رحيل لينون يمنح سلتيك الفرصة لإعادة الأمور إلى نصابها الصحيح

إدي هاو مرشح لخلافته... والجماهير تطالب بعودة رودجرز... والنادي ليس في عجلة لتعيين مدرب جديد

TT

رحيل لينون يمنح سلتيك الفرصة لإعادة الأمور إلى نصابها الصحيح

أعلن نادي سلتيك الاسكوتلندي استقالة نيل لينون من منصب المدير الفني للفريق، عقب الهزيمة أمام روس كاونتي بهدف دون رد وتأخر الفريق بفارق 18 نقطة خلف المتصدر غلاسكو رينجرز. ومن الواضح أن سلتيك قد وصل إلى هذا المستوى السيئ بسبب عدم تدعيمه لصفوف الفريق بشكل جيد، بالإضافة إلى تركيزه الكامل وغير الصحي على الفوز بلقب الدوري الاسكوتلندي الممتاز للمرة العاشرة على التوالي، وهو ما أدى في نهاية المطاف إلى خلق كثير من المشاكل خلف الأبواب المغلقة.
وكان من المفترض أن يتخذ مسؤولو سلتيك قرارات حاسمة عقب الخروج من دوري أبطال أوروبا أمام فيرينكفاروس المجري، لكنهم أبقوا على لينون في منصبه وجددوا الثقة به. وفشل سلتيك تحت قيادة لينون في تحقيق الفوز في 11 مباراة من إجمالي 30 مباراة بالدوري حتى الآن، ما يعد أمراً غير عادي، بالنظر إلى تواضع الأندية المنافسة بشكل عام. وعلاوة على ذلك، كان سلتيك قد رفض بيع عدد من لاعبيه الأساسيين - في خطوة تخالف نموذج أعمال النادي - بهدف استمرار النادي في السيطرة على الساحة المحلية، لكن هذا أدى في نهاية المطاف إلى تفاقم الاضطرابات.
من المؤكد أن كرة القدم لا تعمل بهذه الطريقة، لكن كان يتعين على مسؤولي النادي أن يفسروا للجماهير الأسباب التي دفعتهم لإبرام صفقات كارثية وباهظة الثمن مع شين دافي، وفاسيليس باركاس، وباتريك كليمالا، وأليان أجيتي. صحيح أن هؤلاء اللاعبين لا يتحملون وحدهم مسؤولية تراجع مستوى ونتائج سلتيك، لكنهم كانوا من بين الأسباب الكامنة وراء ذلك.
إن التمنيات الطيبة التي قدمها مسؤولو النادي للينون عقب رحيله لن تخفف من آلامه وهو يحزم حقائبه. إنه يعشق نادي سلتيك الذي قاده من قبل لتحقيق نجاحات كبيرة على المستويين المحلي والأوروبي. إن هذا الانهيار، الذي أصبح أكثر حدة وألماً بسبب الأداء القوي الذي يقدمه الغريم التقليدي رينجرز، سيجرح لينون أكثر من أي من منتقديه الصاخبين. وأسبوعاً بعد أسبوع، لم يكن أمام لينون خيار آخر سوى الدفاع عن نفسه وعن مساعديه رغم فشلهم في تحقيق نتائج جيدة. لقد اتضح أن النادي يفكر بطريقة رجعية للغاية من خلال الإشارة إلى أنه لو كان الفريق قد حقق نتيجة إيجابية أمام روس كاونتي فإن لينون كان سيواصل عمله حتى الصيف المقبل، قبل أن يحدث الانفصال الذي لا مفر منه في نهاية المطاف!
لقد أدرك لينون جيداً أن قطاعاً من جمهور سلتيك كان يرغب في رحيله واستبدال المدير الفني لليستر سيتي، بريندان رودجرز، به. ومع ذلك، كانت البدائل المفترضة في ذلك المنعطف في عام 2019 خيالية أو تتسم بمغامرة شديدة. وهذه المرة، ومع خروج سلتيك من الموسم الحالي خالي الوفاض، هناك رغبة في التخطيط بشكل جيد للموسم الجديد. من المستبعد أن يتعجل النادي بالتعاقد مع مدير فني الآن، ومن المتوقع أن ينتظر حتى مايو (أيار) المقبل، حتى يحسم قراره النهائي بشأن المدير الفني الذي سيقود الفريق.
لقد كان رودجرز حالة نادرة كمدير فني من فئة النخبة، لكنه كان يحتاج فقط إلى إعادة تأهيل مهني، وكان يعشق نادي سلتيك ويمتلك كل المقومات التي تؤهله لتحقيق النجاح. ويحتاج النادي مرة أخرى إلى مدير فني بمثل هذه المواصفات حتى يكون قادراً على إعادة النادي إلى المسار الصحيح ورفع الروح المعنوية للجماهير المحبطة. قد يكون إدي هاو قادراً على القيام بذلك، خصوصاً أن هناك تقارير تشير إلى اهتمام سلتيك منذ أشهر بالتعاقد مع المدير الفني السابق لنادي بورنموث. لكن لا يمكن الجزم بما إذا كان هاو يرغب في العمل في العمل في اسكوتلندا أم لا، على الرغم من القوى الإقناعية - والمالية - لمالك النادي ديرموت ديزموند.
ويجب التأكيد على أن سلتيك بحاجة إلى شخص قادر على حل مجموعة كبيرة من المشكلات قبل بداية الموسم المقبل. إن تراجع مستوى حارس المرمى فاسيليس باركاس يعني أن الفريق بحاجة ملحة للتعاقد مع حارس مرمى جيد. علاوة على ذلك، يحتاج الفريق للتعاقد مع قلب دفاع، خصوصاً بعد عودة دافي لبرايتون، وعودة كريستوفر جوليان من إصابة أبعدته عن الملاعب لفترة طويلة. كما يعاني الفريق من ضعف واضح في مركزي الظهير الأيمن والظهير الأيسر، بالإضافة إلى أن الاعتماد المستمر على سكوت براون، البالغ من العمر 35 عاماً، في خط الوسط يمثل مشكلة كبرى يجب البحث عن حل لها.
ولا يتبقى في عقود كل من ريان كريستي، وأودسون إدوارد، وكريستوفر آجر - وهم اللاعبون الذين يمكن بيعهم لتحقيق أقصى استفادة مالية ممكنة - سوى عام واحد، ومن المؤكد أن قيمتهم السوقية قد تراجعت بسبب تداعيات تفشي فيروس كورونا وتراجع نتائج ومستوى الفريق. وفي الوقت نفسه، فإن الموارد المالية للغريم التقليدي رينجرز سوف تزيد بسبب تأهله المحتمل لدوري أبطال أوروبا. لقد نجح المدير الفني الإنجليزي الشاب ستيفن جيرارد في تحقيق نجاح محلي كبير مع رينجرز في ثالث موسم له مع الفريق، لكن من المؤكد أن سلتيك ليست لديه هذه الرفاهية لكي يصبر على المدير الفني الجديد لمثل هذه الفترة الطويلة.



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».