إقالة مديرة «الخطوط الجوية التونسية» بعد خلاف مع «اتحاد الشغل»

طائرة تابعة لـ«الخطوط التونسية»... (أ.ف.ب)
طائرة تابعة لـ«الخطوط التونسية»... (أ.ف.ب)
TT

إقالة مديرة «الخطوط الجوية التونسية» بعد خلاف مع «اتحاد الشغل»

طائرة تابعة لـ«الخطوط التونسية»... (أ.ف.ب)
طائرة تابعة لـ«الخطوط التونسية»... (أ.ف.ب)

أقالت وزارة النقل التونسية، اليوم (الاثنين)، المديرة العامة لـ«شركة الخطوط الجوية التونسية»، ألفة الحامدي، التي عُينت في يناير (كانون الثاني)، إثر خلاف مع «الاتحاد العام التونسي للشغل» حول وضع الشركة المالي الصعب منذ سنوات.
وأعلنت «وزارة النقل واللوجيستيك» في بيان، الاثنين، قرار «إعفاء السيدة ألفة الحامدي من مهامها كرئيسة مديرة عامة للخطوط التونسية» من دون أن تكشف عن الأسباب.
وأوضح وزير النقل، معز شقشوق، في تصريح لإذاعة «شمس إف إم» الخاصة عن دوافع الإقالة: «هناك تراكم لعديد الأخطاء... منها خرق واجب التحفظ، ونشر وثائق على (فيسبوك)، وهذا غير مقبول».
وتابع الوزير: «كما دعوناها لاجتماع صباح اليوم (الاثنين) للنظر في وضعية الشركة ورفضت... هذا عدم احترام لسلطة الإشراف».
والحامدي مهندسة ثلاثينية وخبيرة في إدارة المشاريع الكبرى، ودخلت في خلاف منذ توليها مسؤولية الإشراف على شركة الطيران التونسية مع النقابة المركزية. ووصفت أمس (الأحد) الأمين العام للاتحاد نور الدين الطبوبي «بالرجل غير المناسب في المكان المناسب»، وفقاً لما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية.
أطلقت الحامدي نهاية يناير في الولايات المتحدة مركز دراسات استراتيجية حول تونس بدعم من مكتب دراسات مختص في «مجموعات الضغط الأميركية» بمجال الطاقة، مما أثار جدلاً واسعاً في تونس.
تواجه «الخطوط الجوية التونسية» صعوبات مالية منذ سنوات من ديون متراكمة وضعف استثمار وتشغل نحو 7.800 موظف، وتدير أسطولاً يضم نحو 30 طائرة يتم تشغيل من 6 إلى 8 منها فقط، حسب الوزير.
لكن تبدو عملية الإصلاح شائكة، ووضعت خطة لها في عام 2017 ترتكز على تسريح موظفين، لكن لم يشرَع في إنجازها إلى اليوم.
أقرت الحكومة، الجمعة، ضخ مبلغ قدره 30 مليون دينار (نحو 10 ملايين يورو) لسداد مستحقات مالية لمزودي الشركة، إثر احتجاجات شارك فيها المئات من موظفي الشركة ونددوا فيها بالوضع المالي الصعب.
وقامت شركة «تاف» التركية بتجميد حسابات الشركة إثر قرار قضائي، لعدم تمكنها من سداد مستحقات مالية.
وبعد اتفاق بين الحكومة والشركة التركية رفع قرار التجميد.
وتواجه شركة الطيران التونسية صعوبات إضافية تتمثل في تفاقم تأثير قرارات مواجهة وباء «كوفيد19» على مداخيلها المالية والتراجع الكبير في عدد المسافرين.



«الصحة العالمية» تحذّر من «نقص حادّ» في المواد الأساسية بشمال قطاع غزة

منظمة الصحة العالمية تطالب إسرائيل بالسماح بإدخال مزيد من المساعدات إلى غزة (أ.ب)
منظمة الصحة العالمية تطالب إسرائيل بالسماح بإدخال مزيد من المساعدات إلى غزة (أ.ب)
TT

«الصحة العالمية» تحذّر من «نقص حادّ» في المواد الأساسية بشمال قطاع غزة

منظمة الصحة العالمية تطالب إسرائيل بالسماح بإدخال مزيد من المساعدات إلى غزة (أ.ب)
منظمة الصحة العالمية تطالب إسرائيل بالسماح بإدخال مزيد من المساعدات إلى غزة (أ.ب)

حذّرت منظمة الصحة العالمية، اليوم الخميس، من أنّ قطاع غزة، ولا سيّما شطره الشمالي، يعاني نقصاً حادّاً في الأدوية والأغذية والوقود والمأوى، مطالبة إسرائيل بالسماح بدخول مزيد من المساعدات إليه، وتسهيل العمليات الإنسانية فيه.

ووفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، وصفت المنظمة الأممية الوضع على الأرض بأنه «كارثي».

وقال المدير العام للمنظمة تيدروس أدهانوم غيبريسوس إنه عندما اندلعت الحرب في غزة، قبل أكثر من عام في أعقاب الهجوم غير المسبوق الذي شنّته حركة «حماس» على جنوب إسرائيل، في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، لجأ تقريباً جميع الذين نزحوا بسبب النزاع إلى مبان عامة أو أقاموا لدى أقارب لهم.

وأضاف، في مؤتمر صحافي بمقرّ المنظمة في جنيف: «الآن، يعيش 90 في المائة منهم في خيم».

وأوضح أن «هذا الأمر يجعلهم عرضة لأمراض الجهاز التنفّسي وغيرها، في حين يتوقّع أن يؤدّي الطقس البارد والأمطار والفيضانات إلى تفاقم انعدام الأمن الغذائي وسوء التغذية».

وحذّر تيدروس من أن الوضع مروِّع بشكل خاص في شمال غزة، حيث بدأ الجيش الإسرائيلي عملية واسعة، مطلع أكتوبر الماضي.

وكان تقريرٌ أُعِدّ بدعم من الأمم المتّحدة قد حذّر، في وقت سابق من هذا الشهر، من أن شبح المجاعة يخيّم على شمال قطاع غزة؛ حيث اشتدّ القصف والمعارك، وتوقّف وصول المساعدات الغذائية بصورة تامة تقريباً.

وقام فريق من منظمة الصحة العالمية وشركائها، هذا الأسبوع، بزيارة إلى شمال قطاع غزة استمرّت ثلاثة أيام، وجالَ خلالها على أكثر من 12 مرفقاً صحياً.

وقال تيدروس إن الفريق رأى «عدداً كبيراً من مرضى الصدمات، وعدداً متزايداً من المصابين بأمراض مزمنة الذين يحتاجون إلى العلاج». وأضاف: «هناك نقص حادّ في الأدوية الأساسية».

ولفت المدير العام إلى أن منظمته «تفعل كلّ ما في وسعها - كلّ ما تسمح لنا إسرائيل بفعله - لتقديم الخدمات الصحية والإمدادات».

من جهته، قال ريك بيبركورن، ممثّل منظمة الصحة العالمية في الأراضي الفلسطينية، للصحافيين، إنّه من أصل 22 مهمّة إلى شمال قطاع غزة، قدّمت طلبات بشأنها، في نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، جرى تسهيل تسع مهام فقط.

وأضاف أنّه من المقرّر أن تُجرى، السبت، مهمّة إلى المستشفيين الوحيدين، اللذين ما زالا يعملان «بالحد الأدنى» في شمال قطاع غزة؛ وهما مستشفى كمال عدوان ومستشفى العودة، معرباً عن أمله في ألا تحدث عرقلة لهذه المهمة.

وقال بيبركورن إنّ هذين المستشفيين «بحاجة إلى كل شيء»، ويعانيان بالخصوص نقصاً شديداً في الوقود، محذراً من أنّه «دون وقود لا توجد عمليات إنسانية على الإطلاق».

وفي الجانب الإيجابي، قال بيبركورن إنّ منظمة الصحة العالمية سهّلت، هذا الأسبوع، إخلاء 17 مريضاً من قطاع غزة إلى الأردن، يُفترض أن يتوجه 12 منهم إلى الولايات المتحدة لتلقّي العلاج.

وأوضح أن هؤلاء المرضى هم من بين نحو 300 مريض تمكنوا من مغادرة القطاع منذ أن أغلقت إسرائيل معبر رفح الحدودي الرئيسي في مطلع مايو (أيار) الماضي.

لكنّ نحو 12 ألف مريض ما زالوا ينتظرون، في القطاع، إجلاءهم لأسباب طبية، وفقاً لبيبركورن الذي طالب بتوفير ممرات آمنة لإخراج المرضى من القطاع.

وقال: «إذا استمررنا على هذا المنوال، فسوف نكون مشغولين، طوال السنوات العشر المقبلة».