اتجاه لتشديد العقوبات على عمليات التجنيد في السجون التونسية

دعوة إلى مراجعة قانون مكافحة الإرهاب

TT

اتجاه لتشديد العقوبات على عمليات التجنيد في السجون التونسية

دعا منير الكسيكسي، رئيس اللجنة الوطنية لمكافحة الإرهاب (لجنة حكومية)، إلى مراجعة قانون مكافحة الإرهاب في تونس، في اتجاه لتشديد العقوبات ضد العناصر الإرهابية التي تعمل على تجنيد عناصر لها داخل السجون. وكشف عن معطيات تؤكد على وجود مخاطر جمة داخل السجون، التي تعدّ من أهم ساحات الاستقطاب والتجنيد، التي تعمل التنظيمات الإرهابية على استغلالها في ظل المحاصرة الأمنية المشددة التي تعرفها في الشوارع والمساجد، من ذلك أن نحو 70 في المائة من المحكومين في جرائم وقضايا وعمليات إرهابية تم إطلاق سراحهم دون محاولة إصلاح حتى لا يعودوا إلى التفكير المتطرف نفسه. وفي السياق ذاته، أفاد المصدر نفسه، بأن أكثر من 53 في المائة من الخطابات على مواقع التواصل وفي الفضاء السيبراني، تدعو إلى الكراهية والعنف، وهي موجهة خاصة إلى الدولة التونسية والمؤسسة الأمنية، وتعمل على بث الفرقة وترويج الخطاب العنيف ضد المرأة. يذكر، أن آلاف الشبان التونسيين قد تم تجنيدهم بعد ثورة 2011، وتوجه معظمهم نحو بؤر التوتر في سوريا وليبيا والعراق. وقضى المئات منهم نحبه، كما نشطت التنظيمات الإرهابية في تونس، واستقطبت مئات الشبان الذين ما زال البعض منهم متحصن في الجبال الغربية للبلاد.
وللحد من مخاطر انتشار الإرهاب والتطرف، طالب رئيس اللجنة الوطنية لمكافحة الإرهاب، بضرورة سنّ قوانين صارمة للتصدي لعمليات التجنيد في السجون، مشيراً إلى ضرورة مراجعة قانون الخدمة العسكرية وتركيز منظومة وطنية للكشف المبكر عن التغيرات في السلوك ورصد المؤشرات الأولية لبوادر التطرف، على حد تعبيره. وعلى المستوى الأمني، الذي غالباً ما يدعم الجوانب القانونية، شدد الكسيكسي على ضرورة الإسراع بوضع إطار قانوني يتعلق بتنظيم العمل الاستعلاماتي، كما طالب بتشديد العقوبات المتعلقة بجرائم التهريب لارتباطها الوثيق بجرائم الإرهاب وغسل الأموال.



تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.