طائرات روسية تشن رابع حملة قصف منذ بداية العام في إدلب

تدشين مدرسة في شمال سوريا باسم ضابط تركي

وضع حجر أساس لمدرسة باسم ضابط تركي في شمال سوريا (المرصد السوري لحقوق الإنسان)
وضع حجر أساس لمدرسة باسم ضابط تركي في شمال سوريا (المرصد السوري لحقوق الإنسان)
TT

طائرات روسية تشن رابع حملة قصف منذ بداية العام في إدلب

وضع حجر أساس لمدرسة باسم ضابط تركي في شمال سوريا (المرصد السوري لحقوق الإنسان)
وضع حجر أساس لمدرسة باسم ضابط تركي في شمال سوريا (المرصد السوري لحقوق الإنسان)

شنت طائرات روسية غارات على جنوب إدلب، أمس، في رابع جولة من نوعها منذ بداية العام، وسط تبادل قوات النظام وفصائل مقاتلة القصف على «خطوط التماس» بين إدلب وحماة. وأُعلن، أمس، وضع حجر أساس لبناء مدرسة باسم ضابط تركي في شمال سوريا، كان قد قُتل قبل أيام بانفجار لغم.
وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بتنفيذ الطيران الحربي الروسي غارات على محافظة إدلب، حيث طال القصف الجوي محيط بلدة البارة بريف إدلب الجنوبي، وسط تحليق مستمر للطيران الحربي الروسي في الأجواء.
وتعد هذه هي المرة الرابعة التي تقوم المقاتلات الروسية باستهداف إدلب منذ مطلع عام 2021. وفي 13 الشهر الجاري، شنّت طائرة حربية روسية غارات بصواريخ شديدة الانفجار استهدفت محيط سجن إدلب المركزي غرب مدينة إدلب، تزامناً مع تحليق طائرة استطلاع في أجواء المنطقة.
وكان «المرصد» قد سجل في 3 الشهر الجاري، غارات نفّذتها طائرات حربية روسية، استهدفت مواقع عسكرية في محيط بلدة أرمناز بريف إدلب الغربي، تزامناً مع تحليق طائرات الاستطلاع في أجواء المنطقة، ما أدى إلى وقوع جرحى في صفوف عناصر «هيئة تحرير الشام».
وأشار شهود إلى أنه بعد منتصف ليل الاثنين – الثلاثاء، قصفت فصائل غرفة عمليات «الفتح المبين» مواقع لقوات النظام في العمقية بسهل الغاب، ومحاور في جبل الزاوية بريف إدلب الجنوبي، فيما قصفت قوات النظام مناطق في الفطيرة وسفوهن وبينين والرويحة وأطراف البارة وفليفل جنوبي مدينة إدلب، ولا معلومات عن خسائر بشرية.
وأشار «المرصد» أول من أمس، إلى أن الفصائل قصفت براجمات الصواريخ والمدفعية تجمعات قوات النظام المتمركزة في مدينة كفرنبل بريف إدلب الجنوبي، كما قصفت قوات النظام مناطق في الفطيرة وسفوهن والبارة وكنصفرة وفليفل بريف إدلب الجنوبي، ومناطق أخرى في العنكاوي ومحيط قليدين بسهل الغاب شمال غربي حماة، وسط تحليق مستمر لطائرات الاستطلاع في أجواء ما تُعرف بمنطقة «بوتين - إردوغان».
وقال الناشط الميداني صهيب الإدلبي، أمس، إن الطيران الحربي الروسي شن غارة جوية على محيط مدينة البارة جنوب إدلب، دون وقوع أضرار بشرية، واقتصرت على الخسائر المادية، وذلك وسط تحليق مكثف للطيران الحربي الروسي في أجواء محافظة إدلب تزامناً مع تحليق طيران استطلاع مذخّر في الأجواء. وأضاف أن هذه هي المرة الرابعة التي تقوم فيها الطائرات الحربية الروسية باستهداف إدلب منذ مطلع العام.
من جهته، قال الناشط عمر المحمد من مدينة أريحا إن قوات النظام قصفت صباح أمس (الثلاثاء)، بالمدفعية الثقيلة والصواريخ مناطق ديرسنبل وقريتي بينين وشنان جنوب وشرق إدلب الخاضعة لسيطرة المعارضة، وتَركز القصف على قرية بزابور، ما أدى إلى مقتل مدني وجرح آخر، فضلاً عن وقوع خسائر مادية فادحة لحقت بممتلكات المدنيين.
ولم تسجَّل حركة عبور في محيط «المعبر الإعلامي» الذي افتتحه النظام السوري أمام المدنيين الراغبين في الخروج من مناطق سيطرة الفصائل نحو مناطقه تحت مسمى «معبر آمن لخروج المدنيين» من منطقة سراقب في ريف إدلب الشرقي، حسب «المرصد». وقال إنه «رصد ردود فعل ساخرة من بعض الأشخاص الموجودين ضمن مناطق النظام حول افتتاح (المعبر الآمن) وعلّقوا على الأمر: افتحوا معبر بالعكس ولا تخافوا حتى تمثال صلاح الدين رح يهرب من سوريا».
وشهدت منطقة سراقب الخاضعة لنفوذ النظام السوري وحلفائه في ريف إدلب الشرقي، هدوءاً نسبياً، دون أي حركة عبور أو مرور لمدنيين من مناطق الفصائل وهيئة تحرير الشام إلى مناطق النظام السوري، بعد إعلان دمشق عن افتتاح معبر للمدنيين في المنطقة اعتباراً من (الاثنين).
في شمال سوريا، قال «المرصد» إنه بحضور مساعد والي غازي عنتاب التركي وبعض الفعاليات المدينة بمدينة الباب بريف حلب الشرقي، «تم وضع حجر الأساس لبناء مدرسة تحت مسمى (مدرسة داميرال للعلوم الشرعية) الضابط التركي الذي قضى في أثناء قيامه بتفكيك عبوة ناسفة بمدينة الباب في الرابع من الشهر الجاري من الشهر الجاري».
والضابط هو مسؤول قسم الهندسة والألغام في الجيش التركي، وقتل في مدينة الباب ضمن ريف حلب الشرقي، وذلك في أثناء قيامه بتفكيك عبوة ناسفة كانت معدّة للتفجير عند مدخل مقر لـ«فرقة الحمزة» في بناء الزراعة القديم بالمدينة.



طائرات سورية وروسية تقصف شمال غربي سوريا الخاضع لسيطرة المعارضة

TT

طائرات سورية وروسية تقصف شمال غربي سوريا الخاضع لسيطرة المعارضة

قوات جوية روسية وسورية تقصف مناطق خاضعة لسيطرة المعارضة في شمال غرب سوريا قرب الحدود مع تركيا (أ.ب)
قوات جوية روسية وسورية تقصف مناطق خاضعة لسيطرة المعارضة في شمال غرب سوريا قرب الحدود مع تركيا (أ.ب)

قال الجيش السوري ومصادر من قوات المعارضة إن قوات جوية روسية وسورية قصفت مناطق خاضعة لسيطرة المعارضة، شمال غربي سوريا، قرب الحدود مع تركيا، اليوم (الخميس)، لصد هجوم لقوات المعارضة استولت خلاله على أراضٍ لأول مرة منذ سنوات.

ووفقاً لـ«رويترز»، شن تحالف من فصائل مسلحة بقيادة هيئة تحرير الشام هجوماً، أمس (الأربعاء)، اجتاح خلاله 10 بلدات وقرى تحت سيطرة قوات الرئيس السوري بشار الأسد في محافظة حلب، شمال غربي البلاد.

وكان الهجوم هو الأكبر منذ مارس (آذار) 2020، حين وافقت روسيا التي تدعم الأسد، وتركيا التي تدعم المعارضة، على وقف إطلاق نار أنهى سنوات من القتال الذي تسبب في تشريد ملايين السوريين المعارضين لحكم الأسد.

وفي أول بيان له، منذ بدء الحملة المفاجئة قال الجيش السوري: «تصدَّت قواتنا المسلحة للهجوم الإرهابي الذي ما زال مستمراً حتى الآن، وكبَّدت التنظيمات الإرهابية المهاجمة خسائر فادحة في العتاد والأرواح».

وأضاف الجيش أنه يتعاون مع روسيا و«قوات صديقة» لم يسمِّها، لاستعادة الأرض وإعادة الوضع إلى ما كان عليه.

وقال مصدر عسكري إن المسلحين تقدموا، وأصبحوا على مسافة 10 كيلومترات تقريباً من مشارف مدينة حلب، وعلى بُعد بضعة كيلومترات من بلدتَي نبل والزهراء الشيعيتين اللتين بهما حضور قوي لجماعة «حزب الله» اللبنانية المدعومة من إيران.

كما هاجموا مطار النيرب، شرق حلب، حيث تتمركز فصائل موالية لإيران.

وتقول قوات المعارضة إن الهجوم جاء رداً على تصعيد الضربات في الأسابيع الماضية ضد المدنيين من قبل القوات الجوية الروسية والسورية في مناطق جنوب إدلب، واستباقاً لأي هجمات من جانب الجيش السوري الذي يحشد قواته بالقرب من خطوط المواجهة مع قوات المعارضة.

وفي الوقت نفسه، ذكرت وسائل إعلام إيرانية رسمية، اليوم (الخميس)، أن البريجادير جنرال كيومارس بورهاشمي، وهو مستشار عسكري إيراني كبير في سوريا، قُتل في حلب على يد قوات المعارضة.

وأرسلت إيران آلاف المقاتلين إلى سوريا خلال الصراع هناك. وبينما شمل هؤلاء عناصر من الحرس الثوري، الذين يعملون رسمياً مستشارين، فإن العدد الأكبر منهم من عناصر جماعات شيعية من أنحاء المنطقة.

وقالت مصادر أمنية تركية اليوم (الخميس) إن قوات للمعارضة في شمال سوريا شنَّت عملية محدودة، في أعقاب هجمات نفذتها قوات الحكومة السورية على منطقة خفض التصعيد في إدلب، لكنها وسَّعت عمليتها بعد أن تخلَّت القوات الحكومية عن مواقعها.

وأضافت المصادر الأمنية أن تحركات المعارضة ظلَّت ضمن حدود منطقة خفض التصعيد في إدلب التي اتفقت عليها روسيا وإيران وتركيا في عام 2019، بهدف الحد من الأعمال القتالية بين قوات المعارضة وقوات الحكومة.

وقال مصدر بوزارة الدفاع التركية إن تركيا تتابع التطورات في شمال سوريا عن كثب، واتخذت الاحتياطات اللازمة لضمان أمن القوات التركية هناك.

ولطالما كانت هيئة تحرير الشام، التي تصنِّفها الولايات المتحدة وتركيا منظمة إرهابية، هدفاً للقوات الحكومية السورية والروسية.

وتتنافس الهيئة مع فصائل مسلحة مدعومة من تركيا، وتسيطر هي الأخرى على مساحات شاسعة من الأراضي على الحدود مع تركيا، شمال غربي سوريا.

وتقول قوات المعارضة إن أكثر من 80 شخصاً، معظمهم من المدنيين، قُتلوا منذ بداية العام في غارات بطائرات مُسيرة على قرى تخضع لسيطرة قوات المعارضة.

وتقول دمشق إنها تشن حرباً ضد مسلحين يستلهمون نهج تنظيم القاعدة، وتنفي استهداف المدنيين دون تمييز.