زار الخرطوم أمس مستشار رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي، محمد حسن ودلباد؛ للتباحث مع بعض المسؤولين في السلطة الانتقالية بالسودان، حول عدد من القضايا، وعلى رأسها توترات الحدود الشرقية مع إثيوبيا، وتعثر مفاوضات سد النهضة. وفي غضون ذلك، عقدت الخارجية السودانية جلسة مشاورات مع سفيرها بأديس أبابا، الذي استدعته لمناقشة التطورات بخصوص الأزمات العالقة مع إثيوبيا.
وتأتي الخطوة الأفريقية في أعقاب زيارة وزير الدولة بالخارجية السعودية للشؤون الأفريقية، أحمد عبد العزيز قطان، وإعلان وقوف السعودية بقوة مع الأمن المائي للدول العربية، وسعيها لإنهاء ملف سد النهضة، بالشكل الذي يضمن حقوق الدول الثلاث.
وعقد ودلباد لقاءات منفصلة مع رئيس مجلس السيادة الانتقالي عبد الفتاح البرهان، ونائبه محمد حمدان دقلو، ورئيس الوزراء عبد الله حمدوك، في حين تأجل لقاؤه بوزيرة الخارجية مريم المهدي، أمس.
وقال ودلباد، إنه سلم رئيس مجلس السيادة رسالة مفصلة من رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي، موسى فكي، تتعلق بجملة من القضايا ذات الاهتمام المشترك بين الاتحاد الأفريقي والسلطة الانتقالية في السودان. مشيراً إلى أن الاتحاد الأفريقي «ظل مواكباً للتطورات في السودان منذ أبريل (نيسان) 2019، وبذل ما لديه من وسائل من أجل أن تكون السلطات الانتقالية فعالة، ومنسجمة ونابعة من إرادة الشعب السوداني».
وأضاف ودلباد، أن فحوى الرسالة يتعلق بالتطورات المهمة بمسار المرحلة الانتقالية في السودان، وجملة من القضايا الحساسة، التي تشهدها علاقات السودان ببعض الملفات ذات الطبيعة الخاصة جداً. مبرزاً أن لقاءه برئيس الوزراء تناول بعض القضايا الأفريقية المهمة، كملف سد النهضة، وآخر التطورات التي شهدتها الحدود السودانية - الإثيوبية، ومؤكداً حرص الاتحاد الأفريقي على مبدأ الحلول السلمية الأفريقية للتحديات الأفريقية، وجاهزيته لتقديم السند والدعم للفترة الانتقالية في البلاد.
وعلمت «الشرق الأوسط» من مصادرها عن تأجيل لقاء وزيرة الخارجية السودانية بالمبعوث الأفريقي، إلى اليوم (الجمعة)، وذلك بعد استكمال لقاءاته بكبار المسؤولين في الحكومة. وأشارت المصادر ذاتها إلى أن وزارة الخارجية اجتمعت مع سفيرها بأديس أبابا، جمال الشيخ، الذي استدعته أول من أمس، للتشاور معه بشأن التوتر الحدودي مع إثيوبيا، وملف سد النهضة، للخروج برؤية واضحة قبل العودة لممارسة مهامه.
وكانت تقارير صحافية قد نقلت، أن الاتحاد الأفريقي ابتعث ودلباد للتباحث مع المسؤولين في الحكومة السودانية بشأن أزمة الحدود مع إثيوبيا. وقالت، إن الخارجية ستستمع لطرح مبعوث الاتحاد الأفريقي بشأن مهمته في الخرطوم.
وكانت اللجنة العليا لسد النهضة، برئاسة رئيس الوزراء عبد الله حمدوك، قد عقدت ليلة أول من أمس اجتماعاً طارئاً، أكدت فيه على ضرورة تبني مقترح السودان بضم الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي وأميركا للقيام بدور الوساطة، إلى جانب الاتحاد الأفريقي، بعد انتخاب الكونغو رئيساً لدورة الاتحاد الحالية. وجدد السودان رفضه إعلان إثيوبيا ببدء الملء الثاني لسد النهضة في يوليو (تموز) المقبل؛ لما يشكّله من تهديد للأمن القومي للبلاد، وعلى منشآته المائية. في حين أقرت اللجنة السودانية العليا لمتابعة سد النهضة مواصلة التشاور مع الأطراف الدولية لشرح فكرة الوساطة الدولية الرباعية حول سد النهضة.
وكان ودلباد قد قاد المفاوضات بين المجلس العسكري الانتقالي، وقوى إعلان الحرية والتغيير في السودان، انتهت بالتوقيع على الاتفاق السياسي الذي يحكم الفترة الانتقالية بالبلاد.
وأدان السودان العدوان الإثيوبي على أراضيه، واعتبره انتهاكاً لسيادة وسلامة أراضيه، ومن شأنه أن تكون له انعكاسات خطيرة على الأمن والاستقرار في المنطقة. كما حمّل إثيوبيا المسؤولية كاملة عما سيجر إليه عدوانها من تبعات، وطالبها بالكف فوراً عن تعديها على أراضيه، واللجوء إلى الحوار، وإكمال إعادة تخطيط الحدود المتفق عليها، ووضع العلامات الدالة عليها.
الاتحاد الأفريقي يتوسط في النزاع الحدودي بين السودان وإثيوبيا
الخرطوم تدعو إلى إشراك الأمم المتحدة و«الأوروبي» وأميركا في مفاوضات «سد النهضة»
الاتحاد الأفريقي يتوسط في النزاع الحدودي بين السودان وإثيوبيا
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة