دراسة تكشف عن {تفشي العنصرية} بين اليهود المتدينين ضد العرب

TT

دراسة تكشف عن {تفشي العنصرية} بين اليهود المتدينين ضد العرب

كشفت دراسة جديدة أعدت في الجامعة العبرية في القدس أن العنصرية منتشرة بشكل هائل في أوساط أبناء الشبيبة اليهود في إسرائيل تجاه الأقلية العربية، خصوصا لدى المتدينين منهم. وقالت إن 66 في المائة من المتزمتين دينياً (الحريديين)، و42 في المائة من المتدينين اليهود، و24 في المائة من العلمانيين اليهود، يكنون الكراهية للعرب.
وشملت الدراسة 1100 فتى في سن 16-18 عاماً، يمثلون عينة من اليهود العلمانيين والمتدينين والحريديين، وكذلك من العرب، وتم إجراء الاستطلاع في السنة الماضية بين مايو (أيار) ويوليو (تموز)، وهي الفترة بين الإغلاقين الأول والثاني الذي فرضته الحكومة الإسرائيلية إثر انتشار فيروس كورونا.
ووفقاً للتقديرات، فإنه لو أجري الاستطلاع خلال الإغلاق الثالث لكانت نتائج الكراهية والعنصرية أشد، وذلك لأن هناك علاقة بين العزلة القسرية في البيت والبحث عن عدو، وشيطنة هذا العدو».
وجاء في الدراسة التي أشرف عليها «مركز أكورد» في الجامعة أن «أبناء الشبيبة يعبرون عن أفكار مسبقة سلبية، ومشاعر سلبية شديدة، ورغبة ضئيلة بالوجود على اتصال مع مجموعات تعد بعيدة جداً».
ودعت الدراسة إلى معالجة فورية للوضع، في ظل «غياب التسامح، وسيادة الكراهية، ورفض أبناء الشبيبة المختلفين عنهم». وقالت إن احتمال أن تبادر وزارة التربية والتعليم الإسرائيلية إلى سياسة التربية على عيش مشترك هو «ضئيل».
وكشفت أن وزير التعليم الأسبق، نفتالي بنيت، كان قد جمد برامج وضعها العالم الرئيسي للوزارة، بروفسور عامي فولنسكي، للتقريب بين المجموعات الاجتماعية والإثنية في إسرائيل. وامتنع وزراء لاحقون، جميعهم من أحزاب اليمين الإسرائيلي المتطرف، عن العمل في هذه الناحية. كما جرى التعتيم على النموذج الذي وضعه فولنسكي وبقي طي الكتمان.
وقد كشفت الجامعة عن نقاشات تدور في السنوات الثلاث الماضية حول كيفية التغلب على الفصل في جهاز التعليم بين المجتمعات والتيارات والطوائف الذي يرسخ الانفصال الداخلي، ويؤدي إلى تدهور الوضع، حيث إن أغلبية الطلاب لا يلتقون مع أبناء سنهم في مجموعات اجتماعية وإثنية أخرى. كما استنتجت أن «المجتمع الإسرائيلي لا يمارس المساواة، ولا يؤمن بها. وأي مجتمع لا تتوفر فيه المساواة يكون عاجزاً عن الوصول إلى شراكة حقيقية بين المجموعات».
وأضافت الدراسة أنه في حين يوجد احتمال لعقد لقاءات بين أبناء شبيبة يهود علمانيين وعرب، فإنه بين أبناء الشبيبة الحريديين لا يوجد أي استعداد للقاء عرب، واستعداد كهذا بين أبناء الشبيبة اليهود المتدينين ضئيل جداً. كذلك أشارت الدراسة إلى أنه بين أبناء الشبيبة الحريديين واليهود المتدينين توجد معارضة واسعة لمنح موارد للعرب من أجل مواجهة فيروس كورونا، ليشكل ذلك «وسيلة عقاب».
وتبين نتائج الاستطلاع أن أبناء الشبيبة اليهود العلمانيين (24 في المائة) والمتدينين (42 في المائة) والحريديين (66 في المائة) يعبرون عن أعلى مستويات من الكراهية و«الخوف» تجاه العرب. وعلى الرغم من أن الأفراد يمتنعون عن التعبير عن الكراهية في الاستطلاعات، فإن الدراسة أشارت إلى أن التعبير عن ذلك في استطلاعها «قد يدل على أن التعبير عن الكراهية يعد عادة اجتماعية مقبولة». وأيد 49 في المائة من المتدينين اليهود، و23 في المائة من العلمانيين اليهود، سلب حق العرب بالتصويت في الانتخابات. وعبر 23 في المائة من العلمانيين اليهود عن كراهيتهم للحريديين، و8 في المائة عن كراهيتهم للمتدينين، بينما عبر 8 في المائة من المتدينين اليهود عن كراهيتهم للعلمانيين اليهود، و10 في المائة عن كراهيتهم للحريديين.
وأيد 7 في المائة من اليهود العلمانيين سلب حق التصويت من المتدينين اليهود، و12 في المائة يؤيدون سلب هذا الحق من الحريديين. وفي المقابل، عبر 12 في المائة من العرب عن كرههم للعلمانيين اليهود، و22 في المائة عن كرههم للمتدينين اليهود، و22 في المائة عن كرههم للحريديين. وأبدى 9 في المائة تأييدهم لسلب حق التصويت من العلمانيين، و13 في المائة سلب هذا الحق من المتدينين اليهود، و19 في المائة سلبه من الحريديين.



رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.