حملة دبلوماسية إثيوبية لـ«خلق وعي عالمي» عن واقع سد النهضة

بالتزامن مع «تغير» في الموقف الأميركي... ورداً على جهود مصرية مضادة

رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد يرد على أسئلة أعضاء البرلمان الجمعة (أ.ب)
رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد يرد على أسئلة أعضاء البرلمان الجمعة (أ.ب)
TT
20

حملة دبلوماسية إثيوبية لـ«خلق وعي عالمي» عن واقع سد النهضة

رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد يرد على أسئلة أعضاء البرلمان الجمعة (أ.ب)
رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد يرد على أسئلة أعضاء البرلمان الجمعة (أ.ب)

تسعى وزارة الخارجية الإثيوبية، عبر حملة دبلوماسية واسعة، إلى «خلق وعي» بين المجتمع العالمي حول ما تعده واقع «سد النهضة» على نهر النيل الذي يثير توترات مع مصر والسودان.
وتشيّد أديس أبابا السد على الرافد الرئيسي لنهر النيل منذ عام 2011، وقد بلغت نسبة بناء السد 78.3 في المائة، حسب وزارة المياه والري والطاقة الإثيوبية. وتقول مصر إن السد يهدد بتقليص حصتها من المياه التي تبلغ نحو 55.5 مليار متر مكعب، ولا تفي باحتياجاتها الأساسية.
ووفق وزارة الخارجية الإثيوبية، فإن أديس أبابا تعول على دور حاسم للسفراء المعينين حديثاً في «خلق الوعي بين المجتمع العالمي حول واقع سد النهضة، ومواجهة المعلومات المضللة». وتشير المعلومات في هذا الشأن إلى تدريب 7 سفراء معينين حديثاً و5 من قادة البعثات خلال الأسبوعين الماضيين على قضايا مختلفة، بينها نزاع «سد النهضة».
وقال المدير العام لتنمية الموارد البشرية بوزارة الخارجية الإثيوبية إن «خلق الوعي حول الاستخدام العادل لسد النهضة هو من بين مسؤوليات السفراء وقادة البعثات المعينين حديثاً».
وأضاف المدير العام أن «بعض الجهات الفاعلة تنشر معلومات مضللة حول واقع سد النهضة الإثيوبي الكبير». وتسعى الخارجية الإثيوبية، وفق بيانها، إلى «استبدال الخطاب الصحيح بهذه الخطابات الخاطئة حول ملء السد ».
ومنذ سنوات، تقود مصر حملة مضادة دولياً، بهدف الضغط على إثيوبيا للتوصل إلى اتفاق «قانوني مُلزم» ينظم عمليتي ملء وتشغيل السد الذي تنظر إليه بصفته «مسألة وجودية»، وصلت إلى حد تقديم طلب إلى مجلس الأمن الدولي في مايو (أيار) الماضي لبحث النزاع، بصفته مهدداً للأمن والسلم الدوليين.
وتجري مصر وإثيوبيا والسودان مفاوضات منذ نحو 10 سنوات، لكنها لم تؤدِ إلى تحريك الموقف، رغم دخول أطراف دولية فاعلة، مثل الولايات المتحدة والبنك الدولي والاتحاد الأفريقي.
وتأتي المواجهات الدبلوماسية المصرية - الإثيوبية بموازاة تغير لافت في الموقف الأميركي من القضية، حيث أعلنت الولايات المتحدة قبل أيام إلغاء ربط «العقوبات» التي فرضتها إدارة الرئيس السابق دونالد ترمب على إثيوبيا فيما يتعلق بقضية «سد النهضة»، في موقف قد يصب لصالح أديس أبابا التي لطالما اتهمت الإدارة الأميركية السابقة بالانحياز لمصر.
وفي سبتمبر (أيلول) الماضي، أعلنت إدارة الرئيس ترمب تعليق مساعدات بقيمة 272 مليون دولار مخصصة لإثيوبيا التي اتُّهمت بـ«التعنت»، بينما مُنيت محادثات رعتها واشنطن مطلع العام الماضي في الشأن نفسه بـ«الفشل»، ورفضت أديس أبابا التوقيع على نص اتفاق تمخض عن هذه المحادثات.
ومؤخراً، أعلنت الحكومة الإثيوبية عزمها البدء في المرحلة الثانية من ملء الخزان بنحو 13.5 مليار متر مكعب منتصف العام الحالي. وكانت قد أنهت المرحلة الأولى في يوليو (تموز) الماضي، بنحو 5 مليارات متر مكعب، في إجراء قوبل باحتجاج مصري - سوداني.



وزراء عرب يناقشون خطة إعمار غزة مع مبعوث ترمب

جانب من الاجتماع الذي استضافته الدوحة بشأن فلسطين الأربعاء (واس)
جانب من الاجتماع الذي استضافته الدوحة بشأن فلسطين الأربعاء (واس)
TT
20

وزراء عرب يناقشون خطة إعمار غزة مع مبعوث ترمب

جانب من الاجتماع الذي استضافته الدوحة بشأن فلسطين الأربعاء (واس)
جانب من الاجتماع الذي استضافته الدوحة بشأن فلسطين الأربعاء (واس)

ناقشت اللجنة الوزارية الخماسية بشأن غزة، الأربعاء، مع ستيف ويتكوف مبعوث الرئيس الأميركي إلى الشرق الأوسط، خطة إعادة إعمار القطاع التي أقرتها القمة العربية الطارئة في القاهرة بتاريخ 4 مارس (آذار) الحالي.

جاء ذلك خلال اجتماع استضافته الدوحة، بمشاركة الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية السعودي، والشيخ محمد بن عبد الرحمن رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري، والدكتور أيمن الصفدي نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية الأردني، والدكتور بدر عبد العاطي وزير الخارجية المصري، وخليفة المرر وزير الدولة بوزارة الخارجية الإماراتية، وحسين الشيخ أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية.

وبحث المشاركون تطورات الأوضاع في غزة، واتفقوا على مواصلة التشاور والتنسيق بشأن الخطة كأساس لجهود إعادة إعمار القطاع، بحسب بيان صادر عن الاجتماع.

بدر عبد العاطي يلتقي ويتكوف على هامش الاجتماع في الدوحة (الخارجية المصرية)
بدر عبد العاطي يلتقي ويتكوف على هامش الاجتماع في الدوحة (الخارجية المصرية)

وأكد الوزراء العرب أهمية تثبيت وقف إطلاق النار في غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة، مشددين على ضرورة إطلاق جهد حقيقي لتحقيق السلام العادل والشامل على أساس حل الدولتين، بما يضمن تحقيق تطلعات الشعب الفلسطيني في الحرية والاستقلال.

وجدَّدوا تأكيد الحرص على استمرار الحوار لتعزيز التهدئة، والعمل المشترك من أجل ترسيخ الأمن والاستقرار والسلام في المنطقة، عبر تكثيف الجهود الدبلوماسية، والتنسيق مع مختلف الأطراف الإقليمية والدولية.

وسبق الاجتماع لقاء للوزراء الخمسة العرب والمسؤول الفلسطيني، في الدوحة، بحثوا خلاله «سبل الترويج وحشد التمويل للخطة العربية الإسلامية للتعافي المبكر وإعادة إعمار قطاع غزة، لا سيما في ظل استضافة مصر للمؤتمر الدولي لإعادة الإعمار بالتعاون مع الأمم المتحدة والحكومة الفلسطينية، وبحضور الدول والجهات المانحة»، بحسب الخارجية المصرية.

من لقاء الوزراء الخمسة العرب والمسؤول الفلسطيني في الدوحة (الخارجية المصرية)
من لقاء الوزراء الخمسة العرب والمسؤول الفلسطيني في الدوحة (الخارجية المصرية)

كان الاجتماع الوزاري الاستثنائي لمنظمة التعاون الإسلامي في جدة (غرب السعودية)، الجمعة الماضي، قد أكد دعم الخطة العربية لإعادة إعمار قطاع غزة، مع التمسُّك بحق الشعب الفلسطيني في البقاء على أرضه.

ورداً على سؤال لـ«الشرق الأوسط»، قال وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي في تصريحات أعقبت «اجتماع جدة»، إن الخطة أصبحت عربية - إسلامية، بعد تبنّي واعتماد «الوزاري الإسلامي» جميع مخرجات «قمة القاهرة»، مؤكداً السعي في الخطوة المقبلة لدعمها دولياً، عبر تبنيها من قِبل الاتحاد الأوروبي والأطراف الدولية؛ كاليابان وروسيا والصين وغيرها، للعمل على تنفيذها.

بدر عبد العاطي خلال مشاركته في الاجتماع الوزاري الإسلامي بمحافظة جدة (الخارجية المصرية)
بدر عبد العاطي خلال مشاركته في الاجتماع الوزاري الإسلامي بمحافظة جدة (الخارجية المصرية)

وأشار الوزير المصري إلى تواصله مع الأطراف الدولية بما فيها الجانب الأميركي، وقال إنه تحدّث «بشكل مسهب» مع مبعوث ترمب إلى الشرق الأوسط عن الخطة بمراحلها وجداولها الزمنية وتكاليفها المالية. وأضاف أن ويتكوف تحدث عن عناصر جاذبة حولها، وحسن نية وراءها.

إلى ذلك، قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الأربعاء، في بداية اجتماع بالبيت الأبيض مع رئيس الوزراء الآيرلندي مايكل مارتن: «لن يطرد أحد أحداً من غزة».

من جهته، دعا رئيس الوزراء الآيرلندي خلال لقائه ترمب، إلى وقف إطلاق النار في غزة، وقال: «نريد السلام، نريد إطلاق سراح الرهائن»، مضيفاً: «يجب إطلاق سراح جميع الرهائن، ويجب إدخال المساعدات إلى غزة».