«كلوب هاوس»: تطبيق شعبي جديد للمحادثات الصوتية

يتيح للمستخدمين الاجتماع افتراضياً ولا يمكن تحميله من دون دعوة

«كلوب هاوس»: تطبيق شعبي جديد للمحادثات الصوتية
TT

«كلوب هاوس»: تطبيق شعبي جديد للمحادثات الصوتية

«كلوب هاوس»: تطبيق شعبي جديد للمحادثات الصوتية

قبل أكثر من أسبوع، عقد روبرت فان وينكل، مغنّي الرّاب الشهير بـ«فانيلّا آيس» ومعه ألف من معجبيه محكمة افتراضية.
اعتبرت هذه المحكمة نوعاً من الأحداث غير المألوفة وغير المضبوطة التي تحصل على مدار السّاعة عبر تطبيق التواصل «كلوب هاوس» Club house الذي أبصر النّور قبل 11 شهراً وحصد شعبية ملحوظة في أوساط «المؤثرين» في مجالي التقنية والثقافة الشعبية وتحوّل في الوقت نفسه إلى ساحة للجدل حول حريّة التعبير والسياسة.

محادثة صوتية
تشير أرقام شركة «آب توبيا» إلى أنّ هذا التطبيق الذي يتيح للمستخدمين الاجتماع افتراضياً في غرف محادثة صوتية لمناقشة مواضيع مختلفة تمّ تحميله أربعة ملايين مرّة خلال الشهر الماضي فقط مع بروز انضمام شخصيات عالمية كايلون ماسك وآي ويوي وليندسي لوهان وروجر ستون إلى قاعدة مستخدميه.
ولّد «كلوب هاوس» جدلاً حول ما إذا كانت المحادثات الصوتية هي الموجة المقبلة في عالم التواصل الاجتماعي لنقل العلاقات الرقمية إلى ما هو أبعد من النصوص والصور والفيديوهات عبر العودة إلى التواصل الصوتي الذي يعتبر صيحة قديمة بعض الشيء. يقود مستخدمو «كلوب هاوس» في آلاف الغرف الافتراضية يومياً محادثات حول مواضيع شديدة التنوّع كالفيزياء الفلكيّة والجغرافيا السياسية والعروض الغريبة في بوليوود وحتّى الشِّعر الكوني.
اعتبر دايف مورين، الذي أسّس شبكة «باث» الاجتماعية قبل عشر سنوات وأحد مستثمري تطبيق «كلوب هاوس» أنّ هذا الأخير «يمثّل تغييراً مهمّاً في شكل عمل الإنترنت الاجتماعي. أنا أعتقد أنّ هذا التطبيق يفتح فصلاً جديداً في هذا المجال».
بعد أن كان عدد مستخدميه لا يتعدّى بضعة آلاف في مايو (أيار) الماضي، يتقدّم «كلوب هاوس» في مسارٍ سريع رغم أنّه غير متوفّر على نطاق واسع ولا يمكن تحميله دون دعوة. قوبلت الدعوات لتحميل هذا التطبيق برغبة كبيرة من المستخدمين إلى درجة أنّها عُرضت للبيع على موقع «إي باي» بسعر 89 دولاراً. بدورها، أنشأت الشركات الإعلامية كـ«بار ستول» حسابات خاصّة بها على «كلوب هاوس» وكشفت شركة واحدة على الأقلّ أنّها تخطّط لتعيين «مسؤول تنفيذي خاصٍ للتطبيق».
أربك هذا الاهتمام الكبير الشركة الناشئة الصغيرة في سان فرانسيسكو التي يعمل فيها عشرة موظفين وأنشأها رجلا أعمال هما بول دايفيسون وروهان سيث. جمعت «كلوب هاوس» تمويلاً بقيمة 100 مليون دولار الشهر الماضي ووصلت قيمتها السوقية إلى مليار دولار ولكنّها واجهت صعوبة في التعامل مع الضغط المتزايد على تطبيقها، مما أدّى إلى انهياره يوم الأربعاء الماضي. وتجدر الإشارة إلى أنّ شركتي «فيسبوك» و«تويتر» تعملان على تطبيق مشابه لمنافستها.
علاوة على ذلك، تتعامل شركة «كلوب هاوس» مع شكاوى متزايدة من حالات تحرّش وتضليل وخرق للخصوصية.

مسار تقليدي
وفي سياقٍ متّصل، طرحت هذا الشهر جهات تنظيمية ألمانية وإيطالية أسئلة جادّة حول ما إذا كانت الممارسات البيانية للتطبيق الصاعد تتوافق مع القوانين الأوروبية لحماية البيانات، فيما حجبت الصين التطبيق بعد تسرّب محادثات سياسية إلى خارج البلاد رغم الضوابط الشديدة التي تفرضها على شبكة الإنترنت.
تسير «كلوب هاوس» في مسارٍ كلاسيكي تقليدي في «سيليكون فالي» سارت به جميع شركات التواصل الاجتماعي البارزة كـ«تويتر» و«سنابتشات» و«فيسبوك» يبدأ بانتشارٍ لافت متبوعٍ بمسائل فوضوية شائكة. تعتبر «كلوب هاوس» شركة التواصل الاجتماعي الأميركيّة الأولى التي تحقّق نجاحاً منذ سنوات بعد «تيك توك» الصينية التي أدخلت فكرة فيديوهات الخمس عشرة ثانية إلى الخطاب الثقافي.
وقد رفض دايفيسون (40 عاماً) وسيث (36 عاماً) إجراء مقابلة للتحدّث عن تطبيقهما. وفي مناقشة أجرتها الشركة حديثاً، قال الأوّل إنّ «كلوب هاوس» تسارع لتعيين الموظفين وبناء مزايا جديدة وإطلاق نسخة أندرويد من تطبيقها. وأضاف: «لقد كانت الأمور مجنونة. انضمّ مستخدمون كثر إلى تطبيقنا».
تخرّج المؤسسان من جامعة ستانفورد وأنشآ الكثير من الأعمال الرائدة. فقد صمم دايفيسون تطبيقات تواصل اجتماعي عديدة بينها «هايلايت» الذي يتيح لمستخدميه التواصل والتراسل مع الآخرين القريبين منهم. من جهته، عمل سيث مهندساً في «غوغل» وشارك في تأسيس شركة «ميمري لاب» التي طوّرت التطبيق المذكور. ولكنّ مصير هذه الشركات الناسئة كان البيع أو التوقف عن العمل.
في مارس (آذار) الماضي، أسّس الاثنان شركة «كلوب هاوس» وقدّما وسيلة جديدة لمتحدّثين كثر للبثّ في وقتٍ واحد وأتاحا للنّاس التنقّل بين الغرف الرقمية وكأنّهم يتنقّلون من مسرحٍ إلى آخر في مهرجانٍ موسيقي أو مؤتمرٍ للأعمال ولتجنّب الضغط على تطبيقهم، نشروا دعوات تحميله ببطء.

تأثير الجائحة
حقّق هذا التطبيق اختراقه النّاجح مدفوعاً ببحث النّاس الدائم عن طرق جديدة للتواصل مع الآخرين خلال الجائحة. وكان أوائل مستخدمي التطبيق من الأسماء البارزة من رأسماليي «سيليكون فالي» كمارك أندريسين وشريكه بين هوروويتز اللذين أضاف التطبيق على شبكتيهما، بالإضافة إلى أوبرا وينفري وإم سي هامر وجون ماير.
من جهته، شرح أندي أناكون، مستثمر في مشروع «تك نيكسوس» التعاوني الذي يدير أحد الصناديق التمويلية المستثمرة في «كلوب هاوس»: «يوجد هذا الشعور بالوصول الذي يصعب تقليده».
صاحبت نموّ هذا التطبيق الناشئ موجة من الانتقادات التي اعتبرت أنّ النساء وأصحاب البشرة الملوّنة هدفاً دائماً للإساءة، وأنّ النقاشات التي تتناول معاداة السامية ورهاب المثلية والعنصرية وازدراء المرأة تشهد تصاعداً مستمراً.
في الجلسة النقاشية التي عُقدت حديثاً، قال دايفيسون إنّ الشركة وضعت قوانين واضحة ضدّ نشر المعلومات المضلّلة وخطاب الكراهية والإساءة والتنمّر. أمّا الشركة، فقد صرّحت العام الماضي أنّها حريصة على تعيين مستشارين متخصصين وعلى إضافة مزايا أمنية وفرض الاستعانة برؤساء للجلسات النقاشية التي تُقام في غرفها.
* خدمة «نيويورك تايمز»



رئيس «أبل» للمطورين الشباب في المنطقة: احتضنوا العملية... وابحثوا عن المتعة في الرحلة

تيم كوك في صورة جماعية مع طالبات أكاديمية «أبل» في العاصمة السعودية الرياض (الشرق الأوسط)
تيم كوك في صورة جماعية مع طالبات أكاديمية «أبل» في العاصمة السعودية الرياض (الشرق الأوسط)
TT

رئيس «أبل» للمطورين الشباب في المنطقة: احتضنوا العملية... وابحثوا عن المتعة في الرحلة

تيم كوك في صورة جماعية مع طالبات أكاديمية «أبل» في العاصمة السعودية الرياض (الشرق الأوسط)
تيم كوك في صورة جماعية مع طالبات أكاديمية «أبل» في العاصمة السعودية الرياض (الشرق الأوسط)

نصح تيم كوك، الرئيس التنفيذي لشركة «أبل»، مطوري التطبيقات في المنطقة باحتضان العملية بدلاً من التركيز على النتائج، وقال: «المتعة تكمن حقاً في الرحلة. في كثير من الأحيان، نركز فقط على الوجهات - سواء كان ذلك إطلاق التطبيق الأول أو تحقيق الاكتتاب العام الأولي - ونفتقد الإنجاز الذي يأتي من المسار نفسه».

وشجَّع كوك، خلال لقاء خاص بعدد من المطورين في العاصمة الإماراتية أبوظبي، المطورين الشباب على متابعة شغفهم مع معالجة التحديات في العالم الحقيقي. وقال: «وجد المطورون الذين التقيتهم تقاطعاً بين اهتماماتهم وإحداث تأثير ذي مغزى، سواء كان ذلك من خلال تقديم خصومات على الطعام، أو تحسين أداء الرياضات المائية، أو تحسين إمكانية الوصول».

وشدَّد الرئيس التنفيذي لـ«أبل» على ثقته في منظومة المطورين المزدهرة في الإمارات، ودور «أبل» في تعزيز الإبداع، في الوقت الذي أكد فيه دور البلاد بوصفها مركزاً للتكنولوجيا والإبداع؛ حيث يستعد المطورون لإحداث تأثير عالمي دائم.

قصص للمبدعين

وشدَّد تيم كوك على النمو والديناميكية الملحوظة لمجتمع المطورين في المنطقة، مشيراً إلى وجود قصص للمبدعين المحليين، وشغفهم بإحداث فرق في حياة الناس.

وقال كوك في حديث مع «الشرق الأوسط»، على هامش زيارته للعاصمة الإماراتية أبوظبي: «مجتمع المطورين هنا نابض بالحياة وينمو بشكل كبير. لقد ازدادت الفواتير بنسبة 750 في المائة على مدى السنوات الخمس الماضية، مما يدل على نمو غير عادي».

وأضاف: «المسار لا يصدق»، مشيراً إلى حماس والتزام المطورين المحليين. ووصف التفاعل مع المبدعين بأنه «لمحة مباشرة عن الابتكار الذي يقود التغيير المؤثر».

وحول زيارته للمطورين في العاصمة السعودية، الرياض، قال الرئيس التنفيذي لشركة «أبل»، في منشور على منصة «إكس» للتواصل الاجتماعي: «من الرائع قضاء بعض الوقت في أكاديمية المطورات الخاصة بنا في الرياض. نحن فخورون بدعم مجتمع المطورين النابض بالحياة هنا، وتوسيع برنامجنا الأساسي لخلق مزيد من الفرص في البرمجة والتصميم وتطوير التطبيقات».

منظومة «أبل» وتمكين المطورين

وعندما سُئل عن دعم «أبل» للمطورين، أكد تيم كوك على منظومة «أبل» الشاملة، وقال: «نحن ندعم المطورين بطرق مختلفة، بداية من علاقات المطورين، إلى أدوات مثل (Core ML). نسهِّل على رواد الأعمال التركيز على شغفهم دون أن تثقل كاهلهم التعقيدات التقنية».

وزاد: «يلعب النطاق العالمي لمتجر التطبيقات، الذي يمتد عبر 180 دولة، دوراً محورياً في تمكين المطورين من توسيع نطاق ابتكاراتهم».

وأشار الرئيس التنفيذي لشركة «أبل» إلى أن «رائد الأعمال في أي مكان في العالم يمكنه، بلمسة زر واحدة، الوصول إلى جمهور عالمي، حيث تمَّ تصميم مجموعة أدوات وأنظمة دعم (أبل)؛ لتمكين المطورين، ومساعدتهم على الانتقال من النجاح المحلي إلى العالمي».

ويواصل اقتصاد تطبيقات «أبل» إظهار نمو كبير وتأثير عالمي، حيث سهّل متجر التطبيقات 1.1 تريليون دولار من إجمالي الفواتير والمبيعات بحسب إحصاءات 2022، مع ذهاب أكثر من 90 في المائة من هذه الإيرادات مباشرة إلى المطورين، حيث يُعزى هذا النمو إلى فئات مثل السلع والخدمات المادية (910 مليارات دولار)، والإعلان داخل التطبيق (109 مليارات دولار)، والسلع والخدمات الرقمية (104 مليارات دولار).

وذكرت الإحصاءات أنه على مستوى العالم، يدعم اقتصاد تطبيقات «iOS» أكثر من 4.8 مليون وظيفة في جميع أنحاء الولايات المتحدة وأوروبا، مما يعكس دوره القوي في دفع التوظيف والابتكار، حيث تمتد منظومة «أب ستور» عبر 180 سوقاً، حيث يستفيد المطورون من الأدوات التي تبسِّط توزيع التطبيقات وتحقيق الدخل منها.

رئيس «أبل» مع حسن حطاب مطور للوحة مفاتيح خاصة لضعاف البصر

الالتزام بالنمو وخلق فرص العمل

وألقى الرئيس التنفيذي الضوء على مساهمات «أبل» في اقتصاد المنطقة وفي الإمارات، وتطرَّق إلى خلق الشركة نحو 38 ألف وظيفة في الإمارات، تشمل المطورين وأدوار سلسلة التوريد وموظفي التجزئة.

وقال: «نحن ملتزمون بمواصلة هذا النمو»، مشيراً إلى الإعلان الأخير عن متجر جديد، مما يجعل إجمالي حضور «أبل» في الإمارات 5 متاجر. وزاد: «يعكس هذا التوسع تفانينا في دعم مجتمع المطورين ومساعدتهم على الوصول إلى الجماهير في جميع أنحاء العالم».

يذكر أن كوك زار كلاً من السعودية والإمارات، والتقى عدداً من المطورين في البلدَين، بالإضافة إلى مسؤولين من البلدين.

مَن هو تيم كوك

تيم كوك هو الرئيس التنفيذي لشركة «أبل»، إحدى شركات التكنولوجيا الكبرى في العالم. وقد خلف ستيف جوبز في منصب الرئيس التنفيذي في أغسطس (آب) 2011، في الوقت الذي تعدّ فيه «أبل» أكبر شركة من حيث القيمة السوقية في العالم بقيمة نحو 3.73 تريليون دولار.

شغل في البداية منصب نائب الرئيس الأول للعمليات العالمية. لعب كوك دوراً حاسماً في تبسيط سلسلة توريد «أبل»، وخفض التكاليف، وتحسين الكفاءة، وغالباً ما يوصف أسلوبه القيادي بأنه «هادئ، ومنهجي، وموجه نحو التفاصيل».