البنوك الخليجية تترقب ارتفاع سعر الفائدة على الدولار.. والشركات أكبر الخاسرين

الارتفاع سيكون تدريجيًا.. وتأخر إقراره بسبب تراجع النفط

البنوك الخليجية تترقب ارتفاع سعر الفائدة على الدولار.. والشركات أكبر الخاسرين
TT

البنوك الخليجية تترقب ارتفاع سعر الفائدة على الدولار.. والشركات أكبر الخاسرين

البنوك الخليجية تترقب ارتفاع سعر الفائدة على الدولار.. والشركات أكبر الخاسرين

توقع مختصون في الشأن الاقتصادي والمصرفي، أن تكون المرحلة المقبلة هي الأسوأ على الشركات الكبرى والمتوسطة في منطقة الخليج، في حال أقرت الولايات المتحدة الأميركية رفع سعر الفائدة على الدولار، فيما ستكون البنوك العاملة في المنطقة والأصول المقومة بالدولار هي المستفيد الأكبر من هذا التحرك.
وارجع المختصون، تضرر الشركات من رفع سعر الفائدة على الدولار، لحجم التمويلات والقروض لهذه الشركات من البنوك، والتي في غالبها تعتمد على أساس سعر الفائدة المتغير، وليس سعر الفائدة الثابت، والذي يوسع هامش الربح للبنوك، بخلاف الشركات التي يترفع لديها كلفة التمويل على هذه الشركات ومنها المدرجة في سوق الأسهم.
وقال الدكتور سعيد الشيخ الخبير المالي وكبير الاقتصاديين في البنك الأهلي السعودي، إنه في حال أقر البنك المركزي الأميركي، رفع سعر الفائدة، والذي كان متوقعا أن يكون في مطلع العام الحالي 2015، سينعكس على البنوك المركزية في دول الخليج التي ستعمل على متابعة هذا الارتفاع، ورفع سعر الفائدة بالنسبة «للسايبوت»، فيرتفع بذلك سعر الفائدة في منطقة الخليج، موضحا أن الارتفاع سيكون تدريجيا ولن يقوم الاحتياطي الفيدرالي برفع سعر الفائدة على الدولار بشكل مباشر واحد في المائة، وستقسم ما بين 25 نقطة وإذا استمر النمو الاقتصادي بالارتفاع يكون قرابة 50 نقطة في الثلاثة الأشهر التي تليها.
وأشار كبير الاقتصاديين في البنك الأهلي، إلى أن الارتفاع لن يكون صادما إيجابا أو سلبا على الأسواق العالمية ومنها السوق الخليجية، وسوف تكون الشركات الكبرى والمتوسطة التي تقترض من البنوك متضررة من ارتفاع سعر الفائدة على الدولار، وذلك من خلال رفع تكلفة التمويل على الشركات التي ستواجه جملة من التحديات في المرحلة المقبلة.
وقال الشيخ، إن معظم تمويل الشركات مبني على معدل الفائدة المتغير المعتمد على «سايبوت موجب»، والذي سببه ارتفاع سعر الفائدة على الدولار، وسيطال هذا المتغير الشركات المدرجة في سوق الأسهم، التي ستعاني من انخفاض مستوى الربحية، بسبب الفجوة ما بين الإقراض المعتمد على سعر الفائدة المتغير ومتطلباتها في السوق المحلية.
وأكد الشيخ، أن المستفيدين من هذه العملية سيكون في المقام الأول البنوك العاملة في منطقة الخليج، خاصة وأن سعر الفائدة يأتي حسب تشكيلة القروض ما بين قروض الأسعار الثابتة أو المتغيرة، ولفت إلى أن سعر الفائدة كما الإجارة بالنسبة للمنتجات الإسلامية سيكون له آثار إيجابية على البنوك، وذلك لأن سعر الإقراض على المقترضين يختلف فيتوسع هامش الربح ما بين تكلفة الودائع وسعر الإقراض، فالتالي يترفع هذا الهامش بشكل إيجابي للبنوك.
وأضاف كبير الاقتصاديين في البنك الأهلي، أن الربح سيتقلص، في حال إن كانت القروض بالسعر الثابت ولها أثر سلبي على البنوك، وذلك كون تكلفة الوديعة ارتفعت، والإقراض ظل ثابتا، وبالتالي الفائدة تعتمد على حسب حصة القروض الثابتة والقروض المتغيرة من إجمالي القروض التي تقدمها البنوك في المنطقة، والتي في غالبها تعمد على المتغير.
وعن الآثار المتوقعة على العملة الخليجية المرتبطة بالدولار، أوضح الشيخ، أن ذلك يعتمد على احتياطات دول مجلس التعاون الخليجي والتي تعد كبيرة وقوية، خاصة مع التوقعات برفع سعر الفائدة في الفترة المقبلة وهو ما يجعل الدولار المرتبطة به العملات الخليجية أقوى من العملات الأجنبية ومنها اليورو، فالأصول المقومة بالدولار سترتفع في المرحلة المقبلة.
وعن سبب تأخر إقرار «البنك المركزي» المعروف في الأوساط الاقتصادية والعالمية «المركز الاحتياطي الفيدرالي الأميركي»، رفع سعر الفائدة مع مطلع العام الحالي 2015، قال الشيخ، إن اجتماعا للبنك المركزي الأميركي نهاية الأسبوع الماضي، ذكر أنهم صبورون على رفع أسعار الفائدة، وذلك بسبب تراجع أسعار النفط في الأسواق العالمية، والذي أسهم في انخفاض مستوى التضخم في الولايات المتحدة الأميركية، وهو ما يراه المركزي الأميركي، أنه لا توجد الحالة في هذا الوقت، متوقعا أن الاجتماع المزمع عقده في شهر يونيو (حزيران) المقبل، سيخلص إلى رفع سعر الفائدة على الدولار تدريجيا.
وتتركز العوائد المرتقبة في محافظ الإقراض المتغيرة في البنوك التي ستجل ارتفاعا في سعر الفائدة، إلا أن هذه الفائدة تتقلص في محافظ الإقراض الثابت، والذي ستلعب البنوك دورا في تشكيل نسبة الإقراض للمحفظة الثابتة من نسبة المحفظة ذات العائد المتغير، في حين تتجه تكلفة تمويل الشركات للارتفاع، الأمر الذي سيحدث ضغطا على أسواق الأسهم، وذلك بسبب تحمل الشركات تكلفة أعلى في تمويل ذاتها.
ونجح الاقتصاد الأميركي بعد الأزمة المالية في 2008 من الخروج من الأزمة تدريجيا، وكانت قد أسهمت وبشكل كبير على اقتصاد الولايات المتحدة الأميركية، وارتفع معها معدل البطالة، الأمر الذي دفع البنك المركزي إلى اتخاذ حزمة من الإجراءات في مقدمتها خفض معدل الفائدة، الذي دفع البنوك لشراء سندات للحفاظ على تكاليف الإقراض طويلة الأجل منخفضة، إضافة إلى أن هذا الإجراء دفع أصحاب الأعمال للاقتراض وإنفاق الأموال لخلق فرص عمل جديدة.
وفي هذا السياق، يقول مروان الشريف، مختص في الشأن المصرفي، إن الولايات المتحدة الأميركية اتخذت جملة من الإجراءات للعودة باقتصادها للمقدمة، وهذه القوة ستنعكس على الأسواق الناشئة من خروج الاستثمارات وتدهور عملاتها، الأمر الذي سيدفع هذه الدول إلى رفع أسعار فائدتها بمستوى عالٍ للإبقاء على الودائع بعملتها المحلية لتجتذب استثمارات في أسواق السندات لديها.
وأضاف الشريف، أن المخاوف في المرحلة المقبلة وخلال الاجتماع المزمع عقده على هذه الأسواق الناشئة، أن يكون الارتفاع الأولي للفدرالي الأميركي بنحو 50 نقطة، وهو ما سيكون له نتائج عكسية على هذه الأسواق التي تعمل بكل ما لديها للحفاظ على قيمة عملتها في المرحلة المقبلة.



تحسن نشاط القطاع الخاص اللبناني بعد وقف إطلاق النار

رجل يمشي في حي تجاري وسط بيروت (رويترز)
رجل يمشي في حي تجاري وسط بيروت (رويترز)
TT

تحسن نشاط القطاع الخاص اللبناني بعد وقف إطلاق النار

رجل يمشي في حي تجاري وسط بيروت (رويترز)
رجل يمشي في حي تجاري وسط بيروت (رويترز)

سجّل مؤشر مديري المشتريات الرئيسي الصادر عن بنك «لبنان والمهجر» التابع لـ«ستاندرد آند بورز» ارتفاعاً ملحوظاً في ديسمبر (كانون الأول) 2024، مسجلاً 48.8 نقطة، مما يعكس تحسناً واضحاً في الأوضاع الاقتصادية اللبنانية بعد انخفاض مؤشرات الإنتاج، والطلبيات الجديدة، وطلبيات التصدير في الشهر السابق.

كما شهدت الشركات اللبنانية تحسناً كبيراً في مستويات الثقة بمستقبل الأعمال إلى مستويات قياسية بعد وقف إطلاق النار بين إسرائيل و«حزب الله».

وأظهرت المؤشرات الفرعية للمؤشر خلال الشهر الأخير من العام ارتفاعاً كبيراً، لا سيما في مؤشر الإنتاج المستقبلي. وقدمت الشركات المشاركة في المسح توقعات كانت الأكثر إيجابية في تاريخ المسح بشأن النشاط التجاري، مشيرةً إلى انتعاش النشاط التجاري خلال الاثني عشر شهراً المقبلة مدعومةً بوقف إطلاق النار.

في الوقت نفسه، أظهر المسح انخفاضاً في معدلات الانكماش في مؤشرات الإنتاج، والطلبيات الجديدة، وطلبيات التصدير الجديدة، مما يعكس تحسناً جزئياً في بعض القطاعات الفرعية في الاقتصاد اللبناني. كما استقر مؤشر التوظيف بشكل عام، ولم تسجل مستويات المخزون أي تغييرات ملحوظة.

وارتفع مؤشر مديري المشتريات للشهر الثاني على التوالي من 48.1 نقطة في نوفمبر (تشرين الثاني) 2024 إلى أعلى مستوى في ثمانية أشهر بواقع 48.8 نقطة في ديسمبر 2024. ومثَّلت هذه القراءة تعافياً لقراءة المؤشر من أدنى مستوى له في أربعة وأربعين شهراً في أكتوبر (تشرين الأول) 2024، وأشارت إلى أدنى تدهور في النشاط الاقتصادي لشركات القطاع الخاص اللبناني منذ أبريل (نيسان) 2024.

وأشارت بيانات المسح إلى انخفاض مستوى النشاط التجاري في شركات القطاع الخاص اللبناني، رغم أن معدل الانخفاض تراجع إلى أدنى مستوى له منذ مارس (آذار) 2024. وتماشياً مع ذلك، سجل إجمالي الطلبيات الجديدة الانخفاض الأدنى في تسعة أشهر في الشهر الأخير من السنة. وفي كلتا الحالتين، تعد قراءتا هذين المؤشرين أعلى مما كانت عليه في أكتوبر من العام الماضي، بعد تصاعد الحرب بين «حزب الله» وإسرائيل.

وتراجع معدل الانخفاض في طلبيات التصدير الجديدة بشكل حاد خلال فترة المسح الأخيرة، وكان معدل الانكماش الأدنى في عشرة أشهر. وأشار ذلك إلى انخفاض ملحوظ في معدل انكماش الأعمال الواردة من العملاء الدوليين.

وفي ضوء مؤشرات على تعافي ظروف المبيعات، قلَّصت شركات القطاع الخاص اللبناني من أنشطتها الشرائية بدرجة طفيفة في ديسمبر. وفي الواقع، لم يطرأ أي تغيير على مخزونات مستلزمات الإنتاج، مشيرةً إلى استقرار مستويات المخزون. وأشارت الأدلة المنقولة إلى تحسين بعض الشركات لمخزونها لتلبية الطلب المرتفع.

وشهدت أوضاع التوظيف في لبنان استقراراً خلال فترة المسح الأخيرة نظراً لعدم تسجيل أي تغيير في أعداد موظفي شركات القطاع الخاص اللبناني في ديسمبر. وفي المقابل، حافظت تكاليف الموظفين التي تتحملها الشركات اللبنانية على ثباتها. ورغم ذلك، أشارت البيانات الأخيرة إلى أن الضغوط على التكاليف كانت ناتجة عن ارتفاع أسعار الشراء. وأشار أعضاء اللجنة إلى زيادة أتعاب الموردين. ومع ذلك، كان معدل ارتفاع أسعار مستلزمات الإنتاج الأدنى في ثلاثة أشهر.

ورفعت شركات القطاع الخاص اللبناني أسعار سلعها وخدماتها سعياً إلى تمرير أعباء النفقات التشغيلية المرتفعة إلى عملائها. وبما يتماشى مع اتجاه أسعار مستلزمات الإنتاج، تراجع معدل تضخم أسعار مستلزمات الإنتاج إلى أدنى مستوى له في ثلاثة أشهر.

وتعليقاً على نتائج مؤشر مديري المشتريات، قال حلمي مراد، محلل البحوث في بنك «لبنان والمهجر»: «من المثير للاهتمام أن الشركات المشاركة في المسح قدمت توقعات إيجابية بشأن النشاط التجاري خلال الاثني عشر شهراً المقبلة، حيث سجل مؤشر الإنتاج المستقبلي أعلى قراءة بواقع 61.8 نقطة. وربطت الشركات التوقعات الإيجابية باتفاق وقف إطلاق النار بين (حزب الله) وإسرائيل، فيما كانت الآمال أن الانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها في 9 يناير (كانون الثاني) 2025 ستسفر عن اختيار رئيس جمهورية جديد أحد العوامل التي ساهمت في تقديم التوقعات الإيجابية».

وأضاف: «نأمل أن يتبع ذلك تشكيل حكومة جديدة لتنفيذ الإصلاحات الضرورية لجذب مزيد من الاستثمارات المحلية والأجنبية. ومن المشجع أيضاً أن تقرير البنك الدولي الأخير كشف عن أن خسائر النشاط الاقتصادي بسبب الحرب في لبنان، التي بلغت 4.2 مليار دولار، كانت أدنى من الخسائر المتوقعة سابقاً».