إدانة ناشط تشعل احتجاجات «عاصمة النفط» الجزائري

النيابة اتهمته بـ«التحريض على الإرهاب والإساءة لأحد رموز الثورة»

جانب من المظاهرات التي شهدتها العاصمة الجزائرية قبل أيام للمطالبة بالتغيير (أ.ف.ب)
جانب من المظاهرات التي شهدتها العاصمة الجزائرية قبل أيام للمطالبة بالتغيير (أ.ف.ب)
TT

إدانة ناشط تشعل احتجاجات «عاصمة النفط» الجزائري

جانب من المظاهرات التي شهدتها العاصمة الجزائرية قبل أيام للمطالبة بالتغيير (أ.ف.ب)
جانب من المظاهرات التي شهدتها العاصمة الجزائرية قبل أيام للمطالبة بالتغيير (أ.ف.ب)

عاد أمس الهدوء إلى مدينة ورقلة الواقعة جنوب الجزائر، بعد ليلة عنيفة، ميَزتها مواجهات خطيرة بين قوات الأمن وقطاع من سكان المدينة، خرجوا إلى شوارعها للاحتجاج على إدانة شاب بالسجن سبع سنوات مع التنفيذ، على إثر نشره فيديو عدته السلطات «محرضا على الإرهاب».
وكانت صور عشرات العجلات المطاطية المحروقة، والحجارة المنتشرة وسط المدينة، شاهدة على حدة العنف الذي ساد ليل ورقلة. وتداول ناشطون بشبكة التواصل الاجتماعي، أمس، فيديوهات عن مظاهرات وسط المدينة التي تسمى «عاصمة النفط»، لاحتواء أرضها على أهم آبار البترول في البلاد، اندلعت بعد ساعات من نطق القاضي بحكمه القاسي على الناشط الشاب عامر قراش، على أساس عدة تهم ثقيلة، من بينها «التحريض على أعمال إرهابية والإشادة بها»، و«عرض منشورات من شأنها الإضرار بالمصلحة الوطنية»، و«التحريض على التجمهر من دون رخصة».
وتعود الوقائع إلى فيديو وكتابات نشرها الناشط بحسابه بـ«فيسبوك»، أشاد فيها بتنظيم يطالب بانفصال الصحراء عن باقي مناطق البلاد، وبقائده المعروف الذي قتل منذ سنوات. كما يهاجم السلطات المركزية بالعاصمة بحدة، ويتهمهما بـ«العنصرية» تجاه سكان الجنوب، بحجة أنها تحرمهم من التنمية ومن مشروعات البنية التحتية، مقارنة بمناطق الشمال، حيث مركز الثقل البشري. واحتج عامر قراش بحدة، بعد أن أعلنت الحكومة إطلاق بناء أربع جامعات بوسط وغرب وشرق البلاد، من دون أن يكون للجنوب نصيب من هذا المشروع الكبير. واعتبر الناشط الغاضب ذلك «احتقارا للجنوب»، الذي يعرف سكانه بهدوئهم ورزانتهم، وبقوة تحملهم لصعوبات العيش، والذين رفضوا قبل 5 سنوات بشدة أعمال تنقيب عن الغاز الصخري، وأرغموا الحكومة على تعليق هذا المشروع، الذي اعتبرته ضروريا لمواجهة تراجع إنتاج النفط.
كما نشر عامر كلاما عدّ مسيئا لأحد رموز ثورة التحرير، اتهمه بـ«خيانة الثورة». علما أن منظومة القوانين تتضمن نصوصا تجرم التعدي على شهداء حرب التحرير.
ومن الواضح أن سلطات ورقلة، التي يعيش على أطرافها عشرات الفنيين الأجانب العاملين في قطاع المحروقات، تفادت اعتقال المتظاهرين في ليلة الغضب، حتى لا تزيد المنطقة اشتعالا. فيما تعالت أصوات أعيان ورقلة، لمناشدة السلطات التدخل لدى القاضي ليعيد النظر في قراره.
في غضون ذلك، أكد رئيس أركان الجيش، الفريق سعيد شنقريحة أمس في خطاب، خلال زيارته لمنشأة عسكرية بوسط البلاد، على «السعي لتوفير كافة الظروف المناسبة والعوامل المواتية، ووضع الركائز الأساسية للرفع المستمر من جاهزية قواتنا المسلحة، والحفاظ على استعدادها الدائم لمواجهة أي طارئ، وذلك اعتمادا على سواعد الإطارات والمستخدمين الأكفاء، من ذوي النفوس الطموحة المفعمة بالأمل والمؤمنة بقدرات بلادها، بل وبحقها المشروع في امتلاك أسباب القوة، ووسائل حفظ استقلالها وصيانة سيادتها الوطنية». مبرزا أنه «حرص منذ أن حظيت بثقة السيد رئيس الجمهورية، القائد الأعلى للقوات المسلحة، وزير الدفاع الوطني، وتعييني على رأس أركان الجيش الوطني الشعبي (مطلع 2020)، على متابعة ودعم كافة مؤسسات وهياكل سلاح العتاد الحساس».
وتحدث قائد الجيش عن «خطوات نوعية يتم قطعها بإصرار كبير، نحو تحويل التكنولوجيا ذات المرامي العسكرية، والعمل على تطويعها بشكل يضمن تجديد العتاد العسكري وعصرنته، والارتقاء بمسار الإسناد التقني واللوجيستيكي إلى مداه المأمول، هذا إضافة إلى التكوين العلمي والتقني، المتعدد المستويات للإطارات والمستخدمين».



​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.