ورغم ذلك، نجحت نماذج اللغة الكبيرة - المقصود هنا نمط الذكاء الصناعي الذي يوجه «تشات جي بي تي» - في طرح سبل جديدة. وتتمتع هذه النماذج بالقدرة على تمثيل المعنى الدلالي للكلمات بالأرقام، الأمر الذي يسمح للعلماء بالنظر في أي من أنماط النشاط العصبي تتوافق مع سلاسل كلمات تحمل معنى معيناً، بدلاً من محاولة قراءة النشاط كلمة بكلمة.
وجاءت عملية التعلم مكثفة؛ إذ طُلب من ثلاثة متطوعين الاستلقاء داخل جهاز ماسح ضوئي لمدة 16 ساعة لكل منهم، والاستماع إلى مدونات صوتية. وجرى تدريب وحدة فك الترميز على مطابقة نشاط الدماغ للمعنى باستخدام نموذج لغة كبير أطلق عليه «جي بي تي - 1»، الذي يعتبر سلف «تشات جي بي تي».