اصطدمت هجمات حوثية جديدة في مأرب أمس (الخميس) باستبسال الجيش اليمني والمقاومة الشعبية بإسناد من طيران تحالف دعم الشرعية في أكثر من جبهة غرب المحافظة وشمالها الغربي.
جاء ذلك في وقت أعلنت فيه الحكومة اليمنية سعيها إلى إنعاش جبهات القتال المتوقفة في تعز ولحج والضالع، حيث نطاق عمليات المنطقة العسكرية الرابعة في سياق الرد على تصعيد الجماعة المدعومة من إيران، بحسب ما أوردته مصادر رسمية.
وترى الحكومة اليمنية أن التصعيد الحوثي المستمر باتجاه مأرب جاء في أعقاب تراخي الإدارة الأميركية وإعلانها إلغاء تصنيف الجماعة على قوائم الإرهاب الدولي، إضافة إلى توظيف طهران للملف اليمني في صراعها مع القوى الغربية بشأن ملفها النووي.
وفي مقابل التحذيرات الأممية والأميركية للجماعة الحوثية من استمرار الهجوم على مأرب والدعوات للتهدئة من أجل استئناف مسار المساعي الأممية الرامية إلى التوصل إلى حل ينهي الصراع المستمر منذ ست سنوات، يرهن قادة الجماعة الحوثية ذلك، بوقف العمليات العسكرية ضدهم ورفع القيود المفروضة على المنافذ الجوية والبحرية الخاضعة لسيطرتهم.
وذكرت المصادر اليمنية أن رئيس الوزراء معين عبد الملك، عقد (الخميس) في عدن، اجتماعاً بقيادة المنطقة العسكرية الرابعة وعدد من قادة المحاور والألوية، لتقييم الأوضاع العسكرية وأداء الوحدات القتالية في إطار المنطقة والجهود الجارية لرفع مستواها وتحسين أوضاع منتسبيها.
وبحسب وكالة «سبأ» ناقش رئيس الحكومة مع القادة العسكريين «أوضاع الجبهات القتالية مع ميليشيا الحوثي في إطار المنطقة العسكرية الرابعة واحتياجاتها والمقترحات لتوفيرها للمضي قدما في استكمال معركة تحرير ما تبقى من مناطق تسيطر عليها ميليشيات الحوثي، وخاصة في جبهات الضالع ولحج وتعز».
وفيما شدد عبد الملك على أهمية مواجهة وهزيمة الانقلاب الحوثي ومشروعه العنصري المدعوم إيرانيا، أكد في الوقت نفسه على «ضرورة استمرار التنسيق والتكامل بين كافة المناطق والألوية، والتحلي بأعلى مستويات الاستعداد القتالي، حتى هزيمة المشروع الحوثي.
ونقلت المصادر الرسمية عنه قوله إن «استعادة الوطن تبدأ من بناء جيش قوي، قادر على مواجهة العدو الحوثي ودحره من كافة التراب اليمني، وحفظ الأمن والاستقرار».
على الصعيد الميداني أفاد الإعلام العسكري للجيش اليمني بأن عددا من عناصر الحوثيين قتلوا أمس (الخميس)، وجرح آخرون بنيران الجيش الوطني والمقاومة الشعبية وبغارات لطيران تحالف دعم الشرعية في جبهة المشجح غرب محافظة مأرب.
ونقل المركز الإعلامي للقوات المسلحة اليمنية عن مصدر عسكري قوله إن «عناصر الجيش والمقاومة كسروا هجوماً لميليشيا الحوثي في جبهة المشجح، وأوقعوا غالبية العناصر المهاجمة بين قتيل وجريح، وأجبروا من تبقى منهم على الفرار، وإن المعارك أسفرت أيضاً عن خسائر مادية كبيرة في صفوف الميليشيات».
وأشار المصدر إلى أن طيران تحالف دعم الشرعية دمّر تعزيزات حوثية كانت في طريقها إلى المشجح، كما دمّر منصة إطلاق صواريخ كاتيوشا تابعة للميليشيا الإرهابية في جبال «هيلان» كانت تستخدمها لقصف مواقع الجيش ومخيمات النازحين.
وطبقا للمصادر العسكرية الرسمية نفسها، تمكنت قوات الجيش الوطني مسنودة بالمقاومة الشعبية، من دحر ميليشيات الحوثي من عدّة مواقع في جبهة المخدرة غرب محافظة مأرب، خلال معارك حاسمة أسفرت عن خسائر بشرية ومادية في صفوف الميليشيات.
وأوضحت المصادر أن عناصر الجيش والمقاومة كسروا هجوماً لميليشيا الحوثي في جبهة المخدرة، ومن ثم شنّوا هجوماً معاكساً تمكنوا خلاله من تحرير عدد من المواقع واستعادة كميات من الأسلحة والذخائر.
كما أسفرت المعارك وضربات الطيران عن سقوط عشرات القتلى والجرحى في صفوف الميليشيات، إلى جانب خسائر أخرى في المعدات القتالية، إذ دمرت الغارات منصة إطلاق صواريخ باليستية تابعة للميليشيا في منطقة المخدرة، إلى جانب تدمير أربعة صواريخ باليستية كانت الميليشيا تعدها لقصف الأحياء والتجمعات السكنية في مأرب.
ومع اشتداد المعارك التي توشك أن تكمل أسبوعها الثاني منذ أن قادت الجماعة الحوثية أعنف الهجمات المنسقة على مأرب، ذكرت المصادر الرسمية أن قوات الجيش أسقطت طائرة حوثية مفخخة في الجبهة ذاتها.
وبينما تتصاعد المخاوف من قوع كارثة إنسانية وشيكة جراء استمرار ميليشيا الحوثي في استهداف مخيمات النازحين في محافظة مأرب، اتهم وزير الإعلام في الحكومة اليمنية معمر الإرياني في تصريحات رسمية (الخميس) الجماعة باستهداف تجمعات النازحين في مخيم الزور في 10 فبراير (شباط) الجاري والبالغ عددهم 570 أسرة، وهو ما دفع بعضهم إلى المغادرة باتجاه مدينة مأرب، بحسب قوله.
كما كشف عن أن الجماعة استهدفت المخيم مجددا في 11 فبراير وقطعت الخط الوحيد ناريا، واستهدفت النازحين بشكل مباشر أثناء خروجهم من المخيم، ما أدى إلى نزوح جميع الأسر.
ودعا الإرياني إلى إجراء تحقيق دولي عاجل في جرائم استهداف الحوثيين لمخيمات النزوح في محافظة مأرب، وقال إن ذلك «يمثل انتهاكا واضحا لقواعد القانون الدولي الإنساني المتعلقة بحماية المدنيين والتي تحظر أعمال العنف أو التهديد به بهدف نشر الرعب بين السكان المدنيين»، كما دعا إلى «ملاحقة المسؤولين عنها باعتبارهم مجرمي حرب».
وأوضح أن المحافظة تضم أكثر من 90 مخيما حيث استقبلت منذ العام 2014 قرابة 318 ألف أسرة، بإجمالي مليونين و231 ألف نازح، منهم 965 ألف طفل و429 ألف امرأة، ما يشكل 6 في المائة من إجمالي النازحين في عموم اليمن.
في الأثناء توعد وزير الدفاع في الحكومة اليمنية الفريق محمد المقدشي «باستعادة كامل التراب اليمني والتصدي لميليشيا التمرد والإرهاب» خلال اجتماع عقده في مأرب، وفق ما ذكرته المصادر الرسمية.
وقال المقدشي خلال اجتماع هو الأول له منذ عودته قبل أيام إلى مأرب: «نطمئن شعبنا بأننا قادرون على تجاوز التحديات والعوائق التي فرضتها ميليشيا التمرد والإرهاب، وأن الأبطال الميامين يتمتعون بمعنويات وكفاءة قتالية عالية ويُفشلون محاولات العدو الحوثي من الاقتراب من مأرب ويكسرون هجماته ومحاولاته اليائسة بمأرب». بحسب تعبيره.
هجمات الحوثيين في مأرب تتعرقل باستبسال يمني وضربات للتحالف
هجمات الحوثيين في مأرب تتعرقل باستبسال يمني وضربات للتحالف
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة