إصابة العشرات خلال مظاهرات في ذكرى مجزرة الحرم الإبراهيمي

رسالة فلسطينية إلى الأمم المتحدة حول الحالة الحرجة في الأراضي المحتلة

اشتباكات بين قوات إسرائيلية ومتظاهرين فلسطينيين بالخليل في ذكرى مذبحة الحرم الإبراهيمي أمس (أ.ف.ب)
اشتباكات بين قوات إسرائيلية ومتظاهرين فلسطينيين بالخليل في ذكرى مذبحة الحرم الإبراهيمي أمس (أ.ف.ب)
TT

إصابة العشرات خلال مظاهرات في ذكرى مجزرة الحرم الإبراهيمي

اشتباكات بين قوات إسرائيلية ومتظاهرين فلسطينيين بالخليل في ذكرى مذبحة الحرم الإبراهيمي أمس (أ.ف.ب)
اشتباكات بين قوات إسرائيلية ومتظاهرين فلسطينيين بالخليل في ذكرى مذبحة الحرم الإبراهيمي أمس (أ.ف.ب)

أصيب طفلان فلسطينيان بالرصاص، وعشرات المواطنين بحالات اختناق، وسط مدينة الخليل وفي شتى المناطق الفلسطينية المحتلة، أمس (الجمعة)، خلال قمع جيش الاحتلال الإسرائيلي مسيرات سلمية لإحياء الذكرى السنوية الـ27 لمجزرة الحرم الإبراهيمي الشريف.
وقد بعث المندوب الدائم لدولة فلسطين لدى الأمم المتحدة، رياض منصور، برسالة إلى كل من الأمين العام للأمم المتحدة، ورئيس مجلس الأمن لهذا الشهر (المملكة المتحدة)، ورئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة، حول الحالة الحرجة في الأرض الفلسطينية المحتلة، بما فيها القدس الشرقية، بسبب تصاعد انتهاكات إسرائيل (القوة القائمة بالاحتلال) ضد الشعب الفلسطيني.
وقال إن إسرائيل تحاول، على مدى عقود، تطبيع سياساتها غير القانونية لهدم المنازل والتهجير القسري وبناء المستوطنات الاستعمارية في فلسطين تحت ذرائع لا حصر لها، تتراوح من «المخاوف الأمنية» إلى «مطالبات» المستوطنين بالممتلكات، إلى عدم وجود تصاريح البناء، إلى جانب الكتاب المقدس، بصفتها مبررات لهذه الجرائم.
وأكد أن تجريد الشعب الفلسطيني من إنسانيته لا يزال يتجلى أيضاً في استمرار إسرائيل في اعتقال المدنيين واحتجازهم، وإساءة معاملتها لما يقرب من 5 آلاف محتجز في سجونها. وهي تنفذ بشكل روتيني المداهمات العنيفة والاعتقال، في تجاهل تام لحالة الطوارئ المعلنة في الضفة الغربية بسبب الوباء، وفي انتهاك جسيم للقانون الإنساني الدولي.
وكان يوم أمس قد شهد استمراراً لممارسات القمع للمسيرات والمظاهرات السلمية، إلى جانب اعتداءات المستوطنين. ففي الخليل، أطلق جنود الاحتلال قنابل الصوت والغاز المسيل للدموع تجاه المواطنين عقب خروجهم في مسيرة انطلقت من أمام مسجد علي البكاء وسط المدينة إحياء لذكرى مجزرة الحرم الإبراهيمي، وتنديداً بإجراءات واعتداءات الاحتلال على الحرم، ما أدى إلى إصابة العشرات منهم بحالات اختناق. ورفع المشاركون في المسيرة علم فلسطين وصوراً للحرم والشهداء، ورددوا الشعارات المنددة بجرائم الاحتلال والمستوطنين.
ومن المعروف أن مجزرة الحرم الإبراهيمي نفذت يوم الجمعة، الخامس والعشرين من فبراير (شباط) 1994، الموافق للخامس عشر من رمضان، بيد المستوطن الإرهابي باروخ غولدشتاين الذي دخل إلى الحرم خلال الصلوات، وأطلق النار على المصلين، ما أسفر عن استشهاد 29 مصلياً، وإصابة 150 آخرين. وقد أغلق جنود الاحتلال الإسرائيلي الموجودون في الحرم أبواب المسجد لمنع المصلين من الخروج، كما منعوا القادمين من خارج الحرم من الوصول إلى ساحته لإنقاذ الجرحى. وفي وقت لاحق، استشهد آخرون برصاص جنود الاحتلال ما رفع مجموعهم إلى 50 شهيداً.
وقد خصص الفلسطينيون مسيراتهم السلمية الأسبوعية بعد صلاة الجمعة، أمس، للاحتجاج على هذه المجزرة، واستمرار سياسة القمع والتهويد والاحتلال والاستيطان. واستخدم الجيش الإسرائيلي الرصاص المعدني المغلف بالمطاط وقنابل الغاز المسيل للدموع لتفريق المسيرات. ففي قرية صفا (غرب رام الله) أصيب الطفل أحمد عبد الرزاق فلنة (16 عاماً) بجروح خطيرة جراء إطلاق قوات الاحتلال الإسرائيلي الرصاص الحي صوبه. وقد نقل جنود الاحتلال الطفل بمركبة إسعاف إلى مستشفى «هداسا» في القدس الغربية.
وفي مسيرة كفر قدوم الأسبوعية المناهضة للاستيطان، المطالبة بفتح شارع القرية المغلق منذ أكثر من 17 عاماً، أصيب طفل عمره 10 سنوات بعيار «إسفنجي» في صدره. وأُصيب العشرات بحالات اختناق، واعتقل 5 آخرون، أمس، إثر تفريق جيش الاحتلال الإسرائيلي مسيرات منددة بالاستيطان في الضفة الغربية المحتلة، مثل بلدة دير جرير (شرق رام الله) وبلدة بيت دجن في محافظة نابلس. واقتحم عشرات المستوطنين، فجر أمس، بحماية قوة من جيش الاحتلال، المقامات الإسلامية في بلدة كفل حارس شمال مدينة سلفيت.
وأقيمت صلاة الجمعة، أمس، على أنقاض بناية عائلة عليان التي هدمتها بلدية الاحتلال مطلع الأسبوع في قرية دير جرير. وكانت قوات الاحتلال قد اقتحمت خيام عائلة عليان. وقال صاحب البناية أبو أمجد عليان إن «القوات لاحقتنا على الخيام التي تحمينا هذه الأيام من برد الشتاء، وهذه ملاحقة لنجلنا فادي الذي يعمل حارساً في الأقصى». وقال مسعفون إنهم قدموا العلاج ميدانياً لعشرات المصابين بحالات اختناق جراء استنشاق الغاز المسيل للدموع. واعتقل الجيش الإسرائيلي 5 فلسطينيين خلال تفريق مسيرة.
وفي منطقة بيت لحم، اقتلع مستوطنون، أمس، أشتال زيتون من أراضي قرية كيسان. وأفاد نائب رئيس مجلس قروي كيسان، أحمد غزال، بأن مستوطنين، تحت حماية قوات الاحتلال، اقتلعوا 20 شتلة زيتون من أرض المواطن أيوب يوسف عبيات، القريبة من مستوطنة «ايبي هناحل». وأضاف غزال أن مواطنين من القرية تصدوا للمستوطنين، ومنعوهم من مواصلة اقتلاع الأشتال.



اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
TT

اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)

استبعدت الحكومة اليمنية تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم، داعية إيران إلى رفع يدها عن البلاد ووقف تسليح الجماعة، كما حمّلت المجتمع الدولي مسؤولية التهاون مع الانقلابيين، وعدم تنفيذ اتفاق «استوكهولم» بما فيه اتفاق «الحديدة».

التصريحات اليمنية جاءت في بيان الحكومة خلال أحدث اجتماع لمجلس الأمن في شأن اليمن؛ إذ أكد المندوب الدائم لدى الأمم المتحدة، عبد الله السعدي، أن السلام في بلاده «لا يمكن أن يتحقق دون وجود شريك حقيقي يتخلّى عن خيار الحرب، ويؤمن بالحقوق والمواطنة المتساوية، ويتخلّى عن العنف بوصفه وسيلة لفرض أجنداته السياسية، ويضع مصالح الشعب اليمني فوق كل اعتبار».

وحمّلت الحكومة اليمنية الحوثيين المسؤولية عن عدم تحقيق السلام، واتهمتهم برفض كل الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى إنهاء الأزمة اليمنية، وعدم رغبتهم في السلام وانخراطهم بجدية مع هذه الجهود، مع الاستمرار في تعنتهم وتصعيدهم العسكري في مختلف الجبهات وحربهم الاقتصادية الممنهجة ضد الشعب.

وأكد السعدي، في البيان اليمني، التزام الحكومة بمسار السلام الشامل والعادل والمستدام المبني على مرجعيات الحل السياسي المتفق عليها، وهي المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وفي مقدمتها القرار «2216».

عنصر حوثي يحمل صاروخاً وهمياً خلال حشد في صنعاء (رويترز)

وجدّد المندوب اليمني دعم الحكومة لجهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، هانس غروندبرغ، وكل المبادرات والمقترحات الهادفة لتسوية الأزمة، وثمّن عالياً الجهود التي تبذلها السعودية وسلطنة عمان لإحياء العملية السياسية، بما يؤدي إلى تحقيق الحل السياسي، وإنهاء الصراع، واستعادة الأمن والاستقرار.

تهديد الملاحة

وفيما يتعلق بالهجمات الحوثية في البحر الأحمر وخليج عدن، أشار المندوب اليمني لدى الأمم المتحدة إلى أن ذلك لم يعدّ يشكّل تهديداً لليمن واستقراره فحسب، بل يُمثّل تهديداً خطراً على الأمن والسلم الإقليميين والدوليين، وحرية الملاحة البحرية والتجارة الدولية، وهروباً من استحقاقات السلام.

وقال السعدي إن هذا التهديد ليس بالأمر الجديد، ولم يأتِ من فراغ، وإنما جاء نتيجة تجاهل المجتمع الدولي لتحذيرات الحكومة اليمنية منذ سنوات من خطر تقويض الميليشيات الحوثية لاتفاق «استوكهولم»، بما في ذلك اتفاق الحديدة، واستمرار سيطرتها على المدينة وموانيها، واستخدامها منصةً لاستهداف طرق الملاحة الدولية والسفن التجارية، وإطلاق الصواريخ والمسيرات والألغام البحرية، وتهريب الأسلحة في انتهاك لتدابير الجزاءات المنشأة بموجب قرار مجلس الأمن «2140»، والقرارات اللاحقة ذات الصلة.

حرائق على متن ناقلة النفط اليونانية «سونيون» جراء هجمات حوثية (رويترز)

واتهم البيان اليمني الجماعة الحوثية، ومن خلفها النظام الإيراني، بالسعي لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، وتهديد خطوط الملاحة الدولية، وعصب الاقتصاد العالمي، وتقويض مبادرات وجهود التهدئة، وإفشال الحلول السلمية للأزمة اليمنية، وتدمير مقدرات الشعب اليمني، وإطالة أمد الحرب، ومفاقمة الأزمة الإنسانية، وعرقلة إحراز أي تقدم في عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة.

وقال السعدي: «على إيران رفع يدها عن اليمن، واحترام سيادته وهويته، وتمكين أبنائه من بناء دولتهم وصنع مستقبلهم الأفضل الذي يستحقونه جميعاً»، ووصف استمرار طهران في إمداد الميليشيات الحوثية بالخبراء والتدريب والأسلحة، بما في ذلك، الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، بأنه «يمثل انتهاكاً صريحاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، لا سيما القرارين (2216) و(2140)، واستخفافاً بجهود المجتمع الدولي».