عقوبات أميركية على قياديين حوثيين

TT
20

عقوبات أميركية على قياديين حوثيين

فرضت الولايات المتحدة عقوبات على قياديين اثنين من ميليشيا الحوثي الموالية لطهران، بسبب مسؤوليتهما عن تدبير هجمات ضد المدنيين اليمنيين، واستهداف السفن التجارية في المياه الدولية، ودفع أجندة إيران في اليمن لزعزعة الاستقرار وتأجيج الصراع.
وأوضحت وزارة الخزانة الأميركية في بيان، أمس، أن «مكتب مراقبة الأصول الأجنبية فرض عقوبات بموجب الأمر التنفيذي رقم 13611 على كلٍ من منصور السعدي، وأحمد علي الحمزي، القياديين في جماعة الحوثي المدعومة من إيران»، متهمة السعدي والحمزي بـ«تدبير هجمات لقوات الحوثي استهدفت المدنيين اليمنيين، والدول المجاورة»، في إشارة إلى السعودية. «كما أدت أفعالهما إلى إطالة أمد الحرب الأهلية في اليمن وفاقمت الأزمة الإنسانية في البلاد، بتشريد أكثر من مليون شخص، ودفع اليمن إلى حافة المجاعة».
وأدانت الولايات المتحدة تدمير المواقع المدنية من قبل مقاتلي الحوثي، مشددة على موقفها المتمثل «بتعزيز مساءلة قادة الحوثيين عن أفعالهم، وكذلك الالتزام بإنهاء المعاناة غير العادية للشعب اليمني»، كما قالت مديرة مكتب مراقبة الأصول الأجنبية أندريا جاكي في البيان، موضحة أن الحمزي والسعدي ساهما في الأعمال التي تعيق العملية السياسية في اليمن. وأشارت جاكي إلى أنه منذ بداية الصراع في اليمن، شن الحوثيون بدعم من النظام الإيراني، حرباً دموية ضد الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً باستخدام الصواريخ الباليستية، والمتفجرات والألغام البحرية، والطائرات من دون طيار لمهاجمة القواعد والمراكز السكانية والبنية التحتية والشحن التجاري القريب. كما كثف النظام الإيراني هذا الصراع من خلال تقديم مساعدات مالية ومادية مباشرة للحوثيين، بما في ذلك الأسلحة الصغيرة والصواريخ والمتفجرات والطائرات من دون طيار.
وأضافت: «قدم الحرس الثوري الإيراني ممثلاً بـ(فيلق القدس) التوجيه العسكري والتدريب للحوثيين، وقد سمح هذا الدعم للحوثيين بتهديد جيران اليمن وشن هجمات شنيعة تضر بالبنية التحتية المدنية في اليمن والسعودية، ولم يؤد الدعم الإيراني للحوثيين إلا إلى إطالة أمد الحرب الأهلية في اليمن، وساهم في انتشار معاناة ملايين اليمنيين في أزمة إنسانية وصفتها الأمم المتحدة بأنها الأسوأ في العالم».
وأفادت وزارة الخزانة بأن منصور السعدي يشغل منصب «رئيس أركان القوات البحرية» الحوثية، وتلقى «تدريبات مكثفة في إيران»، وهو «العقل المدبر لهجمات مميتة ضد الشحن الدولي في البحر الأحمر، وساعد أيضاً في تهريب الأسلحة الإيرانية إلى اليمن، إذ قامت القوات البحرية الحوثية مراراً بنشر الألغام البحرية التي تضرب السفن، بغض النظر عن طابعها المدني أو العسكري، وفقاً لمنظمات حقوقية دولية، كما أن استخدام الألغام البحرية في الحرب الأهلية اليمنية، يشكل خطراً على السفن التجارية وصيد الأسماك والمساعدات الإنسانية».
وفيما يخص المعلومات عن أحمد علي الحمزي، قالت الوزارة إنه «عمل كقائد القوات الجوية وقوات الدفاع الجوي للحوثيين»، بالإضافة إلى «عمله في برنامج الطائرات من دون طيار التي تم الحصول عليها من إيران لاستخدامها في اليمن. ونفذت القوات التابعة للحوثيين بقيادة الحمزي ضربات موجهة بطائرات من دون طيار، وقد تلقى تدريبات في إيران».
وأدان وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الهجمات التي شنتها ميليشيات الحوثي على مدينة جازان السعودية وأدّت إلى وقوع خمسة جرحى مدنيين، متهماً إيران بالتورط في تأجيج الصراع باليمن، وتهديد البنى التحتية والأهداف المدنية في اليمن والسعودية.
وقال بلينكن في بيان، أمس، إن «الولايات المتحدة ستضمن أن السعودية وشركاءها الإقليميين لديهم الأدوات التي يحتاجون إليها للدفاع عن أنفسهم، بما في ذلك ضد التهديدات الصادرة من اليمن والتي يتم تنفيذها بأسلحة وبدعم من إيران، وفي الوقت نفسه، تعمل الولايات المتحدة بجد على المستويات العليا جنباً إلى جنب مع الأمم المتحدة وغيرها، من أجل إنهاء هذا الصراع».
ودعا الأطراف كافة إلى «العمل بحسن نية من أجل حل سياسي دائم»، معتبراً أنه «السبيل الوحيد لإنهاء الصراع، ومعالجة الأزمة الإنسانية الرهيبة التي يواجهها الشعب اليمني». ورأى أن «تورط إيران في اليمن يؤجج لهيب الصراع، ويهدد بمزيد من التصعيد وسوء التقدير وعدم الاستقرار الإقليمي»، لافتاً إلى استخدام الحوثيين «الأسلحة والاستخبارات والتدريب والدعم الإيراني لشن هجمات تهدد الأهداف المدنية والبنية التحتية في اليمن والسعودية».
ورأى أن جماعة الحوثيين «تلعب دوراً مهماً في مفاقمة المحنة الإنسانية الأليمة للشعب اليمني، إذ تسببت الحرب بعدم استقرار البلاد، وشرّدت أربعة ملايين يمني منذ بداية الصراع، وأطلقت العنان لواحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم». وأدان «بشدة» هجوم الحوثيين المستمر على مأرب وهجماتهم على السعودية.
وأشار الوزير الأميركي إلى اتخاذ بلاده إجراءات للرد على هذا السلوك من الحوثيين، بفرض عقوبات على اثنين من قادة الحوثيين. وشدد على أن واشنطن «ملتزمة تعزيز المساءلة عن الأفعال الخبيثة والعدوانية للجماعة، والتي تشمل تفاقم الصراع في اليمن، ومهاجمة شركائنا في المنطقة، وخطف المدنيين وتعذيبهم، ومنع وصول المساعدات الإنسانية، وقمع الشعب اليمني في المناطق التي يسيطرون عليها، وتدبير هجمات مميتة خارج حدود اليمن».


مقالات ذات صلة

اتهامات للحوثيين بارتكاب 13 ألف انتهاك حقوقي في البيضاء خلال عشر سنوات

العالم العربي جانب من المؤتمر الصحافي الذي عقد بمحافظة مأرب عن انتهاكات جماعة الحوثي في البيضاء (سبأ)

اتهامات للحوثيين بارتكاب 13 ألف انتهاك حقوقي في البيضاء خلال عشر سنوات

كشف تقرير حقوقي يمني عن توثيق نحو 13 ألف انتهاك لحقوق الإنسان في محافظة البيضاء (وسط اليمن) ارتكبتها ميليشيا الحوثي خلال السنوات العشر الأخيرة

«الشرق الأوسط» (الرياض)
العالم العربي المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ خلال أحدث إحاطاته أمام مجلس الأمن (أ.ف.ب)

الأمم المتحدة لـ«الشرق الأوسط»: غروندبرغ ملتزم بالوساطة... والتسوية اليمنية

في أعقاب فرض عقوبات على قيادات حوثية، أكد مكتب المبعوث الأممي التزامه بمواصلة جهوده في الوساطة، والدفع نحو تسوية سلمية وشاملة للنزاع في اليمن.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي الحوثيون يحكمون قبضتهم على مناطق شمال اليمن ويسخرون الموارد للتعبئة العسكرية (أ.ب)

عقوبات أميركية على قيادات حوثية

فرضت الولايات المتحدة عقوبات جديدة أمس على سبعة من كبار القادة الحوثيين المتحالفين مع إيران في اليمن.

علي ربيع (عدن)
المشرق العربي الأمم المتحدة تخطط للوصول إلى 12 مليون يمني بحاجة إلى المساعدة هذا العام (إ.ب.أ)

انعدام الأمن الغذائي يتفاقم في 7 محافظات يمنية

كشفت بيانات أممية عن تفاقم انعدام الأمن الغذائي في 7 من المحافظات اليمنية، أغلبها تحت سيطرة الجماعة الحوثية، وسط مخاوف من تبعات توقف المساعدات الأميركية.

محمد ناصر (تعز)
المشرق العربي الشراكات غير العادلة في أعمال الإغاثة تسبب استدامة الأزمة الإنسانية في اليمن (أ.ف.ب)

انتقادات يمنية لأداء المنظمات الإغاثية الأجنبية واتهامات بهدر الأموال

تهيمن المنظمات الدولية على صنع القرار وأعمال الإغاثة، وتحرم الشركاء المحليين من الاستقلالية والتطور، بينما تمارس منظمات أجنبية غير حكومية الاحتيال في المساعدات.

وضاح الجليل (عدن)

الصومال: مقتل 16 مسلحاً من «حركة الشباب» في غارة جوية بمحافظة شبيلى الوسطى

أقارب يحملون أحد ضحايا الإرهاب في الصومال (رويترز)
أقارب يحملون أحد ضحايا الإرهاب في الصومال (رويترز)
TT
20

الصومال: مقتل 16 مسلحاً من «حركة الشباب» في غارة جوية بمحافظة شبيلى الوسطى

أقارب يحملون أحد ضحايا الإرهاب في الصومال (رويترز)
أقارب يحملون أحد ضحايا الإرهاب في الصومال (رويترز)

قضت السلطات الصومالية، الثلاثاء، على 16 مسلحاً من حركة «الشباب» الإرهابية، من بينهم قيادات بارزة، في غارة جوية جنوب شرقي البلاد.

يصطف المسلمون للحصول على طعام الإفطار في مقديشو في 4 مارس 2025 (أ.ف.ب)
يصطف المسلمون للحصول على طعام الإفطار في مقديشو في 4 مارس 2025 (أ.ف.ب)

وأفادت «وكالة الأنباء الصومالية»، بأن الغارة الجوية التي نُفذت، الليلة الماضية، في منطقة بصرى بمحافظة شبيلى الوسطى، استهدفت تجمعاً لمسلحين كانوا محاصرين خلال الأيام الماضية إثر عمليات عسكرية للجيش الوطني، مضيفة أن الغارة أسفرت أيضاً عن تدمير سيارات تابعة لحركة «الشباب» الإرهابية.

وأشارت الوكالة إلى أن «الغارة الجوية التي وقعت، الليلة الماضية، في منطقة بصرى بمحافظة شبيلى الوسطى، استهدفت تجمعاً للإرهابيين الذين تمت محاصرتهم خلال الأيام الماضية جراء العمليات العسكرية».

متطوع يوزع الطعام على المسلمين ليفطروا في مقديشو في 4 مارس 2025 (أ.ف.ب)
متطوع يوزع الطعام على المسلمين ليفطروا في مقديشو في 4 مارس 2025 (أ.ف.ب)

ولفتت إلى أن «الغارة الجوية أسفرت عن تدمير المركبات القتالية التابعة لميليشيات الخوراج». ويستخدم الصومال عبارة «ميليشيا الخوارج» للإشارة إلى حركة «الشباب». وتشن الحركة هجمات تهدف إلى الإطاحة بالحكومة الصومالية للاستيلاء على الحكم، وتطبيق الشريعة على نحو صارم.

كان وزير الدفاع الصومالي عبد القادر محمد نور قد قال، يوم الجمعة، إن قوات صومالية وإثيوبية نفذت عمليات مشتركة ضد حركة «الشباب» بإقليم شبيلي الوسطى. وقال نور لوسائل الإعلام الصومالية الرسمية «العمليات العسكرية المنسقة، بدعم جوي دولي، تستهدف بشكل محدد الجماعات المسلحة». كما أعلنت القيادة الأميركية في أفريقيا، أواخر الشهر الماضي، أنها نفذت، بطلب من الحكومة الصومالية، غارة جوية ضد حركة «الشباب».

صوماليون يؤدون صلاة التراويح وهي صلاة تُقام في المساجد خلال شهر رمضان في مقديشو في 4 مارس 2025 (أ.ف.ب)
صوماليون يؤدون صلاة التراويح وهي صلاة تُقام في المساجد خلال شهر رمضان في مقديشو في 4 مارس 2025 (أ.ف.ب)

في غضون ذلك، قُتل 9 أشخاص، الثلاثاء، في هجوم انتحاري وبإطلاق النار تبنته حركة «الشباب» في فندق في وسط الصومال، حيث كان هناك اجتماع يُعقد لبحث سبل مكافحة هذه الجماعة المتطرفة، وفق مصادر أمنية. وأكد أحمد عثمان المسؤول الأمني في مدينة بلدوين في محافظة هيران، حيث وقع الهجوم، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» أن «انتحارياً» قاد، صباحاً، حافلة صغيرة محملة بالمتفجرات إلى مدخل الفندق ليتبعه مسلحون دخلوا الفندق، وراحوا يطلقون النار.

وقال المسؤول الأمني حسين علي في وقت لاحق، الثلاثاء، إن «الحصار انتهى، وقُتل جميع المسلحين»، مضيفاً أن الهدوء عاد إلى المكان. وأكد أن 9 مدنيين، بينهم وجهاء تقليديون، قُتلوا في الهجوم، من دون أن يحدد عدد المهاجمين الذين قضوا. وأضاف علي أن أكثر من 10 أشخاص آخرين، معظمهم من المدنيين، أصيبوا بجروح في الهجوم. وكان الفندق المستهدف يستضيف اجتماعاً يجمع مسؤولين أمنيين وزعماء تقليديين بهدف حشد مقاتلين لمساعدة القوات الحكومية في حربها ضد حركة «الشباب» المتطرفة.

وأكد الشرطي علي مهاد أنه تم إنقاذ العديد من الأشخاص الموجودين في المكان. وقال شاهد عيان يدعى إدريس عدنان لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كان قريبي داخل الفندق أثناء الهجوم، وهو محظوظ لأنه نجا وأصيب بجروح طفيفة». وأضاف أن «المبنى دُمر في خضم إطلاق نار كثيف». وأعلنت «حركة الشباب» في بيان مسؤوليتها عن الهجوم.

ومنذ أكثر من 15 عاما تشنّ حركة «الشباب» المرتبطة بتنظيم «القاعدة» تمرّداً مسلّحاً ضدّ الحكومة الفيدرالية الصومالية المدعومة من المجتمع الدولي، بهدف تطبيق الشريعة الإسلامية في بلد يُعد من أفقر دول العالم.

وتوعد الرئيس الصومالي بحرب «شاملة» ضد حركة «الشباب»، وانضم الجيش إلى ميليشيات عشائرية في حملة عسكرية تدعمها قوة من الاتحاد الأفريقي وضربات أميركية، لكنها مُنيت بانتكاسات.