مقتل حاوي ومحاولة اغتيال حمادة والمر أمام «محكمة الحريري» في يونيو

TT

مقتل حاوي ومحاولة اغتيال حمادة والمر أمام «محكمة الحريري» في يونيو

حدّدت المحكمة الدولية الخاصة بلبنان موعدا أوليا لبدء المحاكمة في القضايا الملازمة لقضيّة اغتيال رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري والمتعلّقة باغتيال الأمين العام السابق للحزب الشيوعي اللبناني جورج حاوي ومحاولة اغتيال الوزيرين السابقين مروان حمادة وإلياس المر.
وأشارت المحكمة إلى أنّ قاضي الإجراءات التمهيدية دانيال فرانسين أصدر قرارا حدد فيه تاريخ 16 (يونيو) حزيران موعدا أوليا لبدء المحاكمة التي يواجه فيها سليم عياش الاتهامات، بعد إدانته باغتيال الحريري، موضحة أن القاضي أصدر قراره بعد التشاور مع الادعاء والدفاع والممثلين القانونيين للمتضررين ورئيس غرفة الدرجة الأولى دايفيد راي ورئيس قلم المحكمة داريل مانديس ورئيسة المحكمة إيفانا هردليشكوفا.
قرار تحديد بدء المحاكمة الذي يأتي عادة قبل 4 أشهر من الموعد الفعلي لا يزال «مؤقتا» حسب ما أوضحت المتحدثة الرسمية باسم المحكمة الخاصة بلبنان وجد رمضان لـ«الشرق الأوسط»، لأن الملّف سيرسل حاليا إلى غرفة الدرجة الأولى رقم 2 وهي إمّا تقرر تحويله من مؤقت إلى نهائي أو تضع تاريخا جديدا لبدء المحاكمة، موضحة أنّ قرار اتهام في هذه القضية صدر ضد سليم عياش بعد التحقيقات بالاعتداءات الثلاثة (ضد حمادة والمر وحاوي) ومن ثم انتقلت القضية إلى إجراءات ما قبل المحاكمة تمهيدا لبدء المحاكمة الفعلية إذ يتم الاستماع إلى الشهود وقبول الأدلة ويكون أمام الدفاع الإمكانيات والفرصة للطعن وصولا إلى الحكم النهائي.
وتُسند إلى عياش في القضيّة المتلازمة خمس تهم هي مؤامرة هدفها ارتكاب عمل إرهابي واستطراداً تهمة «جمعية الأشرار»، وارتكاب أعمال إرهابية فضلا عن تهمتي قتل غازي أبو كروم وجورج حاوي وخالد مورا عمداً ومحاولة قتل الوزيرين المر وحمادة وسبعة عشر شخصاً آخر عمداً.
ويأمل الوزير السابق مروان حمادة أن تنتهي المحاكمة في القضيتين اللتين تنظر بهما المحكمة الخاصة بلبنان بأسرع وقت ممكن معتبرا في حديث مع «الشرق الأوسط» أنّ الأهم هو شعور القاتل المستمر وخاصة صاحب قرار القتل في دمشق وطهران أنّ سيف العدالة الدولية، ولو لم يكن قاطعا بقدر التمنيات، لا يزال مسلطا على منظومة القتل منذ عام 2004 والتي كانت سبب دمار جيل كامل.
ويعتبر حمادة أن المنحى في المحكمة الدولية وفي مجلس الأمن لا يزال في إطار ملاحقة من خطّط ونفذ عمليات الاغتيال التي كانت عينة من الاغتيالات التي تلتها واستهدفت سياسيين وصحافيين وأمنيين، مشيرا إلى أنّ المتابعة مع المحكمة مستمرة من قبل الضحايا والمتضررين وأنّه عيّن محامين لمتابعة الجلسات. ويشير حمادة إلى أنّه يتواصل مع المدعي العام والوحدة المعنية بحماية الضحايا والمتضررين والشهود وأنّه كان أخبرهم بموضوع التهديدات التي تعرض لها أكثر من مرّة.
وجاء قرار قاضي الإجراءات التمهيدية تحديد موعد أولي لاستئناف المحاكمة بعدما مدد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش ولاية المحكمة الدولية الخاصة بلبنان سنتين إضافيتين ابتداء من الأول من مارس (آذار) 2021، عملا بقرار مجلس الأمن 1757 الصادر عام 2007. إلّا أنّ هذا لا يعني أنّ المحكمة مجبرة على إنهاء عملها خلال هذه المدة، إذ توضح رمضان أنه استنادا إلى أفضل تقديرات المحكمة طلبت رئيسة المحكمة تمديد الولاية سنتين إضافيتين فقط لتمكين المحكمة من إنهاء إجراءات الاستئناف في قضية الحريري وإنهاء المحاكمة وإصدار حكم الدرجة الأولى رقم 2 في القضية المتلازمة، مضيفة أنّه من الصعب توقّع مدى تقدم الإجراءات القضائيّة لأنها ترتبط بكثير من العوامل، وقضاة المحكمة مكلفون بضمان تقدم الإجراءات بسرعة مع الحرص على أن تكون عادلة وشفافة وتراعي حقوق الفريقين والمتضررين المشاركين بالإجراءات.



مصر لتعزيز الشراكة مع أوروبا في مجال المياه

وزير الري المصري خلال استقباله سفيرة الاتحاد الأوروبي بالقاهرة (الري المصرية)
وزير الري المصري خلال استقباله سفيرة الاتحاد الأوروبي بالقاهرة (الري المصرية)
TT

مصر لتعزيز الشراكة مع أوروبا في مجال المياه

وزير الري المصري خلال استقباله سفيرة الاتحاد الأوروبي بالقاهرة (الري المصرية)
وزير الري المصري خلال استقباله سفيرة الاتحاد الأوروبي بالقاهرة (الري المصرية)

تسعى الحكومة المصرية، لتعزيز الشراكة مع الاتحاد الأوروبي، في مجال إدارة الموارد المائية، في ظل تحديات كبيرة تواجهها تتعلق بـ«محدودية مواردها». وخلال لقائه سفيرة الاتحاد الأوروبي في القاهرة أنجلينا إيخورست، الاثنين، ناقش وزير الموارد المائية والري المصري هاني سويلم، التعاون بين الجانبين، في «إعادة استخدام المياه، وتقنيات معالجتها».

وتعاني مصر عجزاً مائياً، حيث يبلغ إجمالي الموارد المائية، نحو 60 مليار متر مكعب سنوياً، في مقابل احتياجات تصل إلى 114 مليار متر مكعب سنوياً، وبنسبة عجز تقدر 54 مليار متر مكعب، وفق «الري المصرية».

وتعتمد مصر على حصتها من مياه نهر النيل بنسبة 98 في المائة، والبالغة 55.5 مليار متر مكعب سنوياً.

وحسب بيان لـ«الري المصرية»، ناقش سويلم، مع سفيرة الاتحاد الأوروبي، مقترحات تطوير خطة العمل الاستراتيجية (2024-2027)، طبقاً للأولويات المصرية، مشيراً إلى الدعم الأوروبي لبلاده في مجالات «رفع كفاءة الري، وإعادة استخدام المياه، وتقنيات معالجة المياه، والتكيف مع تغير المناخ».

ووقَّعت الحكومة المصرية، والاتحاد الأوروبي، إعلاناً للشراكة المائية، خلال فعاليات مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ، COP28، الذي عُقد في دبي عام 2023، بهدف تحقيق الإدارة المستدامة للموارد المائية، وتعزيز الحوار، وتبادل الخبرات.

وأوضح وزير الري المصري أن «الإجراءات التي تتبعها بلاده لرفع كفاءة استخدام المياه، تندرج تحت مظلة الجيل الثاني لمنظومة الري»، منوهاً بقيام الوزارة حالياً «بتأهيل المنشآت المائية، ودراسة التحكم الآلي في تشغيلها لتحسين إدارة وتوزيع المياه، والتوسع في مشروعات الري الحديث»، إلى جانب «مشروعات معالجة وإعادة استخدام المياه، ودراسة تقنيات تحلية المياه من أجل الإنتاج الكثيف للغذاء».

ومن بين المشروعات المائية التي تنفذها الحكومة المصرية، بالتعاون مع عدد من دول الاتحاد الأوروبي، «البرنامج القومي الثالث للصرف، وتحسين نوعية المياه في مصرف (كيتشنر)، وتحديث تقنيات الري لتحسين سبل عيش صغار المزارعين في صعيد مصر، ومراقبة إنتاجية الأراضي والمياه عن طريق الاستشعار عن بعد».

وتعوِّل الحكومة المصرية على الخبرات الأوروبية في مواجهة ندرة المياه، وفق أستاذ الموارد المائية، في جامعة القاهرة، نادر نور الدين، الذي أشار إلى أن «القاهرة سبق أن استعانت بخبراء أوروبيين لصياغة حلول للتحديات المائية التي تواجهها مصر»، وقال إن «كثيراً من المقترحات التي قدمها الخبراء تنفذها الحكومة المصرية في سياستها المائية، ومن بينها التوسع في مشروعات معالجة المياه، وتحلية مياه البحر، واعتماد نظم الري الحديث».

وللتغلب على العجز المائي شرعت الحكومة المصرية في تطبيق استراتيجية لإدارة وتلبية الطلب على المياه حتى عام 2037 باستثمارات تقارب 50 مليون دولار، تشمل بناء محطات لتحلية مياه البحر، ومحطات لإعادة تدوير مياه الصرف بمعالجة ثلاثية، إضافة إلى تطبيق مشروع تحول للري الزراعي الحديث.

ويعتقد نور الدين، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أن «الخبرة الأوروبية في مجال تطوير إدارة المياه والتغيرات المناخية هي الأفضل في هذا المجال»، مشيراً إلى أن «القاهرة تسعى إلى الاستفادة من المنح الأوروبية المقدَّمة في تلك المجالات، وخصوصاً، التكيف مع التغيرات المناخية»، معتبراً أن «التعامل مع العجز المائي في مصر من أولويات السياسة المائية المصرية».

ويُعد الاتحاد الأوروبي من أهم الشركاء في المجال التنموي بالنسبة لمصر، وفق أستاذ الموارد المائية بجامعة القاهرة، عباس شراقي، الذي أشار إلى أن «التعاون المائي بين الجانبين يأتي ضمن الشراكة الاستراتيجية الشاملة التي جرى توقيعها بين الحكومة المصرية والاتحاد الأوروبي، لتطوير التعاون بمختلف المجالات».

ويرى شراقي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أن «الاتحاد الأوروبي يمتلك التكنولوجيا والخبرات الحديثة بشأن تطوير استخدام المياه، خصوصاً في الدول التي تعاني من شح مائي».