شاشة الناقد

TT

شاشة الناقد

- غناء ورقص ودعاية
- الفيلم: The Prom
- إخراج: رايان مورفي
- الولايات المتحدة | ميوزيكال (2021)
- تقييم: (**) وسط
لم يعد مُتاحاً لنا الاختلاف مع المُثلية على أساس أن علينا أن نتفهم ونوافق على حرية المثليين الجنسية. نستطيع انتقاد أنفسنا كوننا «عاديين» و«طبيعيين» و«مستقيمين» إذا أردنا، لكن نقد الطرف الآخر لم يعد مقبولاً به.
لكن «ذا بروم» («حفل التخرّج») يوفّر النقد بابتعاده عن توفير شخصيات وأحداث قابلة للتعاطف معها. بحقيقة أن المعطيات الكافية لاعتبار أن الرسالة التي يتبناها لتأييد المثلية مكتوبة بخط سيء وتحتوي على معايير تُلغي أساساً القسم الغالب من الناس من دون أن يقدّم ما يمنح المشاهدين (أياً كانوا) النتيجة الفنية والدرامية المستحقة. فيلم يصرخ ألماً من ثغرات الكتابة وفقر الحوار ويطيح به إخراج متعثر الخطى حتى في وجهته المختارة. حين يأتي الأمر لمعاينته كنتيجة فنية، فإن العلامات الممنوحة إليه في هذه الخانة تحتاج لمكبّرات دقيقة.
في البال كذلك إن سعر السكّر لا بد ارتفع كثيراً خلال التصوير نسبة لاستهلاك الفيلم كميّة هائلة منه.
الفتاة إيما (جو إيلين بلمان) تريد أن تحضر حفل التخرج مع صديقتها التي تحب، لكن إدارة الكلية في تلك المدينة ألقابعة في ولاية إنديانا لا توافق على ذلك. إذا ما أرادت إيما حضور الحفل الذي تتطلع إليه كل الفتيات عليها أن تحضر صديقاً. لكن الفيلم لا يبدأ هنا بل يسبق الانتقال إلى هذا الوضع بمشهد رقص وغناء ودخول مدير الفرقة المسرحية معلناً أن «ذا نيويورك تايمز» كتبت نقداً سلبياً للمسرحية التي بصدد الافتتاح غداً وعليه تم إلغاؤها. لا يحدث ذلك على هذا النحو لكن إيقاف المسرحية يؤدي لأربع ممثلين فيها، هم دي دي (ميريل ستريب) وباري (جيمس كوردن) وأنجي (نيكول كدمَن) وترنت (أندرو رانلز) للبحث عن كيفية البقاء فوق الماء مقابل الغرق بفعل القرار. بحاجة إلى قضية يتبنوها وأنجي تجد القضية: موقف الإدارة من إيما.
تمثّل ميريل ستريب دور النجمة كنجمة ونيكول كدمَن هي الأفضل بالمقارنة. الاستعراضات الغنائية منفّذة جيداً (ولو أن الكاميرا بيد ماثيو ليباتيك تدور وتلف من دون نتائج تتجاوز إبهاراً محدود التأثير). مشاهد الرقص مصممة ومنفذة بقبول لكن الفيلم دون ذلك في معظم الخانات الأخرى بما فيها خانة خلق شخصيات جديرة بالإعجاب.
لا يفوّت الفيلم لحظة من دون أن تبدو أحداثه (انطلاقاً من المشهد الأول وحتى الأخير) ساذجة. لافت ذلك الإدراك الدائم طوال الفيلم بأن كل شيء يعرضه يبدو ملفقاً ومحشوراً لأنه ملفق ومحشور بالفعل.

- خريطة الأشياء الصغيرة الكاملة | The Map of Tiny Perfect Things
- إخراج: إيان سامويلز
- الولايات المتحدة | دراما عاطفية (2021)
- تقييم: (**) وسط
الفتى الوسيم مارك (كايل ألن) والفتاة الجميلة مرغريت (كاثرين نيوتن) يجدان بعضهما البعض من دون عناء. يتعارفان ويقعان في الحب لكن مارك يدرك أنه في دائرة مستديرة من العيش. على غرار «غراوندهوغ داي» حيث يتكرر كل شيء في اليوم التالي كما وقع في اليوم السابق. لا جديد تحت الشمس ولا حتى تحت الشجرة، بل تكرار هش للموجة التي كان آخرها الفيلم الأسوأ منه «بالم سبرينغز».

- أحضر فرقتك الخاصة | Bring Your Own Brigade
- إخراج: لوسي ووكر
- الولايات المتحدة | تسجيلي (2021)
- تقييم: (***) جيد
عرض صندانس هذا الفيلم التسجيلي (الذي شوهد كشأن أفلام كثيرة هذه الأيام على النت) حول الحرائق التي دمّرت منطقة «بارادايز» في كاليفورنيا قبل سنتين. تتعامل المخرجة مع الكارثة بتعاطف كبير مع المتضررين في الوقت الذي تتعرض فيه لمسؤولياتهم لجانب مسؤولين أخفقوا في تأدية واجباتهم على أكمل وجه. شامل وحقيقي ومؤثر رغم اختلافه في بعض الحقائق عن سواه من أفلام شبيهة.

- إل بلانيتا | El Planeta
- إخراج: أماليا أولمان
- إسبانيا | دراما (2021)
- تقييم: (**) وسط
فيلم آخر اصطدناه من مهرجان صندانس الأخير يتناول حياة امرأة وأمها (أماليا أولمان ووالدتها في الواقع) القابعين في أدنى مستوى مادي ممكن (حسب القصّة وليس في الواقع) واللاجئتين إلى منطقة ساحلية بعيداً عن كلفة الحياة. بعض المطروح يصل إلى مبتغاه، لكن معظم الفيلم يدور حول نفسه بلا نتيجة تُذكر.

(*) لا يستحق
(**) وسط
(***) جيد
(****) ممتاز
(*****) تحفة


مقالات ذات صلة

الفساد والابتزاز في «صيفي»... تحديات تقديم القضايا الحساسة على الشاشة

يوميات الشرق «صيفي» فيلم سعودي مرشح لجائزة مسابقة مهرجان البحر الأحمر السينمائي للأفلام الطويلة

الفساد والابتزاز في «صيفي»... تحديات تقديم القضايا الحساسة على الشاشة

تعود أحداث فيلم «صيفي» الذي عُرض ضمن فعاليات مهرجان البحر الأحمر السينمائي في دورته الرابعة، إلى فترة أواخر التسعينات.

أسماء الغابري (جدة)
يوميات الشرق المخرج محمد سامي في جلسة حوارية خلال خامس أيام «البحر الأحمر» (غيتي)

محمد سامي: السينما تحتاج إلى إبهار بصري يُنافس التلفزيون

تعلَّم محمد سامي من الأخطاء وعمل بوعي على تطوير جميع عناصر الإنتاج، من الصورة إلى الكتابة، ما أسهم في تقديم تجربة درامية تلفزيونية قريبة من الشكل السينمائي.

أسماء الغابري (جدة)
يوميات الشرق ياسمين رئيس في مشهد من فيلم «الفستان الأبيض» (الشركة المنتجة)

لماذا لا تصمد «أفلام المهرجانات» المصرية في دور العرض؟

رغم تباين ردود الفعل النقدية حول عدد من الأفلام التي تشارك في المهرجانات السينمائية، التي تُعلي الجانب الفني على التجاري، فإن غالبيتها لا تصمد في دور العرض.

أحمد عدلي (القاهرة )
يوميات الشرق الفنانة الأردنية ركين سعد (الشرق الأوسط)

الفنانة الأردنية ركين سعد: السينما السعودية تكشف عن مواهب واعدة

أكدت الفنانة الأردنية ركين سعد أن سيناريو فيلم «البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو»، الذي عُرض بمهرجان البحر الأحمر السينمائي، استحوذ عليها بمجرد قراءته.

انتصار دردير (جدة )
يوميات الشرق إيني إيدو ترى أنّ السينما توحّد الشعوب (البحر الأحمر)

نجمة «نوليوود» إيني إيدو لـ«الشرق الأوسط»: السينما توحّدنا وفخورة بالانفتاح السعودي

إيني إيدو التي تستعدّ حالياً لتصوير فيلمها الجديد مع طاقم نيجيري بالكامل، تبدو متفائلة حيال مستقبل السينما في بلادها، وهي صناعة تكاد تبلغ الأعوام الـ40.

إيمان الخطاف (جدة)

شاشة الناقد: أفلام على اختلافها لم تأتِ جيدة جداً

«معطراً بالنعناع» (ريزون 8)
«معطراً بالنعناع» (ريزون 8)
TT

شاشة الناقد: أفلام على اختلافها لم تأتِ جيدة جداً

«معطراً بالنعناع» (ريزون 8)
«معطراً بالنعناع» (ريزون 8)

معطراً بالنعناع ★★☆

رسائل شفهية في عتمة الأماكن

فيلم محمد حمدي الأول مختلف جداً عن أي فيلم مصري (أو عربي) حٌقّق في تاريخ السينما العربية. الاختلاف بحد ذاته لا يمنح الفيلم درجة التقييم. من الممكن أن يكون مختلفاً وبديعاً أو مختلفاً ورديئاً وهو أقرب إلى التصنيف الثاني. فيلم داكن في الصورة وفي الذوات البشرية التي تسكنه. يجد المخرج لها مبررات مناسبة. هذا لأن أبطاله يتقدمهم دكتور محبط (علاء الدين حمادة)، يعيشون حالات من الكآبة المطلقة تزداد عبثاً مع تناولهم الحشيشة طوال الوقت. أي نحو 90 دقيقة من مدة عرض الفيلم (التي تبلغ 113 دقيقة). وعوض استمتاعهم بهذه «السلطنة» تبقى أدمغتهم واعية وقادرة على الحديث في مسائل وجودية وسياسية (على الخفيف) مع قليل من الشّعر وكثير من الذكريات التي تتشابك بحيث لا تتضح لها زاوية فعلية تنطلق منها أو تعود إليها.

في دقائقه الـ10 الأولى يؤسّس أسلوب عمله من حالات شخصية وتصوير (قام به بنفسه) وإيقاع. هذا الإيقاع خافت باستمرار والمُشاهد عليه أن يفتح أذنيه جيداً ليتمكّن من التقاط الكلمات المتبادلة. هذا لأن الإيقاع الخافت يشمل كذلك الأداء والتلقين وتشخيص الحالات. الدكتور وأصحابه (من ثلاثة لأربعة حسب المشاهد) يركضون في الظلمة مثل جرذان هاربة من مطاردين (لا نعرفهم) ويأوون دوماً إلى خرابات تضمّهم بعتمتها أو إلى شِقق هي بدورها تبدو كخرابات كلّ شيء فيها قديم وباهت. حتى في ساعات النهار فإن النور مبتسر تأكيداً أو ترميزاً للحالة التي يمر بها أشخاص الفيلم.

الصورة، على الرغم من سوداويتها، هي أهم وأفضل من الموضوع المطروح. صحيح أن رجال الفيلم يتعاطون، لجانب الحشيش، مسائل تهمّهم، لكن ليس كل ما يهم شخصية ما في فيلم ما يهم المشاهدين. بالضرورة. لذا تنحصر الحسنات في الصورة. بينما تمرّ المَشاهد بإيقاع خافت ورتيب، مما يحدّ كثيراً من قدرة الفيلم على التواصل مع مشاهديه.

* عروض حالياً في مهرجان مراكش

Maria ★★★

العمق العاطفي لماريا كالاس

«ماريا» هو ثالث فيلم بيوغرافي ينجزه المخرج التشيلي بابلو لاراين (حسب اللفظ الأسباني) بعد (Jackie) «جاكي»، 2016 و(Spencer) «سبنسر»2021. مثل سابقيه هو فيلم عن امرأة ومثلهما هو عن شخصية حقيقية هي مغنية الأوبرا ماريا كالاس (هناك حفنة أفلام عنها أهمها «Maria By Callas» لتوم وولف، 2017) إلى جانب فيلم إيطالي آخر في التحضير بعنوان «Maria‪/‬Callas» لروبرت دورنهلم.

«ماريا» (ذِ أبارتمنت)

معالجة لاراين تختلف كونها متّصلة بالكيفية التي يحاول فيها تقديم رؤيته لشخصياته فهو يسعى دائماً إلى التقاط العمق العاطفي أكثر مما يهتم لسرد السيرة حكائياً. على ذلك، «ماريا» كما يقدّمه هنا يبقى على السطح أكثر من الدخول في عمق شخصيّته. ما يشغله في سرد الأيام الأخيرة من حياة بطلته هو التصاميم الفنية والديكوراتية وتحريك الكاميرا عبرها وهذا جيد لولا إنه يأتي على حساب تحديدٍ أفضل لمن هي ماريا كالاس.

يسرد الفيلم أحداثها الأخيرة وبعض مواقفها الشخصية والفنية لكن الحكاية يمكن لها أن تكون عن أي شخصية لمغنية وإن كانت خيالية. بطبيعة الحال، وكما بات مألوفاً، يعمد المخرج إلى مشاهد استرجاعية (الفلاشباك) بالأبيض والأسود لكن أهم عنصر في هذه الدراما هي محاولة ماريا التغلّب على ذكرياتها مع أرسطو أوناسيس (الذي تركها للزواج من جاكي كينيدي، شخصية فيلم لوراين السابق).

* عروض حالياً في مهرجان البحر الأحمر

TROIS AMIES ★⭐︎

حوارات ومشاهد تُراوح مكانها

لا يبتعد المخرج موريه في فيلمه «ثلاث صديقات» عن التيمة التي اختارها سابقاً لمعظم ما حقّقه من أفلام مثل «تغيير عنوان» (Changement d'adresse) 2007، و«هل نُقبّل» (Shall We Kiss) 2007، و«الأشياء التي نقولها، الأشياء التي نفعلها» (Les Choses qu'on dit, les Choses qu'on fait) 2020. التيمة المذكورة لا تخرج عن نطاق تداول وتناول العلاقات المتأرجحة ما بين الحب والجنس، أو الحب من دون جنس أو العكس.

«ثلاث صديقات» (موبي دَك فيلمز)

القصّة في عنوانها: 3 صديقات جوان (إنديا هير)، ريبيكا (سارا فورستييه) وأليس (كامل كوتان) والعديد من الحكايات السابقة (تشعر جوان إنها مسؤولة عن موت حبيبها السابق إريك لأنها تركته)، وفي الحكايات الحاضرة يتداولن التجارب التي مررن بها مع آخرين. لا الأحداث مهمّة ولا الحوار (يمتد بلا نهاية) يعني كثيراً. كل ذلك يَرِد مثل قراءة صفحة واحدة من مجلة إشاعات ومن دون لمسات فنية تذكر. بدورها كل لقطة تشبه، تأسيساً وإدارة. ما يسبقها وما يليها.

* عروض: حالياً في صالات فرنسية

★ ضعيف | ★★: وسط| ★★★: جيد | ★★★★ جيد جداً | ★★★★★: ممتاز