الحكومة المصرية تقبل استقالة نائب رئيس الوزراء وتعد لتعديل وزاري مرتقب

جدل حول قانون الانتخابات البرلمانية.. والرئاسة تنفي الاستقرار على صيغة نهائية

مجلس الوزراء المصري خلال الوقوف دقيقة حدادا على ضحايا الأحداث الإرهابية الأخيرة أول من أمس (موقع الحكومة المصرية)
مجلس الوزراء المصري خلال الوقوف دقيقة حدادا على ضحايا الأحداث الإرهابية الأخيرة أول من أمس (موقع الحكومة المصرية)
TT

الحكومة المصرية تقبل استقالة نائب رئيس الوزراء وتعد لتعديل وزاري مرتقب

مجلس الوزراء المصري خلال الوقوف دقيقة حدادا على ضحايا الأحداث الإرهابية الأخيرة أول من أمس (موقع الحكومة المصرية)
مجلس الوزراء المصري خلال الوقوف دقيقة حدادا على ضحايا الأحداث الإرهابية الأخيرة أول من أمس (موقع الحكومة المصرية)

وافق الدكتور حازم الببلاوي، رئيس مجلس الوزراء المصري، أمس على قبول الاستقالة التي تقدم بها الدكتور زياد أحمد بهاء الدين، نائب رئيس الوزراء وزير التعاون الدولي، قبل أيام، وكلف الدكتور أشرف السيد العربي، وزير التخطيط، بتولي مهام وزارة التعاون الدولي بصفة مؤقتة بالإضافة لوزارة التخطيط.
وقالت مصادر سياسية داخل الحكومة لـ«الشرق الأوسط» إن هناك تعديلا وزاريا مرتقبا سيجري خلال الأيام القليلة المقبلة سيشمل عدة وزارات، استعدادا للاستحقاقات الديمقراطية المقبلة والمتعلقة بإجراء انتخابات رئاسية تعقبها انتخابات برلمانية. لكن المصادر، التي فضلت تجنب الإفصاح عن هويتها، رفضت تأكيد الأنباء المتواترة حول شمول التعديل منصب وزير الدفاع، الذي يشغله المشير عبد الفتاح السيسي، والمتوقع أيضا استقالته استعدادا للترشح لمنصب رئيس الجمهورية.
وكان بهاء الدين تقدم باستقالته من الحكومة المصرية صباح يوم الاثنين الماضي، وقال إنه سيعود للعمل الحزبي والاجتماعي، مشيرا إلى أن استقالته تأتي عقب انتهاء مرحلة في تاريخ البلاد كانت تتطلب تكاتف الجميع، والتي يشعر أنها انتهت بعد اكتمال الاستحقاق الدستوري ووضع خطة لتحفيز الاقتصاد المصري.
من جهة أخرى، نفت الرئاسة المصرية أمس الاستقرار على صيغة نهائية حتى الآن فيما يتعلق بقانون الانتخابات البرلمانية. وذلك ردا على ما أثير على مدار الساعات الماضية حول إقامة انتخابات مجلس النواب المقبل وفقا للنظام «الفردي» ورفض بعض الأحزاب له. وقال السفير إيهاب بدوي المتحدث الرسمي باسم الرئاسة «إنه لا صحة لما نشر حول استقرار رأي الرئاسة على إقرار النظام الانتخابي الفردي في الانتخابات البرلمانية المقبلة»، مشيرا إلى أن «الأمر ما زال قيد الدراسة».
ويتولى رئيس الجمهورية مسؤولية تشريع القوانين، وفقا لخارطة الطريق المعمول بها، منذ عزل الرئيس السابق محمد مرسي مطلع يوليو (تموز) الماضي، لحين انتخاب مجلس جديد للنواب. وهي الانتخابات التي ستجرى قبيل منتصف العام الحالي، عقب انتخاب الرئاسة.
وكانت الرئاسة المصرية أعلنت مساء أول من أمس الانتهاء من إعداد مشروع مبدئي لقانون الانتخابات الرئاسية وطرحه لحوار مجتمعي حتى 9 فبراير (شباط) المقبل. وهو ما رحبت به القوى السياسية، باعتبار أنه يترك مجالا للحوار والمناقشة وإمكانية التعديل.
ونصت أبرز التعديلات على إلغاء حصانة قرارات اللجنة العليا لانتخابات الرئاسة، والسماح للمرشحين بالطعن على قرارات اللجنة أمام المحكمة الإدارية العليا، فيما ألزمت التعديلات من يترشح للرئاسة بأن يكون مصريا من أبوين مصريين، وألا يكون قد حمل أو أي من والديه أو زوجه جنسية دولة أخرى، وأن يكون حاصلا على مؤهل جامعي عال.
وتستعد الرئاسة أيضا لإجراء تعديلات على قانون الانتخابات البرلمانية، خاصة بعد إلغاء مجلس الشورى (الغرفة الثانية للبرلمان)، واقتصاره على مجلس النواب. وقد أبدى عدد من الأحزاب والقوى السياسية رفضها لإجراء الانتخابات وفقا للنظام الفردي، بداعي أنه قد يقوض من فرصتها للوصول للمجلس، ويتيح لرجال الأعمال ورموز الأنظمة السابقة (في عهدي الرئيسين السابقين حسني مبارك ومحمد مرسي) العودة مرة أخرى. ودعت سبعة أحزاب، تنتمي إلى جبهة الإنقاذ الوطني، رئيس الجمهورية إلى إجراء حوار جاد يستمع فيه لوجهة نظر الأحزاب الديمقراطية حول القوانين المنظمة للانتخابات البرلمانية، أو إرجائها إلى حين انتخاب الرئيس المقبل.
وأعربت أحزاب الوفد، والمصريين الأحرار، والتجمع، والتحالف الشعبي الاشتراكي، والمؤتمر، والمصري الديمقراطي الاجتماعي، والكرامة، عن قلقها الشديد «مما يثار عن الانتهاء من إعداد مشروعات قوانين تنظيم مجلس النواب وقانون تقسيم الدوائر».
وأكدت الأحزاب في بيان لها أصدرته عقب اجتماع طارئ بمقر حزب الوفد مساء أول من أمس، بحضور عمرو موسى رئيس لجنة الخمسين، أن نظام الانتخاب الفردي «لا يحقق تمثيل كافة فئات المجتمع وفقا للاستحقاق الدستوري الذي وافق عليه المصريون، وقد يفتح الباب للقضاء على التعددية الحزبية». وأعلنت هذه الأحزاب عزمها عقد اجتماع الأحد المقبل لمناقشة آخر التطورات على الساحة السياسية.
من جهته، دعا المهندس جلال مرة، أمين عام حزب النور السلفي، إلى إجراء الانتخابات البرلمانية بالنظام المختلط، مشيرا إلى أن هذا النظام فيه إظهار للصورة الحقيقية لإرادة الشعب بعيدا عن تأثير الأموال والقبلية. وقال مرة: «إن النظام المختلط يؤدي إلى تقوية الأحزاب السياسية، خاصة وأن تشكيل الحكومة يكون من خلال حزب الأغلبية»، لافتا إلى أن النظام الفردي يفتح الباب أمام استخدام المال والقبلية في اختيار المرشحين».
وأضاف أن النظام المختلط يمثل رؤية حزب النور وأغلب القوى الوطنية المشاركة في خارطة الطريق، مؤكدا أن الحزب متواصل مع القوى السياسية من أجل تحقيق التوافق الوطني الذي يصب في مصلحة مصر. وأجريت الانتخابات البرلمانية السابقة وفقا لنظام مختلط (ثلثان للقائمة، وثلث للفردي)، لكنه تبين عدم دستوريته، فجرى حل البرلمان بموجب حكم من المحكمة الدستورية العليا، باعتبار أن مرشحين حزبيين نافسوا على ثلث المقاعد الذي كان متعينا أن يشغله مستقلون، وهو ما تسعى الرئاسة لتداركه هذه المرة.
في غضون ذلك، رفضت الخارجية المصرية أمس تصريحات المتحدثة باسم الخارجية الأميركية، والتي انتقدت فيها إحالة صحافيين أجانب للمحاكمة، وقال السفير بدر عبد العاطي، المتحدث باسم الوزارة إنه «غير مقبول من أي دولة أو طرف خارجي التدخل في أعمال القضاء المصري»، مشددا على ضرورة احترام أحكامه واستقلاله الكامل.
وكان النائب العام المصري أمر أول من أمس بإحالة 20 متهما، من بينهم أربعة صحافيين أجانب عاملين بقناة «الجزيرة» الناطقة بالإنجليزية، إلى محكمة الجنايات بتهمتي ارتكاب جرائم إذاعة أخبار وبيانات كاذبة عمدا من شأنها الإساءة إلى سمعة البلاد، والانضمام إلى جماعة إرهابية.
وأوضح المتحدث أن إحالة عدد من المتهمين لمحكمة الجنايات جاء بناء على قرار من النيابة العامة، التي هي جزء من النظام القضائي المصري الذي يتمتع بالاستقلالية الكاملة ولا يمكن للحكومة أن تتدخل في عملها.
وأضاف المتحدث في تصريحات له أمس أن «القضاء المصري يوفر كافة الضمانات القانونية للمتهمين، وأهمها إجراء محاكمات عادلة ونزيهة وتولي محامين مهمة الدفاع عن المتهمين، فضلا عن وجود عدة درجات للتقاضي، فإذا صدر حكم بالإدانة فيحق للمتهم بطبيعة الحال الاستئناف عليه، فضلا عن أن جميع المحاكمات تجري أمام القاضي الطبيعي ووفقا للقانون العادي ولا توجد أية إجراءات استثنائية». وجدد المتحدث الرفض الكامل لمحاولة أي طرف خارجي التشكيك في استقلالية القضاء المصري المشهود له بالنزاهة والاستقلال.



​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.