العراق: مفوضية الانتخابات تمدد فترة تسجيل التحالفات

العراق: مفوضية الانتخابات تمدد فترة تسجيل التحالفات
TT

العراق: مفوضية الانتخابات تمدد فترة تسجيل التحالفات

العراق: مفوضية الانتخابات تمدد فترة تسجيل التحالفات

أعلنت مفوضية الانتخابات في العراق تمديد فترة قبول التحالفات والمرشحين الراغبين في المشاركة في انتخابات مجلس النواب العراقي لعام 2021. وقالت المفوضية، في بيان لها، أمس الخميس، إن «هذا التمديد وهو الأخير يأتي إيماناً منها بضرورة فسح المجال أمام المرشحين من التحالفات والأحزاب الجديدة للمشاركة في هذا الاستحقاق المهم». وأضاف البيان أن «هذا التمديد يأتي في سياق توفير الظروف المناسبة والمجال الكافي أمام المرشحين على اختلاف توجهاتهم؛ ولا ينبغي الطعن به أو تأويله على أنه استجابة لضغوط الكيانات والأحزاب السياسية».
وأوضحت المفوضية أنه «في الوقت الذي تحرص فيه المفوضية على توجيه رسائل اطمئنان للمجتمع قائمة على التفاعل والإنصات للرأي العام العراقي، فإنها تهدف إلى تحقيق أعلى قدر من المشاركة الجماهيرية في الانتخابات المقبلة». وأشارت إلى أنها «حددت بوضوح مسارات العملية الانتخابية المقبلة، وفق اعتبارات فنية بحتة».
وقرر مجلس المفوضين، في جلسته أمس، تمديد فترة تسجيل التحالفات حتى الأول من مايو (أيار) المقبل. وفترة تسلم قوائم المرشحين حتى 17 أبريل (نيسان) تعد موعداً نهائياً للتحالفات والمرشحين للانتخابات المقررة في العاشر من أكتوبر (تشرين الأول).
إلى ذلك اشترط مجلس القضاء الأعلى على القاضي الذي ينوي دخول العملية السياسية والمشاركة في الانتخابات البرلمانية المقبلة الاستقالة من عمله في سلك القضاء. وقال بيان للسلطة القضائية إن «مجلس القضاء الأعلى ناقش رغبة بعض القضاة وأعضاء الادعاء العام في المشاركة في الانتخابات المقبلة، وبعد تدقيق نص المادة (98)/ثانيا من الدستور، التي نصت على «يحظر على القاضي وعضو الادعاء العام الانتماء إلى أي حزب أو منظمة سياسية أو العمل في أي نشاط سياسي»، لذا قرر المجلس الاشتراط على القاضي وعضو الادعاء العام الراغب في الترشح تقديم استقالته من مجلس القضاء الأعلى ومن ثم له حرية الترشيح في الانتخابات.
وفي سياق الاستعدادات للانتخابات المبكرة المقرر إجراؤها خلال أكتوبر المقبل، فقد أعلنت قيادة عمليات بغداد تشكيل لجنة أمنية رفيعة برئاسة قائدها، لتأمين الحماية اللازمة للانتخابات.
ويعد أمن الانتخابات من بين أهم القضايا الخلافية بين الأوساط السياسية في ظل استمرار سطوة السلاح المنفلت في البلاد. وفيما تسعى بعض الأطراف السياسية لإجراء تعديل على بعض فقرات قانون الانتخابات فإن الجدل لا يزال مستمراً بشأن ما إذا كان البرلمان سيحل نفسه قبل إجراء الانتخابات بشهرين على الأقل، علماً بأنه لا يوجد سند دستوري يشير إلى ضرورة أن يقوم البرلمان بحل نفسه، وينطبق هذا فقط على الانتخابات الدورية كل أربع سنوات وليس عند إجراء انتخابات مبكرة.
ومن بين القضايا الخلافية التي لا تزال عالقة، مسألة إكمال نصاب المحكمة الاتحادية أو تعديل قانونها، وهو أمر لا يزال يشكل أحد عناصر التجاذبات السياسية. كما أن الرقابة الأممية هي الأخرى من النقاط الخلافية الحادة. ففي الوقت الذي تدعو قوى سياسية إلى إحالة ملف الانتخابات إلى مجلس الأمن الدولي لضمان نزاهتها وعدم سيطرة السلاح المنفلت على أجواء الانتخابات، فإن هناك قوى سياسية أخرى ترفض الإشراف الأممي وتطالب برقابة دولية من قبل بعثة الأمم المتحدة في العراق تحت ذريعة أن الإشراف الأممي من شأنه الانتقاص من سيادة الدولة.
وبشأن تمديد سجلات الناخبين، يرى رئيس المجلس الاستشاري العراقي فرهاد علاء الدين، لـ«الشرق الأوسط»، إن «تأجيل الانتخابات عن موعدها المقرر لا يزال هو سيد الموقف»، مبيناً أنه «لا يوجد حتى الآن أي حراك سياسي يدل على إجراء الانتخابات». وحول التمديد الذي أعلنته المفوضية لسجلات الناخبين يقول علاء الدين إن «التمديد يأتي لأن المفوضية لم يكن مطلوباً منها أن تحدد المواعيد المبكرة أساساً، وبالتالي فإن الموعد الجديد أكثر قرباً من الحقيقة العملية».



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».