منظمة التجارة العالمية... 6 قادة منذ 1995

منظمة التجارة العالمية... 6 قادة منذ 1995
TT

منظمة التجارة العالمية... 6 قادة منذ 1995

منظمة التجارة العالمية... 6 قادة منذ 1995

«منظمة التجارة العالمية» هي منظمة دولية مقرها مدينة جنيف في سويسرا. وهي المنظمة الدولية الوحيدة التي تعنى بالقوانين الدولية للتجارة بين الأمم، استناداً إلى «اتفاقية التجارة العالمية» التي أقرتها حكومات وبرلمانات العالم. والهدف منها الحفاظ على تدفق حركة التجارة بين الدول بحرية وسهولة ويسر قدر الإمكان.
أسست المنظمة في الأول من يناير (كانون الثاني) عام 1995، كنتيجة للجولة الأخيرة من مفاوضات «الاتفاقية العامة للتعريفات والتجارة» (الغات) (GAAT)، التي عقدت في الأوروغواي في الفترة من 1986 وحتى 1994. ويعود تاريخ «الغات» إلى نهاية الحرب العالمية الثانية. وهي تضم راهناً 164 دولة تمثل نحو 98 في المائة من دول العالم، وتسعى أكثر من 20 دولة للانضمام لعضوية المنظمة، التي تناوب على قيادتها منذ إنشائها ستة مديرين، ثلاثة أوروبيين، ونيوزيلندي وتايواني وبرازيلي، هم:
> بيتر ساذرلاند (آيرلندا)، أول مدير لـ«منظمة التجارة العالمية». شغل ساذرلاند منصب رئيس تحالف البنوك الآيرلندي، وكان عضواً في مجلس إدارة عدد من الشركات قبل أن يتولى منصب مدير عام «الغات» في الأول من يوليو (تموز) عام 1993، وفي الأول من يناير (كانون الثاني) عام 1995، تولى منصب مدير عام المنظمة.
> ريناتو روجيرو (إيطاليا)، انتقلت إدارة المنظمة في الأول من مايو (أيار) 1995، للدبلوماسي الإيطالي ووزير التجارة الخارجية الأسبق ريناتو روجيرو، الذي شغل المنصب لفترة واحدة، مدتها أربع سنوات انتهت عام 1999.
> مايك مور (نيوزيلندا)، رئيس الوزراء النيوزيلندي الأسبق تولى منصب مدير المنظمة في الفترة من 1999 وحتى عام 2002، بعد تاريخ حافل بالمناصب السياسية الرفيعة، إذ شغل عدة حقائب وزارية في بلاده تنوعت بين التجارة والسياحة والرياضة والمالية منذ عام 1984، وحتى توليه رئاسة الوزراء عام 1990.
> سوباتشاي بانيتشباكدي (تايلاند)، نائب رئيس الوزراء التايلاندي الأسبق كان المدير الرابع للمنظمة وشغل هذا المنصب في الفترة من 2002 وحتى 2005. وسبق أن كان نائباً في برلمان بلاده، ثم عين نائباً لرئيس الوزراء ووزيراً للتجارة.
> باسكال لامي (فرنسا)، تولى لامي منصب مدير «منظمة التجارة العالمية» في سبتمبر (أيلول) 2005. وأعيد انتخابه بعد أربع سنوات، ليستمر في المنصب حتى أغسطس (آب) 2013. درس لامي الاقتصاد والتجارة، وعمل مستشاراً لوزير المالية الفرنسي جاك دولور، ثم مستشاراً لرئيس الوزراء الفرنسي بيير موروا.
> روبرتو أزيفيدو (البرازيل)، في الأول من سبتمبر 2013 تولى البرازيلي أزيفيدو، منصب المدير العام، واستمر فيه حتى أغسطس 2020. وهو مهندس إلكتروني، التحق بالسلك الدبلوماسي البرازيلي عام 1984، وكانت أول وظيفة خارجية له في واشنطن عام 1988، شغل بعدها عدة مناصب دبلوماسية في الخارج.



بوتسوانا... «ماسة أفريقيا» الباحثة عن استعادة بريقها

بوتسوانا... «ماسة أفريقيا» الباحثة عن استعادة بريقها
TT

بوتسوانا... «ماسة أفريقيا» الباحثة عن استعادة بريقها

بوتسوانا... «ماسة أفريقيا» الباحثة عن استعادة بريقها

خطفت بوتسوانا (بتشوانالاند سابقاً) أنظار العالم منذ أشهر باكتشاف ثاني أكبر ماسة في العالم، بيد أن أنظار المراقبين تخاطفت الإعجاب مبكراً بتلك الدولة الأفريقية الحبيسة، بفضل نموذجها الديمقراطي النادر في قارتها، وأدائها الاقتصادي الصاعد.

قد يكون هذا الإعجاب سجل خفوتاً في مؤشراته، خصوصاً مع موجة ركود وبطالة اجتاحت البلاد منذ سنوات قليلة، إلا أنه يبحث عن استعادة البريق مع رئيس جديد منتخب ديمقراطياً.

على عكس الكثير من دول «القارة السمراء»، لم تودّع بوتسوانا حقبة الاستعمار عام 1966 بمتوالية ديكتاتوريات وانقلابات عسكرية، بل اختارت صندوق الاقتراع ليفرز برلماناً تختار أغلبيته الرئيس. وأظهر أربعة من زعماء بوتسوانا التزاماً نادراً بالتنحي عن السلطة بمجرد استكمال مدّد ولايتهم المنصوص عليها دستورياً، بدءاً من كيتوميلي ماسيري، الذي خلف «السير» سيريتسي خاما عند وفاته في منصبه بصفته أول رئيس لبوتسوانا. وهذا التقليد الذي يصفه «مركز أفريقيا للدراسات الاستراتيجية» بأنه «مثير للإعجاب»، جنت بوتسوانا ثماره أخيراً بانتقال سلمي للسلطة إلى الحقوقي والمحامي اليساري المعارض دوما بوكو.

انتصار بوكو جاء بعد معركة شرسة مع الرئيس السابق موكغويتسي ماسيسي ومن خلفه الحزب الديمقراطي... الذي حكم البلاد لمدة قاربت ستة عقود.

ويبدو أن تجربة تأسيس الحزب الديمقراطي من زعماء قبائل ونُخَب أوروبية كانت العلامة الأهم في رسم المسار الديمقراطي لبوتسوانا، عبر ما يعرف بـ«الإدماج الناعم» لهؤلاء الزعماء القبليين في بنية الدولة. لكن المفارقة كانت «الدور الإيجابي للاستعمار في هذا الشأن»، وفق كلام كايلو موليفي مُستشار الديمقراطية في مكتب رئيس بوتسوانا السابق للإذاعة السويسرية. وتكمن كلمة السر هنا في «كغوتلا»، فبحسب موليفي، اختار البريطانيون الحُكم غير المُباشر، عبر تَرك السلطة للقادة القبليين لتسيير شؤون شعبهم، من دون التدخل بهياكل الحكم التقليدية القائمة.

نظام «كغوتلا» يقوم على «مجلس اجتماعي»، ويحق بموجبه لكل فرد التعبير عن نفسه، بينما يناط إلى زعيم القبيلة مسؤولية التوصل إلى القرارات المُجتمعية بتوافق الآراء. ووفق هذا التقدير، قاد التحالف البلاد إلى استقرار سياسي، مع أنه تعيش في بوتسوانا 4 قبائل أكبرها «التسوانا» - التي تشكل 80 في المائة من السكان وهي التي أعطت البلاد اسمها -، بجانب «الكالانغا» و«الباسار» و«الهرو».

وإلى جانب البنية الديمقراطية ودور القبيلة، كان للنشأة الحديثة للجيش البوتسواني في حضن الديمقراطية دور مؤثر في قطع الطريق أمام شهوة السلطة ورغباتها الانقلابية، بفضل تأسيسه في عام 1977 وإفلاته من صراعات مع الجيران في جنوب أفريقيا وزيمبابوي وناميبيا.

على الصعيد الاقتصادي، كان الاستعمار البريطاني سخياً – على نحو غير مقصود – مع بوتسوانا في تجربة الحكم، إلا أنه تركها 1966 سابع أفقر دولة بناتج محلي ضئيل وبنية تحتية متهالكة، أو قل شبه معدومة في بعض القطاعات.

مع هذا، انعكس التأسيس الديمقراطي، وفق محللين، على تجربة رئيسها الأول «السير» سيريتسي خاما؛ إذ مضى عكس اتجاه الرياح الأفريقية، منتهجاً نظام «رأسمالية الدولة»، واقتصاد السوق، إلى جانب حرب شنَّها ضد الفساد الإداري.

على صعيد موازٍ، أنعشت التجربة البوتسوانية تصدير اللحوم، كما عزّز اكتشاف احتياطيات مهمة من المعادن - لا سيما النحاس والماس - الاقتصاد البوتسواني؛ إذ تحتضن بلدة أورابا أكبر منجم للماس في العالم.

ثم إنه، خلال العقدين الأخيرين، جنت بوتسوانا - التي تغطي صحرء كالاهاري 70 في المائة من أرضها - ثمار سياسات اقتصادية واعدة؛ إذ قفز متوسط الدخل السنوي للمواطن البوتسواني إلى 16 ألف دولار أميركي مقابل 20 دولاراً، بإجمالي ناتج محلي بلغ 19.3 مليار دولار، وفق أرقام البنك الدولي. كذلك حازت مراكز متقدمة في محاربة الفساد بشهادة «منظمة الشفافية العالمية». ومع أن الرئيس البوتسواني المنتخب تسلم مهام منصبه هذا الأسبوع في ظل مستويات بطالة مرتفعة، وانكماش النشاط الاقتصادي المدفوع بانخفاض الطلب الخارجي على الماس، إلا أن رهان المتابعين يبقى قائماً على استعادة الماسة البوتسوانية بريقها.