سيطرت «أخطاء متكررة» على المشهد الإعلامي في مصر بالآونة الأخيرة، وتسببت في إثارة الجدل والانتقادات، وأدت في نهاية الأمر إلى توقيع عقوبات رسمية ضد مرتكبيها من المذيعين والمذيعات، كان أحدثها أول من أمس، إذ تم إيقاف فريق نشرة أخبار بالتلفزيون الرسمي المصري من قبل الهيئة الوطنية للإعلام، وإحالته للتحقيق، لـ«عدم مراعاة فريق العمل ومذيعة النشرة القواعد والمعايير المهنية»، إذ ظهرت المذيعة أميمة تمام، مقدمة نشرة «التاسعة» وهي تضع أحمر الشفاه على الهواء مباشرة، ما فجر موجة تعليقات ساخرة وغاضبة على منصات «السوشيال ميديا». وقالت «الوطنية للإعلام» في بيان لها أول من أمس؛ إن «فريق العمل ومذيعة النشرة لم يراعوا القواعد والمعايير المهنية لما ارتكبوه من خطأ أثناء قراءة عناوين الأخبار». وجاء ذلك بعد ساعات قليلة من إحالة المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، خالد صلاح رئيس مجلس إدارة ورئيس تحرير صحيفة «اليوم السابع» إلى التحقيق معه، أمس (الأحد)، إثر نشر صحيفته مقاطع فيديو وُصفت بأنها «غير لائقة وتخالف المعايير الإعلامية». وتسببت تصريحات الفنانة المصرية نهلة سلامة لبرنامج «من غير زعل» الذي يُقدم على منصات «اليوم السابع» في إثارة الجدل وتوجيه انتقادات حادة لصلاح، حتى اضطرت الصحيفة لتقديم اعتذار رسمي عن «أي عبارات غير ملائمة»، مؤكدة «فتح تحقيق في مسؤولية نشر هذا المحتوى، مع التأكيد على عدم نشر محتوى مشابه في المستقبل». وخلال الشهر الحالي أيضاً، تم سحب ترخيص مزاولة المهنة، من الإعلامي تامر أمين على خلفية تصريحاته «المسيئة لسيدات الصعيد» بالإضافة إلى تغريم قناة «النهار» 250 ألف جنيه مصري (الدولار الأميركي يعادل 15.7 جنيه مصري) وإنذارها بسحب الترخيص حال تكرار المخالفات، ووقف الحلقات الخاصة بتامر أمين في برنامج «آخر النهار»، ومنع ظهوره في وسائل الإعلام لمدة شهرين، وإحالة البلاغات المقدمة للمجلس إلى النائب العام.
وبرلمانياً... رفض المستشار حنفي جبالي، رئيس مجلس النواب المصري، أمس (الأحد)، طلبات من بعض النواب خلال الجلسة العامة للحديث عن التصريحات التي أدلى بها الإعلامي تامر أمين في برنامجه. وقال جبالي إن «الموضوع معروض حالياً أمام القضاء، ويجب احترام عمل القضاء، والفصل بين السلطات».
وتؤكد الدكتورة ليلى عبد المجيد، الأستاذة بكلية الإعلام جامعة القاهرة، أن ظاهرة اعتماد مقدمي البرامج على آرائهم الشخصية تصاعدت بشكل لافت بعد ثورة 25 يناير (كانون الثاني) عام 2011. واستمرت خلال فترة مواجهة الجماعات الإرهابية، وكان لها دور مهم في مواجهة التطرف، لكن تلك المرحلة انتهت.
وتقول عبد المجيد لـ«الشرق الأوسط»: «رغم أنني ضد الممارسات غير المهنية والخاطئة، فإنني أدعو أولاً إلى تدريب الإعلاميين على المواثيق المهنية وأكواد المجلس الأعلى للإعلام، بالإضافة إلى التدرج في توقيع العقوبات، وتغليظها في حال تكرار الخطأ والإصرار عليه».
وتعد أخطاء المذيعين المصريين التي فجرت الجدل أخيراً، حلقة ضمن مسلسل مستمر منذ سنوات طويلة، ففي شهر أغسطس (آب) عام 2019. قرر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر، منع ظهور ريهام سعيد على جميع وسائل الإعلام المرئية والمسموعة لمدة عام، بعد تعليقاتها «المسيئة» بشأن «بدانة النساء في مصر».
ورغم أن سعيد أعلنت اعتزالها العمل الإعلامي بشكل نهائي عام 2019، فإنها تراجعت عن قرارها وعادت للظهور مرة أخرى عبر قناة «النهار»، قبل أن يوقفها المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام مجدداً في شهر ديسمبر (كانون الأول) من العام الماضي، على خلفية بثها حلقة عن صيد الثعالب، وإثارة الجدل في مصر على نطاق واسع.
كما قرر المجلس في الشهر ذاته، وقف الإعلامي أسامة كمال مقدم برنامج «90 دقيقة» في قناة «المحور» الفضائية، عن العمل لمدة أسبوعين مع تغريم القناة مبلغ 100 ألف جنيه، بعد فحص شكوى مقدمة من «الشركة المصرية للاتصالات» الحكومية، بعد أن اتهم المذيع الشركة بإهدار مليارات الجنيهات من دون دليل أو وثيقة، بحسب وصف «الأعلى للإعلام» الذي قال إن «الأمر لا يعدو كونه أقوالاً مرسلة بناء على رأي المذيع الشخصي، ومنقولة من بعض الصحف الأجنبية ومن دون التحقق من صحتها». وتشير عبد المجيد إلى أن «السوشيال ميديا» باتت تلعب دوراً قوياً في إثارة غضب الجمهور، وتتسبب أحياناً في ردع الأخطاء بأخطاء أكبر على غرار أزمة «إهانة الصعايدة».
مصر: عقوبات وتحقيقات بعد «أخطاء» إعلامية متكررة
إيقاف فريق نشرة أخبار بالتلفزيون الرسمي
مصر: عقوبات وتحقيقات بعد «أخطاء» إعلامية متكررة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة