تواصُل حكومي مع المستثمرين لإزالة تحديات قطاع الترفيه السعودي

لجان عمل خاصة تضع مقترحات لمواجهة تداعيات الجائحة

أزمة «كورونا» أثّرت على جميع دول العالم من جهة أنشطتها التجارية كافة والتجمعات البشرية
أزمة «كورونا» أثّرت على جميع دول العالم من جهة أنشطتها التجارية كافة والتجمعات البشرية
TT

تواصُل حكومي مع المستثمرين لإزالة تحديات قطاع الترفيه السعودي

أزمة «كورونا» أثّرت على جميع دول العالم من جهة أنشطتها التجارية كافة والتجمعات البشرية
أزمة «كورونا» أثّرت على جميع دول العالم من جهة أنشطتها التجارية كافة والتجمعات البشرية

وضعت لجنتان سعوديتان متخصصتان في الترفيه عدداً من الحلول والمقترحات لتحصين القطاع جراء تداعيات الوباء، بعد أن تضرر عدد من الأنشطة نظراً لإيقاف الفعاليات والتجمعات البشرية في إطار الإجراءات الاحترازية الحكومية من فيروس «كورونا»، إلا أن اللجان تؤكد في الوقت ذاته التحرك الحكومي لتقديم المبادرات لتخفيف الأعباء عن القطاعات التجارية والصناعية وتسهيل الإجراءات التي تسهم في استقرار قطاع الأعمال، بالإضافة إلى التواصل المستمر من الهيئة العامة للترفيه مع المستثمرين لإزالة المعوقات وبحث سبل الدعم في الفترة الراهنة.
وأوضح رئيس اللجنة الوطنية للترفيه والتسلية بمجلس الغرف السعودية الوليد البلطان، لـ«الشرق الأوسط»، أن جائحة «كورونا» أثّرت على جميع دول العالم بأنشطتها التجارية كافة، مؤكداً أن الترفيه كان الأكثر تضرراً كونه قائماً على الفعاليات والتجمعات البشرية.
وقال البلطان إن الدولة قدمت كل الدعم والخدمات للقطاعات الاقتصادية من تسهيلات وإعفاءات لبعض الرخص والتصاريح والمشاركة في دعم أجور السعوديين العاملين في القطاع الخاص، مؤكداً أن الهيئة العامة للترفيه تقوم بالتواصل المستمر مع المستثمرين في المجال للحصول على أبرز تحدياتها وبحث سبل دعم القطاع.
إلى ذلك، استعرضت لجنة الثقافة والترفيه في الغرفة التجارية الصناعية بالرياض برئاسة عضو مجلس الإدارة مصعب المهيدب خلال اجتماعها الدوري الثاني، عدداً من الموضوعات التطويرية المتعلقة بالقطاع واستراتيجية عملها في المرحلة المقبلة، وكيفية الحد من الأضرار التي طالت القطاع بسبب جائحة «كورونا»، وذلك بالتنسيق والتواصل مع الجهات ذات العلاقة.
وقال المهيدب إن الاجتماع ناقش محورين مهمين يرتبط أولهما باللجنة وأهمية تنفيذ عدد من المبادرات التي تندرج ضمن استراتيجية اللجنة، وثانيهما بمناقشة كيفية الحد من الخسائر التي تكبدها القطاع عند توقف الأعمال بسبب جائحة «كورونا»، منوهاً إلى أهمية استمرار التواصل مع المستثمرين والعاملين في قطاع الثقافة والترفيه من خلال لقاءات دورية وورش عمل تنبثق عنها مبادرات وأفكار تطويرية.
وأوصى الاجتماع بالعمل على استطلاع رأي المستثمرين في القطاع ومعرفة مرئياتهم وأفضل الحلول التي يقترحونها بما يقلل من خسائرهم التي يتكبدونها بفعل جائحة «كورونا» والتي أدت لتوقف أعمالهم وأنشطتهم، وذلك بهدف حصر العوائق وحجم الخسائر والتوصل إلى حلول مناسبة ومن ثم رفعها إلى الجهات ذات العلاقة.
وأشار الحضور إلى أن الترفيه تأثر بشكل كبير من جائحة فيروس «كورونا»، وأن القطاع يرتب للاجتماع والتواصل مع الجهات المختصة لبحث إمكانية دعم القطاع في الإقرار الضريبي ومستحقات التأمينات الاجتماعية.
كانت السعودية قد أعلنت مؤخراً عن إجراءات احترازية جديدة لمواجهة تفشي جائحة «كورونا» وظهور موجة ثانية للجائحة، شملت إيقاف كل المناسبات والحفلات بما في ذلك حفلات الزواج واجتماعات الشركات في قاعات الحفلات، لمدة 30 يوماً قابلة للتمديد، إلى جانب إغلاق دور السينما والمراكز الترفيهية الداخلية وتعليق خدمات الطلبات الداخلية للمقاهي والمطاعم لمدة عشرة أيام.



 «موديز» ترفع التصنيف الائتماني للسعودية بفضل جهود تنويع الاقتصاد

مشهد من العاصمة السعودية وتظهر فيه ناطحات السحاب في مركز الملك عبد الله المالي (كافد) (رويترز)
مشهد من العاصمة السعودية وتظهر فيه ناطحات السحاب في مركز الملك عبد الله المالي (كافد) (رويترز)
TT

 «موديز» ترفع التصنيف الائتماني للسعودية بفضل جهود تنويع الاقتصاد

مشهد من العاصمة السعودية وتظهر فيه ناطحات السحاب في مركز الملك عبد الله المالي (كافد) (رويترز)
مشهد من العاصمة السعودية وتظهر فيه ناطحات السحاب في مركز الملك عبد الله المالي (كافد) (رويترز)

رفعت وكالة التصنيفات الائتمانية «موديز» تصنيفها للسعودية بالعملتين المحلية والأجنبية عند «إيه إيه 3» (Aa3) من «إيه 1» مع نظرة مستقبلية «مستقرة»، وذلك نظراً لتقدم المملكة المستمر في التنويع الاقتصادي والنمو المتصاعد لقطاعها غير النفطي.

هذا التصنيف الذي يعني أن الدولة ذات جودة عالية ومخاطر ائتمانية منخفضة للغاية، هو رابع أعلى تصنيف لـ«موديز»، ويتجاوز تصنيفات وكالتي «فيتش» و«ستاندرد آند بورز».

وقالت «موديز» في تقريرها إن رفعها لتصنيف المملكة الائتماني، مع نظرة مستقبلية «مستقرة»، يأتي نتيجة لتقدمها المستمر في التنوع الاقتصادي، والنمو المتصاعد للقطاع غير النفطي في المملكة، والذي، مع مرور الوقت، سيقلل ارتباط تطورات سوق النفط باقتصادها وماليتها العامة.

ترتيب أولويات الإنفاق ورفع كفاءته

وأشادت «موديز» بالتخطيط المالي الذي اتخذته الحكومة السعودية في إطار الحيّز المالي، والتزامها بترتيب أولويات الإنفاق ورفع كفاءته، بالإضافة إلى الجهود المستمرة التي تبذلها ومواصلتها استثمار المـوارد الماليـة المتاحـة لتنويـع القاعـدة الاقتصاديـة عـن طريـق الإنفـاق التحولي؛ مما يدعم التنمية المستدامة للاقتصاد غير النفطي في المملكة، والحفاظ على مركز مالي قوي.

وقالت «موديز» إن عملية «إعادة معايرة وإعادة ترتيب أولويات مشاريع التنويع -التي ستتم مراجعتها بشكل دوري- ستوفر بيئة أكثر ملاءمة للتنمية المستدامة للاقتصاد غير الهيدروكربوني في المملكة، وتساعد في الحفاظ على القوة النسبية لموازنة الدولة»، مشيرة إلى أن الاستثمارات والاستهلاك الخاص يدعمان النمو في القطاع الخاص غير النفطي، ومتوقعةً أن تبقى النفقات الاستثمارية والاستثمارات المحلية لـ«صندوق الاستثمارات العامة» مرتفعة نسبياً خلال السنوات المقبلة.

شعار «موديز» خارج المقر الرئيسي للشركة في مانهاتن الولايات المتحدة (رويترز)

وقد وضّحت الوكالة في تقريرها استنادها على هذا التخطيط والالتزام في توقعها لعجز مالي مستقر نسبياً والذي من الممكن أن يصل إلى ما يقرب من 2 - 3 في المائة من الناتج الإجمالي المحلي.

وسجل الناتج المحلي الإجمالي للمملكة نمواً بمعدل 2.8 في المائة على أساس سنوي في الربع الثالث من العام الحالي، مدعوماً بنمو القطاع غير النفطي الذي نما بواقع 4.2 في المائة، وفقاً لبيانات الهيئة العامة للإحصاء السعودية الصادرة الشهر الماضي.

زخم نمو الاقتصاد غير النفطي

وتوقعت «موديز» أن ينمو الناتج المحلي الإجمالي غير النفطي للقطاع الخاص بالسعودية بنسبة تتراوح بين 4 - 5 في المائة في السنوات المقبلة، والتي تعتبر من بين أعلى المعدلات في منطقة دول مجلس التعاون الخليجي، معتبرةً أنه دلالة على استمرار التقدم في التنوع الاقتصادي الذي سيقلل ارتباط اقتصاد المملكة بتطورات أسواق النفط.

وكان وزير المالية، محمد الجدعان، قال في منتدى «مبادرة مستقبل الاستثمار» الشهر الماضي إن القطاع غير النفطي بات يشكل 52 في المائة من الاقتصاد بفضل «رؤية 2030».

وقال وزير الاقتصاد فيصل الإبراهيم إنه «منذ إطلاق رؤية المملكة 2030 نما اقتصادنا غير النفطي بنسبة 20 في المائة، وشهدنا زيادة بنسبة 70 في المائة في الاستثمار الخاص في القطاعات غير النفطية، ومهد ذلك للانفتاح والمشاركات الكثيرة مع الأعمال والشركات والمستثمرين».

وأشارت «موديز» إلى أن التقدم في التنويع الاقتصادي إلى جانب الإصلاحات المالية السابقة كل ذلك أدى إلى وصول «الاقتصاد والمالية الحكومية في السعودية إلى وضع أقوى يسمح لهما بتحمل صدمة كبيرة في أسعار النفط مقارنة بعام 2015».

وتوقعت «موديز» أن يكون نمو الاستهلاك الخاص «قوياً»، حيث يتضمن تصميم العديد من المشاريع الجارية، بما في ذلك تلك الضخمة «مراحل تسويق من شأنها تعزيز القدرة على جانب العرض في قطاع الخدمات، وخاصة في مجالات الضيافة والترفيه والتسلية وتجارة التجزئة والمطاعم».

وبحسب تقرير «موديز»، تشير النظرة المستقبلية «المستقرة» إلى توازن المخاطر المتعلقة بالتصنيف على المستوى العالي، مشيرة إلى أن «المزيد من التقدم في مشاريع التنويع الكبيرة قد يستقطب القطاع الخاص ويُحفّز تطوير القطاعات غير الهيدروكربونية بوتيرة أسرع مما نفترضه حالياً».

النفط

تفترض «موديز» بلوغ متوسط ​​سعر النفط 75 دولاراً للبرميل في 2025، و70 دولاراً في الفترة 2026 - 2027، بانخفاض عن متوسط ​​يبلغ نحو 82 - 83 دولاراً للبرميل في 2023 - 2024.

وترجح وكالة التصنيف تمكّن السعودية من العودة لزيادة إنتاج النفط تدريجياً بدءاً من 2025، بما يتماشى مع الإعلان الأخير لمنظمة البلدان المصدرة للنفط وحلفائها «أوبك بلس».

وترى «موديز» أن «التوترات الجيوسياسية المتصاعدة في المنطقة، والتي لها تأثير محدود على السعودية حتى الآن، لن تتصاعد إلى صراع عسكري واسع النطاق بين إسرائيل وإيران مع آثار جانبية قد تؤثر على قدرة المملكة على تصدير النفط أو إعاقة استثمارات القطاع الخاص التي تدعم زخم التنويع». وأشارت في الوقت نفسه إلى أن الصراع الجيوسياسي المستمر في المنطقة يمثل «خطراً على التطورات الاقتصادية على المدى القريب».

تصنيفات سابقة

تجدر الإشارة إلى أن المملكة حصلت خلال العامين الحالي والماضي على عدد من الترقيات في تصنيفها الائتماني من الوكالات العالمية، والتي تأتي انعكاساً لاستمرار جهـود المملكـة نحـو التحـول الاقتصـادي فـي ظـل الإصلاحـات الهيكليـة المتبعـة، وتبنـّي سياسـات ماليـة تسـاهم فـي المحافظـة علـى الاستدامة الماليـة وتعزز كفـاءة التخطيـط المالي وقوة ومتانة المركز المالي للمملكة. ​

ففي سبتمبر (أيلول)، عدلت «ستاندرد آند بورز» توقعاتها للمملكة العربية السعودية من «مستقرة» إلى «إيجابية» على خلفية توقعات النمو القوي غير النفطي والمرونة الاقتصادية. وقالت إن هذه الخطوة تعكس التوقعات بأن تؤدي الإصلاحات والاستثمارات واسعة النطاق التي تنفذها الحكومة السعودية إلى تعزيز تنمية الاقتصاد غير النفطي مع الحفاظ على استدامة المالية العامة.

وفي فبراير (شباط) الماضي، أكدت وكالة «فيتش» تصنيفها الائتماني للمملكة عند «إيه +» مع نظرة مستقبلية «مستقرة».