التاريخ الطويل للحكم العسكري في ميانمار

التاريخ الطويل للحكم العسكري في ميانمار
TT

التاريخ الطويل للحكم العسكري في ميانمار

التاريخ الطويل للحكم العسكري في ميانمار

تقع ميانمار أو بورما، التي تعرف رسمياً باسم جمهورية اتحاد ميانمار، في جنوب شرقي آسيا. وتحدها بنغلاديش والهند من الشمال الغربي، والصين من الشمال الشرقي، ولاوس وتايلند من الشرق والجنوب الشرقي وبحر أندامان وخليج البنغال إلى الجنوب والجنوب الغربي. وسيطرت شركة شرق الهند البريطانية على إدارة ميانمار بعد ثلاثة حروب أنغلو - بورمية في القرن الـ19، وتحولت البلاد إلى مستعمرة بريطانية. وبعد احتلال ياباني وجيز، تعرضت ميانمار لغزو من قوات «الحلفاء» ونالت استقلالها عام 1948.
منذ الاستقلال عام 1948، وجدت ميانمار نفسها في قلب صراعات بين قوى شيوعية وقومية، وجيوش من أقليات عرقية وحكومة وطنية، ومصالح متعارضة في إطار التجارة الدولية للهيروين التي اعتمدت عليها جميع الأطراف سالفة الذكر (بما في ذلك الوحدات العسكرية التابعة للحكومية) في الحصول على تمويل.
عام 1962، أي بعد 14 سنة من نيل الاستقلال عن الحكم الاستعماري البريطاني، أسقطت القوات المسلحة بقيادة الجنرال ني وين الحكومة المدنية وأقرت بدلاً عنها نظاماً مركزياً استبدادياً يجمع عناصر من الاشتراكية والقومية. ونشأ الانقلاب في جزء منه عن مخاوف من أن الحكومة المدنية فاشلة في التعامل بالحسم اللازم مع حركات الأقليات العرقية والأجنحة المسلحة التابعة لها.
وفيما يلي جدول زمني للأحداث الكبرى في ميانمار منذ عام 1988:
أغسطس (آب) 1988 - مظاهرات كبرى أدت للإطاحة بني وين، لتأتي طغمة عسكرية جديدة للسلطة وتشن حملة دموية راح ضحيتها الآلاف.
سبتمبر (أيلول) 1988 - عودة أونغ سان سو تشي، ابنة بطل الاستقلال، للوطن وتعاون في تأسيس حزب معارض، هو «الاتحاد الوطني من أجل الديمقراطية».
يونيو (حزيران) 1989 - الحكومة تعيد تسمية البلاد ميانمار، والعاصمة يانغون.
يوليو (تموز) 1989 - وضع سو تشي، التي أصبحت توجه انتقادات حادة على نحو متزايد للمجلس العسكري الحاكم، ونائبها، تين أوو، قيد الإقامة الجبرية.
مايو (أيار) 1990 - عقد المجلس العسكري الحاكم انتخابات ديمقراطية بمشاركة أحزاب عدة، ويفوز «الاتحاد الوطني من أجل الديمقراطية» بقيادة سو تشي الانتخابات على نحو ساحق. المجلس العسكري الحاكم يرفض الاعتراف بالنتيجة ويلغي الانتخابات، ويلقي القبض على الكثير من أعضاء أحزاب المعارضة ويضع سو تشي قيد الإقامة الجبرية، الأمر الذي ظلت تعانيه على نحو متقطع طوال عقدين.
أكتوبر (تشرين الأول) 1991 - منح سو تشي جائزة نوبل للسلام؛ تكريماً لنضالها السلمي ضد النظام.
يوليو 1995 - رفع الإقامة الجبرية عن سو تشي، لكنها تظل داخل ميانمار؛ خشية منعها من دخولها مرة أخرى في حال مغادرتها.
مارس 1999 - وفاة أريس، زوج سو تشي، الذي لم يرَ زوجته منذ عام 1995 بسبب رفض المجلس العسكري الحاكم مرارا منحه تأشيرة، جراء إصابته بمرض السرطان في بريطانيا.
سبتمبر 2000 - وضع سو تشي قيد الإقامة الجبرية مجددا بعد محاولتها مغادرة يانغون لحضور اجتماع سياسي.
مايو 2002 - رفع الإقامة الجبرية عن سو تشي.
مايو 2003 - وضع سو تشي قيد الإقامة الجبرية من جديد، ووضعها داخل «حجز وقائق» بعد تعرض سيارتها لكمين من جانب مجموعة من الغوغاء المدعومين من الحكومة.
أغسطس 2007 - اندلاع مظاهرات بسبب ارتفاع أسعار الوقود، تحولت إلى أكبر مظاهرات مطالبة بالديمقراطية منذ عام 1988. أطلق على المظاهرات «ثورة الزعفران»؛ لأن رهباناً بوذيين يرتدون ملابس بلون الزعفران كانوا يقودونها.
أغسطس 2009 - تمديد احتجاز سو تشي 18 شهرا مع إدانة محكمة لها باختراق الإقامة الجبرية المفروضة عليها.
نوفمبر 2010 - فوز حزب مدعوم من المجلس العسكري بأول انتخابات تعقد في ميانمار منذ 20 سنة، والتي جرت مقاطعتها باعتبارها مزورة.
نوفمبر 2010 - رفع الإقامة الجبرية عن سو تشي.
2012: سو تشي تفوز في انتخابات فرعية وتحصل على مقعد في البرلمان، وتتقلد منصباً عاماً للمرة الأولى.
نوفمبر 2015 - يحقق «الاتحاد الوطني من أجل الديمقراطية» فوزاً كاسحاً في الانتخابات العامة التي تعد أول انتخابات حرة منذ عام 1990، ظل المجلس العسكري محتفظاً بسلطة كبيرة في ظل دستور حظر على سو تشي تولي منصب الرئيس، لكن منصب «مستشارة الدولة» استحدث خصيصا من أجلها لتقود الحكومة. وأضيفت مادة استهدفت سو تشي تنص على أنه حال حصول الزوج أو الزوجة أو الأبناء على مواطنة أجنبية، فإنه لا يحق للمرء تولي منصب الرئيس. ويذكر أن نجلي سو تشي يحملان المواطنة البريطانية.
أغسطس 2017 - متمردون يهاجمون نقاطاً عسكرية في ولاية راخين (غرب البلاد)؛ ما يسفر عن مقتل العشرات.
ديسمبر (كانون الأول) 2019 - سو تشي تدافع عن المؤسسة العسكرية في قضية معروضة أمام محكمة العدل الدولية في لاهاي، وتنفي ارتكابه إبادة جماعية.
8 نوفمبر 2020 - ميانمار تعقد انتخابات ويحصل «الاتحاد الوطني من أجل الديمقراطية» على غالبية واضحة داخل البرلمان.
29 يناير (كانون الثاني) 2021 - مفوضية الانتخابات في ميانمار ترفض مزاعم المؤسسة العسكرية حول حدوث تزوير في الانتخابات، ولا تجد دليلا يدعم تلك الادعاءات.
الأول من فبراير (شباط) 2021 - القوات المسلحة في ميانمار تستولي على السلطة في البلاد لمدة عام، مبررة ذلك بفشل الحكومة في التحرك ضد ادعاءات تزوير الانتخابات ورفضها إرجاء انتخابات نوفمبر بسبب أزمة فيروس «كوفيد - 19».


مقالات ذات صلة

أفريقيا... ساحة تنافس جديد بين الهند والصين

حصاد الأسبوع Chinese Foreign Minister Wang Yi (C) speaks during a press conference with Senegal's Foreign Minister Yassine Fall (L) and Congo Foreign Minister Jean-Claude Gakosso (R) at the Forum on China-Africa Cooperation (FOCAC) in Beijing on September 5, 2024. (Photo by GREG BAKER / AFP)

أفريقيا... ساحة تنافس جديد بين الهند والصين

منذ فترة ولايته الأولى عام 2014، كان رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي أكبر مناصر للعلاقات بين الهند وأفريقيا.

براكريتي غوبتا (نيودلهي)
حصاد الأسبوع نيتومبو ندايتواه... أول امرأة تترأس ناميبيا

نيتومبو ندايتواه... أول امرأة تترأس ناميبيا

سطرت نيتومبو ناندي ندايتواه، 72 عاماً، اسمها في التاريخ بوصفها أول امرأة تتولى رئاسة ناميبيا منذ استقلال البلاد عام 1990، بعدما حصدت 57 في المائة من الأصوات في

فتحية الدخاخني ( القاهرة)
رياضة سعودية السعودية تستمر في تشكيل خريطة مختلف الرياضات العالمية بتنظيم واستضافات غير مسبوقة (الشرق الأوسط)

السعودية ستُشكل خريطة الرياضة العالمية في 2025

شارف عام حافل بالأحداث الرياضية بما في ذلك الألعاب الأولمبية التي حظيت بإشادة واسعة وأربع بطولات قارية لكرة القدم على الانتهاء ومن المتوقع أن يكون عام 2025 أقل.

«الشرق الأوسط» (لندن)
حصاد الأسبوع فرنسوا بايرو: رجل المصالحة أو الفرصة الأخيرة؟

فرنسوا بايرو: رجل المصالحة أو الفرصة الأخيرة؟

بعد 9 أيام من سقوط الحكومة الفرنسية بقيادة ميشال بارنييه في اقتراع لحجب الثقة، عيّن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، فرنسوا بايرو، زعيم رئيس حزب الوسط (الموديم)،

أنيسة مخالدي (باريس)
حصاد الأسبوع خافيير ميلي (أ.ب)

خافيير ميلي... شعبية «المخرّب الأكبر» لا تعرف التراجع

في المشهد الشعبوي واليميني المتطرف، المتنامي منذ سنوات، يشكّل الصعود الصاعق لخافيير ميلي إلى سدّة الرئاسة في الأرجنتين، حالة مميّزة، لا بل فريدة، من حيث الأفكار

شوقي الريّس (مدريد)

تاريخ مظلم للقيادات في كوريا الجنوبية

تشون دو - هوان (رويترز)
تشون دو - هوان (رويترز)
TT

تاريخ مظلم للقيادات في كوريا الجنوبية

تشون دو - هوان (رويترز)
تشون دو - هوان (رويترز)

سينغمان ري (الصورة الرئاسية الرسمية)

إلى جانب يون سوك - يول، فإن أربعة من رؤساء كوريا الجنوبية السبعة إما قد عُزلوا أو سُجنوا بتهمة الفساد منذ انتقال البلاد إلى الديمقراطية في أواخر الثمانينات.

وفي سلسلة من التاريخ المظلم لقادة البلاد، عزل البرلمان الرئيسة بارك غيون - هاي، التي كانت أول امرأة تتولى منصب الرئاسة الكورية الجنوبية، ثم سُجنت في وقت لاحق من عام 2016. ولقد واجهت بارك، التي هي ابنة الديكتاتور السابق بارك تشونغ - هي، اتهامات بقبول أو طلب عشرات الملايين من الدولارات من مجموعات اقتصادية وصناعية كبرى.

وفي الحالات الأخرى، انتحر روه مو - هيون، الذي تولى الرئاسة في الفترة من 2003 إلى 2008، بصورة مأساوية في مايو (أيار) 2009 عندما قفز من منحدر صخري بينما كان قيد التحقيق بتهمة تلقي رشوة، بلغت في مجموعها 6 ملايين دولار، ذهبت إلى زوجته وأقاربه.

وعلى نحو مماثل، حُكم على الرئيس السابق لي ميونغ - باك بالسجن 15 سنة في أكتوبر (تشرين الأول) 2018 بتهمة الفساد. ومع ذلك، اختُصرت فترة سجنه عندما تلقى عفواً من الرئيس الحالي يون سوك - يول في ديسمبر (كانون الأول) عام 2022.

ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، إذ أدين تشون دو - هوان، الرجل العسكري القوي والسيئ السمعة، الملقّب بـ«جزار غوانغجو»، وتلميذه الرئيس نوه تاي - وو، بتهمة الخيانة لدوريهما في انقلاب عام 1979، وحُكم عليهما بالسجن لأكثر من 20 سنة، ومع ذلك، صدر عفو عنهما في وقت لاحق.

بارك غيون- هاي (رويترز)

الأحكام العرفية

باعتبار اقتصاد كوريا الجنوبية، رابع أكبر اقتصاد في آسيا، وكون البلاد «البلد الجار» المتاخم لكوريا الشمالية المسلحة نووياً، تأثرت كوريا الجنوبية بفترات تاريخية من الحكم العسكري والاضطرابات السياسية، مع انتقال الدولة إلى نظام ديمقراطي حقيقي عام 1987.

والواقع، رغم وجود المؤسسات الديمقراطية، استمرت التوترات السياسية في البلاد، بدءاً من تأسيسها بعد نيل الاستقلال عن الاستعمار الياباني عام 1948. كذلك منذ تأسيسها، شهدت كوريا الجنوبية العديد من الصدامات السياسية - الأمنية التي أُعلن خلالها فرض الأحكام العرفية، بما في ذلك حلقة محورية عام 1980 خلّفت عشرات القتلى.

وهنا يشرح الصحافي الهندي شيخار غوبتا، رئيس تحرير صحيفة «ذا برنت»، مواجهات البلاد مع الانقلابات العسكرية وملاحقات الرؤساء، بالقول: «إجمالاً، أعلنت الأحكام العرفية في كوريا الجنوبية 16 مرة على الأقل. وكان أول مرسوم بالأحكام العرفية قد أصدره عام 1948 الرئيس (آنذاك) سينغمان ري، إثر مواجهة القوات الحكومية تمرداً عسكرياً بقيادة الشيوعيين. ثم فرض ري، الذي تولى الرئاسة لمدة 12 سنة، الأحكام العرفية مرة أخرى في عام 1952».

مع ذلك، كان تشون دو - هوان آخر «ديكتاتور» حكم كوريا الجنوبية. وتشون عسكري برتبة جنرال قفز إلى السلطة في انقلاب إثر اغتيال الرئيس بارك تشونغ - هي عام 1979، وكان بارك جنرالاً سابقاً أعلن أيضاً الأحكام العرفية أثناء وجوده في السلطة لقمع المعارضة حتى لا تنتقل البلاد رسمياً إلى الديمقراطية. نيودلهي: «الشرق الأوسط»