مدير عمليات «أونروا» يطالب باستقرار سياسي في غزة لضمان تسريع إعمارها

قال إن السعودية وألمانيا هما الجهتان الوحيدتان اللتان قدمتا الدعم للوكالة

مدير عمليات «أونروا» يطالب باستقرار سياسي في غزة لضمان تسريع إعمارها
TT

مدير عمليات «أونروا» يطالب باستقرار سياسي في غزة لضمان تسريع إعمارها

مدير عمليات «أونروا» يطالب باستقرار سياسي في غزة لضمان تسريع إعمارها

دعا مسؤول في وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) أمس إلى ضرورة وجود استقرار سياسي وأمني في قطاع غزة، من أجل ضمان تسريع وتيرة إعادة إعماره بعد الهجوم الإسرائيلي الأخير عليه.
وقال روبرت تيرنر، مدير عمليات «أونروا» في قطاع غزة، خلال لقاء مع الصحافيين في غزة، إن «عدم حدوث استقرار سياسي يخلق الشكوك لدى الجهات المانحة بشأن جدوى دعم إعادة إعمار القطاع». وأضاف موضحا أن لدى «بعض الجهات الدولية المانحة توترا وترددا بسبب عدم وجود مؤشرات على حدوث أي تقدم في حل الصراع ومنع تجدد العنف في قطاع غزة».
واعتبر تيرنر أن استمرار إطلاق حركة حماس صواريخ محلية تجريبية في قطاع غزة يعد «أحد أوجه عدم الاستقرار السياسي»، الذي يعوق توفر الدعم الدولي اللازم لإعادة الإعمار في القطاع، مشيرا في هذا الصدد إلى أن «أونروا» لم تتلق سوى مبلغ 135 مليون دولار من أصل 720 مليون دولار، كانت قد طلبتها من المؤتمر الدولي لإعادة إعمار غزة، الذي عقد في القاهرة منتصف أكتوبر (تشرين الأول) الماضي. وقال إن نقص التمويل هو الذي أجبر «أونروا» على وقف صرف المساعدات النقدية لدعم إصلاح المنازل المتضررة جزئيا، وتقديم إعانات الإيجار لمن دمرت منازلهم كليا. كما لفت تيرنر إلى أن الأمم المتحدة تواصل توفير المأوى والخدمات الأساسية لنحو 10 آلاف نازح يقيمون في 15 مركزا جماعيا تديرها، لكنه لمح إلى أن عدم توفر المساعدات النقدية للمتضررين يهدد بمضاعفة هذا الرقم.
وجدد تيرنر دعوته إلى الدول المانحة من أجل الإسراع في توفير تمويل دولي لبرامج إعادة الإعمار في قطاع غزة، لافتا إلى أن السعودية وألمانيا هما الجهتان المانحتان الوحيدتان اللتان قدمتا الدعم لأونروا. كما حذر تيرنر بهذا الصدد من مخاطر تجدد العنف في حال استمرار الوضع الراهن، وعدم المضي في إعادة إعمار قطاع غزة، وقال بهذا الصدد: «إذا لم يتغير المسار الحالي للأوضاع هنا فإننا نخشى تجدد الصراع قريبا جدا، خصوصا مع تعثر المصالحة الفلسطينية الداخلية، وفشل المسار السياسي، وزيادة التدهور الأمني.. سكان غزة غاضبون ومحبطون، ونحن نتفهم ذلك لأن وضعهم العام مزرٍ جدا، لذا نحن قلقون بشأن تطورات الأوضاع في المستقبل القريب».
من جهته، دعا عاطف عدوان، رئيس اللجنة الاقتصادية في المجلس التشريعي والنائب عن حركة حماس، الدول المانحة إلى إرسال بعثات خاصة بها إلى قطاع غزة للإشراف بنفسها على مشاريع الإعمار. وقال عدوان في بيان صحافي: «نتمنى من الدول المانحة أن يأتوا هم بأنفسهم ويمارسوا بناء مشاريع معينة، ويطمئنوا بأنفسهم إلى أين تذهب أموالهم، وسيجدون كل الترحيب والتعاون من أبناء شعبنا». وأضاف موضحا: «لا يبدو أن هناك ثقة دولية في السلطة الفلسطينية على اعتبار أن تجربة الدول المانحة مع السلطة كانت تجربة سيئة، لأن كثيرا من الأموال التي وصلت إلى السلطة والحكومات المتعاقبة لم توضع فيما خصصت له، وبالتالي هذا الكلام يجعل الجميع مترددا».
من جهة ثانية، قالت مصادر فلسطينية أمس إن مجهولين اعتدوا على صحافي فلسطيني في قطاع غزة يعمل مع الممثلية الهولندية لدى السلطة الفلسطينية في رام الله.
وقال مصدر فلسطيني إنه «تم خطف الصحافي محمد عمر المغير نحو الثامنة من صباح أول من أمس بالقرب من منزله في حي تل الهوى (جنوب غربي مدينة غزة)، وقاموا بوضع غطاء حديدي على وجهه، وقيدوا يديه طوال الوقت بقيود حديدية. وبعدها جرى نقله في سيارة إلى جهة مجهولة، وبقي فيها لنحو 8 ساعات».
وبحسب المصدر ذاته، فإن الخاطفين «استجوبوا المغير حول طبيعة عمله مع الممثلية الهولندية، وطلبوا معلومات شخصية عنه، واعتدوا عليه بالضرب بعصا غليظة على أطراف قدميه، ثم أبلغوه أنهم من تنظيم داعش».
ورفض المغير، الذي يعمل صحافيا حرا، التعليق على ما حدث وقال إنه «غير مخول للإدلاء بأي تصريحات صحافية»، لكنه أكد حادثة «الخطف والاعتداء»، دون تقديم أي توضيحات. وتقدم بشكوى للشرطة في غزة مطالبا إياها بفتح تحقيق.
من جهته، أكد إياد البزم، المتحدث باسم وزارة الداخلية في غزة، في بيان أن الوزارة «تتابع حادث الاعتداء»، مشيرا إلى أنه «فور وقوع الحادث باشرت الأجهزة الأمنية المختصة بالتحقيق لمعرفة خلفية الاعتداء، وملاحقة المتورطين في هذه الجريمة».
ومن جانبها، رفضت الممثلية الهولندية لدى السلطة الفلسطينية الإدلاء بأي تعليق على الفور.
وأكد أحمد يوسف، القيادي في حماس لوكالة الصحافة الفرنسية: «نحن مصدومون مما حدث.. ولن نسمح لأي شخص بالإساءة أو التطاول على أي شخصية اعتبارية، وخاصة الصحافيين والعاملين مع مؤسسات أجنبية تحت أي مبرر». وشدد يوسف، الذي قال إنه زار المغير في منزله، على ضرورة «عدم تساهل الجهات الأمنية المسؤولة في قطاع غزة عن هذا الاعتداء».



تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.