تحركات رافضة لاتهام محتجي طرابلس بـ«الإرهاب»

متظاهرون من أهالي معتقلي طرابلس يحاولون إزالة أسلاك شائكة حول مقر المحكمة العسكرية (أ.ب)
متظاهرون من أهالي معتقلي طرابلس يحاولون إزالة أسلاك شائكة حول مقر المحكمة العسكرية (أ.ب)
TT

تحركات رافضة لاتهام محتجي طرابلس بـ«الإرهاب»

متظاهرون من أهالي معتقلي طرابلس يحاولون إزالة أسلاك شائكة حول مقر المحكمة العسكرية (أ.ب)
متظاهرون من أهالي معتقلي طرابلس يحاولون إزالة أسلاك شائكة حول مقر المحكمة العسكرية (أ.ب)

أجل القضاء اللبناني الاستماع إلى موقوفين شاركوا في احتجاجات طرابلس في شمال لبنان قبل أسابيع، بسبب عطل في الإنترنت، وهو ما دفع عائلاتهم إلى الشارع رفضاً للتأجيل ولاتهام أبنائهم بالإرهاب والسرقة، بالتزامن مع موقف من «الحزب التقدمي الاشتراكي» للتهم، معتبراً أنها تندرج في إطار «التلفيق والانتقام».
وسادت حال من الغضب بين أهالي موقوفي أحداث طرابلس والبقاع أمام المحكمة العسكرية، بعد قرار تأجيل جلسات الاستجواب التي كانت مقررة أمس مع الموقوفين إلى اليوم الخميس، وسط تعزيزات أمنية مكثفة. وأقفل المحتجون الطريق في الاتجاهين بالأسلاك الشائكة.
وأوضح المحامي علي عباس أنه «كان يجب الاستماع إلى 19 موقوفاً ولكن تم تأجيل الجلسات بسبب عطل في (الإنترنت)»، متمنياً «أن يكون هناك اهتمام أكبر». وطالب بـ«فرز الملفات لأن معظم الموقوفين لا دخل لهم بالتهم الموجهة ضدهم».
وادّعت المحكمة العسكرية في لبنان يوم الاثنين الماضي بجرم الإرهاب والسرقة، على 35 شاباً من الموقوفين ومن أخلي سبيلهم على خلفية الاحتجاجات التي شهدتها مدينة طرابلس (شمال لبنان) نهاية الشهر الماضي.
وجدد المعتصمون أمس في كلمات رفضهم «تهم الإرهاب والسرقة الموجهة ضد الموقوفين»، واعتبروا أنها «توضع في خانة الترهيب لمنعهم من الاحتجاج وإجهاض تحركاتهم، ولكنهم مستمرون حتى الإفراج عن الشباب الموقوفين».
وتنظر قوى سياسية إلى التهم القضائية على أنها مسيسة، وهو ما أوحت به «مفوضية العدل والتشريع» في «الحزب التقدمي الاشتراكي» التي قالت في بيان، إن «هذا العهد، على جَري عادته، يواصل تهديم ما تبقّى من مؤسسات في هذا البلد، وها هو يُسقط القضاء بضربة تلو الأخرى جاعلاً منه أداة يحرّكها ساعة يشاء لأغراض انتقامية، وكوسيلة يستطيع من خلالها ممارسة التضليل والتسويف إخفاءً للحقيقة».
وإذ رفض «التقدمي» التهم الموجهة إلى الناشطين، قال إن «إحالة المنتفضين إلى المحكمة العسكرية هي أمر مخالف للقانون، ولا يدخل أساساً ضمن الصلاحيات الاستثنائية للمحكمة العسكرية المحددة حصراً». ورأى أن مضمون القرار «يجعله صورة عن فرمانات العصور الوسطى البعيدة عن كل ما أقرته الأنظمة الديمقراطية التي كفلت الحرية، لا سيما أن القرار رأى في التعبير عن الضيق من الجوع والعوز والحرمان انقلاباً على النظام، ليبدو وكأن هناك تعليباً جاهزاً بقصد النيل من المعارضين لهذا العهد وقمع حقوقهم».
وعدّ الحزب الاتهام الجماعي الذي تضمنه القرار «طعنة من الطعنات العديدة والمتكررة والمقصودة التي وجهها هذا النظام للعدالة في لبنان». وقال إن «الادعاء على المنتفضين بتهمة الإرهاب وتشكيل العصابات يفتقد للأساس القانوني الصحيح ويدخل في إطار التلفيق والانتقام، وهذا يشكل تهديداً واضحاً للعمل السياسي وحرية الرأي والتعبير والتحرك، وإنْ حصلت تجاوزات إلا أنه مرفوض إلصاق تهمة الإرهاب لخلفيات معلومة».



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.