عودة الهدوء إلى شوارع الناصرية العراقية بعد يوم دام

نقل متظاهر جريح مناهض للحكومة إلى مستشفى في مدينة الناصرية جنوب العراق (أ.ف.ب)
نقل متظاهر جريح مناهض للحكومة إلى مستشفى في مدينة الناصرية جنوب العراق (أ.ف.ب)
TT

عودة الهدوء إلى شوارع الناصرية العراقية بعد يوم دام

نقل متظاهر جريح مناهض للحكومة إلى مستشفى في مدينة الناصرية جنوب العراق (أ.ف.ب)
نقل متظاهر جريح مناهض للحكومة إلى مستشفى في مدينة الناصرية جنوب العراق (أ.ف.ب)

عاد الهدوء إلى شوارع مدينة الناصرية العراقية اليوم (السبت) بعد يوم دام شهدته على خلفية الاضطرابات الأمنية التي رافقت المظاهرات الاحتجاجية التي تواصلت لخمسة أيام وأوقعت ستة قتلى وأكثر من 250 مصابا من المتظاهرين والقوات الأمنية.
وقالت مصادر أمنية عراقية وشهود عيان إن الحياة الطبيعية عادت إلى شوارع الناصرية مركز محافظة ذي قار (375 كم جنوب بغداد) وفتحت الجسور أمام حركة السيارات في ظل انتشار كبير للقوات الأمنية لضبط الأمن والاستقرار.
من جانب آخر، أفادت مصادر أمنية بأن الفريق الركن عبد الغني الأسدي رئيس جهاز الأمن الوطني سيباشر مهام عمله ابتداء من يوم الثلاثاء المقبل بمنصب محافظ ذي قار خلفا للمحافظ السابق ناظم الوائلي.
كان الوائلي قدم استقالته لرئيس الحكومة مصطفى الكاظمي الليلة الماضية على خلفية تصاعد الاحتجاجات الشعبية المطالبة بإقالته من المنصب على خلفية تردي الخدمات المعيشية واتساع رقعة الفساد وانتشار البطالة.
إلى ذلك، رفعت في ساحة الحبوبي مركز التظاهرات الشعبية وسط الناصرية اليوم صورة كبيرة لبابا الفاتيكان فرنسيس مع خريطة العراق ورسم لزقورة أور الآثارية كتب عليها عبارة ترحيب بزيارة البابا المأمولة الأسبوع المقبل إلى محافظة ذي قار.
ومن المنتظر أن يبدأ بابا الفاتيكان في الخامس من الشهر المقبل زيارة للعراق تستمر أربعة أيام تشمل محافظات بغداد والنجف والناصرية ونينوى وإقليم كردستان.
وأجرى وفد من الفاتيكان خلال الأيام الماضية زيارات ميدانية لمحافظتي النجف وذي قار تمهيدا لزيارة البابا ووضع برنامج متكامل لزيارة المدينتين، فيما سيقام قداس كبير في بغداد ونينوى وإقليم كردستان خلال زيارته التاريخية المرتقبة.



غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

بعد غياب عن صنعاء دام أكثر من 18 شهراً وصل المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى العاصمة اليمنية المختطفة، الاثنين، في سياق جهوده لحض الحوثيين على السلام وإطلاق سراح الموظفين الأمميين والعاملين الإنسانيين في المنظمات الدولية والمحلية.

وجاءت الزيارة بعد أن اختتم المبعوث الأممي نقاشات في مسقط، مع مسؤولين عمانيين، وشملت محمد عبد السلام المتحدث الرسمي باسم الجماعة الحوثية وكبير مفاوضيها، أملاً في إحداث اختراق في جدار الأزمة اليمنية التي تجمدت المساعي لحلها عقب انخراط الجماعة في التصعيد الإقليمي المرتبط بالحرب في غزة ومهاجمة السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

وفي بيان صادر عن مكتب غروندبرغ، أفاد بأنه وصل إلى صنعاء عقب اجتماعاته في مسقط، في إطار جهوده المستمرة لحث الحوثيين على اتخاذ إجراءات ملموسة وجوهرية لدفع عملية السلام إلى الأمام.

وأضاف البيان أن الزيارة جزء من جهود المبعوث لدعم إطلاق سراح المعتقلين تعسفياً من موظفي الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية.

صورة خلال زيارة غروندبرغ إلى صنعاء قبل أكثر من 18 شهراً (الأمم المتحدة)

وأوضح غروندبرغ أنه يخطط «لعقد سلسلة من الاجتماعات الوطنية والإقليمية في الأيام المقبلة في إطار جهود الوساطة التي يبذلها».

وكان المبعوث الأممي اختتم زيارة إلى مسقط، التقى خلالها بوكيل وزارة الخارجية وعدد من كبار المسؤولين العمانيين، وناقش معهم «الجهود المتضافرة لتعزيز السلام في اليمن».

كما التقى المتحدث باسم الحوثيين، وحضه (بحسب ما صدر عن مكتبه) على «اتخاذ إجراءات ملموسة لتمهيد الطريق لعملية سياسية»، مع تشديده على أهمية «خفض التصعيد، بما في ذلك الإفراج الفوري وغير المشروط عن المعتقلين من موظفي الأمم المتحدة والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية باعتباره أمراً ضرورياً لإظهار الالتزام بجهود السلام».

قناعة أممية

وعلى الرغم من التحديات العديدة التي يواجهها المبعوث الأممي هانس غروندبرغ، فإنه لا يزال متمسكاً بقناعته بأن تحقيق السلام الدائم في اليمن لا يمكن أن يتم إلا من خلال المشاركة المستمرة والمركزة في القضايا الجوهرية مثل الاقتصاد، ووقف إطلاق النار على مستوى البلاد، وعملية سياسية شاملة.

وكانت أحدث إحاطة للمبعوث أمام مجلس الأمن ركزت على اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، مع التأكيد على أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام ليس أمراً مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وأشار غروندبرغ في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

الحوثيون اعتقلوا عشرات الموظفين الأمميين والعاملين في المنظمات الدولية والمحلية بتهم التجسس (إ.ب.أ)

وقال إن العشرات بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

يشار إلى أن اليمنيين كانوا يتطلعون في آخر 2023 إلى حدوث انفراجة في مسار السلام بعد موافقة الحوثيين والحكومة الشرعية على خريطة طريق توسطت فيها السعودية وعمان، إلا أن هذه الآمال تبددت مع تصعيد الحوثيين وشن هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

ويحّمل مجلس القيادة الرئاسي اليمني، الجماعة المدعومة من إيران مسؤولية تعطيل مسار السلام ويقول رئيس المجلس رشاد العليمي إنه ليس لدى الجماعة سوى «الحرب والدمار بوصفهما خياراً صفرياً».