كادت ندرة تساقط الثلوج ووباء كوفيد أن يحبطا شغف النرويجيين بالتزلج هذا العام، مما دفع السلطات إلى تخصيص حلبات ومسارات في الحدائق في قلب أوسلو لهذا الغرض. ويفيد المعهد الوطني للأرصاد الجوية أن أوسلو فقدت 21 يومًا من أيام الشتاء على مدار الأعوام الثلاثين الماضية، وهي الأيام التي تنخفض فيها درجة الحرارة دون الصفر. ويرجح أن تخسر المدينة 26 يومًا أخرى بحلول عام 2050.
وفي الأسابيع الأخيرة، ألقت بضع شاحنات قلابة فوق مساحات ظلت رغم حلول الشتاء مغطاة بالعشب الأخضر مئات الأمتار المكعبة من الذهب الأبيض أنتجتها مدافع الثلج على التلال المحيطة بالعاصمة.
وتحولت كتل الثلج التي سويت ونحتت فيها أثلام إلى ملعب لعشاق مختلف الرياضات الشتوية والتزلج بكل أشكاله لجميع الأعمار: أطفال صغار في رحلة مع الروضة أو متقاعدون ممتلئون نشاطًا أو حتى موظفون يستريحون خلال يوم عمل عن بعد.
ويقول عضو المجلس البلدي عمر سامي جمال «منذ ثلاثة أشهر وأوسلو تخضع لإجراءات صحية صارمة جدًا (لاحتواء كوفيد)، لكن ما زال بإمكاننا الخروج»، فيما كانت عربة مزودة بسلاسل حديدية منهمكة خلفه بتشكيل منحدر على الجليد في حديقة تورشوفدالين. ويضيف «بما أن الشتاء لم يجلب لنا الكثير من الثلج، فقد حرصنا على إحضاره للناس. لقد جلبنا لهم القليل من الماركا قريبًا من منازلهم». ولكن ما هي «الماركا»؟ إنها تلك التلال المشجرة التي تطل على المدينة ويقصدها الأهالي لاستنشاق الهواء النقي سيرًا على الأقدام أو على الزلاجات بعد العمل أو خلال عطلة نهاية الأسبوع. أدى سقوط أول ندف من الثلج في بداية العام إلى التدافع على نحو فوضوي إلى التلال في طوابير طويلة من السيارات، أو، وما هو أكثر خطورة في أوقات الوباء هذه، إلى الازدحام في القطارات.
يقول عضو المجلس البلدي «لا نريد أن يتزاحم الناس. نريد أن يبتعد بعضهم عن بعض، وأفضل طريقة لتحقيق ذلك هي الاستفادة من الأماكن العامة داخل المدينة».
وهكذا، فرشت أربع حدائق في أوسلو - بما في ذلك حديقة القصر الملكي - أو سيتم تغطيتها جزئيًا - بالثلج الاصطناعي كرما لعيون المتزلجين. تقول ميريام هين سكوتلاند: «من المهم للغاية تشجيع الناس على الحركة من دون أن يضطر الجميع إلى ركوب القطار نفسه للتوجه إلى خارج المدينة».
نقل جبال من الثلج إلى أوسلو ليستمتع سكانها بالتزلج
نقل جبال من الثلج إلى أوسلو ليستمتع سكانها بالتزلج
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة