نددت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن مجدداً بـ«جهود» الكرملين «لإسكات أصوات الشعب الروسي»، مكررة المطالبة بإطلاق المعتقلين لأسباب سياسية في البلاد، وبينهم زعيم المعارضة أليكسي نافالني، موجهة في الوقت ذاته انتقادات إلى سجل موسكو في قمع الحريات الدينية. وطالبتها أيضاً بإنهاء احتلالها لشبه جزيرة القرم، مشددة على أنها تابعة للسيادة الأوكرانية. وسئل الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس عن نقل نافالني من سجن في موسكو، فجدد مطالبة إدارة الرئيس جو بايدن لروسيا من أجل «إطلاق المحتجزين بسبب ممارستهم حقوقهم الإنسانية ليس إلا لأن هذا مكفول في الدستور الروسي، وهذا يشمل نافالني». وقال: «نندد بجهود الحكومة الروسية المتواصلة لإسكات أصوات الشعب الروسي، بما فيها أصوات المعارضة»، مؤكدا أن «هذه واحدة من تلك القضايا التي تحدثنا فيها بصوت واحد مع شركائنا الدوليين»، في إشارة إلى بيان مجموعة السبع للدول الصناعية الكبرى الشهر الماضي في شأن اعتقال نافالني فور عودته من ألمانيا حيث عولج من تسمم بمادة «نوفيتشوك» المحظورة دولياً. ويعتقد أن جهاز المخابرات الروسي دس له هذه المادة ولكن موسكو تنفي ذلك بشدة. وأضاف برايس: «سنواصل التحدث بوضوح مع شركائنا وحلفائنا، والوقوف والمطالبة بإطلاق نافالني»، مشدداً على «أننا ندعم أيضاً حقوق الشعب الروسي وتطلعاته الديمقراطية، وبينهم الروس الشجعان الذين نزلوا بسلام إلى الشوارع لممارسة الحقوق المكفولة لهم بموجب دستورهم».
وأثار برايس في بيان منفصل الحكم الذي أصدرته محكمة روسية على فالنتينا بارانوفسكايا بالسجن لمدة سنتين وعلى ابنها رومان بارانوفسكي لمدة ست سنوات في مستعمرة جنائية روسية بسبب انتمائهما إلى شهود يهوه.
وقال: «نحن منزعجون من التقارير بشأن هذا الحكم»، مشيراً إلى أن « الحكم على فالنتينا، وهي ضحية جلطة دماغية وتبلغ من العمر 69 عاماً، قاس بشكل خاص. كما أنها المرة الأولى التي تحكم فيها محكمة روسية على امرأة من شهود يهوه». ورأى أن قرار المحكمة «يعد أحدث تطور في حملة القمع المستمرة ضد أعضاء الأقليات الدينية في روسيا»، ملاحظاً أنه «منذ صنفت المحكمة العليا الروسية شهود يهوه كمنظمة متطرفة في عام 2017، سجن 52 منهم لممارسة معتقداتهم، وبينهم ألكسندر إيفشين، الذي حكم عليه أخيرًا بالسجن لمدة سبع سنوات ونصف السنة من قبل محكمة روسية». وحض روسيا على «رفع الحظر الذي تفرضه على شهود يهوه واحترام حق الجميع في ممارسة حريتهم في الفكر والضمير والدين أو المعتقد».
وفي الذكرى السنوية السابعة لغزو روسيا لشبه جزيرة القرم والاستيلاء عليها، أعلنت وزارة الخارجية الأميركية أن الولايات المتحدة تنضم إلى أوكرانيا في إحياء هذه المناسبة التي تعد «إهانة صارخة للنظام الدولي الحديث». وقال الناطق: «نؤكد هذه الحقيقة الأساسية: القرم هي أوكرانيا»، مضيفاً أن «الاحتلال الروسي والعسكرة المتزايدة لشبه جزيرة القرم كان لهما تداعيات تتجاوز حدود أوكرانيا، مما يهدد الأمن المشترك للعالم». وإذ ذكر بـ«التكلفة البشرية الكبيرة لهذا الاحتلال»، أشار إلى أن «سلطات الاحتلال الروسي قامت بحملة قمع وحشية ضد تتار القرم والأوكرانيين وأعضاء الأقليات العرقية والدينية الأخرى في شبه جزيرة القرم»، فضلاً عن «المداهمات للمساجد والمنازل، وطرد وسائل الإعلام المستقلة من شبه الجزيرة، وإصدار أحكام طويلة بالسجن لمن يتجرأ على التحدث ضد الاحتلال». وأكد أن «القمع الروسي ترك سكان القرم في حالة خوف دائمة، غير قادرين على عيش حياتهم بحرية».
وإذ دعا روسيا إلى «إنهاء احتلالها لشبه جزيرة القرم على الفور، وإطلاق جميع السجناء السياسيين الأوكرانيين الذين تحتجزهم ظلماً، وإعادة السيطرة الكاملة على شبه الجزيرة إلى أوكرانيا»، مطالباً إياها أيضاً بـ«إنهاء عدوانها في شرق أوكرانيا». وأكد أن العقوبات الأميركية على روسيا «رداً على عدوانها» في شرق أوكرانيا والاستيلاء على شبه جزيرة القرم «ستبقى سارية ما لم تعكس روسيا مسارها»، موضحاً أن «الولايات المتحدة لا تعترف ولن تعترف أبداً بضم روسيا لشبه جزيرة القرم».
واشنطن تندد بـ«إسكات أصوات» الشعب الروسي
طالبت بإطلاق نافالني والسجناء السياسيين... والانسحاب من القرم
واشنطن تندد بـ«إسكات أصوات» الشعب الروسي
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة