الحوثي يزعم قتال أميركا وإسرائيل في مأرب... ويتوسل القبائل

الشرعية تتهم الانقلابيين بإفشال الجهود الدولية

مقاتلون تابعون للحوثيين في أحد تجمعات الجماعة في صنعاء (رويترز)
مقاتلون تابعون للحوثيين في أحد تجمعات الجماعة في صنعاء (رويترز)
TT

الحوثي يزعم قتال أميركا وإسرائيل في مأرب... ويتوسل القبائل

مقاتلون تابعون للحوثيين في أحد تجمعات الجماعة في صنعاء (رويترز)
مقاتلون تابعون للحوثيين في أحد تجمعات الجماعة في صنعاء (رويترز)

في مسعى من زعيم الجماعة الحوثية عبد الملك الحوثي لاستقطاب مزيد من المقاتلين واستنفار رجال القبائل للوقوف مع جماعته للسيطرة على مأرب، زعم أمس (الجمعة) أن ميليشياته تخوض القتال ضد الأميركيين والجماعات المتطرفة في هذه المحافظة النفطية.
وفيما توسل زعيم الجماعة المدعومة من إيران زعماء القبائل مدعياً أن أغلب سكان مأرب يرحبون بجماعته، ضرب عرض الحائط بالدعوات الأممية والدولية لوقف الهجمات، في حين قالت الحكومة الشرعية إنها ملتزمة بمساعي السلام التي يقودها المبعوث مارتن غريفيث وفق المرجعيات الثلاث.
وجاءت تصريحات الحوثي في خطبة له بثتها قناة المسيرة التابعة للجماعة، عشية إصدار جماعته بياناً استهجنت فيه دعوات غريفيث لوقف العمليات الهجومية باتجاه مأرب، وزعمت أن المواقف الدولية بشأن تطورات مأرب، ليست سوى غطاء دولي لدعم من سمتهم «المجموعات التكفيرية».
وكان غريفيث أحاط مجلس الأمن الدولي الخميس، بتطورات الأوضاع في اليمن، مؤنباً الجماعة الحوثية لجهة إصرارها على مواصلة الهجوم على مأرب واستهداف المدنيين ومخيمات النازحين.
وفي الوقت الذي شدد فيه زعيم الجماعة على أتباعه لمواصلة القتال في مأرب والجوف والساحل الغربي وغيرها من الجبهات، أطلق لهم العنان لاستهداف مظاهر الحياة المدنية المتبقية في مناطق سيطرة الجماعة تحت شعار «محاربة الغزو الغربي الثقافي» وتأصيل ما يسميه «الهوية الإيمانية»، في إشارة إلى أفكاره الإيرانية المتطرفة.
وكانت الجماعة عقدت في الأيام الأخيرة في صنعاء وعمران ومناطق أخرى، اجتماعات مكثفة مع شيوخ القبائل الخاضعين لها، وشددت عليهم لإجراء اتصالات مع المنتمين إلى مناطقهم في مأرب، أملاً في استقطابهم وحضهم على التخلي عن مساندة الجيش والحكومة الشرعية.
وبينما لم تظهر الجماعة ولا زعميها أي مؤشرات على نية التوقف عن القتال، أكدت الحكومة اليمنية أنها تواصل انخراطها البناء مع جهود الأمم المتحدة عبر مبعوثها إلى اليمن مارتن غريفيث، للتوصل إلى سلام شامل ومستدام مبني على مرجعيات الحل السياسي المتفق عليها، وهي المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، ومخرجات الحوار الوطني الشامل، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة بالشأن اليمني وعلى رأسها القرار 2216.
وقال المندوب اليمني لدى الأمم المتحدة السفير عبد الله السعدي أمام مجلس الأمن في الجلسة المفتوحة حول الحالة في الشرق الأوسط الخميس: «تسعى الحكومة اليمنية من منطلق مسؤوليتها تجاه أبناء الشعب اليمني، ليس فقط لوقف الحرب العبثية التي شنتها الميليشيات الحوثية بدعم وتسليح من النظام الإيراني المارق، وإنما إلى إنهاء النزاع بشكل جذري».
وأضاف: «وبدلاً من التعامل الإيجابي مع هذه الجهود ومع قرار الإدارة الأميركية إلغاء تصنيف الحوثيين جماعة إرهابية، قامت الميليشيات الحوثية بتصعيدها العسكري الخطير مؤخراً بمحافظة مأرب المكتظة بالسكان والنازحين من خلال هجوم عسكري واسع من مختلف الجبهات، بالإضافة للقصف بالصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة الذي يدخل يومه الحادي عشر، وكذلك استهدافها للأعيان المدنية في السعودية ومنها استهداف مطار أبها المدني».
وأشار السعدي إلى أن كل هذا يأتي «بالتزامن مع التحركات الأممية والدولية لإحلال السلام وإنهاء الحرب، ما يؤكد الموقف الحقيقي لهذه الجماعة من عملية السلام، ويظهر بوضوح أن هذه الميليشيات تتحرك كأداة لتنفيذ الأجندة الإيرانية لإفشال كل الجهود التي يبذلها الأشقاء والأصدقاء والمجتمع الدولي لإنهاء الصراع».
ودعا السعدي مجلس الأمن لتحمل مسؤولياته لوقف هذا التصعيد الخطير على محافظة مأرب واتخاذ موقف صارم وحاسم ومراجعة المواقف، مجدداً تحذيرات الحكومة في بلاده بأن إرسال أي إشارات ورسائل خاطئة من المجتمع الدولي ستعمل على تخفيف الضغط عن الحوثيين وتشجعهم على التصعيد العسكري، بحسب تعبيره.
على الصعيد الميداني، تواصل الجماعة الحوثية في مأرب للأسبوع الثالث أوسع هجوم لها في عدة جبهات، خصوصاً غرب المحافظة وشمالها الغربي وفي جنوبها المتاخم لمحافظة البيضاء.
ويوم أمس (الجمعة)، أفادت المصادر العسكرية الرسمية بأن القوات الحكومية في محافظة الضالع شنت هجومين منفصلين على مواقع الميليشيا الحوثية، في جبهتي مريس وباب غلق شمال المحافظة.
ونقل الموقع الرسمي للجيش عن قائد ميداني قوله «إن الهجوم الأول الذي شنته قوات الجيش الوطني تركز على مواقع ميليشيا الحوثي الإرهابية في منطقة القهرة شمال منطقة مريس، وأسفر عن مقتل وجرح 12 عنصراً».
وأضاف المصدر: «الهجوم الآخر نفذه الجيش على مواقع الميليشيا بجبهة باب غلق غرب مديرية قعطبة، وقتل فيه 6 من عناصر الميليشيا»، كما أكد استعادة الجيش خلال الهجومين أسلحة متنوعة.


مقالات ذات صلة

قيود حوثية جديدة تستهدف طالبات كُبرى الجامعات اليمنية

المشرق العربي طالبات جامعة صنعاء في مواجهة قيود حوثية جديدة (غيتي)

قيود حوثية جديدة تستهدف طالبات كُبرى الجامعات اليمنية

بدأت الجماعة الحوثية إجراءات جديدة لتقييد الحريات الشخصية للطالبات الجامعيات والتضييق عليهن، بالتزامن مع دعوات حقوقية لحماية اليمنيات من العنف.

«الشرق الأوسط» (صنعاء)
المشرق العربي رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني ونائبه خلال استقبال المبعوث الأميركي والسفير فاجن... الاثنين (سبأ)

جهود إقليمية ودولية لإطلاق عملية سياسية شاملة في اليمن برعاية أممية

شهدت العاصمة السعودية، الرياض، في اليومين الماضيين، حراكاً دبلوماسياً نشطاً بشأن الملف اليمني، ركَّز على الجهود الإقليمية والدولية لخفض التصعيد.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي جانب من سور أكبر المستشفيات في العاصمة صنعاء وقد حولته الجماعة الحوثية معرضاً لصور قتلاها (الشرق الأوسط)

نزيف بشري للجماعة الحوثية رغم توقف المعارك

تتزايد أعداد القتلى من قيادات الجماعة الحوثية الذين يجري تشييعهم دون الإشارة إلى أماكن سقوطهم، بالتوازي مع مقتل مشرفين حوثيين على أيدي السكان.

وضاح الجليل (عدن)
أوروبا مدنيون يرتدون زياً عسكرياً يشاركون في تدريب عسكري من قبل جنود أوكرانيين في كييف (أ.ف.ب)

تقرير: بمساعدة الحوثيين... روسيا تجند يمنيين للقتال في أوكرانيا

أفاد تقرير صحافي أن روسيا تقوم بتجنيد رجال من اليمن لإرسالهم إلى الجبهة في أوكرانيا بمساعدة من الحوثيين في اليمن.

«الشرق الأوسط» (لندن )
العالم العربي مالكو الكسارات في مناطق سيطرة الجماعة الحوثية يشتكون من الابتزاز والإتاوات (فيسبوك)

حملة ابتزاز حوثية تستهدف كسارات وناقلات الحجارة

فرضت الجماعة الحوثية إتاوات جديدة على الكسارات وناقلات حصى الخرسانة المسلحة، وأقدمت على ابتزاز ملاكها، واتخاذ إجراءات تعسفية؛ ما تَسَبَّب بالإضرار بقطاع البناء.

«الشرق الأوسط» (صنعاء)

سكان العراق أكثر من 45 مليون نسمة... نصفهم من النساء وثلثهم تحت 15 عاماً

عراقيات في معرض الكتاب ببغداد (أ.ب)
عراقيات في معرض الكتاب ببغداد (أ.ب)
TT

سكان العراق أكثر من 45 مليون نسمة... نصفهم من النساء وثلثهم تحت 15 عاماً

عراقيات في معرض الكتاب ببغداد (أ.ب)
عراقيات في معرض الكتاب ببغداد (أ.ب)

يزيد عدد سكان العراق على 45 مليون نسمة، نحو نصفهم من النساء، وثلثهم تقل أعمارهم عن 15 عاماً، وفق ما أعلن رئيس الحكومة، محمد شياع السوداني، اليوم (الاثنين)، حسب الأرقام غير النهائية لتعداد شامل هو الأول منذ عقود.

وأجرى العراق الأسبوع الماضي تعداداً شاملاً للسكان والمساكن على كامل أراضيه لأول مرة منذ 1987، بعدما حالت دون ذلك حروب وخلافات سياسية شهدها البلد متعدد العرقيات والطوائف.

وقال السوداني، في مؤتمر صحافي: «بلغ عدد سكان العراق 45 مليوناً و407 آلاف و895 نسمة؛ من ضمنهم الأجانب واللاجئون».

ونوّه بأن «الأسر التي ترأسها النساء تشكّل 11.33 في المائة» بالبلد المحافظ، حيث بلغ «عدد الإناث 22 مليوناً و623 ألفاً و833 بنسبة 49.8 في المائة» وفق النتائج الأولية للتعداد.

ووفق تعداد عام 1987، كان عدد سكان العراق يناهز 18 مليون نسمة.

وشمل تعداد السنة الحالية المحافظات العراقية الـ18، بعدما استثنى تعداد أُجري في 1997، المحافظات الثلاث التي تشكل إقليم كردستان المتمتع بحكم ذاتي منذ 1991.

وأعلن الإقليم من جهته الاثنين أن عدد سكانه تخطى 6.3 مليون نسمة؛ من بينهم الأجانب، طبقاً للنتائج الأولية، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وأرجئ التعداد السكاني مرات عدة بسبب خلافات سياسية في العراق الذي شهد نزاعات وحروباً؛ بينها حرب ما بعد الغزو الأميركي في 2003، وسيطرة تنظيم «داعش» في 2014 على أجزاء واسعة منه.

ولفت السوداني إلى أن نسبة السكان «في سنّ العمل» الذين تتراوح أعمارهم بين «15 و64 سنة بلغت 60.2 في المائة»، مؤكداً «دخول العراق مرحلة الهبّة الديموغرافية».

وأشار إلى أن نسبة الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 15 عاماً تبلغ 36.1 في المائة، فيما يبلغ «متوسط حجم الأسرة في العراق 5.3 فرد».

وأكّد السوداني أن «هذه النتائج أولية، وسوف تكون هناك نتائج نهائية بعد إكمال باقي عمليات» التعداد والإحصاء النوعي لخصائص السكان.

وأظهرت نتائج التعداد أن معدّل النمو السنوي السكاني يبلغ حالياً 2.3 في المائة؛ وذلك «نتيجة لتغيّر أنماط الخصوبة في العراق»، وفق ما قال مستشار صندوق الأمم المتحدة للسكان في العراق، مهدي العلاق، خلال المؤتمر الصحافي.