النفط يتراجع مع زيادة المعروض وضغوط الدولار

قالت مصادر بقطاع النفط إن واردات الصين من الخام بصدد تسجيل تباطؤ في الربع الثاني (رويترز)
قالت مصادر بقطاع النفط إن واردات الصين من الخام بصدد تسجيل تباطؤ في الربع الثاني (رويترز)
TT

النفط يتراجع مع زيادة المعروض وضغوط الدولار

قالت مصادر بقطاع النفط إن واردات الصين من الخام بصدد تسجيل تباطؤ في الربع الثاني (رويترز)
قالت مصادر بقطاع النفط إن واردات الصين من الخام بصدد تسجيل تباطؤ في الربع الثاني (رويترز)

نزلت أسعار النفط أمس (الجمعة)، إذ أدى انهيار أسعار السندات إلى مكاسب للدولار الأميركي، ونمت التوقعات بأنه مع عودة أسعار النفط لمستويات ما قبل الجائحة، فإن مزيداً من المعروض سيجد طريقه إلى السوق على الأرجح.
وبحلول الساعة 13:01 بتوقيت غرينتش، نزلت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي 1.53 دولار أو ما يعادل 2.41% إلى 62.00 دولار للبرميل، متخلية عن جميع المكاسب التي حققتها، أول من أمس (الخميس).
وتراجعت العقود الآجلة لخام برنت تسليم أبريل (نيسان)، التي انتهى أجلها أمس، 1.06 دولار أو ما يعادل 1.58% إلى 65.82 دولار للبرميل، بعد أن خسرت 16 سنتاً، أول من أمس. وتراجعت عقود مايو (أيار) الأكثر نشاطاً إلى المستوى المنخفض البالغ 65.04 دولار للبرميل في وقت سابق، وانخفضت 93 سنتاً أو ما يعادل 1.4% إلى 65.18 دولار.
وقالت مارغريت يانغ، الاستراتيجية لدى «ديلي فيكس» ومقرها سنغافورة: «النفط الخام تراجع على نحو متواضع من مستويات مرتفعة سجلها في الآونة الأخيرة في ظل أجواء عزوف عن المخاطرة، إذ هبطت الأسهم الآسيوية بشكل واسع لتحذو حذو أداء ضعيف لوول ستريت». وأضافت أن عمليات البيع في سوق السندات، مما أدى إلى ارتفاع الدولار الأميركي وزيادة العوائد، تضغط على السلع الأولية التي لا تدرّ عائداً.
ويتسبب ارتفاع العملة الأميركية في زيادة تكلفة النفط المُسعر بالدولار لمشتري الخام بعملات أخرى. وعلى الرغم من انخفاض الأسعار أمس، فإن خامَي برنت وغرب تكساس الوسيط الأميركي كانا في طريقهما لتحقيق مكاسب بنحو 20% منذ بداية الشهر الجاري، إذ تكابد الأسواق اضطرابات في الولايات المتحدة، بينما يزيد التفاؤل إزاء تحسن الطلب مع توزيع لقاحات مضادة لفيروس «كورونا».
ويراهن المستثمرون على أن اجتماعاً يُعقد الأسبوع القادم لمنظمة البلدان المصدّرة للبترول (أوبك) وحلفائها، المجموعة المعروفة باسم «أوبك+»، سيتمخض عن عودة المزيد من الإمدادات إلى السوق. وتواجه أسعار الخام الأميركي أيضاً عوامل معاكسة جراء خسارة طلب المصافي بعد إغلاق عدة منشآت على ساحل خليج المكسيك خلال عاصفة شتوية الأسبوع الماضي.
وفي غضون ذلك، قالت مصادر في القطاع ومحللون إن واردات الصين من النفط الخام بصدد تسجيل تباطؤ في الربع الثاني بعد أن بلغت أسعار برنت أعلى مستوى في 13 شهراً، مما أدى إلى انحسار الطلب وكبح هوامش شركات التكرير في الوقت الذي تتأهب فيه للإغلاق من أجل أعمال صيانة مزمعة.
وقالت مصادر إن شركات تكرير النفط الصينية المستقلة، التي تشكّل خُمس طلب البلاد على الواردات، أصبحت تُحجم عن شراء شحنات في الوقت الذي تدخل فيه موسماً يتسم بانخفاض الطلب، بينما لم تلحق الهوامش المحلية بعد بالمكاسب القوية للأسعار العالمية.
وأدى انخفاض المشتريات من الصين، أكبر مستورد للخام في العالم، إلى هبوط الأسعار الفورية لدرجات الخام من الشرق الأوسط وروسيا هذا الأسبوع بينما اعترى الضعف أسعار الخام من مناطق أخرى مثل أفريقيا وأميركا اللاتينية. وسيُغلق أكثر من عشر شركات تكرير صينية مستقلة، من بينها واحدة تشغلها شركة «تشينغ خه للبتروكيماويات»، التابعة لـ«كيم تشاينا»، ومصفاة تابعة لشركة «شاندونغ تشيتشينغ بتروليوم كميكال»، لإجراء أعمال صيانة بين مارس (آذار) ويونيو (حزيران)، حسب شركة الاستشارات الصينية «جيه إل سي»، وتبلغ طاقة كل من الوحدتين خمسة ملايين طن سنوياً.
وقال تشو قو شيا، المحلل لدى «جيه إل سي» إنه من المتوقع انخفاض معدلات تشغيل مصافي التكرير المستقلة إلى أقل من 70% في أبريل من نحو 74% حالياً.



السعودية توقّع تسع صفقات استراتيجية لتعزيز مرونة سلاسل الإمداد العالمية

وزير الاستثمار السعودي خالد الفالح خلال مؤتمر الاستثمار المقام في العاصمة السعودية الرياض (وزارة الاستثمار)
وزير الاستثمار السعودي خالد الفالح خلال مؤتمر الاستثمار المقام في العاصمة السعودية الرياض (وزارة الاستثمار)
TT

السعودية توقّع تسع صفقات استراتيجية لتعزيز مرونة سلاسل الإمداد العالمية

وزير الاستثمار السعودي خالد الفالح خلال مؤتمر الاستثمار المقام في العاصمة السعودية الرياض (وزارة الاستثمار)
وزير الاستثمار السعودي خالد الفالح خلال مؤتمر الاستثمار المقام في العاصمة السعودية الرياض (وزارة الاستثمار)

أعلن وزير الاستثمار السعودي، خالد الفالح، تسع صفقات استراتيجية جديدة ضمن برنامج «جسري» لتعزيز مرونة سلاسل الإمداد العالمية، مؤكداً أن هذه الصفقات تأتي في إطار «رؤية 2030» للتحول الاقتصادي، وتهدف إلى تحسين الوصول إلى المواد الأساسية وتعزيز التصنيع المحلي، بالإضافة إلى تعزيز الاستدامة والمشاركة السعودية في سلاسل الإمداد العالمية.

وفي كلمة له خلال مؤتمر «الاستثمار العالمي 28» الذي يُعقد هذا الأسبوع في الرياض، بمشاركة أكثر من 100 دولة، أشار الفالح إلى أن هذه الصفقات تمثّل خطوة مهمة نحو تحقيق هدف المملكة في بناء سلاسل إمداد أكثر مرونة وكفاءة.

وأكد أن البرنامج يعكس رؤية الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء السعودي الذي كان له الدور البارز في إطلاق هذه المبادرة قبل عامين، مشيراً إلى أن البرنامج هو جزء من الاستراتيجية الوطنية للاستثمار، ويشمل عدة برامج حكومية داعمة، مثل برنامج تطوير الصناعة الوطنية واللوجيستيات (ندلب).

وأضاف الفالح أن المملكة تسعى إلى تسهيل الوصول للمعادن الأساسية، وتشجيع التصنيع المحلي، وزيادة الوصول إلى أسواق الطاقة الخضراء العالمية. وأوضح أن «التوريد الأخضر» هو جزء من المبادرة السعودية؛ إذ ستعزّز المملكة سلاسل الإمداد عبر الاستثمار في الطاقة المتجددة.

وأشار الفالح إلى أن المملكة بصدد تطوير 100 فرصة استثمارية جديدة في 25 سلسلة قيمة، تتضمّن مشروعات رائدة في مجالات، مثل: الطاقة الخضراء والذكاء الاصطناعي. وأوضح أن الحكومة السعودية تقدّم حوافز خاصة إلى الشركات الراغبة في الاستثمار بالمناطق الاقتصادية الخاصة.

وأوضح أن المملكة تستعد للتوسع في استثمارات جديدة تشمل قطاعات، مثل: أشباه الموصلات والتصنيع الرقمي، في إطار التعاون المستمر بين القطاعات الحكومية والقطاع الخاص لتعزيز قدرة المملكة على تحقيق أهداف «رؤية 2030».

واختتم الفالح كلمته بتأكيد التزام الحكومة السعودية الكامل بتحقيق هذه الرؤية، مشيراً إلى أن الوزارات الحكومية المعنية ستواصل دعم هذه المبادرة الاستراتيجية التي تهدف إلى تحقيق تنمية مستدامة وتوطين الصناعات المتقدمة في المملكة.