دعا أساتذة فرنسيون في جامعة «غَلَطة سراي» العريقة في إسطنبول، اليوم الثلاثاء، السلطات التركية إلى منحهم إقامات عمل ترفض إصدارها منذ أشهر عدة في ظل التوتر القائم بين أنقرة وباريس.
وقال أساتذة فرنسيون وأتراك في بيان تُلي أمام الجامعة: «نطلب الحصول على (إجازات الإقامة) التي تضفي طابعاً شرعياً إلى وضع الأساتذة الفرنسيين وتسمح لهم بالاضطلاع بمهامهم لدى الطلاب».
وشارك 50 أستاذاً فرنسياً وتركياً انضم إليهم طلاب متضامنون، في التجمع، ورفعوا لافتات كُتب على إحداها: «كلنا معاً»، وفق ما ذكرته وكالة الصحافة الفرنسية.
وبات 15 أستاذاً فرنسياً مهددين بالطرد بعدما رفض «مجلس التعليم العالي» في تركيا منحهم إقامات عمل، مشترطاً فجأة من أجل ذلك بلوغهم المستوى المتقدم «بي2» في تعلّم اللغة التركية.
وجاء هذا المطلب الذي اكتشفه الأساتذة بشكل مفاجئ في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، رداً، على ما يبدو، على إجراء مماثل فرضته باريس على أساتذة وأئمة دول عدة منها تركيا.
وقال الأساتذة إن المستوى الذي تطلبه أنقرة في معرفة اللغة التركية «ليس ضرورياً؛ إذ نعطي دروسنا باللغة الفرنسية».
وفي غياب الإقامات، يجد هؤلاء الأساتذة أنفسهم في وضع غير قانوني. وقال بعضهم لوكالة الصحافة الفرنسية إنهم يتفادون قدر الإمكان الخروج إلى الشارع خوفاً من مصادفة عناصر من الشرطة والخضوع لعملية تثبّت من أوراقهم.
نظرياً؛ فإن الأساتذة، الذين يقيم بعضهم في تركيا منذ 20 عاماً، مهددون بالطرد. وإذا حاولوا مغادرة تركيا فقد يتعرضون لغرامة باهظة ويُمنعون من العودة إلى البلاد.
وتأتي هذه القضية في أجواء توتر دبلوماسي حاد بين أنقرة وباريس حول مجموعة من الملفات؛ منها «ليبيا» و«سوريا» و«شرق المتوسط».
وأعلن أساتذة جامعة «غَلَطة سراي» أنه «لا يجدر زعزعة أي مؤسسة أكاديمية وثقافية بسبب توتر سياسي»، مشددين على أن الجامعة أُنشئت لتكون «رمزاً للصداقة الفرنسية - التركية».
وأًسست الجامعة عام 1992 بموجب اتفاقية ثنائية بين الرئيسين فرنسوا ميتران وتورغوت أوزال. وتعدّها باريس «مفخرة التعاون بين فرنسا وتركيا». وتضم الجامعة نحو 5 آلاف طالب، وهي تخرّج النخب الثقافية والاقتصادية والسياسية في تركيا.
أساتذة جامعيون فرنسيون يحتجون بعد رفض تركيا منحهم إقامات عمل
أساتذة جامعيون فرنسيون يحتجون بعد رفض تركيا منحهم إقامات عمل
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة