عدّت حركة «حماس» أن حملة الاعتقالات التي تشنها قوات الاحتلال في صفوف طلبة الجامعات من نشطاء الكتلة الإسلامية، تستهدف النيل من عزيمة الشباب الذين يشكّلون مركز الانتخابات القادمة، كما أنها محاولة للتحكم في نتائج الانتخابات عبر تغييب الشخصيات الناشطة والمؤثرة في مجالات وقطاعات مهمة.
وأكدت «حماس» في بيان، أن مسيرة التوافق الوطني والشراكة هي أولوية وطنية، وأنها ستواصل إصرارها على إعادة ترتيب البيت الفلسطيني على مبدأ الشراكة الوطنية وإنهاء الانقسام، والبدء ببرنامج نضالي وطني شامل لمواجهة الاحتلال والاستيطان. ودعت «جميع الأحرار في العالم وبرلمانات الشعوب الديمقراطية والصديقة، إلى فرض عقوبات على كيان الاحتلال الذي يستهدف الديمقراطية الفلسطينية منذ سنوات». وقالت: «إن حملات الاعتقال تأتي في سياق سياسة الاحتلال التي انتهجها منذ عام 2006، بتقويض الحياة السياسية الفلسطينية وإقصاء طرف فلسطيني مهم وفاعل، امتلك شرعية الصندوق بإرادة وطنية خالصة». وتشن إسرائيل حملة اعتقالات شبه يومية في الضفة الغربية، استهدفت في الفترة الأخيرة نشطاء من «حماس» وقيادات. وقالت وسائل إعلام تابعة لحركة «حماس»، إن قوات الاحتلال الإسرائيلي صعّدت منذ أقل من شهر حملة استهداف نواب في المجلس التشريعي الفلسطيني، وقيادات في الفصائل، مذكّرة بحملة سابقة اعتقلت إسرائيل خلالها أكثر من ثلث النواب بعد انتخابات 2006، على رأسهم رئيس المجلس التشريعي المنحل عزيز دويك.
وكانت «حماس» قد هددت إسرائيل قبل أيام، بأنها تملك من الأدوات ما سيمنع إسرائيل من التدخل في الانتخابات الفلسطينية المرتقبة في مايو (أيار) القادم.
وقال مستشار رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس»، طاهر النونو، في تصريحات بثّتها قناة «الأقصى» التابعة للحركة، إن «(حماس) قادرة على إجبار الاحتلال الإسرائيلي على عدم التدخل في الانتخابات الفلسطينية». مضيفاً أن «لدى الحركة من البدائل والوسائل ما يمكّنها من ذلك، والاحتلال أكثر من يعرف هذا الأمر».
ولم يحدّد النونو ما هي الأدوات التي ستستخدمها الحركة لمنع إسرائيل من التدخل في الانتخابات، ولا يُعرف كيف يمكن لـ«حماس» وقف الاعتقالات أو إجبار إسرائيل على إجراء الانتخابات في القدس. وفي مرات سابقة في قضايا متعلقة بغزة، كانت الحركة تستخدم التصعيد الميداني جزءاً من الضغط على إسرائيل للاستجابة لمطالبها.
وتستعد الفصائل الفلسطينية ومستقلون لخوض غمار المنافسة في الانتخابات التشريعية التي تُجرى لأول مرة هذا العام، منذ 16 عاماً، في مايو المقبل. وقال نائب رئيس حركة «فتح» محمود العالول، أمس، إن «فتح» قررت الذهاب إلى الانتخابات لتحقيق الوحدة الوطنية وإنهاء الانقسام، وإعادة الاعتبار للحياة الديمقراطية وتفعيل سلطة الشعب الفلسطيني التشريعية. وأضاف أنه «يجب أن نتجاوز مرحلة الماضي التي تركت آثاراً تتوجب معالجتها، مع الأخذ بعين الاعتبار أن الديمقراطية كمفهوم وقيم، هي جزء حي من قيم المجتمع الفلسطيني».
وأكد المدير التنفيذي للجنة الانتخابات المركزية الفلسطينية هشام كحيل، أمس، أن اللجنة لديها خطة طوارئ «ب» في حال اقتحم الاحتلال الإسرائيلي الضفة وقلب رام الله، لتعطيل العملية الانتخابية، دون الكشف عن تفاصيل الخطة. جاء ذلك خلال لقاء خاص نظّمته مؤسسة «زوايا للفكر والإعلام»، عبر تقنية «زووم»، شارك فيه صحافيون عرب (مصريون وجزائريون وتونسيون ولبنانيون)، وفلسطينيون.
وأوضح كحيل أن عراقيل الاحتلال الإسرائيلي لمنع الانتخابات الفلسطينية واردة، ولذلك اللجنة وضعت الخطة «ب»، للحيلولة دون فشل العملية الانتخابية ووصول قطار الانتخابات لمحطته النهائية.
«حماس» تتهم إسرائيل باعتقال نشطائها للتحكم في نتائج الانتخابات
«حماس» تتهم إسرائيل باعتقال نشطائها للتحكم في نتائج الانتخابات
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة