بعد عام من محادثات السلام... «طالبان» تدعو القوات الدولية إلى المغادرة

نقطة مراقبة أمنية وتفتيش على الطريق السريعة خارج جلال آباد أمس (إ.ب.أ)
نقطة مراقبة أمنية وتفتيش على الطريق السريعة خارج جلال آباد أمس (إ.ب.أ)
TT

بعد عام من محادثات السلام... «طالبان» تدعو القوات الدولية إلى المغادرة

نقطة مراقبة أمنية وتفتيش على الطريق السريعة خارج جلال آباد أمس (إ.ب.أ)
نقطة مراقبة أمنية وتفتيش على الطريق السريعة خارج جلال آباد أمس (إ.ب.أ)

دعت حركة «طالبان»، أمس الأحد، إلى انسحاب جميع القوات الدولية من أفغانستان، ضمن الجدول الزمني المحدد في «اتفاق الدوحة للسلام». وأصدرت الحركة بياناً، بمناسبة الذكرى الأولى لاتفاق السلام، الذي وقعته مع الولايات المتحدة في قطر يوم 29 فبراير (شباط) العام الماضي، وطالبت «طالبان» أيضاً بإطلاق سراح مزيد من السجناء وحذف أسمائهم من «القوائم السوداء».
وفي أعقاب «اتفاق الدوحة»، توقفت «طالبان» عن مهاجمة قوات «حلف شمال الأطلسي (ناتو)» بقيادة الولايات المتحدة في البلاد، لكنها واصلت هجماتها ضد الحكومة الأفغانية المدعومة دولياً. وطبقاً للاتفاق، فستغادر جميع القوات الدولية أفغانستان بحلول 1 مايو (أيار) 2021، وفي المقابل، التزمت «طالبان» بنبذ العنف والدخول في محادثات سلام مع الحكومة. وكانت المحادثات الأفغانية - الأفغانية قد بدأت في منتصف سبتمبر (أيلول) الماضي، لكن ليس هناك أي تقدم ملموس بعد. ويتهم كل طرف الآخر بانتهاك بنود الاتفاق.
في غضون ذلك، تعهدت المملكة المتحدة بمواصلة دعمها طويل الأمد لقوات الدفاع والأمن الأفغانية ضد حركة «طالبان»، طبقاً لما ذكرته وكالة «باجوك» الأفغانية للأنباء أول من أمس.
جاء ذلك خلال اتصال هاتفي بين رئيس وزراء بريطانيا بوريس جونسون، والرئيس الأفغاني أشرف غني، الليلة قبل الماضية. وقال بيان صادر عن القصر الرئاسي، أول من أمس، إن الجانبين بحثا توسيع العلاقات الثنائية وقضايا بشأن عملية السلام الأفغانية. وجدد رئيس الوزراء البريطاني دعم بلاده القتال الذي تشنه الحكومة الأفغانية ضد «طالبان» في جزء من ائتلاف «حلف شمال الأطلسي (ناتو)». وأضاف البيان أن جونسون طمأن أيضاً غني بدعم بلاده تعزيز الدبلوماسية الإقليمية لتحقيق سلام في أفغانستان.
وتابع البيان أن «الطرفين اتفقا على أهمية إحراز تقدم في محادثات السلام لجعل أفغانستان تتمتع بسيادة وديمقراطية ووحدة وللحفاظ على المكاسب التي تم تحقيقها من قبل المجتمع المدني والنساء والفتيات». وتبادل الزعيمان أيضاً وجهات النظر في الخطوات التالية في عملية السلام، وأكدا على أهمية تحقيق وقف إطلاق نار دائم في البلاد. كما ناقش الزعيمان أيضاً احتواء جائحة فيروس «كورونا» وطرح لقاحات في البلدين.
إلى ذلك، ذكرت هيئة حقوقية في أفغانستان، أمس، أن قائداً بحركة «طالبان» قتل 3 أفراد من أسرة صحافي بإقليم جور غرب أفغانستان. وكان الصحافي بسم الله عادل أيماق، رئيس تحرير محطة إذاعة خاصة في الإقليم، قد قتل برصاص مسلحين مجهولين في 1 يناير (كانون الثاني) الماضي. وهاجم رجال مسلحون، يوم الخميس الماضي، منزل والده الكائن على ضواحي مدينة فيروز كوه، ولم يتضح بعد الدافع وراء الهجوم. وقالت «لجنة حقوق الإنسان» المستقلة في أفغانستان إنه إلى جانب مقتل 3 أشخاص، أصاب قائد «طالبان» 4 وخطف 3 أفراد آخرين من الأسرة في الهجوم. ودعت «اللجنة» السلطات المعنية إلى التحقيق في الحادث.



روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».