بغداد تُجري مباحثات مع «ناتو» حول توسيع مهمته

وسط جدل سياسي عراقي حول قرار الحِلف زيادة عديد قواته

TT

بغداد تُجري مباحثات مع «ناتو» حول توسيع مهمته

أعلن العراق حرصه على التعاون مع المجتمع الدولي وفي المقدمة منه حلف شمال الأطلسي «ناتو» لا سيما بعد قرار الأخير زيادة عديد قواته من 500 إلى 4000 عنصر يتولون مهمات التدريب والاستشارة والدعم للقوات العراقية.
وقال مستشار الأمن القومي قاسم الأعرجي، خلال استقباله قائد بعثة الحلف في العراق بيير أولسن، إن «العراق حريص على التعاون مع المجتمع الدولي، وإن القوات العراقية لديها خبرات كبيرة اكتسبتها من خلال القتال»، مبيناً أن «تبادل الخبرات مهمّ لمواجهة الإرهاب والتطرف». وأضاف الأعرجي طبقاً لبيان صدر عن مكتبه أن «العراق ليس جزءاً من أي مشكلة إقليمية، بل هو جزء من الحل»، موضحاً أن «العراق سيعمل على الاستفادة من خبرات (ناتو)، وأن تبادل الخبرات مهم، لأن (داعش) ما زال يشكّل خطراً حتى الآن».
من جانبه، أكد قائد بعثة الحلف الأطلسي أن «وجود البعثة جاء بطلب من الحكومة العراقية، وأن أي توسيع للمهام سيكون بناءً على طلب الحكومة العراقية». وتابع، أن «بعثة (ناتو) تدعم العراق لمواجهة الإرهاب والتطرف».
وكان الأمين العام لـ«ناتو»، ينس ستولتنبرغ، قد أعلن الخميس الماضي، أن الحلف قرر زيادة تعداد أفراد بعثته في العراق من 500 حتى 4 آلاف شخص.
ورغم إعلان بغداد أن قرار الحلف جاء بالتشاور معها، فإن الانقسام في مواقف الأوساط السياسية العراقية هو سيد الموقف. ففي الوقت الذي لم يعلن أيٌّ من القوى السياسية السُّنية والكردية موقفاً مناوئاً لقرار الحلف الأطلسي فإن القوى السياسية الشيعية أعلنت رفضها لهذا القرار. ورغم حدّة الخلافات بين القوى والكتل السياسية والبرلمانية الشيعية لا سيما مع بدء العد التنازلي للانتخابات، فإن ما يوحّدها دائماً هو الموقف من الوجود الأميركي في العراق بما في ذلك «ناتو» لجهة كونه من وجهة نظر كثير من القوى الشيعية غطاءً جديداً للوجود الأميركي. وفي هذا السياق، فقد رأى عدد من أعضاء البرلمان العراقي ينتمون إلى كتل نيابية شيعية مختلفة أنه جزء من مشروع أميركي يهدف إلى ضمان ديمومة الوجود الأميركي بغطاء دولي هذه المرة. ويقول رياض المسعودي النائب في البرلمان العراقي عن تحالف «سائرون» المدعوم من زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر في تصريح، إن «واشنطن التي أدركت حجم الضغوط عليها من القوى السياسية العراقية للخروج من العراق تسعى للعودة بوجه جديد عبر (ناتو)» مضيفاً أنه «مشروع يحمل نيات لتثبيت سيطرة واشنطن بمنظومة أكبر وأوسع على الساحة العراقية وهو بالتالي وجود مرفوض منّا».
من جهته، يقول عباس الزاملي، النائب في البرلمان العراقي عن تحالف «الفتح» بزعامة هادي العامري، إن «أي قوة أجنبية لا تمكنها العودة وزيادة قواتها في العراق إلا عبر الاتفاق مع الحكومة العراقية، ومن ثمّ فإن الحكومة ملزمة بمصادقة مجلس النواب على هذا الوجود». وبيّن الزاملي أن «العراق بلد ذو سيادة ولا يحتاج إلى المزيد من التصعيد وما نحتاج إليه هو تقوية الأجهزة الأمنية والجهد الاستخباري وفرض هيبة الدولة وبسط القانون ولا نحتاج إلى وجود أجنبي على أراضينا».
في السياق نفسه، أكد كريم عليوي، عضو لجنة الأمن والدفاع في البرلمان، أن «زيادة عدد القوات الأجنبية في العراق يعد أمراً مرفوضاً من البرلمان العراقي لأنه بمثابة احتلال، لأننا واثقون بأن القوات التي ستدخل العراق إنما هي قوات أميركية لكن تحت غطاء حلف (ناتو)».



سكان العراق أكثر من 45 مليون نسمة... نصفهم من النساء وثلثهم تحت 15 عاماً

عراقيات في معرض الكتاب ببغداد (أ.ب)
عراقيات في معرض الكتاب ببغداد (أ.ب)
TT

سكان العراق أكثر من 45 مليون نسمة... نصفهم من النساء وثلثهم تحت 15 عاماً

عراقيات في معرض الكتاب ببغداد (أ.ب)
عراقيات في معرض الكتاب ببغداد (أ.ب)

يزيد عدد سكان العراق على 45 مليون نسمة، نحو نصفهم من النساء، وثلثهم تقل أعمارهم عن 15 عاماً، وفق ما أعلن رئيس الحكومة، محمد شياع السوداني، اليوم (الاثنين)، حسب الأرقام غير النهائية لتعداد شامل هو الأول منذ عقود.

وأجرى العراق الأسبوع الماضي تعداداً شاملاً للسكان والمساكن على كامل أراضيه لأول مرة منذ 1987، بعدما حالت دون ذلك حروب وخلافات سياسية شهدها البلد متعدد العرقيات والطوائف.

وقال السوداني، في مؤتمر صحافي: «بلغ عدد سكان العراق 45 مليوناً و407 آلاف و895 نسمة؛ من ضمنهم الأجانب واللاجئون».

ونوّه بأن «الأسر التي ترأسها النساء تشكّل 11.33 في المائة» بالبلد المحافظ، حيث بلغ «عدد الإناث 22 مليوناً و623 ألفاً و833 بنسبة 49.8 في المائة» وفق النتائج الأولية للتعداد.

ووفق تعداد عام 1987، كان عدد سكان العراق يناهز 18 مليون نسمة.

وشمل تعداد السنة الحالية المحافظات العراقية الـ18، بعدما استثنى تعداد أُجري في 1997، المحافظات الثلاث التي تشكل إقليم كردستان المتمتع بحكم ذاتي منذ 1991.

وأعلن الإقليم من جهته الاثنين أن عدد سكانه تخطى 6.3 مليون نسمة؛ من بينهم الأجانب، طبقاً للنتائج الأولية، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وأرجئ التعداد السكاني مرات عدة بسبب خلافات سياسية في العراق الذي شهد نزاعات وحروباً؛ بينها حرب ما بعد الغزو الأميركي في 2003، وسيطرة تنظيم «داعش» في 2014 على أجزاء واسعة منه.

ولفت السوداني إلى أن نسبة السكان «في سنّ العمل» الذين تتراوح أعمارهم بين «15 و64 سنة بلغت 60.2 في المائة»، مؤكداً «دخول العراق مرحلة الهبّة الديموغرافية».

وأشار إلى أن نسبة الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 15 عاماً تبلغ 36.1 في المائة، فيما يبلغ «متوسط حجم الأسرة في العراق 5.3 فرد».

وأكّد السوداني أن «هذه النتائج أولية، وسوف تكون هناك نتائج نهائية بعد إكمال باقي عمليات» التعداد والإحصاء النوعي لخصائص السكان.

وأظهرت نتائج التعداد أن معدّل النمو السنوي السكاني يبلغ حالياً 2.3 في المائة؛ وذلك «نتيجة لتغيّر أنماط الخصوبة في العراق»، وفق ما قال مستشار صندوق الأمم المتحدة للسكان في العراق، مهدي العلاق، خلال المؤتمر الصحافي.