ثلاثة أحزاب مغربية تنشئ «فيدرالية اليسار الديمقراطي»

تتطلع إلى التواصل مع القوى اليسارية المغاربية والعربية

ثلاثة أحزاب مغربية تنشئ «فيدرالية اليسار الديمقراطي»
TT

ثلاثة أحزاب مغربية تنشئ «فيدرالية اليسار الديمقراطي»

ثلاثة أحزاب مغربية تنشئ «فيدرالية اليسار الديمقراطي»

أعلنت ثلاثة أحزاب سياسية مغربية يسارية أمس عن تأسيس تحالف جديد بينها أطلقت عليه اسم «فيدرالية اليسار الديمقراطي».
وكانت الأحزاب الثلاثة وهي حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، وحزب المؤتمر الوطني الاتحادي، والحزب الاشتراكي الموحد (غير ممثلة في البرلمان) تشكل «تحالف اليسار الديمقراطي».
وأوضحت الأحزاب الثلاثة، في لقاء صحافي عقد أمس في الرباط أن التنظيم الجديد «يجسد تصورا مشتركا للارتقاء بتحالفها إلى مستوى الفيدرالية كصيغة تنظيمية متقدمة وانتقالية في أفق إعادة بناء حركة اليسار المغربي. ويمكن لهذه الفيدرالية أن تمهد مستقبلا لاندماج الأحزاب الثلاثة إن ساهمت شروط معينة في ذلك».
واستعرضت، نبيلة منيب الأمينة العامة للحزب الاشتراكي الموحد، محاور البرنامج السياسي للفيدرالية المتضمن في وثيقة سياسية صادقت عليها المجالس الوطنية للأحزاب الثلاثة يوم الأحد الماضي، جنبا إلى جنب مع النظام الأساسي للفيدرالية.
وأبرزت منيب أن هذه المحاور تهم «استحضار البعد المؤسساتي في النضال الديمقراطي وذلك بالنضال من أجل انتخابات حرة ونزيهة، وإصلاح التعليم إصلاحا عميقا، وتحديث الثقافة الوطنية ودعمها استنادا إلى هويتها العربية الإسلامية الأمازيغية المنفتحة».
كما يسعى التحالف الجديد إلى اعتماد استراتيجية نضال ديمقراطي جماهيري سلمي للمساهمة في الانتقال إلى نظام ديمقراطي يتلخص في ملكية برلمانية، ويقوم على الفصل الحقيقي للسلط واستقلال القضاء وربط القرار السياسي بصناديق الاقتراع.
وأشارت منيب إلى أن التحالف الجديد يرغب في فتح جسور التواصل والعمل المشترك مع كل القوى اليسارية والديمقراطية في المنطقة المغاربية والعربية من أجل ترسيخ البناء الديمقراطي وصيانة حقوق الإنسان بالبلاد، و«محاربة اقتصاد الريع والمصالح والامتيازات وتوفير مقومات اقتصاد قوي».
وترك التحالف الجديد الباب مفتوحا أمام الأحزاب اليسارية المغربية الأخرى مثل الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، والتقدم والاشتراكية، للانضمام إليه، لكن شرط أن تكون مستقلة عن الدولة وعن كل من يتحكم في قرارها الداخلي، فالنضال من أجل الديمقراطية، يفرض حسب الفيدرالية المزيد من التقارب والعمل المشترك.
من ناحية أخرى، أوضحت منيب، في هذا اللقاء الذي حضره عبد الرحمن بنعمر الأمين العام لحزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، وعبد السلام لعزيز أمين عام حزب المؤتمر الوطني الاتحادي، أن فيدرالية اليسار الديمقراطي تتجاوز معيقات الشكل التنسيقي الذي جرى الاشتغال به منذ سنة 2007 في إطار تحالف اليسار الديمقراطي وذلك لسماحها لكل حزب من الأحزاب الأعضاء الاحتفاظ بشخصيته القانونية وأنظمته السياسية وأجهزته الوطنية والمحلية. وأضافت منيب أن الفيدرالية تنفرد بالتقرير والتدبير في ثلاث مسائل، تتمثل في «المسألة الدستورية، والمسألة الانتخابية، وقضية الوحدة الترابية للمملكة».
وأعلنت الأحزاب الثلاثة عن تنظيم مهرجان وطني مشترك يوم 23 مارس (آذار) المقبل «تتويجا» للمسار السياسي الذي انخرطت فيه الأحزاب الثلاثة، والمحطات التشاورية التي قطعتها، قبل الإعلان عن ميلاد الفيدرالية.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.