تباين المعطيات حول تحطم مروحية روسية قرب الحسكة

صورة أرشيفية لمروحية روسية من طراز تلك التي سقطت في ريف الحسكة (روسيا اليوم)
صورة أرشيفية لمروحية روسية من طراز تلك التي سقطت في ريف الحسكة (روسيا اليوم)
TT

تباين المعطيات حول تحطم مروحية روسية قرب الحسكة

صورة أرشيفية لمروحية روسية من طراز تلك التي سقطت في ريف الحسكة (روسيا اليوم)
صورة أرشيفية لمروحية روسية من طراز تلك التي سقطت في ريف الحسكة (روسيا اليوم)

تباينت المعطيات، أمس، حول مصير مروحية عسكرية روسية، ذكرت مصادر حكومية سورية أنها تحطمت شمال شرقي سوريا، ما أسفر عن مقتل قائدها وإصابة آخرين، وأكد هذه المعطيات، المصدر السوري لحقوق الإنسان، في حين نفت وزارة الدفاع الروسية صحتها، وقالت في بيان، إن المروحية تعرضت لعطل فني طارئ أجبرها على تنفيذ هبوط اضطراري.
ونقلت وسائل إعلام سورية رسمية، أن المروحية وهي من طراز «مي35» تحطمت في محافظة الحسكة الشمالية قرب بلدة تل تمر، القريبة من قاعدة روسية. وزادت أن شخصا واحدا قتل وأصيب آخرون في الحادث.
وأكد المرصد السوري هذه المعطيات، وزاد أن الطائرة سقطت في مناطق نفوذ القوات التركية والفصائل الموالية لها، بريف تل تمر، وأن الحادث أسفر عن خسائر بشرية في صفوف طاقمها.
ووفقاً للمرصد، فقد سقطت الطائرة بين قريتي قاسمية وريحانية بريف تل تمر شمالي الحسكة، الواقعة تحت النفوذ التركي على مقربة من قاعدة المباقر، التي تتخذها القوات الروسية مركزا عسكريا لها، وأوضح أنه لم ترد معلومات مؤكدة عن أسباب سقوط الطائرة، وما إذا كان عطل فني أصابها أو اضطرها لتنفيذ هبوط اضطراري، لكنه أشار إلى «معلومات مؤكدة عن إصابة طاقمها وجراح أحدهم خطرة».
في المقابل، نفت موسكو صحة تلك التقارير، وأكدت أن الطائرة نفذت هبوطا اضطراريا لأسباب فنية، وأن أفراد طاقمها على قيد الحياة.
وأفاد بيان أصدرته وزارة الدفاع الروسية، أن الحادث وقع أمس، أثناء تنفيذ المروحية دورية جوية فوق محافظة الحسكة، مشيرا إلى أن أفراد طاقمها نقلوا على وجه السرعة إلى المطار وليس هناك أي خطر على حياتهم. ولفتت الوزارة إلى أن طاقم المروحية أكد عدم تعرضها لإطلاق نار.
وكان المرصد السوري رصد تحركا نشطا للقوات الروسية في المنطقة في اليوم السابق، وأفاد أن دورية للقوات الروسية نفذت جولة استطلاع في ريف القامشلي، حيث جالت في قرى كردمية وحب الهوى وبره بيت وعين ديوار، المتاخمة للخط الحدودي مع تركيا، وتتألف الدورية من 5 مدرعات و4 حوامات. كما تجولت دورية مماثلة في مناطق القامشلي والدرباسية وأبو راسين، وصولًا إلى تل تمر بريف الحسكة.
على صعيد آخر، أشار بيان عسكري روسي إلى رصد تصعيد لنشاط مسلحي «جبهة النصرة» في إدلب. وقال نائب رئيس المركز الروسي للمصالحة في سوريا فياتشيسلاف سيتنيك، في إيجاز صحافي، إن مقاتلي التنظيم نفذوا 24 هجوما، خلال اليوم الأخير وحده، في منطقة خفض التصعيد بسوريا، موضحا، أن بين تلك الهجمات 19 هجوما أعلن عنها الجانب السوري. وأضاف أن الخروقات كانت في محافظة إدلب 14 هجوما، و4 هجمات في كل من محافظتي حلب واللاذقية، وهجومان في محافظة حماة.



مصر والكويت لتعميق التعاون وزيادة التنسيق الإقليمي

وزير الخارجية المصري يلتقي ولي العهد الكويتي الشيخ صباح خالد الحمد المبارك الصباح (الخارجية المصرية)
وزير الخارجية المصري يلتقي ولي العهد الكويتي الشيخ صباح خالد الحمد المبارك الصباح (الخارجية المصرية)
TT

مصر والكويت لتعميق التعاون وزيادة التنسيق الإقليمي

وزير الخارجية المصري يلتقي ولي العهد الكويتي الشيخ صباح خالد الحمد المبارك الصباح (الخارجية المصرية)
وزير الخارجية المصري يلتقي ولي العهد الكويتي الشيخ صباح خالد الحمد المبارك الصباح (الخارجية المصرية)

أكدت مصر خلال زيارة وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي للكويت، على دعم القاهرة الكامل للأمن الخليجي بوصفه جزءاً لا يتجزأ من الأمن القومي المصري، وسط لقاءات ومباحثات تناولت مجالات التعاون، لا سيما الأمني والعسكري لمواجهة التحديات الأمنية المختلفة.

تلك الزيارة، بحسب خبراء تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، تأتي تأكيداً على مساعي مصر والكويت لتعميق التعاون وزيادة التنسيق الإقليمي بوتيرة أكبر ونشاط أوسع، خصوصاً في ضوء علاقات البلدين التاريخية، وكذلك حجم الاستثمارات بين البلدين الكبيرة، مشددين على أهمية التنسيق بين بلدين مهمين في المنطقة.

واستهل عبد العاطي زيارته إلى الكويت بلقاء ولي العهد الشيخ صباح خالد الحمد المبارك الصباح، الأحد، مؤكداً «عمق العلاقات التاريخية والروابط الأخوية التي تجمع البلدين الشقيقين، وتوافر الإرادة السياسية لدى قيادتي البلدين من أجل تطوير العلاقات لآفاق أرحب»، مبدياً «الحرص على تعزيز التعاون والتنسيق مع دولة الكويت وزيادة وتيرته»، وفق بيان صحافي لـ«الخارجية المصرية».

وأبدى الوزير المصري «تطلُّع مصر لتعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري والاستثماري بين البلدين، أخذاً في الحسبان ما اتخذته الحكومة المصرية من خطوات طموحة لجذب الاستثمارات، وتنفيذ خطة الإصلاح الاقتصادي»، مشدداً على «دعم مصر الكامل للأمن الخليجي، بوصفه جزءاً لا يتجزأ من الأمن القومي المصري».

وفي مايو (أيار) الماضي، قال سفير الكويت بالقاهرة، غانم صقر الغانم، في مقابلة مع «القاهرة الإخبارية» إن الاستثمارات الكويتية في مصر متشعبة بعدة مجالات، وتبلغ أكثر من 15 مليار دولار، بينها 10 مليارات دولار للقطاع الخاص.

كما اجتمع عبد العاطي مع الشيخ فهد يوسف سعود الصباح، رئيس الوزراء بالإنابة ووزير الداخلية ووزير الدفاع الكويتي، مؤكداً «الحرص على الارتقاء بعلاقات التعاون إلى آفاق أرحب، بما يحقق طموحات ومصالح الشعبين الشقيقين»، وفق بيان ثانٍ لـ«الخارجية المصرية».

وزير الخارجية المصري يجتمع مع رئيس الوزراء بالإنابة ووزير الداخلية ووزير الدفاع الكويتي الشيخ فهد يوسف سعود الصباح (الخارجية المصرية)

فرص استثمارية

عرض الوزير المصري «الفرص الاستثمارية العديدة التي تذخر بها مصر في شتى القطاعات، والتي يمكن للشركات الكويتية الاستفادة منها، فضلاً عن الاتفاق على تبادل الوفود الاقتصادية، وتشجيع زيادة الاستثمارات الكويتية في مصر»، مبدياً «ترحيب مصر ببحث مجالات التعاون الأمني والعسكري لمواجهة التحديات الأمنية المختلفة».

كما بحث الوزير المصري في لقاء مع وزيرة المالية ووزيرة الدولة للشؤون الاقتصادية والاستثمار، نوره الفصام، الفرص الاستثمارية المتاحة في مصر بشتى القطاعات، وسط تأكيد على حرص الجانب المصري على تعزيز الاستثمارات الكويتية في مصر وإمكانية تعزيز نشاط الشركات المصرية لدعم عملية التنمية في الكويت.

ووفق خبير شؤون الخليج في «مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» بالقاهرة، الدكتور محمد عز العرب، فإن الزيارة تحمل أبعاداً عديدة، أبرزها الحرص المصري على تطوير العلاقات المصرية العربية، ومنها العلاقات مع الكويت لأسباب ترتبط بالتوافقات المشتركة بين البلدين والتعاون ليس على المستوى السياسي فحسب، بل على المستوى الأمني أيضاً.

التنسيق المشترك

البعد الثاني في الزيارة مرتبط بالاستثمارات الكويتية التي تستحوذ على مكانة متميزة وسط استثمارات خليجية في مصر، وفق عز العرب، الذي لفت إلى أن الزيارة تحمل بعداً ثالثاً هاماً مرتبطاً بالتنسيق المشترك في القضايا الإقليمية والدولية خاصة وهناك إدراك مشترك على أولوية خفض التصعيد والتعاون الثنائي بوصفه صمام أمان للمنطقة.

تحديات المنطقة

يرى الكاتب والمحلل السياسي الكويتي، طارق بروسلي، أن زيارة عبد العاطي «خطوة مهمة في إطار العلاقات التاريخية الوطيدة بين البلدين، وتعكس عمق التفاهم والاحترام المتبادل بين قيادتي البلدين والشعبين الشقيقين».

وتحمل الزيارة قدراً كبيراً من الأهمية، وفق المحلل السياسي الكويتي ورئيس «المنتدى الخليجي للأمن والسلام» فهد الشليمي، خصوصاً وهي تأتي قبيل أيام من القمة الخليجية بالكويت، مطلع الشهر المقبل، وما سيتلوها من ترأس الكويت مجلس التعاون الخليجي على مدار عام، فضلاً عن تحديات كبيرة تشهدها المنطقة، لا سيما في قطاع غزة وحربها المستمرة منذ أكتوبر (تشرين الأول) 2023.

وأفادت وكالة الأنباء الكويتية الرسمية، الأحد، بأن أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح تلقى رسالة شفهية من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي تتعلق بالعلاقات الأخوية المتميزة بين البلدين والشعبين الشقيقين وآخر المستجدات الإقليمية والدولية، خلال استقبال ولي العهد لوزير الخارجية المصري.

كما نوهت بأن عبد العاطي التقى رئيس الوزراء بالإنابة، و«جرى خلال اللقاء استعراض العلاقات الثنائية وسبل تعزيز التعاون بين البلدين إضافة إلى بحث آخر المستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية».

تطوير العمل الدبلوماسي

وتهدف الزيارة، وفق بروسلي، إلى «تعميق التعاون في عدة مجالات والتنسيق المشترك في المواقف على الصعيدين الإقليمي والدولي، لا سيما في قضايا فلسطين وسوريا ولبنان واليمن»، مرجحاً أن تسهم المباحثات المصرية الكويتية في «زيادة فرص التعاون الاقتصادي والتجاري وتعزيز الاستثمارات وزيادة التنسيق الأمني ومواجهة التحديات الأمنية المشتركة».

ويعتقد بروسلي أن الزيارة «ستكون فرصة لبحث تطوير العمل الدبلوماسي، ودعم البرامج التعليمية المتبادلة بين البلدين والخروج بمذكرات تفاهم تكون سبباً في تحقيق التكامل الإقليمي، وتعزيز التعاون في ظل التحديات المشتركة بالمنطقة».

بينما يؤكد الشليمي أن الزيارة لها أهمية أيضاً على مستوى التعاون الاقتصادي والتجاري، خصوصاً على مستوى تعزيز الاستثمارات، إضافة إلى أهمية التنسيق بين وقت وآخر بين البلدين، في ظل حجم المصالح المشتركة الكبيرة التي تستدعي التعاون المستمر.