ماكس راشدين: مكافحة العنصرية ليست أمراً صعباً... إذا توفرت الرغبة في ذلك

مذيع رياضي ينتقد أسلوب وسائل التواصل الاجتماعي في التعامل مع الإساءات الموجهة للاعبين

توانزيبي مدافع مانشستر يونايتد تعرّض لإساءات عنصرية بعد تعادل فريقه مع إيفرتون (أ.ف.ب)
توانزيبي مدافع مانشستر يونايتد تعرّض لإساءات عنصرية بعد تعادل فريقه مع إيفرتون (أ.ف.ب)
TT

ماكس راشدين: مكافحة العنصرية ليست أمراً صعباً... إذا توفرت الرغبة في ذلك

توانزيبي مدافع مانشستر يونايتد تعرّض لإساءات عنصرية بعد تعادل فريقه مع إيفرتون (أ.ف.ب)
توانزيبي مدافع مانشستر يونايتد تعرّض لإساءات عنصرية بعد تعادل فريقه مع إيفرتون (أ.ف.ب)

يتحدث المذيع ومقدم البرامج الرياضية ماكس راشدين عن الإساءات العنصرية المنتشرة في كل مكان، ولماذا فرض على اللاعبين أنفسهم التعامل مع هذه الإساءات التي يتعرضون لها على وسائل التواصل الاجتماعي، فيقول: «لم أتلقَّ كثيراً من التهديدات بالقتل، فالإساءات التي أتلقاها تأتي غالباً من أشخاص سلبيين تماماً يتمنون لو كنت ميتاً، لكنهم لا يرغبون في أن يقتلونني بأنفسهم! فيمكن أن أتلقى رسالة تقول مثلاً: كيف لم تطرد من عملك حتى الآن؟ إنها معجزة!»، وأشياء أخرى من هذا القبيل!
لقد سمعنا مؤخراً عن تلقي المدير الفني لنيوكاسل ستيف بروس والحكم مايك دين تهديدات بالقتل. ويتم توجيه رسائل تتضمن كراهية للنساء وتهديدات بالعنف الجنسي تستهدف اللاعبات والمحللين والصحافيين. كما يتم إرسال رموز تعبيرية وصور وكلمات عنصرية في رسائل مباشرة للاعبين بشكل شبه يومي. ومؤخراً، تعرض يان داندا، لاعب سوانزي سيتي البالغ من العمر 22 عاماً، لإساءات عنصرية بعد خسارة فريقه أمام مانشستر سيتي. وإذا كان أحد لاعبي سوانزي سيتي سيكون ضحية للعنصرية بعد خسارته أمام أفضل فريق في إنجلترا، فقد وصلنا إذن إلى مرحلة سيتعرض فيها كل كل لاعب أسود أو آسيوي أو ينتمي لأقلية عرقية لإساءات عنصرية كلما خسر في أي مباراة كرة قدم!
وبالتالي، فإن السؤال الذي يجب طرحه الآن هو: من سيكون الضحية التالية بعد داندا وتوانزيبي وروديغر وريس جيمس ولورين جيمس؟ ويجب أن نعرف أن هذه ليست سوى أمثلة محدودة للغاية، وأن هناك كثيراً من الحالات الأخرى التي لا نعرف عنها شيئاً.
وتجب الإشارة أيضاً إلى أن أي شخص لديه أي نوع من المتابعين على وسائل التواصل الاجتماعي يتعرض للإساءة. وأنا شخصياً لا أشعر بأي انزعاج تجاه ذلك، فأنا محظوظ لأنني أشعر بالثقة والراحة بما يكفي لأن أعمل مذيعاً حتى قبل أن يتم تدشين موقع «تويتر»! ومن الواضح أن الإساءات التي توجه لي لا يمكن مقارنتها بالعنصرية والتمييز الجنسي. ويعد هذا جزءاً من الامتيازات التي يحصل عليها الرجل الأبيض، فالإساءات التي توجه لي تتعلق فقط بمدى قدرتي على القيام بعملي، ولا أتلقى إساءات تتعلق بخلفيتي العرقية أو بجنسي.
لكنني رأيت مذيعين آخرين يضطرون إلى إيقاف تشغيل لوحة الرسائل في أثناء العمل مع محطة «توك سبورت» الإذاعية، لأنها تؤثر عليهم كثيراً. وأنا متأكد تماماً من أنه لو كان لوسائل التواصل الاجتماعي التأثير نفسه الذي تحدثه الآن عندما بدأت العمل في شبكة «سكاي سبورتس» عام 2008، فلم يكن بإمكاني الاستمرار في العمل، فقد كنت في ذلك الوقت متوتراً وعديم الخبرة، وبالتالي لم يكن بإمكاني التعامل مع مثل هذه الإساءات، التي كانت ستؤثر على ثقتي بنفسي بكل تأكيد.
وأود أن أشير هنا إلى أن هناك شخصاً ما أنشأ حساباً على موقع «تويتر» يخصصه بالكامل للمطالبة بإقالتي من عملي، ويحمل هذا الحساب اسم «أقيلوا ماكس راشدين». لقد قدّم هذا الشخص بياناً من 10 نقاط يشرح فيها الأسباب التي تجعله يطالب بإقالتي. لقد تابعت هذا الحساب وأعدت نشر رسائله، لكنه استمر في مهاجمتي بكل ضراوة، كأن مهمته الأساسية تكمن في أن أفقد كل مصادر دخلي. وفي نهاية المطاف، التزمت الصمت وحجبت هذا الحساب، لأنني لا أريد أن أضيع وقتي في أشياء من هذا القبيل.
في الواقع، لقد كنت مذنباً في التعامل مع هذه الإساءات على هذا النحو طوال سنوات، لأنه عندما تعيد نشر رسالة مسيئة فسيراها عدد أكبر من المتابعين. لقد طلب مني رؤسائي في العمل كثيراً أن أتوقف عن إعادة نشر هذه الرسائل، لكنني كنت أصر - بعناد - على الاستمرار في ذلك، لكي أثبت للجميع أنني أكبر من ذلك، وأن هذه الكلمات لا تعني شيئاً بالنسبة لي. لكني لا أعرف ما إذا كان تعاملي مع هذا الأمر بهذا الشكل كان صحيحاً أم لا.
لقد نشر أندرو ستروهلين، من منظمة «هيومن رايتس ووتش»، موضوعاً ممتازاً حول كيفية التعامل مع المسيئين ووجه كثيراً من النصائح مثل: لا تُعِد نشر الأشياء القبيحة، ولا تنشر رسائل مروجي الكراهية، ولا تعد نشر الروابط الخاصة بالعناوين البغيضة، بل انشر الأشياء الجيدة، وقم بحظر الأشياء المسيئة مبكراً وفي كثير من الأحيان.
لقد كنت أقوم دائماً بكتم الصوت ولم أكن أحظر أي حساب مهما كان مسيئاً. يقول ستروهلين: «إن الحظر يمنع المتصيدين والمروجين للإساءات من استغلال ردودك على الهراء الذي ينشرونه في المستقبل».
ويعرف المسيئون جيداً، سواء كانوا عنصريين أم لا، أنه بإمكانهم الإفلات من العقاب. فهل إعادة نشر رسائلهم يساعدهم في ذلك؟ أم أن هذا يشجع الآخرين على فعل الشيء نفسه؟ وهل سيكون من الأفضل إبلاغ الشرطة عن الكراهية العنصرية لكن من دون أن تساعد من ينشرون الكراهية؟
لقد نشر نجم مانشستر يونايتد والمنتخب الإنجليزي، ماركوس راشفورد، تغريدة على حسابه الخاص بـ«تويتر» قال فيها: «أنا لا أعيد نشر لقطات من الرسائل المسيئة التي أتلقاها، فمن غير المسؤول القيام بذلك، خصوصاً أن هذه الرسائل لا تحتوي على شيء يستحق النشر. لدي أطفال جميلة من جميع الألوان يتابعونني ولا يجب أن يقرأوا أشياء مثل هذه. ألوان جميلة لا يتعين علينا سوى الاحتفال بها». لقد أجريت مقابلة مع دارين لويس، الصحافي بجريدة «ميرور»، على إذاعة «توك سبورت»، وقال خلال الحوار: «الناس بحاجة لمعرفة ما يعانيه اللاعبون. لم نبدأ في التعامل مع الأمر بجدية إلا عندما بدأنا في رؤيته. فلا يمكنك تقدير حجم الإساءة إلا عندما ترى ذلك بعينيك».
وفي النشرة الأسبوعية التي تعدها صحيفة «الغارديان» عن كرة القدم، قال الصحافي جوردان جاريت بريان: «أنا أتبنى الرأي الذي لا يحظى بشعبية كبيرة، وهو أنه إذا تعرضت للإساءة العنصرية عبر الإنترنت وكان ذلك يؤثر عليك لدرجة أن صحتك العقلية تتأثر بشكل خطير، وإذا جعلك ذلك تشعر بالخوف من أن تفتح هاتفك وجعلك ذلك ترغب في البكاء، فتوقف عن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي من الأساس. وهناك وجهة نظر معارضة تقول: (لماذا يجب أن أتوقف عن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي إذا كان هناك شخص ما يسيء إلي؟) أنا أتفهم هذا الرأي تماماً، لكنك في الوقت نفسه تعاني من الناحية الذهنية، ويتعين عليك أن تفعل شيئاً لتوقف ذلك».
وأعلن موقع «إنستغرام» أنه سيحظر الحسابات التي ترسل إساءات عنصرية. وكتبت أطراف فاعلة في كرة القدم الإنجليزية إلى صاحب شركة «فيسبوك»، مارك زوكربيرغ، وصاحب شركة «تويتر»، جاك دورسي، يطالبونهما بالتعامل مع هذا الأمر بمنتهى الجدية. وإذا تباطأت شركات وسائل التواصل الاجتماعي في التعامل مع انتشار الأخبار المزيفة، فإن هذا يجعلنا نشك في أن هذه الشركات تعطي أولوية في جدول أعمالها لتعرض مئات من لاعبي كرة القدم في المملكة المتحدة للإساءات العنصرية! يقول جاريت بريان: «مكافحة العنصرية لا تجلب أموالاً، وهذا هو الواقع القاسي. مكافحة العنصرية ليست أمراً صعباً، ولو كانت هناك رغبة في ذلك، فيمكنهم القيام بهذا غداً».


مقالات ذات صلة

آرسنال يستعيد ذاكرة الانتصارات... وتشيلسي «ثالثاً» بثنائية في ليستر

رياضة عالمية  توماس بارتي لاعب أرسنال محتفلا بهدفه في مرمى نوتنغهام فورست (رويترز)

آرسنال يستعيد ذاكرة الانتصارات... وتشيلسي «ثالثاً» بثنائية في ليستر

بعد تعثره بتعادلين أمام تشيلسي وليفربول وخسارتين أمام بورنموث ونيوكاسل يونايتد في الجولات الأربع الماضية، وضع فريق آرسنال حداً لنتائجه السلبية في الدوري

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية بيدرو لاعب توتنهام محتفلاً بهدفه في السيتي (رويترز)

الدوري الإنجليزي: رباعية توتنهام تحطم سلسلة مان سيتي القياسية على أرضه

استمرت معاناة مانشستر سيتي بخسارة مفاجئة 4 - صفر أمام ضيفه توتنهام هوتسبير في الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم اليوم السبت.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية صلاح سجل هدفه الشخصي رقم 165 في الدوري الإنجليزي (د.ب.أ)

صلاح يحطم الأرقام وتجديد عقده «ضرورة حتمية» في ليفربول

أصبحت جملة «محمد صلاح هو الوحيد الذي...» شائعةً للغاية خلال السنوات الأخيرة عند الحديث عن أي بيانات أو إحصاءات هجومية في عالم كرة القدم. ويقدم النجم المصري

ديفيد سيغال (لندن)
رياضة عالمية بوستيكوغلو مدرب توتنهام (رويترز)

بوستيكوغلو: غوارديولا في طريقه لأن يصبح أحد عظماء التدريب

قال أنجي بوستيكوغلو مدرب توتنهام هوتسبير إن بيب غوارديولا رفع سقف المنافسة مع مدربي الدوري الإنجليزي الممتاز.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية غوارديولا (أ.ف.ب)

غوارديولا بعد تجديد عقده: لم يحن وقت الرحيل

قال المدرب الإسباني بيب غوارديولا الخميس عقب تمديد عقده مع مانشستر سيتي بطل إنجلترا لعامين اضافيين حتى العام 2027 إنّه «لم يستطع الرحيل الآن».

«الشرق الأوسط» (مانشستر)

خيسوس: طبيعي أن تكون المباراة «مشحونة»

خيسوس خلال المؤتمر الصحفي لنهائي السوبر السعودي (تصوير: مشعل القدير)
خيسوس خلال المؤتمر الصحفي لنهائي السوبر السعودي (تصوير: مشعل القدير)
TT

خيسوس: طبيعي أن تكون المباراة «مشحونة»

خيسوس خلال المؤتمر الصحفي لنهائي السوبر السعودي (تصوير: مشعل القدير)
خيسوس خلال المؤتمر الصحفي لنهائي السوبر السعودي (تصوير: مشعل القدير)

أشار البرتغالي جورجي خيسوس، المدير الفني لفريق الهلال، إلى إمكانية مشاركة البرازيلي مالكوم أمام النصر، في المباراة التي تجمعهما، اليوم السبت في كأس السوبر السعودي.

وقال خيسوس، في المؤتمر الصحافي الخاص بالمباراة: «مجدداً الهلال طرف في نهائي آخر ضد منافس قوي، ستكون مباراة قوية. ستظهر صورة الكرة السعودية التي وصلت إلى المستوى العالي، والعالم يشاهد».

وأضاف: «الفريقان يملكان لاعبين كثراً على مستوى عالٍ من الجودة، وبالطبع نبحث عن أن نظهر الوجه القوي للكرة السعودية».

وتابع: «المباراة ستكون منقولة على مستوى العالم ودول أوروبا والبرازيل، نرغب في أن نظهر أفضل صورة للكرة السعودية، نرغب في أن نظهر ما أظهرناه في الموسم الماضي».

وواصل: «في كل مكان بالعالم النهائيات والديربيات يكون فيها شد ذهني لا يمكن السيطرة عليه بالكامل، المستوى هذا من الصعب أن نتحكم خلاله في ردة الفعل. هناك بعض اللحظات التي يكون فيها شحن وهي طبيعية».

وبسؤاله عن موقف البرازيلي مالكوم من المباراة، أوضح خيسوس: «لقد تدرب مع الفريق اليوم، وبناءً على ذلك سنتخذ القرار الأنسب، كل شيء سيعتمد على التمرين الأخير».

وأردف: «مالكوم من أفضل اللاعبين الموجودين على مستوى الهلال والدوري، وبالنسبة لي بصفتي مدرباً معرفة مالكوم التكتيكية مهمة، وهو حل مهم لنا، يجعل الأمور أسهل».

ورفض خيسوس الحديث عن لاعبه سعود عبد الحميد الذي ارتبط بالانتقال إلى صفوف روما الإيطالي خلال فترة الانتقالات الصيفية الحالية.

وأكد: «الهلال يملك قائمة قوية من اللاعبين، وفترة الإعداد كانت من أجل العمل على استعداد اللاعبين، خصوصاً مثل الموجودين خارج الفريق الموسم الماضي؛ مثل حمد اليامي الذي كان بالشباب، ويملك إمكانات جيدة».

وواصل: «نحن معتادون على حب الجماهير الذي يتحرك معنا، لامسنا هذا الأمر العام الفائت، نحاول أن نمنحهم بطولة أخرى، وقفوا معنا، ودعمونا، ونحن موجودون لأجل إرضاء الجماهير».

وأتم خيسوس حديثه بالإشادة بمهاجمه ميتروفيتش، قائلاً: «إنه محترف على مستوى عالٍ داخل وخارج الملعب، بداية الإعداد كانت رائعة؛ إذ خسر بعض الوزن، ميتروفيتش مثال لنوعية المحترف المثالي».

من جانبه، يأمل الصربي ألكسندر ميتروفيتش، مهاجم الهلال في الفوز بكأس السوبر على حساب النصر.

وقال ميتروفيتش في المؤتمر الصحافي: «ستكون مباراة قوية ضد منافس قوي، لعبنا أمامهم في الموسم الماضي، ونتمنى أن نكون الطرف المنتصر».

وأفاد: «لا يوجد شيء اختلف في الإعداد لمواجهة النصر. إنها مثل أي مباراة أخرى، نركز على أنفسنا وتنفيذ تعليمات المدرب أفراداً ومجموعة».

وأكمل: «ستكون مباراة كبيرة حافلة بالحضور الجماهيري، نحن محظوظون بوجود الجماهير داخل أرضنا وخارجها».

واختتم: «السعادة ستكون أكبر إن انتصرنا مع تسجيلي للأهداف، ولكن الهدف الرئيسي إسعاد الجماهير والفوز باللقب».