هجمات الحوثيين في مأرب تتعرقل باستبسال يمني وضربات للتحالف

TT
20

هجمات الحوثيين في مأرب تتعرقل باستبسال يمني وضربات للتحالف

اصطدمت هجمات حوثية جديدة في مأرب أمس (الخميس) باستبسال الجيش اليمني والمقاومة الشعبية بإسناد من طيران تحالف دعم الشرعية في أكثر من جبهة غرب المحافظة وشمالها الغربي.
جاء ذلك في وقت أعلنت فيه الحكومة اليمنية سعيها إلى إنعاش جبهات القتال المتوقفة في تعز ولحج والضالع، حيث نطاق عمليات المنطقة العسكرية الرابعة في سياق الرد على تصعيد الجماعة المدعومة من إيران، بحسب ما أوردته مصادر رسمية.
وترى الحكومة اليمنية أن التصعيد الحوثي المستمر باتجاه مأرب جاء في أعقاب تراخي الإدارة الأميركية وإعلانها إلغاء تصنيف الجماعة على قوائم الإرهاب الدولي، إضافة إلى توظيف طهران للملف اليمني في صراعها مع القوى الغربية بشأن ملفها النووي.
وفي مقابل التحذيرات الأممية والأميركية للجماعة الحوثية من استمرار الهجوم على مأرب والدعوات للتهدئة من أجل استئناف مسار المساعي الأممية الرامية إلى التوصل إلى حل ينهي الصراع المستمر منذ ست سنوات، يرهن قادة الجماعة الحوثية ذلك، بوقف العمليات العسكرية ضدهم ورفع القيود المفروضة على المنافذ الجوية والبحرية الخاضعة لسيطرتهم.
وذكرت المصادر اليمنية أن رئيس الوزراء معين عبد الملك، عقد (الخميس) في عدن، اجتماعاً بقيادة المنطقة العسكرية الرابعة وعدد من قادة المحاور والألوية، لتقييم الأوضاع العسكرية وأداء الوحدات القتالية في إطار المنطقة والجهود الجارية لرفع مستواها وتحسين أوضاع منتسبيها.
وبحسب وكالة «سبأ» ناقش رئيس الحكومة مع القادة العسكريين «أوضاع الجبهات القتالية مع ميليشيا الحوثي في إطار المنطقة العسكرية الرابعة واحتياجاتها والمقترحات لتوفيرها للمضي قدما في استكمال معركة تحرير ما تبقى من مناطق تسيطر عليها ميليشيات الحوثي، وخاصة في جبهات الضالع ولحج وتعز».
وفيما شدد عبد الملك على أهمية مواجهة وهزيمة الانقلاب الحوثي ومشروعه العنصري المدعوم إيرانيا، أكد في الوقت نفسه على «ضرورة استمرار التنسيق والتكامل بين كافة المناطق والألوية، والتحلي بأعلى مستويات الاستعداد القتالي، حتى هزيمة المشروع الحوثي.
ونقلت المصادر الرسمية عنه قوله إن «استعادة الوطن تبدأ من بناء جيش قوي، قادر على مواجهة العدو الحوثي ودحره من كافة التراب اليمني، وحفظ الأمن والاستقرار».
على الصعيد الميداني أفاد الإعلام العسكري للجيش اليمني بأن عددا من عناصر الحوثيين قتلوا أمس (الخميس)، وجرح آخرون بنيران الجيش الوطني والمقاومة الشعبية وبغارات لطيران تحالف دعم الشرعية في جبهة المشجح غرب محافظة مأرب.
ونقل المركز الإعلامي للقوات المسلحة اليمنية عن مصدر عسكري قوله إن «عناصر الجيش والمقاومة كسروا هجوماً لميليشيا الحوثي في جبهة المشجح، وأوقعوا غالبية العناصر المهاجمة بين قتيل وجريح، وأجبروا من تبقى منهم على الفرار، وإن المعارك أسفرت أيضاً عن خسائر مادية كبيرة في صفوف الميليشيات».
وأشار المصدر إلى أن طيران تحالف دعم الشرعية دمّر تعزيزات حوثية كانت في طريقها إلى المشجح، كما دمّر منصة إطلاق صواريخ كاتيوشا تابعة للميليشيا الإرهابية في جبال «هيلان» كانت تستخدمها لقصف مواقع الجيش ومخيمات النازحين.
وطبقا للمصادر العسكرية الرسمية نفسها، تمكنت قوات الجيش الوطني مسنودة بالمقاومة الشعبية، من دحر ميليشيات الحوثي من عدّة مواقع في جبهة المخدرة غرب محافظة مأرب، خلال معارك حاسمة أسفرت عن خسائر بشرية ومادية في صفوف الميليشيات.
وأوضحت المصادر أن عناصر الجيش والمقاومة كسروا هجوماً لميليشيا الحوثي في جبهة المخدرة، ومن ثم شنّوا هجوماً معاكساً تمكنوا خلاله من تحرير عدد من المواقع واستعادة كميات من الأسلحة والذخائر.
كما أسفرت المعارك وضربات الطيران عن سقوط عشرات القتلى والجرحى في صفوف الميليشيات، إلى جانب خسائر أخرى في المعدات القتالية، إذ دمرت الغارات منصة إطلاق صواريخ باليستية تابعة للميليشيا في منطقة المخدرة، إلى جانب تدمير أربعة صواريخ باليستية كانت الميليشيا تعدها لقصف الأحياء والتجمعات السكنية في مأرب.
ومع اشتداد المعارك التي توشك أن تكمل أسبوعها الثاني منذ أن قادت الجماعة الحوثية أعنف الهجمات المنسقة على مأرب، ذكرت المصادر الرسمية أن قوات الجيش أسقطت طائرة حوثية مفخخة في الجبهة ذاتها.
وبينما تتصاعد المخاوف من قوع كارثة إنسانية وشيكة جراء استمرار ميليشيا الحوثي في استهداف مخيمات النازحين في محافظة مأرب، اتهم وزير الإعلام في الحكومة اليمنية معمر الإرياني في تصريحات رسمية (الخميس) الجماعة باستهداف تجمعات النازحين في مخيم الزور في 10 فبراير (شباط) الجاري والبالغ عددهم 570 أسرة، وهو ما دفع بعضهم إلى المغادرة باتجاه مدينة مأرب، بحسب قوله.
كما كشف عن أن الجماعة استهدفت المخيم مجددا في 11 فبراير وقطعت الخط الوحيد ناريا، واستهدفت النازحين بشكل مباشر أثناء خروجهم من المخيم، ما أدى إلى نزوح جميع الأسر‏.
ودعا الإرياني إلى إجراء تحقيق دولي عاجل في جرائم استهداف الحوثيين لمخيمات النزوح في محافظة مأرب، وقال إن ذلك «يمثل انتهاكا واضحا لقواعد القانون الدولي الإنساني المتعلقة بحماية المدنيين والتي تحظر أعمال العنف أو التهديد به بهدف نشر الرعب بين السكان المدنيين»، كما دعا إلى «ملاحقة المسؤولين عنها باعتبارهم مجرمي حرب».
وأوضح أن المحافظة تضم أكثر من 90 مخيما حيث استقبلت منذ العام 2014 قرابة 318 ألف أسرة، بإجمالي مليونين و231 ألف نازح، منهم 965 ألف طفل و429 ألف امرأة، ما يشكل 6 في المائة من إجمالي النازحين في عموم اليمن‏.
في الأثناء توعد وزير الدفاع في الحكومة اليمنية الفريق محمد المقدشي «باستعادة كامل التراب اليمني والتصدي لميليشيا التمرد والإرهاب» خلال اجتماع عقده في مأرب، وفق ما ذكرته المصادر الرسمية.
وقال المقدشي خلال اجتماع هو الأول له منذ عودته قبل أيام إلى مأرب: «نطمئن شعبنا بأننا قادرون على تجاوز التحديات والعوائق التي فرضتها ميليشيا التمرد والإرهاب، وأن الأبطال الميامين يتمتعون بمعنويات وكفاءة قتالية عالية ويُفشلون محاولات العدو الحوثي من الاقتراب من مأرب ويكسرون هجماته ومحاولاته اليائسة بمأرب». بحسب تعبيره.


مقالات ذات صلة

الأمم المتحدة لـ«الشرق الأوسط»: غروندبرغ ملتزم بالوساطة... والتسوية اليمنية

العالم العربي المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ خلال أحدث إحاطاته أمام مجلس الأمن (أ.ف.ب)

الأمم المتحدة لـ«الشرق الأوسط»: غروندبرغ ملتزم بالوساطة... والتسوية اليمنية

في أعقاب فرض عقوبات على قيادات حوثية، أكد مكتب المبعوث الأممي التزامه بمواصلة جهوده في الوساطة، والدفع نحو تسوية سلمية وشاملة للنزاع في اليمن.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي الحوثيون يحكمون قبضتهم على مناطق شمال اليمن ويسخرون الموارد للتعبئة العسكرية (أ.ب)

عقوبات أميركية على قيادات حوثية

فرضت الولايات المتحدة عقوبات جديدة أمس على سبعة من كبار القادة الحوثيين المتحالفين مع إيران في اليمن.

علي ربيع (عدن)
المشرق العربي الأمم المتحدة تخطط للوصول إلى 12 مليون يمني بحاجة إلى المساعدة هذا العام (إ.ب.أ)

انعدام الأمن الغذائي يتفاقم في 7 محافظات يمنية

كشفت بيانات أممية عن تفاقم انعدام الأمن الغذائي في 7 من المحافظات اليمنية، أغلبها تحت سيطرة الجماعة الحوثية، وسط مخاوف من تبعات توقف المساعدات الأميركية.

محمد ناصر (تعز)
المشرق العربي الشراكات غير العادلة في أعمال الإغاثة تسبب استدامة الأزمة الإنسانية في اليمن (أ.ف.ب)

انتقادات يمنية لأداء المنظمات الإغاثية الأجنبية واتهامات بهدر الأموال

تهيمن المنظمات الدولية على صنع القرار وأعمال الإغاثة، وتحرم الشركاء المحليين من الاستقلالية والتطور، بينما تمارس منظمات أجنبية غير حكومية الاحتيال في المساعدات.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي لقاء نسوي حوثي في صنعاء حول مهام الزينبيات في شهر رمضان (إعلام حوثي)

رمضان... موسم حوثي لتكثيف أعمال التعبئة والتطييف

تستعد الجماعة الحوثية لموسم تعبئة وتطييف في شهر رمضان بفعاليات وأنشطة تلزم فيها الموظفين العموميين بالمشاركة وتستغل المساعدات الغذائية بمساهمة من سفارة إيران.

وضاح الجليل (عدن)

كيف سترد إدارة ترمب على الحوثيين هذه المرة؟

زعيم الحوثيين استغل أحداث غزة لتجنيد آلاف اليمنيين (أ.ف.ب)
زعيم الحوثيين استغل أحداث غزة لتجنيد آلاف اليمنيين (أ.ف.ب)
TT
20

كيف سترد إدارة ترمب على الحوثيين هذه المرة؟

زعيم الحوثيين استغل أحداث غزة لتجنيد آلاف اليمنيين (أ.ف.ب)
زعيم الحوثيين استغل أحداث غزة لتجنيد آلاف اليمنيين (أ.ف.ب)

غداة التهديد الحوثي الأخير بعودة الهجمات الحوثية المزعومة ضد إسرائيل، تصاعدت التساؤلات اليمنية عن الطريقة التي ستتخذها إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب ضد الجماعة المدعومة من إيران.

ويرى سياسيون يمنيون أن الولايات المتحدة سترد بطريقة أشد ردعاً على هجمات الحوثيين، إذا ما نفَّذت الجماعة تهديدها بالعودة إلى قصف السفن في البحر الأحمر وخليج عدن؛ حيث تزعم أنها في موقف الدفاع عن الفلسطينيين في غزة.

ويبدو أن زعيم الجماعة المدعومة من إيران، عبد الملك الحوثي، يسعى لاختبار ردة الإدارة الأميركية الجديدة؛ إذ هدد، مساء الجمعة، بأن جماعته ستعود لمهاجمة السفن بعد 4 أيام، إذا لم تسمح إسرائيل بإدخال المساعدات إلى قطاع غزة، ضمن ما نصّت عليه المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار.

وكانت إسرائيل وحركة «حماس» توصلتا، بوساطة قطرية ومصرية وأميركية، إلى اتفاق لوقف النار وتبادل الأسرى بدأ سريانه مع عودة الرئيس الأميركي دونالد ترمب إلى البيت الأبيض، في 20 يناير (كانون الثاني) الماضي. ومنذ ذلك الحين، توقف الحوثيون عن هجماتهم ضد السفن وباتجاه إسرائيل، مع تهديدهم بالعودة إليها في حال فشل الاتفاق.

وتقول الحكومة اليمنية إن هجمات الحوثيين البحرية، وباتجاه إسرائيل، تأتي تنفيذاً لتوجيهات إيرانية، وإنها لم تساعد الفلسطينيين في شيء، أكثر من استدعائها لعسكرة البحر الأحمر وإتاحة الفرصة لإسرائيل لتدمير البنية التحتية في مناطق سيطرة الجماعة.

مقاتلة أميركية تتزود بالوقود جواً (الجيش الأميركي)
مقاتلة أميركية تتزود بالوقود جواً (الجيش الأميركي)

ومع توقُّع أن تكون إدارة ترمب أكثر حزماً من سابقتها في التعاطي مع التهديدات الحوثية، كان قد أعاد تصنيف الجماعة «منظمة إرهابية أجنبية» ضمن أولى قراراته، إذ بدأ سريان القرار قبل أيام بالتوازي مع إدراج 7 من كبار قادة الجماعة على لائحة العقوبات التي تفرضها وزارة الخزانة.

السيناريوهات المتوقعة

مع تهديد زعيم الجماعة الحوثية بالعودة إلى مهاجمة السفن، يتوقع سياسيون يمنيون أن ردة الفعل الأميركية ستكون أقوى. وقد تصل إلى الدعم العسكري للقوات اليمنية على الأرض. وهذا يعني نهاية المسار السياسي الذي تقوده الأمم المتحدة بناء على خريطة الطريق التي كانت توسطت فيها السعودية وعمان في نهاية 2023، وتعذر تنفيذها بسبب التصعيد الحوثي البحري والإقليمي.

ويتوقع البراء شيبان، وهو زميل في المعهد الملكي البريطاني لدراسات الدفاع، أن واشنطن سترد هذه المرة، وقد تكون بوتيرة ضربات أعلى، كما ستشدد الرقابة على كل الأفراد والكيانات الذين لا يزالون يقومون بأي تعاملات مالية أو لوجستية مع الحوثيين، بما في ذلك دخول النفط الذي يُعتبَر أحد أبرز الموارد الذي استخدمته الجماعة خلال الفترة الماضية.

صاروخ باليستي سماه الحوثيون «فلسطين2» واستخدموه لمهاجمة إسرائيل (إعلام حوثي)
صاروخ باليستي سماه الحوثيون «فلسطين2» واستخدموه لمهاجمة إسرائيل (إعلام حوثي)

وفي حال حدوث ذلك، يرى شيبان أن ذلك قد يدفع الحوثيين إلى التصعيد العسكري، وهو ما سيكون له تبعات على خريطة الطريق والمشاورات الذي كانت قد دشنتها الرياض مع الحوثيين منذ عام 2022.

من جهته، يتوقع المحلل السياسي اليمني محمود الطاهر، رداً أميركياً على أكثر من مسار، ومن ذلك أن يكون هناك رد عسكري جوي وبحري على الأهداف الحوثية، إلى جانب استهداف البنية التحتية للجماعة، مثل الموانئ والمنشآت العسكرية.

ويضيف: «ربما قد نرى المزيد من العقوبات الاقتصادية على الحوثيين، مثل تجميد الأصول وتحديد التجارة، بهدف تقليل قدرتهم على الحصول على الأسلحة والموارد. إلى جانب اللجوء إلى البحث عن شريك عسكري في اليمن، بهدف دعمه عسكرياً وتعزيز قدرته على مواجهة الجماعة».

ويخلص الطاهر في حديثه لـ«الشرق الأوسط» إلى القول إن «رد واشنطن سيكون معتمداً على سياق الحادثة ونتائجها، بالإضافة إلى التطورات السياسية والاستراتيجية في المنطقة».

وفي سياق التوقعات نفسها، لا يستبعد الباحث السياسي والأكاديمي اليمني فارس البيل أن يقود أي هجوم حوثي ضد السفن الإدارة الأميركية إلى خلق تحالف جديد يضم إسرائيل لتوجيه ضربات أكثر فاعلية ضد الجماعة وقادتها، وربما بالتزامن مع استهداف القدرات النووية لطهران.

مجسمات لصواريخ ومسيرات وهمية يعرضها الحوثيون في شوارع صنعاء (إ.ب.أ)
مجسمات لصواريخ ومسيرات وهمية يعرضها الحوثيون في شوارع صنعاء (إ.ب.أ)

ويجزم البيل في حديثه لـ«الشرق الأوسط» بأن أميركا تبدو الآن أكثر تصميماً على توجيه ضربات قوية ضد الحوثي في حال أعاد هجماته.

وفي اتجاه آخر، يرى الباحث السياسي اليمني رماح الجبري في حديثه لـ«الشرق الأوسط» أن الجماعة الحوثية تبحث عن أي قصف إسرائيلي أو غربي لمناطق سيطرتها؛ كون ذلك يحقق لها أهدافاً كثيرة. من بينها التصوير لأتباعها أن أي تحرك عسكري يمني أو حرب اقتصادية ضدها انتقام إسرائيلي، وأن الصف الوطني الذي يقوده مجلس القيادة الرئاسي يخدم مصالح تل أبيب.

ويبدو أن الجماعة (بحسب الجبري) تريد أن تستعجل اختبارها لرد الإدارة الأميركية الجديدة، مستغلةً الظروف الحالية التي تتجاذب تنفيذ بقية خطوات اتفاق الهدنة في غزة بين حركة حماس وإسرائيل، دون أن تكترث للرد الأميركي المتوقَّع؛ كونها لا تأبه لأي أضرار يتعرض لها السكان في مناطق سيطرتها.

وعيد أميركي

في أحدث التصريحات الأميركية بشأن الموقف من الجماعة الحوثية، كانت القائمة المؤقتة بأعمال الممثل الدائم للولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، السفيرة دوروثي شيا، توعدت الحوثيين، خلال إيجاز في مجلس الأمن الدولي بشأن اليمن.

وقالت إنه تماشياً مع الأمر التنفيذي الذي أصدره الرئيس ترمب بشأن إعادة إدراج الحوثيين على قائمة المنظمات الإرهابية الأجنبية، تتخذ الولايات المتحدة خطوات ملموسة للقضاء على قدرات الحوثيين.

وأضافت أن بلادها ستتخذ خطوات لوقف الدعم الإيراني لأنشطة الحوثيين الإرهابية، وذلك بموجب المذكرة الرئاسية الخاصة بالأمن القومي التي أصدرها الرئيس ترمب، وأعاد من خلالها فرض القدر الأقصى من الضغط على إيران.

ضربات إسرائيلية أحدثت حرائق ضخمة في الحديدة اليمنية (رويترز)
ضربات إسرائيلية أحدثت حرائق ضخمة في الحديدة اليمنية (رويترز)

وتوعدت السفيرة شيا باتخاذ إجراءات ضد الحوثيين، في حال استأنفوا هجماتهم المتهورة في البحر الأحمر والممرات المائية المحيطة وضد إسرائيل.

وقالت إن كل دولة عضو في مجلس الأمن تتحمل مسؤولية الوفاء بالتزاماتها بموجب القرارات الصادرة عن المجلس، بما في ذلك القرارات التي تتعلق بالحظر المفروض على إمداد الحوثيين بالأسلحة والمواد والتدريبات ذات الصلة أو بالمساعدات المالية.

ودعت القائمة المؤقتة بأعمال المندوب الأميركي في الأمم المتحدة إلى التحرك باتجاه تعزيز آلية الأمم المتحدة للتحقق والتفتيش الخاصة باليمن، وحضت الدول الأعضاء على القيام بدورها وزيادة التمويل للتخطيط طويل الأمد الخاص بالآلية وتوظيفها للأفراد وبنيتها التحتية الحيوية والضرورية لتعزيز القدرة على تفتيش جميع الحاويات غير المكشوفة، وبنسبة مائة في المائة.

ووصفت الحوثيين بأنهم يواصلون سعيهم إلى أخذ مضيق باب المندب والتجارة الدولية كرهينة، ولم يبدوا أي رغبة أو قدرة على التمييز بين أهدافهم، وشددت بالقول: «حري بنا ألا نقبل بأي شكل من الأشكال مزاعمهم بشأن أي أساس مشروع لهجماتهم».

الهجمات والضربات السابقة

يُشار إلى أن الجماعة الحوثية تبنَّت مهاجمة أكثر من 211 سفينة في البحرين الأحمر والعربي، منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023. وأدت الهجمات إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة واحتجاز طاقمها لأكثر من عام ومقتل 4 بحارة.

وتلقت الجماعة نحو ألف غارة نفذتها واشنطن بمشاركة بريطانيا في بعض المرات للحد من قدراتها، في حين شنت إسرائيل 5 موجات انتقامية جوية على موانئ الحديدة ومطار صنعاء، ومحطات كهرباء، رداً على إطلاق الجماعة نحو 200 صاروخ وطائرة مسيرة باتجاه إسرائيل خلال 14 شهراً.

السفينة البريطانية «روبيمار» الغارقة في البحر الأحمر إثر قصف صاروخي حوثي (أ.ف.ب)
السفينة البريطانية «روبيمار» الغارقة في البحر الأحمر إثر قصف صاروخي حوثي (أ.ف.ب)

وباستثناء إسرائيلي واحد قُتِل جراء انفجار مسيرة حوثية في شقة بتل أبيب في يونيو (حزيران) الماضي، لم تكن لهذه الهجمات أي تأثير قتالي باستثناء بعض الإصابات، والتسبُّب في الضغط على الدفاعات الجوية الإسرائيلية.

غير أن الضرر الأكبر لهذه الهجمات الحوثية كان على الصعيد الاقتصادي مع تجنُّب كبرى شركات الملاحة المرور عبر باب المندب وسلوكها مساراً أطول عبر طريق الرجاء الصالح، وهو ما أدى إلى تراجع حركة السفن في البحر الأحمر إلى أكثر من 50 في المائة، وأصبحت مصر أكبر الخاسرين لفقدها نحو 7 مليارات دولار من عائدات قنوات السويس.

ومع عدم نجاح هذه الضربات الغربية والإسرائيلية في الحد من قدرات الجماعة الحوثية على شن الهجمات، كان الموقف الرسمي لمجلس القيادة الرئاسي اليمني والحكومة التابعة له معارضة هذه الضربات، لجهة أنها غير فاعلة في إنهاء التهديد الحوثي، وأن البديل الأنجع دعم القوات اليمنية الشرعية لاستعادة الحديدة وموانئها ومؤسسات الدولة المختطفة، باعتبار ذلك هو الحل العملي.