الأمير حسن يدعو الإسرائيليين للانتقال إلى تعاون وشراكة

TT

الأمير حسن يدعو الإسرائيليين للانتقال إلى تعاون وشراكة

في رسالة مباشرة إلى الرأي العام الإسرائيلي، دعا الأمير الأردني الحسن بن طلال، إلى فتح نافذه جديدة، لكسر الجمود بالعلاقات بين إسرائيل والأردن والتقدم في عملية السلام إلى الأمام بما يلائم عهد اتفاقيات إبراهيم والانتقال من إدارة الصراع إلى تعاون وشراكة بين الطرفين، تجعل العقد الجاري نهاية للصراع وعصراً سلمياً شاملاً.
وقد نشر الأمير حسن مقالاً في صحيفة «يديعوت أحرونوت» العبرية، أمس (الجمعة)، يستهله بالتذكير أنه في شهر أكتوبر (تشرين الأول) المقبل، تصادف الذكرى السنوية 27 على توقيع اتفاق السلام بين الأردن وإسرائيل، الذي «كان يجب أن يكون بمثابة معلم مهم نحو السلام بين شعوب المنطقة. ولكن، للأسف، السياسة الإقليمية قادتنا إلى اتجاهات أخرى». ويضيف: «اليوم، بما أن التطبيع يتجاوز الاتفاقيات الثنائية، إلى صفقات قائمة على المصالح الاقتصادية والتحالفات الدفاعية أمام الأعداء المشتركين، توجد لنا فرصة غير عادية لكسر الجمود والخروج إلى طريق جديدة تهدف للتوصل إلى سلام شامل في الشرق الأوسط حتى نهاية العقد الحالي. فالتحدي الآن هو الانتقال من إدارة الأزمات إلى الانتعاش وإعادة التنظيم والسعي إلى المرحلة التالية من السلام والتنمية».
وقد أكد الأمير الحسن أن «الأردن باعتقادي مستعد لمواجهة هذا التحدي». وذكّر الأمير الأردني، في مقاله، بماضي العلاقات الأردنية - الإسرائيلية منذ أكثر من 100 سنة، فقال: «إنني أتأمل في اللقاءات التي عقدت بين الرئيس الأول لدولة إسرائيل، حاييم وايزمان، وعم أبي، الأمير فيصل الأول، بعد معاهدة فرساي، حيث ناقشا رؤيتهما المشتركة: اتحاد دول عربية يعيش فيها اليهود والمسيحيون والمسلمون أبناء الثقافة العربية معاً. كانت رؤية مستنيرة أيدها أيضاً جدي الملك عبد الله الأول. لقد استند إلى وجهات نظر أخلاقية قوية للعالم، ولكن كانت له أيضاً قاعدة هيكلية - (البنلوكس؛ بلجيكا وهولندا ولوكسمبورغ) في المنطقة، كما أطلق عليها أبا إيبن (وزير خارجية إسرائيل) في السبعينات. النقطة الأساسية هي أنه لا يوجد بلد في الشرق الأوسط يمكنه حل مشاكله بمفرده. يجب أن نعمل معاً لدفع أهدافنا الإقليمية المشتركة. البديل هو واقع تندفع فيه البلدان المتنافسة لتعظيم الاستهلاك المحلي نحو استنفاد غير محدود للموارد. هذه مأساة ستسفر عن أذى للجميع. سيكون التعاون في مجال المياه في المنطقة التي تعاني من نقص في مياه الشرب هو المكان المناسب للبدء. يمكننا أن نستمد الإلهام من مجتمع الفحم والفولاذ في أوروبا أو من اتحاد دول جنوب شرقي آسيا. من المشجع أن نرى أنه على الرغم من الصراعات بين دول جنوب شرقي آسيا، وعلى الرغم من التنوع الكبير والمتنوع للأنظمة السياسية، فإن هذه الدول تتعاون في مواجهة عدد غير قليل من التحديات المشتركة في مجال التجارة. هذا بينما تمثل التجارة بين الدول العربية أقل من عشرة في المائة من إجمالي نشاطها التجاري».
ويختتم المقال قائلاً: «تتميز منطقتنا بمزيج من الموارد النفطية والبشرية التي يمكن أن تساعد في بناء مجتمعات تعددية وحديثة، وتشجيع الإصلاحات السياسية والاقتصادية، والتقليل من عدم المساواة. يجب أن نعمل على زيادة استقرار دول المنطقة - بما في ذلك دولة فلسطين، التي ستوجد إلى جانب إسرائيل في إطار يقوم على حل الدولتين - مع تعزيز العلاقات السياسية والتعاون الاقتصادي الوثيق. مثل هذه التسوية السياسية يجب أن تشمل تقسيم القدس، مع مراعاة الديانات الإبراهيمية (الإسلام واليهودية)، والحفاظ على أمن وسلامة المسجد الأقصى، وتجديد شباب القيادة الفلسطينية للجلوس في القدس - عاصمة الدولة الإسلامية».



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.