إسرائيل تطالب بإلغاء التحقيق في عملياتها بغزة بعد استقالة شاباس

حماس: تنحي رئيس لجنة التحقيق حول حرب غزة يكشف حجم الابتزاز الإسرائيلي

إسرائيل تطالب بإلغاء التحقيق في عملياتها بغزة بعد استقالة شاباس
TT

إسرائيل تطالب بإلغاء التحقيق في عملياتها بغزة بعد استقالة شاباس

إسرائيل تطالب بإلغاء التحقيق في عملياتها بغزة بعد استقالة شاباس

اعتبرت إسرائيل استقالة البروفسور الكندي ويليام شاباس من رئاسة اللجنة الأممية للتحقيق في الاتهامات الموجهة إلى الجيش الإسرائيلي بارتكاب جرائم حرب أثناء الحرب الأخيرة على غزة، انتصارا لسياسة الحكومة.
واستغل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الوضع الجديد للمطالبة بوقف عمل اللجنة تماما. كما سار على نفس النهج وزير خارجية إسرائيل أفيغدور ليبرمان، الذي قال إن استقالة شاباس «تؤكد مرة أخرى على هوية الأشخاص الذين يشكلون اللجنة وانحيازهم المتأصل».
وكان البروفسور شاباس، قد أعلن أول من أمس استقالته من رئاسة اللجنة، بحجة ادعاء إسرائيل والتنظيمات المناصرة لإسرائيل، بأنه ينحاز في مواقفه لصالح الفلسطينيين، منذ أن دعا في السابق إلى محاكمة نتنياهو بتهمة ارتكاب جرائم حرب، كما قام في 2012 بتقديم استشارة قانونية إلى منظمة التحرير الفلسطينية. وقال في مقابلة مع صحيفة «طميديل إيست آي» إنه تعرض لضغوط شديدة بل عنيفة، وتلقى تهديدات على حياته. وأعلن في رسالة حولها إلى مفوض الأمم المتحدة أن استقالته ستدخل حيز النفاذ فورا كي لا يتم حرف الأنظار عن نتائج التحقيق التي يفترض نشرها في مارس (آذار) القادم. كما أعلن شاباس أن اللجنة انتهت من جمع المعلومات والأدلة وبدأت بكتابة التقرير.
وكان نتنياهو ووزراؤه قد هاجموا اللجنة فور تشكيلها، مدعين أن المجلس الدولي لحقوق الإنسان يمنح الشرعية لتنظيمات إرهابية قاتلة كحركة حماس و«داعش». وبدل فحص هجمات حماس على مواطني إسرائيل واستخدامها لسكان غزة كدرع بشرية، أو المذبحة التي ينفذها تنظيم داعش ضد الأكراد، قررت الأمم المتحدة فحص إسرائيل - الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط، والتي تعمل بشكل شرعي دفاعا عن مواطنيها في مواجهة الإرهاب القاتل. وقد صد شاباس هجمات إسرائيل الشخصية عليه، وقال إنه «حتى لو تم تعيين سبايدرمان رئيسا للجنة لكانت إسرائيل ستهاجمه».
ورغم استقالة شاباس قال مسؤولون أمس إن فريق الأمم المتحدة الذي يتولى التحقيق في أي جرائم حرب محتملة في قطاع غزة سيصدر تقريره في موعده الشهر المقبل، رغم استقالة رئيس الفريق، متجاهلا بذلك مطلب رئيس الوزراء الإسرائيلي بالتخلي عن إصداره.
وشكل مجلس حقوق الإنسان لجنة التحقيق في يوليو (تموز) الماضي، بناء على طلب الفلسطينيين. وندد قرار المجلس بالهجوم الإسرائيلي، وقال إنه انطوى على هجمات عشوائية مبالغ فيها، بما في ذلك القصف الجوي لمناطق مدنية والعقاب الجماعي.
والعضوان الآخران في لجنة التحقيق هما دودو دين من السنغال، وماري مكجوان ديفيز من الولايات المتحدة. وقال المتحدث رولاندو جوميز إن رئيسا جديدا لفريق التحقيق قد يعلن في وقت لاحق.
من جهتها، نددت منظمة التحرير الفلسطينية «بترهيب» إسرائيل بعد استقالة رئيس لجنة التحقيق حول حرب غزة، واعتبرت أنها محاولة «ترهيب» جديدة من قبل الدولة العبرية للبقاء «فوق القانون»، إذ قالت حنان عشراوي، عضو اللجنة التنفيذية للمنظمة، ردا على اتهام إسرائيل لشاباس بأنه قدم مشورة قانونية لمنظمة التحرير الفلسطينية عام 2012، إن ذلك «مسألة ثانوية»، مضيفة أن إسرائيل تقوم عادة باستخدام كل الوسائل للمهاجمة والتشهير وتشويه الصورة، وترهيب الأمم المتحدة سعيا لمعاملة إسرائيل كدولة فوق القانون.
من جهتها، أكدت البعثة الفلسطينية في الأمم المتحدة أن شاباس «قدم استقالته حتى لا يدع مجالا للتشكيك في التقرير الذي عملت عليه اللجنة». أما حركة حماس فقالت إن استقالة شاباس، رئيس لجنة الأمم المتحدة للتحقيق في جرائم الاحتلال الإسرائيلي في الحرب الأخيرة على غزة، «تعكس حجم الابتزاز الخطير والضغط الكبير الذي مارسته إسرائيل، واللوبي الإسرائيلي على اللجنة، وعلى رئيسها سعيا لطمس الحقيقة والإفلات من العقاب».
وقال فوزي برهوم، الناطق باسم حركة حماس، في بيان تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه، «هذا تأكيد على إرهاب إسرائيل المنظم، والذي يطال كل من يحاول كشف الحقيقة، وملاحقة قياداتهم في المحافل الدولية». وطالب برهوم المجتمع الدولي والمؤسسات الدولية «بعدم الاستجابة لهذه الضغوطات، والعمل على وقف كل هذا الإرهاب والابتزاز الإسرائيلي المنظم، والاستمرار في التحقيق في كل جرائم الاحتلال الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني، والإسراع في محاسبة قيادات الاحتلال على جرائمهم وإرهابهم».



تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.