يواجه مدافع ليفربول التركي أوزان كاباك موقفاً صعباً، فهو لا يزال في العشرين من عمره، ويواجه ضغوطاً كبيرة. لقد قضى هذا اللاعب الشاب معظم مسيرته المهنية وهو يلعب لأندية تعاني، لكن هذا طبيعي ويمكن أن يحدث لأي لاعب صاعد. وفي هذا السياق، كان ديربي الميرسيسايد بين ليفربول وإيفرتون بمثابة فرصة حقيقية لكي يثبت هذا اللاعب نفسه ويترك بصمته مع الفريق، لكنه لسوء حظه ارتكب خطأ فادحاً كلّف فريقه هدفاً بعد مرور ثلاث دقائق فقط.
ففي البداية، أبعد كاباك الكرة برأسه لكنها لم تذهب بعيداً، لكن من الطبيعي أن نرى مثل هذه الأشياء في مباريات كرة القدم، خاصة أن الطقس كان سيئاً والرياح كانت شديدة وتؤثر على اتجاه وسرعة الكرة. لكن المشكلة كانت تكمن في عدم إدراك كاباك لحقيقة أن مهاجم إيفرتون، ريشارليسون، كان يقف وراءه. إن الطريقة التي كان يقف بها كاباك لم تساعده على العودة عندما مرر خميس رودريغيز الكرة لريشارليسون، الذي لم يتوانَ في إيداع الكرة داخل الشباك.
وبعد خمس دقائق أخرى، ارتكب كاباك خطأ آخر بعد تمريرة طويلة باتجاه مرمى ليفربول، وكاد ريشارليسون أن ينطلق من خلفه مرة أخرى. وبدا أن هذا الأمر سيكون متكرراً. وعلاوة على ذلك، ارتكب كاباك خطأ لا داعي له على سيموس كولمان قبل نهاية الشوط الأول مباشرة ليحصل على البطاقة الصفراء الثالثة له خلال ثلاث مباريات لعبها مع ليفربول، لتضاف إلى سبع بطاقات حصل عليها مع شالكه، وبطاقتين مع منتخب تركيا هذا الموسم. وحتى بعد نهاية الشوط الأول وفي ظل استحواذ ليفربول على الكرة، تقدم كاباك بشكل متأخر في محاولة فاشلة لإيقاع ريشارليسون في مصيدة التسلل، وهو الأمر الذي سمح للمهاجم البرازيلي بتسلم الكرة وتشكيل خطورة على مرمى «الريدز». بشكل عام، لم يقدم كاباك أداء مقنعاً على الإطلاق في تلك المباراة.
لقد قال كاباك عقب انضمامه لليفربول: «أنا مدافع قوي بدنياً وأجيد الاستحواذ على الكرة، وأجيد ألعاب الهواء، كما يمكنني تسجيل الأهداف في بعض الأحيان». قد يبدو هذا تقييماً معقولاً، لكن المشكلة التي تواجه المدافع التركي تتمثل في قدرته على التكيف مع الطريقة التي يلعب بها ليفربول، والتي تتطلب منه في الكثير من الأحيان التقدم للأمام للقيام بمهام هجومية. ربما يكون نجم ليستر سيتي، جيمي فاردي، هو أفضل لاعب في الدوري الإنجليزي الممتاز يستفيد من الأخطاء التي يرتكبها مدافعو الأندية التي تعتمد على الضغط العالي على حامل الكرة من الأمام، وبالتالي كان بمثابة اختبار قوي للغاية بالنسبة لكاباك. وبالمثل، كان من المتوقع أن يشكل مهاجمو لايبزيغ خطورة كبيرة في الانطلاق في المساحات خلف كاباك، لكن ذلك الأمر لم يحدث كثيراً خلال اللقاء الذي جمع الفريقين في إطار مباريات دوري أبطال أوروبا.
وبالتالي، ربما كان من الأفضل لكاباك أن يواجه دومينيك كالفرت لوين القوي بدنياً، بدلا من مواجهة ريشارليسون الذي لا يتوقف عن الحركة. لكن كالفيرت لوين، العائد من إصابة في أوتار الركبة، لم يشارك في اللقاء إلا بعد مرور 60 دقيقة. لكن بصفة عامة كان هناك شعور بأن الحظ يعاند كاباك.
وكانت مباراة ليفربول أمام إيفرتون هي المباراة رقم 63 التي يلعبها كاباك بشكل أساسي خلال مسيرته الكروية. ولم يحقق كاباك الفوز إلا في 11 مباراة فقط من أصل 62 مباراة سابقة، ولم يكن ضمن الفريق الفائز إلا مرة واحدة فقط في آخر 27 مباراة. وعلاوة على ذلك، هبط كاباك مع أول فريق يلعب له في ألمانيا، وهو نادي شتوتغارت، كما أن الفريق الثاني الذي لعب له، وهو شالكه، سيهبط بالتأكيد هذا الموسم بعد أن أصبح على بُعد مباراة واحدة فقط عن الرقم القياسي لأكثر عدد من المباريات المتتالية بدون فوز في الدوري الألماني الممتاز. قد يتضح خلال الفترة المقبلة أن كاباك مدافع جيد للغاية، لكن الشيء المؤكد أنه لم يكن محظوظاً.
قد يكون كاباك معذوراً لأنه يلعب مع نادٍ جديد في أجواء جديدة، لكنه ارتكب عدداً من الأخطاء الواضحة، وحدث سوء فهم بينه وبين حارس المرمى أليسون بيكر، ما سمح لفاردي بتسجيل هدف. وبدا المدير الفني لليفربول، يورغن كلوب، وكأنه يريد أن يقول إن وجود عنصر جديد في الخط الخلفي هو الذي أدى إلى سوء التفاهم الذي تسبب في الهدف، لكن حارس المرمى لم يتحدث بصوت عالٍ ويطلب من المدافع التركي أن يترك الكرة. وعلى الأقل حقق ليفربول الفوز على لايبزيغ في دوري أبطال أوروبا، لتكون هذه هي المرة الثانية التي يخرج فيها كاباك بشباك نظيفة خلال مشاركاته مع الأندية منذ تعادل شالكه بدون أهداف أمام هيرتا برلين في نهاية يناير (كانون الثاني) 2020.
ومن الناحية المثالية، يكون من الأفضل لأي لاعب أن ينتقل إلى فريق جديد في فترة الانتقالات الصيفية حتى يكون أمامه متسع من الوقت لكي يتعلم النظام ويفهم الآليات المختلفة التي يعتمد عليها الفريق في طريقة الضغط على المنافس، وبناء علاقات جيدة مع زملائه الجدد. لكن لسوء حظ كاباك فإنه دخل في دوامة، ولم يلعب بجوار المدافع الهولندي العملاق، فيرجيل فان دايك، الذي أعرب أكثر من مرة عن حلمه باللعب بجواره عندما كان يلعب في غلطة سراي التركي، ولسوء حظه الأكبر أنه لعب بجوار هندرسون، الذي ما زال يتعلم أساسيات اللعب في مركز قلب الدفاع!
وما زاد الأمر سوءاً أن ليفربول يواجه سوء حظ غريباً فيما يتعلق بإصابة جميع المدافعين الأساسيين للفريق. وقبل مرور نصف ساعة من اللعب أمام إيفرتون، انضم هندرسون إلى قائمة المصابين، ليدخل ناثان فيليبس بدلاً منه، وهو ما أجبر كاباك على اللعب كقلب دفاع ناحية اليسار. والغريب أن ليفربول لم يلعب ثلاث مباريات متتالية هذا الموسم بنفس قلبي الدفاع، بسبب توالي الإصابات التي عصفت بجميع لاعبي هذا المركز. وربما يكون النبأ السار لكاباك هو أنه لا يمكن أن تكون الأمور أسوأ من ذلك. وقبل مباراة إيفرتون، لم يحقق كاباك الفوز مع أي فريق لعب له سوى ثماني مرات فقط خلال المواسم الثلاثة الماضية! إنه لاعب غير معتاد على النجاح، ويحاول الآن التكيف مع نظام جديد في دوري جديد مع فريق بدأ يفقد الثقة بنفسه. لكن رغم كل ذلك، يتعين عليه أن يتحمل ويواصل العمل بشكل جيد للخروج من هذه الظروف الصعبة.
أوزان كاباك... سيئ الحظ أم مدافع سيئ؟
قلب دفاع ليفربول الجديد يواجه بداية صعبة وأخطاؤه الكارثية تتواصل
أوزان كاباك... سيئ الحظ أم مدافع سيئ؟
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة